المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإشاعات وأثرها في هدم الأسر



حمد القميزي
25-05-2006, 01:42 PM
قليلٌ أولئك الذين لا يؤيدون أن الإشاعات منتشرة في مجتمعاتنا، ومع ذلك فإنه لا أحد ينكر دور تلك الإشاعات في تحقيق الأهداف التي أشيعت لأجله، والتي غالباً ما تكون اهداف غير نبيلة.
من هذا حاولت أن أشارك بهذا المقال عن أثر الإشاعات في هدم الأسر


تعتبر الإشاعات ظاهرة من جملة الظواهر التي تنتشر في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، وما أكثر الإشاعات اليوم التي تروج وتشيع في أوساطنا ونسمعها من هنا وهناك، إشاعات مقصودة وإشاعات غير مقصودة، فلا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا وتسمع بإشاعة جديدة.
وشرعنا الإسلامي يحذرنا من إشاعة الأخبار والأقاويل الكاذبة، فيصف الله سبحانه وتعالى مبتدع الإشاعة ومبتدئها، ومروجها بأقبح الأوصاف، فقد وصفهم الله بالفسق في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}،ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالنفاق، في قوله: (آية المنافق ثلاث وإن صلى، وصام، وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان).

وبيَّن الله سبحانه وتعالى االعقوبة التي يستحقها الكاذب على كذبه، فقال تعالى: {فنجعل لعنة الله على الكاذبين}، وقال تعالى: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة}، وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع).

أما السامع لهذه الإشاعات والأخبار فقد أمره الله سبحانه وتعالى بالتثبت، والتأكد مما يسمع، وحذره من المسارعة إلى تصديق كل ما يسمعه فيقع في الندامة والحسرة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.

وفي مجتمعاتنا اليوم وبين أفراد أسرنا عموماً ونسائناً خصوصاً تنتشر الإشاعات وبسرعة كانتشار النار في الهشيم، وتختلف دوافع أفراد الأسر - الرجال والنساء - وراء نشر الإشاعات، فقد يكون الدافع لها هو الحقد والكراهية والثأر والانتقام، عن طريق التشهير والتشنيع وإيغار الصدور والتفريق بين الأحباب، ولا ريب في أنه يترتب على ذيوع الإشاعات وانتشارها آثار سيئة وأضرار عظيمة وعواقب وخيمة متفاوتة، يسعى إليها ويفرح بها ضعاف الإيمان وقليلو المروءة ومحبو الفتنة.

وقد تعرضت أكرم الأسر وأفضل البيوت للإشاعة وأثرت فيه وسببت لها الحزن، إنه بيت النبوة وأسرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك المشهورة، والتي تولى كبرها رأس النفاق عبدالله بن أُبي بن سلول، وشارك في نشرها وإشاعتها المنافقون وعدد من الصحابة رضي الله عنهم الذين خُدعوا من قبل أولئك المنافقين، وفي تعرض بيت النبوة للإشاعة تسلية للبيوت والأسر المسلمة التي تنقل عنها الإشاعات وتروج ضدها الأكاذيب المغرضة، بأن يصبروا على هذا ويلجأوا إلى الله تعالى، وأن تكون ثقتهم في الله أولاً ثم في أحبائهم وأقاربهم وأفراد أسرهم، والفرج عند الله قريب، كما أن في هذه الحادثة دليل على أمن من يتولى الإشاعات ونشرها فيه شبه بالمنافقين.

وكم من إشاعة أطلقها مغرض وحاقد وسمعها وصدقها فرد متعجل أدت إلى تباغض زوجين، أو عداوة بين أفراد أسرتين، أو إساءة بفضلاء أو تشتيت جمع كان متكاتفاً، وتحويل ثقة في آخرين إلى شكوك وظنون وأوهام. فأورثت بعد ذلك جراحاً عميقة لم تندمل، ودموع حزن لم تكف، وفرقة دائمة لا اجتماع بعدها.

ومن الحلول المقترحة لعلاج هذه الظاهرة قبل وبعد حدوثها ما يلي:

- تقوية الوازع الديني في نفوس أفراد الأسر: إذ أن تقوى الله تدعو الإنسان إلى حفظ لسانه عن الكلام الذي لا ينفع، فضلاً عن الكلام الذي يضر أو يسيء إلى الآخرين، كما تدعوه إلى امتثال قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً لو يصمت».

- التثبت من صدق الخبر والكلام المنقول إليك عن قريبك أو أحد أفراد أسرتك، امتثالاً لقوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.

- تقديم حسن الظن في أفراد أسرنا إذ بلغنا عنهم أي كلام سيء لا نتوقع أن يحدث منهم، استجابة لأمره تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم}.

- إشغال مجالسنا - سواءً مجالس الرجال أو النساء - بذكر الله تعالى والكلام المفيد، والبعد عن الغيبة والنميمة والكلام في أعراض الناس، وهناك أحاديث كثيرة يمكن أن نشغل بها مجالسنا ومكالماتنا الهاتفية غير ترويج الإشاعات.

- أن ننصح دائماً مبتدعي الإشاعات ومروجيها، ولا نستمع إلى إشعاتهم، فإن أبوا إلا الاستمرار على ذلك هجرناهم.

أخيراً: لقد توعد الله الذين يهشون، ويفرحون ويحبون أن تشيع الفواحش والمعاصي بأنواعها - المعنوية والحسية - بين الذين آمنوا بعذاب أليم، قال الله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}، فاحذر أخي المسلم أن تشارك في ترويج إشاعة تسبب هدم أسر آمنة مطمئنة فتكسب الإثم والسمعة السيئة.


أتمنى أن ينال هذا المقال إعجاب أعضاء ورواد منتدى غرابيل.
وتقبلوا جميعاً خالص وفائق تحيات اخوكم
حمد بن عبدالله القميزي

سليمان
25-05-2006, 02:52 PM
http://galbk.********************************************/2004-07-13-124432.gif

استاذي الفاضل

كل الشكر على هالمقال الرائع


فالماضي كان مصدر الأساعات سمعت أو إنقال لي انه ( قيل لي )

هاللحين في ظل هالزخم الهائلة من وسائل وتكنولوجيا الأتصال صارات المصادر متعددة

جاتني رسالة جوال
جاني ايميل
قريت فالأنترنت
سمعت في البال توك
شفت في قناة كذا الأخبارية الفضائية

كل الشكر لجميل طرحك استاذي



http://www.marlo.com/gif2/still/main/barmarbl.gifاخوكــ سليمان ــhttp://www.marlo.com/gif2/still/main/barmarbl.gif

م.عبدالله
26-05-2006, 12:31 AM
الاخ الكريم والكتب الكبير حمد القميزي


الموضوع الذي طرحته حساس ويحتاج الى دراسه وافيه مستوفيه .... فالمشاكل الأجتماعيه المتعلقه بالاسره من الصعب حلها بسبب تفاوت الوضع الاجتماعي والفكري والثقافي من اسره الى غيرها...

ولكنك وضعت الكثير من النقاط على حروفها الصحيحه..

تقبل تحياتي وتقديري

اخوك عبدالله

حمد القميزي
26-05-2006, 04:37 AM
شكراً لكما أخي سليمان وأخي م.عبدالله:
على تفاعلكما مع الموضوع
وتقبلوا خالص تحياتي

سماهيير
26-05-2006, 11:11 AM
مشكور اخوي حمد
بصراحه الاشاعات مصدر عبث بقلوب الكثيرين
ولا انسى طالبة جأتني وهي في شدة الخوف
وتقول ان اختها رأتها في الجوال البلوتوث
ان طفل صغير مولود قال ياويلكم من 27 /4 ثم مات
؟؟؟؟؟؟؟؟
لو رأيت فزعها لدعوت على من روج هذه الاشاعه
مشكور على هذا الموضوع المهم

سيف العدالة
26-05-2006, 05:59 PM
أشكرك على طرحك

لقد تفشتالأشاعات في الوقت الحالي

وبكثرة طبعاً لأسباب عدة

ومنها ضعف الوازع الديني والفراغ وأيضاً كما ذكرت الحقد والكراهية

فيوجد انا س يبغضون بعضهم مما أدى الى انتشار الشائعات لتشويه سمعتهم

دون مبالاة بما قد يحصل بعد ذلك

اللهم ابعد عنا الأشاعات ويكفينا شرها

ألف شكر على طرحك

أمل عبدالعزيز
26-05-2006, 08:42 PM
,
,
,


الإشاعة تعتبر في الحروب ياعزيزي الطابور الخفي السادِس كما يقال عنها

وهي من أدهى وأعتى الأساليب القوية في هدم عروش الدول من داخلها قبل الإغارة عليها من خارجها


بيد أنَّ هناك من يتهاون في مسألة تناقل الأخبار ونشر الكلام عن الغير بكل كذب ووقاحة والعذر فقط (الحيطة) وتناسى من فعله كذلك أن هذه الكلمات التى يشيعها عن الآخرين كفيله بإلقائه في جهنم سبعين خريفاً...


عزيزي

في زمن كثُرت فيه الشائعات لكثرة الوسائل التقنية في ايصال الخبر , بل ربما يكون وصول الخبر أقوى من السرعة الضوئية ذات يوم وهو ما سيكون حقيقة حينما يخرج الدجال في المسلمين...
.

لكن

الكُل ينتقِد ويشجب ويستنكِر
والمطلوب هو:

ترك نقل الكلام ولو من باب الإخبار
فلربما بعض المعلومات تكون عملية نقلها بمثابة تأكيدها وإن كانت شتم في المسلمين وهتك لأعراضهم ناهيك عن التعدي على ذات الإله سبحانه...
.
.

ومن الباب الإجتماعي الأُسري فكم من البيوت التى هُدِمتْ على رؤوس أربابها والسبب!!

كلمة فقط!!


ويح من هذا فعله

وقبَّح الله قلباً يجروء على نقل الشائعة بدون دليل ولا روية ولا جدوى سوى النقل للنقل


ويكفينا حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما قال:" كفى بالمرءِ كذِباً أن يحدِث بكل ماسمِع"...