المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى الباحثين عن السعادة



تاجر مواشي
09-02-2013, 08:10 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور


رسالة إلى الباحثين عن السعادة (http://www.aghnam.com.sa/vb/showthread.php?t=213980)


الناس جميعاً يبحثون عن السعادة (http://www.aghnam.com.sa/vb/tags.php?tag=%C7%E1%D3%DA%C7%CF%C9) ويجدون في طلبها ويكدحون في تحصيلها , ولكن ليس كل من يطلب السعادة يجدها ؛ لأن فهم كل واحد منهم لها يختلف , ومشاربهم في سبل تحصيلها تتباين , فالبعض يظن أن السعادة في كثرة المال , فيسعي إلى تحصيله بكل السبل وشتى الوسائل والطرق , ولا يدري أن هذه السعادة وهمية غير حقيقية، وأن هناك يوماً سيأتيه ويصرخ فيه قائلاً : \" مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ \".


فالسعادة فد لا تكون في جمع الأموال واكتناز الكنوز , فكم من أغنياء هم أشقى الناس وكم من فقراء هم أسعد الخلق حالاً ومآلاً , وقد لا تكون السعادة في المناصب والوجاهات , فكم من صاحب منصب جر عليه منصبه أذيال الخيبة والتعاسة , وفقير معدم يعيش في رضا وسعادة , وقد لا تكون السعادة في الصحة فكم من صحيح معافى لا يحس بتلك النعمة وكم من مريض مبتلى راض عن ربه وربه راض عنه .
إذن فلطالما أن السعادة ليست في كل ما سبق , فأين يجد الإنسان سعادته ؟ بل أين يلاقي أمنه وراحته وهناءته؟ سؤال محير لكن ديننا الحنيف قد أجاب عليه ووضع له السبل السهلة الميسورة إليه , فالمسلم يجد سعادته في :

يذكر أن زوجاً قال لزوجته بغضب: لأشقينَّك . فقالت الزوجة في هدوء وإيمان وعزة : لا تستطيع أن تشقيني كما لا تستطيع أن تسعدني.فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟ فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !فقال الزوج في دهشة: وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي .
ويحكى أن أحد الأثرياء كان لديه خادم يحرس القصر الذي يسكن فيه ذلك الثري ,فكان هذا الثري في قصره الكبير لا يحس بطعم الراحة فهو مريض يتناول الأدوية قبل الأكل وفي وسطه وفي آخره , بل يظل طوال الليل يتقلب من الألم ولا يستطيع النوم , وذاك الخادم الفقير يسكن بجوار باب القصر في غرفة صغيرة هو وزوجته وأولاده , فيظلون إلى منتصف الليل يضحكون ويصفقون ويغنون , فقال الثري في نفسه هؤلاء لا يملكون إلا قوت يومهم ويعيشون في هذه السعادة فما بالهم لو كان معهم بعض المال , فذهب إليهم ذات يوم وقال لهذا الحارس سأعطيك كل يوم خمسون جنيهاً تشترى بها بيضاً وتجلس تبيعه أما القصر ونتقاسم المكسب , وفي الليلة الأولى سمعهم يضحون ويغنون ولكن إلى ما بعد العشاء بساعة وليس إلى منتصف الليل , وفي الليلة الثانية سكتت أصواتهم بعد العشاء مباشرة , وفي الليلة الثالثة سمع أصوات الشجار والصراخ , ثم دخل عليه ذلك الحارس المسكين ومعه ما تبقى من البيض وما كسب من مال , وقال له يا سيدي هذا بيضك ومالك, ودعنا نعود إلى حالنا السابق من الضحك والغناء , فلقد أفسد علينا المال سعادتنا .
وكانت هناك امرأة تدعى \"كريستينا أوناسيس\": وهي ابنة المليونير اليوناني الشهير \"أوناسيس\"، مات أبوها وترك لها خمسة آلاف مليون ريال، وأسطولاً بحرياً ضخماً، وهي تملك جزراً كاملة، وتملك شركات طيران، تزوجت مرة وثانية وثالثة ورابعة، وفي كل مرة تبحث عن السعادة ولا تجدها.بل وسألها الصحفيون: هل أنت أغنى امرأة؟ قالت: نعم. أنا أغنى امرأة، ولكني أشقى امرأة. ثم عاشت بقية حياتها في تعاسة وهمّ، وبعد ذلك وجدوها ميتة في شاليه في الأرجنتين وحيدة شريدة

ـ الإقبال على الطاعة والعبادة وترك الذنوب والمعاصي:
القلب السليم دائماً يحن ويشتاق إلى الطاعة أكثر من حنين الجائع إلى الطعام والشراب، ومن المعلوم أن من أحبَّ الله أحبَّ خدمته، وصارت العبادة والطاعة قوت قلبه، وغذاء نفسه، وسر سعادته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلِّي حتى تتورَّم قدماه، وهو الذي غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر.
فالتقرب إلى الله تعالى بالطاعة والعبادة سبب لحب الله للعبد , وإذا أحب الله العبد هيأ له أسباب السعادة والإنس به , قال تعالى : \" وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ .. (165) سورة البقرة , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ. أخرجه البخاري



د. بدر عبد الحميد هميسه


المصدر: منـتـدى أغـــنـام (http://www.aghnam.com.sa/vb) - من قسم: المنتـدى الـعــام (http://www.aghnam.com.sa/vb/forumdisplay.php?f=23)


vshgm Ygn hgfhpedk uk hgsuh]m