المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل عطرهاا ''' ( رمـــاد ...!!! )



الاهلي الراقي
03-02-2013, 01:40 PM
رســـــائل عطرهاا ,,, ( رمــــاد ...!!! )
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل (http://vb.g111g.com/register.php)]





؛






كثيرة هي الأوقات التي أتعطش فيها لصوت


يدمدم جرح بداخلي ينزف ولكن لا أحد سواك يا ورق
يعطيني حرية وشم جسده بـِ ندبات يرشقها الوقت و يرحل .
لا أعلم ما هي عقدة الوقت معي ؟!
حين أنتظر الأشياء لا تأتي في وقتها وحين أمقتها تأتي في وقتها ,
كأن الوقت يحرضها على عصياني , نسياني .
لا أعلم قد أكون أنا لعنة على الوقت , كما تقول أمي :
"أنت لا تأتي إلا في الوقت الضائع" ,
بالمناسبة : من الضائع أنا أم الوقت ؟!



بائع الورد لم يعد موجودا في زماننا هذا ,
ففي زماني كثروا باعة الشوك فهم يغرسونها في
أقدام المارة بمحض غفلة .
فانتعلوا الطرقات حتى لا تشج أقدامكم:j
.





و أن مجرد الحديث عن هذه المعضلة يجعل
نبضاتها الصغيرات يركضن دون هوادة بعكس اتجاه الريح .
و كنت أخبرها أني أنا الأخر أخشى (وأد الأمنيات)
و أن الأمنيات هن بناتي اللاتي لم أمنحنهن اسمي .

فكانت تربت على كتفي و تمضي بنصف ابتسامة خاوية الملامح








كانت تعشق البلل و تثب طويلا تحت المطر




ثم تركض وتقف أمامي فجأة و تحضنني دون أن تنبس بكلمة .

كانت امرأة غريبة الأطوار , أرغمتني على عادة التجسس البغيض
أراقب تحركاتها أثناء نومها كانت كثيرة التقلب أثناء النوم و كأنها تصارع الموت
ولكن (سر البلل) بات يعشش في ذاكرتي و ظل يشلني عن المضي في نسيانه ,
حتى وجدتها تكتب سراً : "أعشق البلل لأنه لا يجعلني أحتاج الدموع فإني أخشى الجفاف "
أكانت تبكي بعين السماء !




اللحظات الثمينة نخبئها في ذاكرتنا



خشية أن يبيعها النسيان بِـ أبخس الأثمان ,

فالحزن يا صديقي كافر يزرع الجوع بذاكرتي
حتى أجتر كل قطعة وجع و أتقيئها .










انتبذ عن الضجيج و أغرس رأسي بكومة تراب

أريد أن أسمع أصوات الأموات و شهقاتهم !
أهي المقابر موحشة كغرفتي أم أشد وحشة !
يقولون : أن المقابر تتضور جوعاَ , أحين نموت
عظامنا ستلتهمها الأرض و تلعق أجسادنا !
أحضروا لي ميتاً يخبرني كم هو الموت موحش !
أرجوكم لا تقولوا كما قال صديقي: "دعكم من هذا المجنون" .







لـِ حبيبتي قلب كالسكر يذوب في المطر,

حين تمشي ترقص الزهور تحت قدميها
و ينمو الفرح في أوردة الأرض و تعشوشب الأرصفة
و يتعرى الشجر من أوراقه و يصبح الكون خريفاً كعينيها ..
و حين تنام تتشرب الطرقات الهدوء و تنطفئ المنارات
و ينتحر الضجيج على شفتيها .
و يقبل القمر جبينها و يحصي أنفاسها حتى تستيقظ لِـ يستيقظ الصباح و يتنفسها .






الثقة كنز ثمين بالنسبة لي دفنته في بعضهم




ولكنهم اختلسوه و هربوا ـ غير مأسوف عليهم ـ

أصبحت فقير جداً في تعاملي مع الآخرين ,
أعاملهم بحذر فلا شيء لدي لأمنحهم إياه فما عدت
أملك وجها يحتمل صفعات الخيبة .
فلم أبرئ بعد من تلك الثغرات التي أحدثتها أصابعهم الكثيرة في وجهي.







شعر الشمس الذهبي أشعثاً هذا الصباح

لم يمشط الدفء خصلاتها , كل شيء يبدوا جامداً
حتى فنجان قهوتي تجمد قبل أن يذوب دفئا بين شفتيها المكتنزتين .
كانت تحدثني طويلاً عن رحلة النور في أوردة الحياة و
تهمس لي : "إني أخاف من الظلام" .
تروي لي أن هناك عجوزا شمطاء تطاردها بعصا سحرية ,
كانت بريئة جداً حتى بحكاياتها الخرافية .
لكنها تلاشت مع الضباب و أصبحتُ بذعر أتلمسها مع حبيبات الرمل الناعمة ,
أشتم رائحتها في أصابع الحطب المحترقة , أراها على سطح قهوتي تطفو .
أتراني أتوهم!؟




قال لي أحدهم "إن شفاء الأحلام لا يكون إلا بتحققها أو موتها"
ولكن أحلامي الصغيرة لا تتحقق و لا تموت !
حاولت شنقها , دهسها , قتلها , ولكنها كانت تتشبث بالحياة
تستقي العناد من شخصيتي و تنسج من النور شفاهاً لتتنفس بها .






هناك عادة بغيضة أدمنتها حتى باتت جزءاً من شخصيتي الرعناء

(كثرة التساؤل) : لما المطر و الماء و كل شيء طاهر لا لون له !؟

لما الهواء و حضن أمي وكل شيء ثمين لا رائحة له ! ؟
لما الأشياء التي لا صوت لها لا نحس بسقوطها إلا بعد فوات الأوان؟
تتقافز أسئلتي بحثا عن إجابة تروضها .
و الأرق يطارد النوم في ساحات عيوني حتى يقصيه .






الأمنيات الصغيرة التي لا تنمو كيف تتنفس وكل شيء يخنقها ؟

كل فجر أستيقظ خلسة أنثر أحلامي بوجه السماء و أغمض عيني :
و أتمنى أمنيات كثيرة كثيرة بعدد الرمل و كأني حين أتفوه بها أحكم عليها بالإعدام ,
لكني الآن أيقنت أن الأمنيات لا وطن لها يجب أن تبقى مشردة و تبات على الأرصفة حتى
لا نصاب أجسادنا لتذبل بخيبة ظلام تقطن .!






غارقة آمالنا بضجيج حزننا البغيض
من ينقذها حين تكون أيدينا مصفدة ,
كيف تتنفس تحت سطح الظلام ؟
ومن سيعد لها حرية الحياة بحياة !








قالت لي:
بعض الأصابع تكسر الزجاج لتتلذذ
بانكساب الدماء والتمرغ بها ..
قلت لها:
شذرات الدم الحمراء تغري على
الإسهاب في الوجع والحنين ..
قالت: أكرهك يا سادي الوجع ومضت ..
يالها من متمردة !