المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقاً إنه سؤال يؤرقنى؟ هل كان مفسرى القرآن رحمهم الله ضد المرأة ؟!



أهــل الحـديث
05-02-2013, 01:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هل كان مفسرى القرآن رحمهم الله ضد المرأة ؟!
يقول الشنقيطى فى تفسيره لآية : وللرجال عليهن درجة : لم يبين هنا ما هذه الدرجة التي للرجال على النساء ، ولكنه أشار لها في موضع آخر وهو قوله تعالى : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم [ 4 \ 34 ] فأشار إلى أن الرجل أفضل من المرأة ; وذلك لأن الذكورة شرف وكمال ، والأنوثة نقص خلقي طبيعي ، والخلق كأنه مجمع على ذلك ; لأن الأنثى يجعل لها جميع الناس أنواع الزينة والحلي ، وذلك إنما هو لجبر النقص الخلقي الطبيعي الذي هو الأنوثة ، بخلاف الذكر فجمال ذكورته يكفيه عن الحلي ونحوه .
الذكورة شرف وكمال؟! والأنوثة نقص خلقى طبيعى ؟!
ألم يقل رسول الله صلوات الله عليه وسلامه : إنما النساء شقائق الرجال ؟! وقد صححه الألبانى وإبن باز .
وماذا نفعل بحديث رسول الله أيضاً : ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .
فكيف لم يكمل بقية الرجال بشرف ذكورتهم ؟
وكيف كمل هؤلاء النساء رغم نقصان أنوثتهم ؟
ثم أن الرجل يضع الكحل ويلبس الفضة ويتطيب ويرتدى الملابس الحسنة وهذه كلها زينة .... كقوله تعالى : يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد .
بينما ما أشار الله سبحانه وتعالى إليه فى قوله : أو من ينشأ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين ..... هو طبيعة المرأة الرقيقة التى تنشأ فى الترف والنعيم فتصبح ضعيفة لا تقوى على الصراع والخصام ... وقال (تنشأ) ولم يقل ( تتزين ) وأعتقد أن الفرق واضح ... فتنشأ أعم من تتزين بكثير ..... ثم أكمل الله تعالى ما أراد الإشارة إليه وهو ضعفها عن إظهار الحجة .... فكيف بالله العزيز المنتقم القدير أن يتخذ ولداً ضعيف الباطن والظاهر ؟
أما قوله أن المرأة ناقصة فى الخلق قلت : قال تعالى : لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم ....... الإنسان بنوعيه ذكر وأنثى .
أما قوله أن المرأة ناقصة تكمل بالحلى ..... قلت الرجل ناقص يكمل بإعفاء الشعر واللحية ... أما المرأة فلا تحتاج لشئ من ذلك لأنها تكمل بأنوثتها!!
وأنظروا إلى قول ابن كثير رحمه الله فى تفسير نفس الآية :
وقوله : ( وللرجال عليهن درجة أي : في الفضيلة في الخلق ، والمنزلة ، وطاعة الأمر ، والإنفاق ، والقيام بالمصالح ، والفضل في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) [ النساء : 34 ] .
الفضيلة فى الخلق ؟! ....... الفضل فى الدنيا والآخرة ؟!
أكرر ...... ألم يقل الله تعالى : لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم ؟!
ألم يقل عز وجل : إن أكرمكم عند الله أتقاكم ؟!
ألم يخاطب النساء والرجال فى قوله : ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضعكم على بعض للرجال نصيب مما إكتسبوا وللنساء نصيب مما إكتسبن ؟!!!
وتفسير السعدى لآية القوامة : من كون الولايات مختصة بالرجال, والنبوة والرسالة, واختصاصهم بكثير من العبادات, كالجهاد, والأعياد, والجمع.
وبما خصهم الله به, من العقل, والرزانة, والصبر, والجلد, الذي ليس للنساء مثله.
وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات, بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال, ويتميزون عن النساء.
ولعل هذا, سر قوله " وَبِمَا أَنْفَقُوا " وحذف المفعول, ليدل على عموم النفقة.
فعلم من هذا كله, أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته, وهي عنده عانية أسيرة. خادمة .

حسناً ألم يقل الله سبحانه وتعالى : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 71﴾ (التوبة: 71)
نعم الولاية السياسية العامة للرجل لقوله صلى الله عليه وسلم ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة ...... ولكن لمن الولاية الإجتماعية ؟ ( أنتى أحق به ما لم تنكحى )
أما النبوة .... فقد إصطفى الله من النساء أربعة ...... نعم لم يوكل لهم مهمة التبليغ .... لكنه إصطفاهم وطهرهم وكملهم .
أما العبادات ....... فأمرها محسوم كما أسلفنا : إن أكرمكم عند الله أتقاكم .. بمعنى إن صام الرجل 30 يوماً فى رمضان وصمت انا 25 يوماً .. فكلانا إتقى الله بنفس الدرجة ..... فلا وجه للتفاضل وإلا لما كان للآية معنى أصلاً ..... كذلك فالحيض أذى كما قال الله تعالى وأى أذى يبلغ بالمؤمن يحط عنه خطاياه ..... ومثله الولادة والحمل والفطام والرضاع.
وقد خص الله النساء باللين والرقة والعطف والحنان مالم يجعل للرجال مثله .
أما قوله : المرأة أسيرة عانية خادمة ...... فلعله يقصد ما قصده رسول الله صلوات الله عليه وسلامه بقوله إنما هن عندكم عوان .... وتشبيه الزوجة بالأسيرة لأنها محبوسة لحق زوجها فى الإستمتاع بها وضعيفة لا تملك من أمرها شئ لهذا يجب الإحسان إليها وإكرامها والتوصية بها خيراً.
وأنظروا إلى محمد بن عاشور فى كتابه التحرير والتنوير : وقوله : ( وبعولتهنَّ ). البعولة جمع بعل ، والبعل اسم زوج المرأة . وأصل البعل في كلامهم ، السيد . وهو كلمة ساميَّة قديمة ، فقد سمَّى الكنعانيون ( الفينقيون ) معبودهم بَعْلاً قال تعالى : ( أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين ( ( الصافات : 125 ) وسمي به الزوج لأنه ملك أمر عصمة زوجه ، ولأن الزوج كان يعتبر مالكاً للمرأة وسيداً لها ، فكان حقيقاً بهذا الاسم ، ثم لما ارتقى نظام العائلة من عهد إبراهيم عليه السلام فما بعده من الشرائع ، أخذ معنى الملك في الزوجية يضعف ، فأطلق العرب لفظ الزوج على كلَ من الرجل والمرأة ، اللذين بينهما عصمة نكاح ، وهو إطلاق عادل ؛ لأن الزوج هو الذي يثنى الفرد ، فصارا سواء في الاسم ، وقد عبر القرآن بهذا الاسم في أغلب المواضع ، غير التي حكى فيها أحوال الأمم الماضية كقوله : ( وهاذا بعلي شيخا ( ( هود : 72 ) ، وغير المواضع التي أشار فيها إلى التذكير بما للزوج من سيادة ، نحو قوله تعالى : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً ( ( النساء : 128 ) وهاته الآية كذلك ، لأنه لما جعل حق الرجعة للرَّجل جبراً على المرأة ، ذكَّر المرأة بأنه بعلُها قديماً .
يطلق على المرأة بعلة أيضاً ........ كذلك قال تعالى فى نفس آية الرجعة : ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ...... فأين السيادة ؟!
إنما يطلق على الزوج بعلاً إذا دخل بزوجته كما ورد فى الحاوى فى تفسير القرآن الكريم .
وقد سبق وأشار الشيخ عبد الحكيم المقرئ إلى ذكر البعل بدلاً من الزوج قى منتداكم المبارك .
وختاماً : تلك الدرجة التى للرجل على المرأة هى أداء الواجب لها وصفحه عن بعض الواجب عليها كما روى ذلك بسند صحيح رواته ثقات عن إبن العباس ترجمان القرآن رضى الله عنه .
والآن ...... هلا تخبروننى لماذا كان مفسرى القرآن ضد المرأة ؟
قد تظنون أن السؤال تافه ... لكن والله السؤال من الأهمية بمكان ومناقشة هذه الأمور من أهم ما يمكن .... لأن حملات التنصير والإلحاد لا تتوقف .. وعلينا أن نعرف الصواب من الخطأ ..... حتى لا يرتاب الذين آمنوا ويزداد المؤمنين إيمانا.