المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــــرحلة الثالثة



سطّام
01-06-2006, 03:03 AM
السلام عليكم


( إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً )
في هذه الآية خير عظيم ، إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمده ، وأن الظلمة تحمل في

أحشائها الفجر المنتظر .

وتلك الحالة من التعاقب بين الأطوار والأوضاع المختلفة تنسجم مع الأحوال النفسية والمادية لبني البشر والتي تتأرجح

بين النجاح والانكسار والإقبال والإدبار ، كما تنسجم مع صنوف الابتلاء الذي هو شرعة الحياة وميسمها العام .

وقد بثت هذه الآية الأمل في نفوس الصحابة - رضوان الله عليهم- حيث رأوا في تكرارها توكيداً لوعود الله - عز وجل -

بتحسن الأحوال ، فقال ابن مسعود : لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه .

وذكر بعض أهل اللغة أن (العسر) معرّف بأل ، و (يسراً) منكر ، وأن العرب إذا أعادت ذكر المعرفة كانت عين الأولى ،

وإذا أعادت النكرة فكانت الثانية غير الأولى, وخرجوا على هذا قول ابن عباس : لن يغلب عسر يسرين .

وفي الآية إشارة بديعة إلى اجتنان الفرج في الشدة والكربة مع أن الظاهر أن الرخاء لا يزامن الشدة وإنما يعقبها ،

وذلك لتطمين ذوي العسرة وتبشيرهم بقرب انجلاء الكرب .

ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الاستبشار بهذه الآية حيث يرى المسلمون الكثير من صنوف الإحباطات والهزائم وألوان

القهر والنكد ؛ مما أدى إلى سيادة روح - التشاؤم واليأس ، وصار الكثيرون يشعرون بانقطاع الحيلة والاستسلام

للظروف والمتغيرات .

وأفرز هذا الوضع مقولات يمكن أن نسميها بـ ( أدبيات الطريق المسدود ) ! هذه الأدبيات تتمثل بالشكوى الدائبة من كل

شيء ، من خذلان الأصدقاء ، ومن تآمر الأعداء ، من تركة الآباء والأجداد ، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد


(*فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً*)، وإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب ، وإن في رحم كل ضائقة أجنة

انفراجها ومفتاح حلها ، وإن لجميع ما نعانيه من أزمات حلولاً مناسبة إذا ما توفر لها عقل المهندس ومبضع الجراح

وحرقة الوالدة ..

وعلى الله قصد السبيل .

السامية بدينها
01-06-2006, 04:16 AM
رحلة مباركة و في غاية الأهمية
جوزيت خيراً أخي الكريم
أسأل الله ألا يحرمك أجرها مضاعفاً




هنا إضافة اسمح لي بها

وعد من الله (تبارك وتعالى) وهو لا يخلف الميعاد [ فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (5) إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ][الشرح : 5 ، 6] . وإذا جاز تخلف وعود البشر و تبدل قوانينهم ، فوعد الله لا يتخلف ، وسنة الله لا تتبدل إنه وعد من الله (سبحانه) يتجاوز حدود الزمان والمكان ، ولا يقف عند حدِّ من وما نزلت فيه الآيات .

وقد فهم منها السلف هذا المعنى الواسع ، فقالوا : لن يغلب عسر يسرين ، وقالوا : لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه .

إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيبُ وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوبُ ولم تر لانكشاف الضر وجهاً ولا أغنى بحيلته الأريبُ أتاك على قنوط منك غوثٌ يمن به اللطيف المستجيبُ وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريبُ بل يربط الله ذلك بالتقوى : [ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ] [الطلاق : 4] .

وسنة الله (تبارك وتعالى) : أنه حين تشتد الأزمات وتتفاقم : يأتي اليسر والفرج ، أرأيت كيف فرج الله للأمة بعد الهجرة وقد عاشت قبلها أحلك الظروف وأصعبها ؟ وفي الأحزاب حيث بلغت القلوب الحناجر وظن الناس بعدها الظنون ، بعد ذلك كانت مقولة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وهي مقولة صدق : » الآن نغزوهم ولا يغزوننا « [رواه البخاري (4110)] ، وحين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وضاقت البلاد بأصحاب النبي ، وارتد العرب ، وأحدق الخطر : ما هي إلا أيام وزال الأمر ، وتحول المسلمون إلى فاتحين لبلاد فارس والروم ، وصار المرتدون بإذن الله بعد ذلك جنوداً في صفوف المؤمنين .. والعبر في التاريخ لا تنتهي .

فهل يعي المسلمون اليوم هذه الحقيقة وهم يعيشون أزمة البعد عن دين الله ، والإعراض عن شرعه ، وانتشار ألوان الفساد ، وفي المقابل : التآمر في كثير من الدول على الإصلاح والمصلحين وانسداد الأبواب في وجوههم ، مما أدى إلى سيطرة اليأس على كثير من المسلمين وأصبحت لغة التشاؤم هي السائدة في مجالس بعض الصالحين .

أضف إلى ذلك : أن المسلم يشعر أن الأمور بقدر الله ، وأنه (تبارك وتعالى) قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض ، وأن قدره وقدرته فوق كل ما يريد ويكيد البشر .

وثالثة : أن الأمر قد يكون في ظاهره شرّاً ، ثم تكون العاقبة خيراً بإذن الله ، أرأيت حادثة الإفك وفيها من الشناعة والبشاعة ما فيها ، ومع ذلك هي بنص القرآن : [ لا تَحْسَبُوهُ شَراً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ][النور : 11] ، وها هو سراقة بن مالك (رضي الله عنه) يلحق النبي -صلى الله عليه وسلم- » فكان أول النهار جاهداً على نبي الله ، وكان آخر النهار مسلحة له « [رواه البخاري ، ح/3911 ] .

ورابعة : أن الفساد وإن كان الواجب رفضه شرعاً والسعي لدرئه ، إلا أنه أحد روافد الإصلاح ، وواقع الأمة اليوم قد بلغ من الترهل والخمول ما يجعل يقظة الأمة أجمع لا تتحقق إلا حين تبلغ الغاية في الذل والانهيار والمهانة ، فالمسلم يرفض ذلك شرعاً وديناً ويسعى لدفعه ، لكنه قدَراً يعلم أن عاقبته إلى خير بإذن الله ، وفي التاريخ عبرة : ألم يكن اجتياح التتار والمغول لبلاد الإسلام ، والغزو الصليبي .. رافداً مهمّاً من روافد يقظة الأمة ونهوضها ، بعد أن وصلت إلى مرحلة شبيهة بما نحن فيه اليوم ؟

فما أجدر بالصالحين اليوم أن ينظروا بعين التفاؤل ، وأن ينصرفوا للعمل والجد ، ويَدَعُوا عنهم اليأس والتخذيل ؛ فكيد أهل الفساد في بوار ، ودين الله ظاهر [ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ][المنافقون : 8] .

المصدر (http://www.denana.com/articles.php?ID=1651)

خــــالـــــد
01-06-2006, 09:01 AM
سطام الوحداني
.
.

الله يعطيك العافية اخوي الغالي

وجزاك الله خير على ما سطرت لنا يمينك

أبدعت أخي خلال الرحلات الثلاث ..

وأتمنى مواصلة إبداعك " للفائدة "





أخوكـ/خالد

حكيم نت
01-06-2006, 09:37 AM
الأخ سطام دائماً .......مبدع
لك خلص دعائنا

شيخة الحزن
01-06-2006, 10:30 AM
مشكور اخوي سطام


يعطيك العافيه وجزاك الله الخير


تحيتي 0000

المؤمن بالله
01-06-2006, 05:02 PM
اللهم يسرّها على جميع المسلمين

بارك الله فيك أخي

وسدد الله خطاك لما فيه الخير

سماهيير
01-06-2006, 09:10 PM
سطام الوحداني
السامية بدينها

الف الف شكر على هذه الرحلة الطيبة المباركة

سطّام
02-06-2006, 01:35 AM
الساميه بدينها

بارك الله فيك على الإضافه الجميلة

وجزاك الله الخير والمثوبة

سطّام
02-06-2006, 01:39 AM
خالد

الله يجزاك خير

والف شكر

سطّام
02-06-2006, 01:44 AM
حكيم نت

الله يجزاك خير

والف شكر

سطّام
02-06-2006, 01:46 AM
شيخة الحزن

الله يجزاكِ خير

والف شكر

سطّام
02-06-2006, 01:49 AM
المؤمن بالله

آمين

الله يجزاك خير

والف شكر

سطّام
02-06-2006, 01:51 AM
سماهير

الله يجزاكِ خير

والف شكر

أمل عبدالعزيز
02-06-2006, 08:36 AM
,
,
,

سطام الوحداني

جزاك الله خيراً وأجزل الله لك المثوبة

وللأخت الغالية السامية بدينها بارك الله فيها على الإفادة في هذه الزيادة


ونسأل الله الثبات على الحق حتى الممات...
.

سيف العدالة
02-06-2006, 10:12 AM
بارك الله فيك ياسطام وفي الأخن الغالية السامية بدينها

جزاكم الله خير الجزاء

الفارررس
02-06-2006, 01:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخوي سطـــــــــــــــــــــــ ام

" اللهم يسر أمورنا كلها فانه لا يسهل ويسر الأمور الا انت سبحانك وفرج كربتنا انه لا يفرج الكروب الا انت يا رجائنا ويا ملاذنا اذا اغلقت الأبواب " اللهم امين امين .


اخوكـــــ الفارررس

سطّام
02-06-2006, 09:14 PM
أمل

جزاكِ الله الف خير

ويعطيك العافيه

والف شكر

سطّام
02-06-2006, 09:15 PM
بغداد الأمجاد

جزاكِ الله الف خير

ويعطيك العافيه

والف شكر

سطّام
02-06-2006, 09:17 PM
الفارس

آمين

جزاك الله خير أخوي

على مرورك ودعائك المبارك

بارك الله فيك

إيلاف
02-06-2006, 10:42 PM
أخي سطام بارك الله في قلمك وفيما كتبت أناملك ...........وأسعدك الله أخيتي الساميه بدينها....

سطّام
03-06-2006, 03:02 AM
إيلاف

جزاك الله خير

وبارك الله فيك

أبو محمد 19
03-06-2006, 05:49 PM
جزاك الله خيراً أخي سطام وجعلها الله في موازين حسناتك

سطّام
04-06-2006, 08:51 PM
أبومحمد

بارك الله فيك

وجزاك الله الخير