المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحكام بخصوص إلقاء ما عليه كلمات "حلال" و"مكة" و"المدينة" في القمامة، وعدم مناصحة الفاعل



أهــل الحـديث
11-02-2013, 09:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بارك الله فيكم أعضاء هذا الملتقى الكرام، وبارك في الملتقى. وجزاكم خيرًا. أشكل عليّ شيء بخصوص حكم إلقاء ما فيه كلمة "المدينة" أو "مكة" أو ما كُتب عليه "حلال" في القمامة؟ لا شك أنه لا ينبغي، وإنما ينبغي احترام ذلك. لكن السؤال: هل إلقاء ما عليه كلمة "حلال" أو "مكة" أو ما أشبهها في القمامة بغير استهانة بالدين ولا بالمسجد الحرام - مثلًا -، أيعد ذلك كفرًا؛ كمن ألقى آية أو ما فيه اسم الله أو اسم نبي؟ وهل يدخل في هذا علبة مناديل كُتب عليه "المدينة" - هذا اسم العلامة التجارية - ولا يُعلم إذا كان المقصود هو المدينة المنوّرة أم الكلمة عامّة؟ وما حكم إذا وُجد شخص يلقي شيئًا فيه كلمة محترمة؛ فرفع المرء الورقة من القذر أو منعها عنه، لكنه لم ينكر المنكر بلسانه ولم يناصح الفاعل الجاهل؟ أيكفر بعدم إخباره، لأنه بذلك عرّض غير ذلك من الكلمات المحترمة للامتهان مجددًا؟ وما حكم ترك شخص يضرب بيده بغير قوة أو بقوة على كتاب فيه اسم سور من القرآن؟ أو على كتاب الله؟ أو بالعصى؟! لا شك أن الضرب امتهان وكفر، لكن ترك الشخص بلا مناصحة له أو بلا منعه - خصوصًا إن عسر منعه ولم يستحيل -، فما أحكام كل هذا بارك الله فيكم، من ناحية التحريم والكفر وغير ذلك؟

بل في المسجد بقربنا، فمع أن إقامة حلقات تحفيظ للأطفال قد يكون شيئًا ممدوحًا، إلا أن ما أراه حقًا يستلزم الكثير. إذ أن الأطفال يلعبون بكتبهم وفيها آيات وغيرها وكأنهم "يتزلجون" بها على الأرض وقد يضع أحدهم قدمه فوق الكتاب أو ما أشبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فهل يجب أخذ الكتاب من طفل وإلا كان كفرًا كذلك؟ أم ما الواجب؟

إذن:
1- ما حكم إلقاء ما فيه كلمة ينبغي احترامها كمكة والمدينة و"حلال" (الموجودة على المنتجات المباحة)؟ أفي إلقائها استهانة بالحرمين أو بالشريعة التي فيها إباحة مثل هذا الشيء؟
2- هل ترك احتمال - كبير - لتجدد حصول ما فيه إهانة، مثل عدم المناصحة أو عدم أخذ الكتاب من الطفل أو ما أشبه، هل ترك هذا كفر؟ لا شك أنه ليس كفرًا بإطلاق، لكن هل من تفصيل؟
3- ترك مصحف في قذر مع القدرة على رفعه كفر بيّن، لكن ترك شخص يفعل ما فيه إهانة - كالضرب على المصحف بعصى، دون قصد الإهانة لكن الفعل نفسه فيه إهانة - دون منعه ومناصحته؛ أهو كفر أيضًا؟ وماذا إن ناصحته مرة؟
4- هل تجزءة الحروف بحيث أن يكون مكتوبًا "الله" فيصبح كل حرف وحده، أهذا يكفي؟ لا يخفى عليكم صعوبة الحرق، فجرّبت البل بالماء وهذا لا يمسح الورق بالكامل ويأخذ وقتًا طويلًا جدًا. وجرّبت حتى الماكينة المخصص بعدم الورق وتقطيعه قطعًا، فكانت القطع أكبر من اللازم وقد يظهر عليها كلمة كاملة! وحتى إن حرّقنا، فمن الأصعب الدفن في زمان كهذا! أين تدفن الورق؟ فلا حل إلا الاحتفاظ بالورق. فكيف به إذا وُجد في طين! فيغسل بالماء ويصعب حفظه. فالأمر كبير.

أعتذر على طول السؤال وكثرة التفصيل، ولعلي موسوس كثيرًا بخصوص الكفر وما أشبه - في نطاق أوسع من السؤال -، بل وكفر من لا يكفّر فاعل كذا وكذا، وأرجو أن يجيبني الإخوة الكرام على أسئلتي سريعًا؛ فالأمر مقلق ومتكرر، لدرجة أن جزءً كبيرًا (كالضرب بالعصى على كتب فيها أسماء السور!!) إنما يحدث في حلقات تحفيظ القرآن داخل المسجد، ومن من يُفترض أن يكونوا شيوخًا ولا حول ولا قوة إلا بالله. فما بالكم بغير المسجد مكانًا آخر، كيف يكون الحال فيه؟

وجزاكم ربي خيرًا.