المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة (أمنية الفراق) _ أبو عبد الله الرياني



أهــل الحـديث
11-02-2013, 11:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




(أمنية الفراق)

تمنيت اللقاء فلم ألاقِ = سوى ألم التلوّعِ ، والفراقِ

تمنيت اللقاء فكان حُلوًا = وكان تمنّياً مُرَّ المذاقِ

وما فارقْتُ إلا أنسَ قلبٍ = وما لاقيتُ إلا لاشتياقِ

وما ودّعْتُ من خلّ حبيبٍ = ظننتُ بُعيدَه ألا تلاقي

بكيناهُ كأنّا ما درَينا = بأنْ لا شيءَ غير الله باقِ

غداً يفنى الكبير، وبعد يوم = ترى عند الصغير، يُقال: راقِ!

سياق الشعر في لغتي نسيمٌ = وما -دَهْري- شطحْتُ عن السياقِ

فحاقَتْ بي مصائبُ ليس تُحكى = وليس القلبُ بالشكوى بحاقِ

تكالبَتِ السنونَ علَيّ تتْرا = ولم أكُ والزمان على وفاقِ

غصبْنَ حُشاشةَ الأنفاسِ منّي = فودّتْ أضلُعي منها لَحاقِي

بقلبٍ أردنيٍّ صغْتُ لحناً = دمشقياً على وجَعٍ عِراقي

أقول به: فلسطينٌ بلادي = وليستْ قطعةً ذاتَ انشقاقِ

لقد أجرى الهوى الأنفاس حَرّى = كما أجرى الدموعَ من المآقي

على قُدسٍ يدنّسها خسيس = يبارِكُها بحائطِه البُراقِ

على أنّا تفرَّقنا جميعاً = وأنّا واليهودَ على اتفاقِ

على حمصِ العديّةِ ليسَ يومٌ = يمرّ بلا صُراخ من زُقاق

على حزنٍ بدرعا ليس يُروى = وما كل الرواةِ له بساقي

على مصرِ العزيزِ إذا تمادى = عليها السّاحرون ذَوُو الشقاق

على الأردنِّ أبكي من مُبيرٍ = يقامِرنا بأثوابٍ رُقاقِ

على الإسلام والإيمانِ حَقاّ = على أرضِ الخلافةِ والعتاق

على أيّ البلاد ترى سأبكي؟ = وقد بلغَتْ بِيَ الروحُ التراقي؟

ومات القلبُ دونَ الجسم كمْدا = فما لُفَّتْ به ساقٌ بساق!
***

يؤرقني الهوى: هل من فقيد؟ = وهل بعد التفرق من تلاقي؟

تمنّيتُ اللقاءَ ، فما تسنَّى = لذا ؛ أزمعْتُ أمنيةَ الفِراق!

لئن طلَع الصباحُ ، فإنّ قومي = لفرسانُ الكريهة والسباقِ

يطول الليل لكنّا قيامٌ = نسامِرُ بدرَهُ بعدَ المُحاقِ !



محمود الصقور
الاثنين 2013/2/4