المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاثة أمور يفرضها الإنسان حينما يعطيه الله رحمة بعد ضر مسه فلا تتشبهوا به:



أهــل الحـديث
05-02-2013, 11:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





ثلاثة أمور يفرضها الإنسان حينما يعطيه الله رحمة بعد ضر مسه فلا تتشبهوا به:



قال تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ )

قال سيد قطب: وهذا الإنسان إذا أذاقه الله منه رحمة بعد ذلك الضر , استخفته النعمة فنسي الشكر ; واستطاره الرخاء فغفل عن مصدره . وقال:هذا لي . نلته باستحقاقي وهو دائم علي ! ونسي الآخرة واستبعد أن تكون (وما أظن الساعة قائمة). . وانتفخ في عين نفسه فراح يتألى على الله , ويحسب لنفسه مقاماً عنده ليس له , وهو ينكر الآخرة فيكفر بالله . ومع هذا يظن أنه لو رجع إليه كانت له وجاهته عنده ! (ولئن رجعت إلى ربي إن لي
عنده للحسنى)! وهو غرور . . عندئذ يجيء التهديد في موضعه لهذا الغرور:
(فلننبئن الذين كفروا بما عملوا , ولنذيقنهم من عذاب غليظ). .

وقال السعدي: ثم قال تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ } أي: الإنسان الذي يسأم من دعاء الخير، وإن مسه الشر فيئوس قنوط { رَحْمَةً مِنَّا } أي: بعد ذلك الشر الذي أصابه، بأن عافاه الله من مرضه، أو أغناه من فقره، فإنه لا يشكر الله تعالى، بل يبغى، ويطغى، ويقول: { هَذَا لِي } أي: أتاني لأني له أهل، وأنا مستحق له { وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً } وهذا إنكار منه للبعث، وكفر للنعمة والرحمة، التي أذاقها الله له. { وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى } أي: على تقدير إتيان الساعة، وأني سأرجع إلى ربي، إن لي عنده، للحسنى، فكما حصلت لي النعمة في الدنيا، فإنها ستحصل ]لي[ في الآخرة وهذا من أعظم الجراءة والقول على الله بلا علم، فلهذا توعده بقوله: { فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } أي: شديد جدًا.