السُّلمي
24-05-2006, 03:48 PM
فجع المجتمع التربوي بمكة المكرمة بل المجتمع التلعيمي بوفاة مربي الأجيال وأحد رواد المسيرة التعليمية في بلادنا العزيزة الأستاذ الكبير عبدالله عبدالمجيد بغدادي الذي وافته المنية ظهر يوم غرة ربيع الآخر بجدة بعد معاناة طويلة مع المرض - رحمه الله- .
ان بدايات استاذنا (البغدادي) تبنئ عما وصل الله من علم ومعرفة ومكانة وسمعة فقد شاء الله جل جلاله أن يبدأ تعليمه الثانوي بـ (المعهد العلمي السعودي) بمكة الذي أنشأه الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1347هـ لاعداد المعلمين.
وهذا المعهد هو المدرسة الثانوية الوحيدة في المملكة في ذلك التاريخ بل أكاد أقول في الجزيرة العربية التي ضمت مواد التربية وعلم النفس التربوي. بجانب علوم الشريعة الإسلامية وعلوم اللغة العربية والعلوم الاجتماعية واللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم وكان في برنامج (المعهد) ايضاً (التربية العملية) حيث يدرس طلاب (المعهد) في سنوات دراستهم العليا بالمدارس الابتدائية تحت إشراف مصلحيهم وكان يدرس في هذا المعهد فطاحل العلماء من داخل المملكة ومن خارجها يأتي في مقدمتهم أستاذ الأجيال المربي الجليل السيد الأستاذ أحمد العربي. فقد ذكر أستاذنا البغدادي انه كان يدرسهم الأدب العربي وتاريخه فكان أمثاله المربين والمعلمين علماً وحزماً ويتمتع بعمق الثقافة وأدب رفيع من طراز بديع ومن خيرة ادباء العربية الذين يحسنون صناعة الكلمة وإبداع الحرف وتنسيق الأسلوب.
وبعد ذلك يعد قدوة مثلى لطلابه والعاملين معه وهو أستاذ ومعلم لجيل كامل من رواد النهضة في بلادنا رحمه الله. ومن معلميهم استاذنا المربي الكبير ابحاثه الأستاذ عبدالله عبدالجبار فقد تذوقنا أنا وبقية الطلاب ثمار التربية الحديثة ورايت طريقتها الجذابة على يد هذا المربي الكبير عندما كنت طالباً بالسنة الأولى بالمعهد العلمي السعودي وكانت دروسه الأولى في التربية وعلم النفس أول مدخل دخلت به إلى بحوث فياضة اترعت كأسها وتراث عذبها.
فهو علم كبير بارز من أعلام الفكر وباحث موثوق برأيه في مجالات البحث والفكر ومظان العلم والتراث لأنه أوقف حياته وعمره وأمضى شبابه وأوقاته في خدمة الفكر وقدمها للعلم والمتعلمين وقضاها باحثاً ومنقباً في بطون الكتب وما رأيته قد حاد قط عن هذا الهدف الذي خطر لنفسه منذ مقتبل عمره وتخرجه من كلية دار العلوم بالقاهرة ومزاولته شؤون التدريس والتعليم في المعهدين المعهد العلمي السعودي ومدرسة تحضير البعثات قبل أكثر من اربعين عاماً.
وغير هذين العلمين من اعلام المربين والذين جلس بين ايديهم للدرس والتحصيل طيلة خمسة أعوام مدة دراسته الثانوية مع جملة من خيرة العلماء والمعلمين المربين السعوديين والمعارين من الجامعات المصرية.
وبعد ان تخرج - في هذا المعهد - متفوقاً على اقرانه وتم ابتعاثه مع خمسة اخرين من زملائه المعهديين التحق رحمه الله بكلية دار العلوم فهو (درعمي) هذا الكلمة التي طبقت شهرتها الارجاء فضلاً عن اساتذتها الكبار من أمثال الشاعر الكبير (على الجارم) الذي حاز البغدادي رحمه الله على اعجابه الكبير من حيث خطه الجميل والقائه البديع.
ولقد عملت معه في إدارة التعليم بمكة المكرمة فكان بقسم الرئيس وقسم المدير ولقد خلفته في نفس الإدارة.
وكان حظ أبناء مكة المكرمة وافراً من المساهمات الرائعة التي شاركوا بها في المهرجانات الرياضية السنوية وحفلات المسامرات الأدبية والتي سجلها في كتابه المسامرات الأدبية والذي يعد مرجعاً عن تلك الحقبة الا ان الأعظم منه مؤلفه الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية بأجزائه الثلاثة يعد مرجعاً شاملاً للحركة التعليمية بحق وترجمة صادقة فانه تاريخ للحركة التعليمية وترجمة صادقة لكل من خدموا التعليم من رجالات التربية في بلادنا العزيزة وعلى الجملة فهو كتاب قيم بكل المقاييس ويعد مرجعاً هاماً للمهتمين بشؤون التعليم في بلادنا العربية جميعاً رحم الله استاذنا البغدادي رحمة واسعة وطرح البركة في أبنائه وخلف على الأمة جمعاء بالخلف الصالح ان شاء الله. والحمد لله رب العالمين.
http://www.almadinapress.com/images/thumbnails/42153.jpg
نبذة عن حياته رحمه الله
ولد بمكة المكرمة عام 1341هـ
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارسها
في عام 1362هـ ابتعث إلى القاهرة لتلقى تعليمه الجامعي بكلية دار العلوم
في عام 1367هـ تخرج منها وعاد إلى الوطن حيث عين معتمداً للمعارف ومديراً للمدرسة الفيصلية الثانوية بالطائف.
في عام 1369هـ نقل إلى مكة المكرمة حيث عين مساعداً لمدير مدرسة تحضير البعثات آنذاك فضيلة المربي الكبير السيد أحمد العربي وخلفه في إدارة المدرسة الثانوية الوحيدة بالمملكة مديرية تحضير البعثات. وبها أسس أول ندوة للمسارات الأدبية على مستوى المملكة وبقي في هذا المنصب إلى قيام وزارة المعارف حيث نقل ليكون مديراً عاماً للتعميم الثانوي والابتدائي والثقافة الشعبية بالقرارت.
وفي عام 1377هـ صدر الأمر الوزاري بنقله إلى مكة المكرمة مساعداً للمشرف على التعليم بها فضيلة الشيخ عبدالله خياط وفي عام 1379هـ حيث تأسست مديرية التعليم بالمنطقة حيث اسندت ادارتها للمرحوم الأستاذ البغدادي ليكون أول مدير للتعليم بالمنطقة.
وفي عام 1385هـ نقلت خدماته إلى كلية الشريعة بمكة المكرمة عميداً بها وبقى في منصبه هذا إلى عام 1391هـ حيث ضمت الكلية إلى جامعة الملك عبدالعزيز وصدر قرار الجامعة بتعيينه مستشاراً للجامعة وبقي في منصبه هذا إلى ان احيل إلى المعاش عام 1401هـ بناء على طلبه بعد مجال طويل قضاه في مجال التربية والتعليم رحمه الله. كما ترأس المجلس التأديبي بالمنطقة الغربية بناء على تكليف من سمو وزير الداخلية. وله مشاركات عدة في الصحف والمجلات والندوات ولقد ألف كتابة القيم الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية والذي يعتبر بحق مرجعاً مهماً لرواد العلم وطلابه رحمه الله.
نقلاً عن مصطفى عطار المدينة .
ان بدايات استاذنا (البغدادي) تبنئ عما وصل الله من علم ومعرفة ومكانة وسمعة فقد شاء الله جل جلاله أن يبدأ تعليمه الثانوي بـ (المعهد العلمي السعودي) بمكة الذي أنشأه الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1347هـ لاعداد المعلمين.
وهذا المعهد هو المدرسة الثانوية الوحيدة في المملكة في ذلك التاريخ بل أكاد أقول في الجزيرة العربية التي ضمت مواد التربية وعلم النفس التربوي. بجانب علوم الشريعة الإسلامية وعلوم اللغة العربية والعلوم الاجتماعية واللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم وكان في برنامج (المعهد) ايضاً (التربية العملية) حيث يدرس طلاب (المعهد) في سنوات دراستهم العليا بالمدارس الابتدائية تحت إشراف مصلحيهم وكان يدرس في هذا المعهد فطاحل العلماء من داخل المملكة ومن خارجها يأتي في مقدمتهم أستاذ الأجيال المربي الجليل السيد الأستاذ أحمد العربي. فقد ذكر أستاذنا البغدادي انه كان يدرسهم الأدب العربي وتاريخه فكان أمثاله المربين والمعلمين علماً وحزماً ويتمتع بعمق الثقافة وأدب رفيع من طراز بديع ومن خيرة ادباء العربية الذين يحسنون صناعة الكلمة وإبداع الحرف وتنسيق الأسلوب.
وبعد ذلك يعد قدوة مثلى لطلابه والعاملين معه وهو أستاذ ومعلم لجيل كامل من رواد النهضة في بلادنا رحمه الله. ومن معلميهم استاذنا المربي الكبير ابحاثه الأستاذ عبدالله عبدالجبار فقد تذوقنا أنا وبقية الطلاب ثمار التربية الحديثة ورايت طريقتها الجذابة على يد هذا المربي الكبير عندما كنت طالباً بالسنة الأولى بالمعهد العلمي السعودي وكانت دروسه الأولى في التربية وعلم النفس أول مدخل دخلت به إلى بحوث فياضة اترعت كأسها وتراث عذبها.
فهو علم كبير بارز من أعلام الفكر وباحث موثوق برأيه في مجالات البحث والفكر ومظان العلم والتراث لأنه أوقف حياته وعمره وأمضى شبابه وأوقاته في خدمة الفكر وقدمها للعلم والمتعلمين وقضاها باحثاً ومنقباً في بطون الكتب وما رأيته قد حاد قط عن هذا الهدف الذي خطر لنفسه منذ مقتبل عمره وتخرجه من كلية دار العلوم بالقاهرة ومزاولته شؤون التدريس والتعليم في المعهدين المعهد العلمي السعودي ومدرسة تحضير البعثات قبل أكثر من اربعين عاماً.
وغير هذين العلمين من اعلام المربين والذين جلس بين ايديهم للدرس والتحصيل طيلة خمسة أعوام مدة دراسته الثانوية مع جملة من خيرة العلماء والمعلمين المربين السعوديين والمعارين من الجامعات المصرية.
وبعد ان تخرج - في هذا المعهد - متفوقاً على اقرانه وتم ابتعاثه مع خمسة اخرين من زملائه المعهديين التحق رحمه الله بكلية دار العلوم فهو (درعمي) هذا الكلمة التي طبقت شهرتها الارجاء فضلاً عن اساتذتها الكبار من أمثال الشاعر الكبير (على الجارم) الذي حاز البغدادي رحمه الله على اعجابه الكبير من حيث خطه الجميل والقائه البديع.
ولقد عملت معه في إدارة التعليم بمكة المكرمة فكان بقسم الرئيس وقسم المدير ولقد خلفته في نفس الإدارة.
وكان حظ أبناء مكة المكرمة وافراً من المساهمات الرائعة التي شاركوا بها في المهرجانات الرياضية السنوية وحفلات المسامرات الأدبية والتي سجلها في كتابه المسامرات الأدبية والذي يعد مرجعاً عن تلك الحقبة الا ان الأعظم منه مؤلفه الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية بأجزائه الثلاثة يعد مرجعاً شاملاً للحركة التعليمية بحق وترجمة صادقة فانه تاريخ للحركة التعليمية وترجمة صادقة لكل من خدموا التعليم من رجالات التربية في بلادنا العزيزة وعلى الجملة فهو كتاب قيم بكل المقاييس ويعد مرجعاً هاماً للمهتمين بشؤون التعليم في بلادنا العربية جميعاً رحم الله استاذنا البغدادي رحمة واسعة وطرح البركة في أبنائه وخلف على الأمة جمعاء بالخلف الصالح ان شاء الله. والحمد لله رب العالمين.
http://www.almadinapress.com/images/thumbnails/42153.jpg
نبذة عن حياته رحمه الله
ولد بمكة المكرمة عام 1341هـ
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارسها
في عام 1362هـ ابتعث إلى القاهرة لتلقى تعليمه الجامعي بكلية دار العلوم
في عام 1367هـ تخرج منها وعاد إلى الوطن حيث عين معتمداً للمعارف ومديراً للمدرسة الفيصلية الثانوية بالطائف.
في عام 1369هـ نقل إلى مكة المكرمة حيث عين مساعداً لمدير مدرسة تحضير البعثات آنذاك فضيلة المربي الكبير السيد أحمد العربي وخلفه في إدارة المدرسة الثانوية الوحيدة بالمملكة مديرية تحضير البعثات. وبها أسس أول ندوة للمسارات الأدبية على مستوى المملكة وبقي في هذا المنصب إلى قيام وزارة المعارف حيث نقل ليكون مديراً عاماً للتعميم الثانوي والابتدائي والثقافة الشعبية بالقرارت.
وفي عام 1377هـ صدر الأمر الوزاري بنقله إلى مكة المكرمة مساعداً للمشرف على التعليم بها فضيلة الشيخ عبدالله خياط وفي عام 1379هـ حيث تأسست مديرية التعليم بالمنطقة حيث اسندت ادارتها للمرحوم الأستاذ البغدادي ليكون أول مدير للتعليم بالمنطقة.
وفي عام 1385هـ نقلت خدماته إلى كلية الشريعة بمكة المكرمة عميداً بها وبقى في منصبه هذا إلى عام 1391هـ حيث ضمت الكلية إلى جامعة الملك عبدالعزيز وصدر قرار الجامعة بتعيينه مستشاراً للجامعة وبقي في منصبه هذا إلى ان احيل إلى المعاش عام 1401هـ بناء على طلبه بعد مجال طويل قضاه في مجال التربية والتعليم رحمه الله. كما ترأس المجلس التأديبي بالمنطقة الغربية بناء على تكليف من سمو وزير الداخلية. وله مشاركات عدة في الصحف والمجلات والندوات ولقد ألف كتابة القيم الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية والذي يعتبر بحق مرجعاً مهماً لرواد العلم وطلابه رحمه الله.
نقلاً عن مصطفى عطار المدينة .