تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نظم المعتمد من الأقوال والكتب في المذهب المالكي



أهــل الحـديث
02-02-2013, 02:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



نظم المعتمد
من الأقوال والكتب في المذهب المالكي
للشيخ محمد النابغة الغلاوي الشنقيطي
ت 1245 هـــــــ

١- يقــول بـاديا بحــمد الله ***** من بعــد الابتـداء ببـسم الله
٢- مـحمد نابــغة الأغــلال ***** وقــاهـم الله من الأغــلال
٣- مصليا على صراط مستقيم ***** ومن هدى إلى الصراط المستقيم
٤- مشـتكيا ضعـفي إلى المتين ***** مــعتـصما بــحبله المـتين
٥- [نســأله بسـورة الأعراف ***** جريـا على العـادة والأعـراف]
٦- ونســأله الترجيح للأقـوال ***** بالعمــل الجـاري على المنوال
٧- وآذنـت بـراعة اسـتهلالي ***** بـعـقد ما نـثـره الــهلالـي
٨- "وهـو بسـبق حائز تفضيلا ***** مسـتوجـب ثـنائي الـجمـيلا"
٩- ضمـنته المنية مع بيـتـيها ***** "ولـم أكن في مربـع بـل تـيها"
١٠- "وإنما رغبـت في النـظام ***** لأنـه أحـظى لـدى الــمـرام"
١١- "وهو الذي تصغي له العقول ***** والسيـف من حـصوله مـسلول"
١٢- هذا ولـما كان جـل الناس ***** لـما به الفـتوى غـدا كـالـناسي
١٣- فخـلط الصحيح بالـسقـيم ***** وخلــط المــنتـج بالـعقـيم
١٤- من جهله أصبح في حجاب ***** لم يــدر بين الغـرس والحجاب
١٥- جلبت في ذا النظم بعض المعتمد ***** وفيـه ذكر بعـض ما لا يعتمد
١٦- من قول أو طرة أو كتـاب ***** لـقاصــدي الفــتوى بلا عـتاب
١٧- وكل ما أطــلقت عـزوه انـحصـر ***** من سـائر الـكلام في "نـور البصر"
١٨- وربما سقيت من نظـــامي ***** أو من نظام الغــير كل ظـامي
١٩- فالاستعانة من الله الــبديع ***** أطــلبها ثـم بأنـواع البـديـع
٢٠- سلكت فيه مسلك الجمهـور ***** مــن نـصرة الراجـح كالمشهور
٢١- يعرف قدره من ألقى السمعا ***** وهـو شهـيد طـاعـة وســمعا
٢٢- فكل ما فيه صحيح منجـلي ***** "في الخـبر المـثبت والأمـر الجلي"
٢٣- أحييت فيه ذكر علـم دارس ***** أرجــو به الدعـاء فـي المـدارس
٢٤- لكل من قد رامه كن باذلـه ***** "نـصحـا ومن يمنعه فانصر عاذله"
٢٥- أبــياته لأهلها تيــجان ***** كأنـها الــياقــوت والـمرجـان
٢٦- دانــية علــيهم ظلالها ***** مــملوءة من عــسل قـلالـــها
٢٧- و ذللــت قطوفها تذليـلا ***** وربــما أحمــضـتها قـليــلا
٢٨- فقلت والله تعالى المستعان ***** ومــن بغـيره اسـتعان لا يـعان

مقدمة في تحريم التساهل في الفتوى

٢٩- ولم يجز تساهل في الفتوى ***** بل تحرم الفتوى بغيــر الأقوى
٣٠- وكــل عالم بذاك عرفـا ***** عن الفـتاوى والقضــاء صرفا
٣١- إذ كل من لم يعتبر ترجـيحا ***** فــعلمه وديــنه أجــيجـا
٣٢- وكل من يكفيه أن يوافقا ***** قولا ضعيفا لم يجد موافقا
٣٣- لخرقه إجماع هذي الأمه ***** بالحكم بالمرجوح للأئمه
٣٤- والحكم بالضعيف غير هاد ***** ما لم يكن من أهل الاجتهاد
٣٥- أما المقلد فمحجور عليه ***** وعند ترك راجح رد إليه
٣٦- لذاك قال ذو النظام الفاسي ***** في العمليات فهن فاسي
٣٧- "حكم قضاة الوقت بالشذوذ ***** ينقض لا يتم بالنفوذ"
٣٨- والعلوي نجل إبراهيما ***** قد قال في أصوله تفهيما
٣٩- "وقول من قلد عالما لقي ***** الله سالما فغير مطلق"
٤٠- وقال في إضاءة الدجنه ***** المقري قولة كالجنه
٤١-"والحزم أن يسير من لم يعلم ***** مع رفقة مأمونة ليسلم"
٤٢- "ويسلك المحجة البيضاء ***** فنورها للمهتدي استضاء"
٤٣- "وفي بنيات الطريق يخشى ***** سار ضلالا أو هلاكا يغشى"
٤٤- "أمننا الله من الآفات ***** في الدين و الدنيا الى الوفاة"

فصل في المعتمد من الأقوال في الكتب و الفتوى

٤٥- بيان ما اعتمد من أقوال ***** وكتب في سائر الأحوال
٤٦- فما به الفتوى تجوز (المتفق ***** عليه) فـ(الراجح) سوقه نفق
٤٧- فبعده (المشهور) فـ(المساوي) ***** إن عدم الترجيح في التساوي
٤٨- ورجحوا ما شهر المغاربه ***** والشمس بالعراق ليست غاربة
٤٩- وما لذي قصور أو تعلم ***** في حالة الترجيح من تكلم
٥٠- واعتمدوا التهذيب للبرادعي ***** وبالمدونة في البرى دعي
٥١- واعتمدوا ما نقل القلشاني ***** على الرسالة بهذا الشان
٥٢- واعتمدوا تبصرة الفرحوني ***** وركبوا في فلكها المشحون
٥٣- واعتمدوا تبصرة اللخمي ***** ولم تكن لعالم أمي
٥٤- لكنه مزق باختياره ***** مذهب مالك لدى امتيازه
٥٥- واعتمدوا الجامع لابن يونس ***** وكان يدعى مصحفا لكن نسي
٥٦- واعتمدوا ما ألف ابن رشد ***** والمازري مرشدا للرشد
٥٧- واعتمدوا بهرام لكن في الوسط ***** أقسط في تحقيقه و ما قسط
٥٨- واعتمدوا حاشية الحطاب *****ومنه جاءت زيدة الأوطاب
٥٩- و شرح سالم ولكن ما سلم ***** من خلل عند اختصاره الكلم
٦٠- واعتمدوا المواق في شرحيه لا ***** في النقل بالمعنى فكم قد أذهلا
٦١- واعتمدوا حلولو في كبيره ***** وفي صغير فاح من عبيره
٦٢- واعتمدوا مختصر ابن عرفه ***** كذا ابن مرزوق وعمن من عرفه
٦٣- بشرحه للشيخ ما إن عممه ***** لكنه سروله وعممه
٦٤- واعتمدوا المتيطي والزواوي ***** مع ابن سهل عند كل راوي
٦٥- واعتمدوا حاشية ابن غازي ***** وسيدي أحمد بابا البازي
٦٦- واعتمدوا حاشية الطخيخي ***** وهو بالتصغير كالفريخ
٦٧- واعتمدوا حاشية لمصطفى ***** على التتائي كسراج ما انطفا
٦٨- واعتمدوا الطرر لابن الأعرج ***** وطرر الطنجي غير بهرج
٦٩- واعتمدوا نوازل الهلالي ***** ودرة النثير كاللئالي
٧٠- كذالك ما يعزى إلى مازونه ***** وهو المسمى الدرر المكنونه
٧١- واعتمدوا المعيار لكن فيه ***** أجوبة ضعفها بفيه

فصل في الكتب التي لا يعتمد على ما انفردت بنقله

٧٢- بيان ما من كتب لا يعتمد ***** ما انفردت بنقله طول الأمد
٧٣- من ذلك الأجهوري مع أتباعه ***** مع اطلاعه وطول باعه
٧٤- اذ خلط الحصباء بالدر الثمين ***** ولم يميز بين غث وسمين
٧٥- وما يقال فيه قل في الباقي ***** كالشبرخيتي وعبد الباقي
٧٦- و الخرشي بالكسر لكل قوله ***** والنشرتي رابع للدوله
٧٧- لأنهم قد قلدوا ما قاله ***** شيخهم و نقلوا أنقاله
٧٨-فكلما بنقله قد انفرد ***** أولاء لم يقبله غيرهم فرد
٧٩- عليهم بالقول والبيان ***** كالتاودي والهلالي والبناني
٨٠- لكن (عق) مع كثرة الفوائد ***** وكثرة الغلط في المقاصد
٨١-لا ينبغي تقليده في كل ما ***** قال ولا إهماله للعلما
٨٢- أفتى بذا الهلالي أهل القاهره ***** بالجامع الأزهر فتوى ظاهره
٨٣- ولا يتم نظر الزرقاني ***** إلا مع التاودي أو البناني
٨٤- وجمعهم أجوبة ابن ناصر ***** لم يكن الشيخ لها بناصر
٨٥-إذ ما أراد كونها كالأم ***** خوف اغترار قاصر أو أمي
٨٦- لأنه أجاب كل سائل ***** بحسب السائل لا المسائل
٨٧- فطورا أطلق وطورا أجملا ***** من ثم ترك الجمع كان أجملا
٨٨- وهكذا نوازل الورزازي ***** لم تخل من قول بلا إعزاز
٨٩- فربما عن راجح قد مالا ***** في الحكم أو أجمله إجمالا
٩٠- وضعفوا في الحكم والإفتاء *****جواهر الدرر للتتائي
٩١- وأنكر ابن عاشر والونكري ***** ومصطفى والخرشي ما منه ازدري
٩٢- قال السجلماسي مما ينتحل ***** كادت مطالعته أن لا تحل
٩٣- وتحرم الفتوى لأجل الريبه ***** من كتب لم تشتهر غريبه
٩٤- و ضعفوا من طرر ابن عات ***** ما انفردت بنقله فعات
٩٥- وحذر الشيوخ من إجماع ***** عن ابن عبدالبر في السماع
٩٦- و حذروا أيضا من اتفاق ***** عن ابن رشد عالم الآفاق
٩٧- لكن أقل ذلك الجمهور ***** كما أقل ذا هو المشهور
٩٨- وحذروا من الخلافيات ***** أي ما عن الباجي منها ياتي
٩٩- وكل ما قيد مما يستمد ***** في زمن الإقراء غير معتمد
١٠٠- وهو المسمى عندهم بالطره ***** قالوا و لا يفتي بها ابن الحره
١٠١- لأنه يهدي وليس يستند ***** عليه وحده مخافة الفند
١٠٢- كطرة الجزولي وابن عمرا ***** على رسالة أمير الأمرا
١٠٣- بل أوجبوا تأديب من أفتى بها ***** ما لم يكن نال المقام النابها
١٠٤- وهي إلى محلها منسوبه ***** بخط موثوق به مكتوبه
١٠٥- و لم تخالف ما في الأمهات ***** من نص أو قاعدة فهات
١٠٦- لا فرق بينها وبين ما نقل ***** في سائر المصنفات وعقل
١٠٧- ومنه ما أدخله عياض *****متن الشفا ووزنه رياض
١٠٨- وحيث لم تكن بهذا الحال ***** فلم تكن من الكلام الحالي
١٠٩- قلت ورب جاهل التقاضي ***** يفتي الوري بطرة ابن القاضي
١١٠- وطرة ابن رارا والخطاط ***** فكان في غاية الانحطاط
١١١- عن رتبة التصحيح والتمريض ***** رضى ببيت جاء في قريض
١١٢- "أم الحليس لعجوز شهر به ***** ترضى من اللحم بعظم الرقبه"
١١٣- فإن يقل مالي سوى ذي المرتبه ***** قلنا فما على السكوت معتبه
١١٤- فما به غيرك عنك قاما ***** للنفس لا تطلب به مقاما
١١٥- بل طرة ابن القاضي مما لعبت ***** أيدي التلاميذ بها فذهبت
١١٦- أخبرني الشيخ حبيب الله ***** بذاك وهو ثقة والله

فصل في الكتب و الأقوال الشيطانية الليطانية

١١٧- هذا بيان كتب الشيطان ***** وما من الأقوال لليطان
١١٨- قد حذروا من كتب منسوبه ***** للعلماء نسبة مكذوبه
١١٩- من ذلك التقريب والتبيين ***** لابن أبي زيد له تبيين
١٢٠- كذاك ذو الفصول والدلائل ***** لابن أبي زيد بلا دلائل
١٢١- ومنه الأجوبة للسحنون ***** فعزوها له من الجنون
١٢٢- والقرويون إليهم تنسب ***** أجوبة وهي لزور أنسب
١٢٣- وما من الأحكام للزياتي ***** يعزى على نهج الضلال ياتي
١٢٤- فكلها فتوى من الشيطان ***** وما لها في الشرع من سلطان
١٢٥- وقول بعض الأغبياء أم العيال ***** ليست تطلق من أضعف المقال
١٢٦- إذ ذاك تخصيص من الشيطان ***** لسنة الرسول والقرآن
١٢٧- لكونه رأيا و ليس حكما ***** فخل قائليه صما بكما
١٢٨- أفتى بذاك شيخنا ابن العاقل ***** وهو ظاهر لكل عاقل
١٢٩- وقولهم إن طلاق الغضب ***** ليس بلازم لضعفه اغضب
١٣٠- إن قاله بعض من الحنابله ***** فلم يجد في بيدر سنابله
١٣١- وقد رماه العلما كابن حجر ***** على البخاري بنيل و حجر
١٣٢- لذلك القول به لم يقبل ***** في مذهب سوى شذوذ حنبلي
١٣٣- فإنما الإغلاق عند مالك ***** الاكراه لا الغضب ذو المهالك
١٣٤- وقولهم لا بد من تراضي ***** الأزواج في الطلاق غير راضي
١٣٥- وقد يجر ظاهر الكتاب ***** للكفر والبدع والعتاب
١٣٦- فهل لها الرضى بما لا يرضى ***** به سوى أهل العـقول المرضى
١٣٧- من ذا الذي يسقط حق الباري ***** والله يأمر بالإعـــتبار
١٣٨- ونص ما جاء بعدة البروق ***** للونشريسي في الجموع والفروق
١٣٩- والحق في الطلاق لله علا ***** فما لمن طلق قدرة علــــى
١٤٠- رد الطلاق برضى المطلقه ***** بعد وقوعه وإن قد علـقه
١٤١- وليس للمرأة حق في الطلاق ***** لجعله بيد من يرفع ســاق
١٤٢- ومن يقل لا تلزم اليمين ***** على كقطع رحم يمين
١٤٣-قلت ورد ذلك القول أتى ***** "في النظم والنثر الصحيص مثبتا"
١٤٤- وقولهم ثلاثة قد يعـمل ***** فيهن بالضعيف قول مهمل
١٤٥- وهي نكاح وذكاة حج ***** ومن يقله العلماء حجــوا
١٤٦- بأنه قـويلة ضعـيـفه ***** زيفها المعيار في صحيفه
١٤٧- لذلك القول به قد انتقد ***** في النظم فاشيا وضعفه اعتقد"

فصل في التحذير من البحث والفهم فإنهما غير نص

١٤٨- بيان أن البحث غير نص ***** وما له في سيره من نص
١٤٩- فهو كقول العالم المفتش ***** لم أر هذا النص عنه فتش
١٥٠- ألفاظه كثيرة لا تنحصر ***** أشهرها الذي ببيت منحصر
١٥١- لفظ الظهور انظر تأمل ينبغي ***** يؤخذ منه و يجيء فاصبغ
١٥٢- إهابه بصبغة النصوص ***** كي تعرف البحث من المنصوص
١٥٣- فإن يكن موافقا للنص ***** فالبحث كالفصول أو كالقص
١٥٤- من بعد رأي العين يعطى التلفا ***** والنص متبوع إذا ما اختلفا
١٥٥- وكل ما فهمه ذو الفهم ***** ليس بنص لعروض الوهم
١٥٦- فالخلف بين شارحي المدونة ***** ليس بقول عند من قد دونه
١٥٧- لأنه يرجع للتصور ***** فعده قولا من التهور
١٥٨- فمبحث الشروح عن تصوير ***** الألفاظ للتفسير والتنوير
١٥٩- "وما به إلى تصور وصل ***** يدعى بقول شارح فلتبتهل"
١٦٠- فمرجع اختلافهم الى مراد ***** مشروحهم وما من المعنى أراد
١٦١- ألا ترى احتجاجهم ببعض ما ***** قد شرحوا على مراد العلما
١٦٢- من عود مضمر ومن سوق الكلام ***** كان صحيح القصد أو به كلام
١٦٣- ومرجع الأقوال في التحقيق ***** يؤول للتصديق بالتدقيق
١٦٤- " وما التصديق به توصلا ***** بحجة يعرف عند العقلا"
١٦٥- ومرجع اختلافهم لمقتضى ***** أدلة الشرع التي لها ارتضى
١٦٦- ألا ترى احتجاج كل واحد ***** بالذكر والسنة والقواعد
١٦٧- لذاك الاجتهاد في القول شرط ***** مطلقا أو مقيدا من قد فرط
١٦٨- إذ لا تمكن من الإنشاء ***** للقول إلا باجتهاد الشائي
١٦٩- وشرط الاجتهاد في الشرح سقط ***** بل قدرة التصوير للغير فقط
١٧٠- وأن يكون عنده تحصلا ***** من العلوم ما به توصلا
١٧١- إلى معاني ما أراد حله ***** ليبرز المعنى الذي قد حله
١٧٢- فلم يقع من الفرقين توا ***** رد على معنى وذا علم توى
١٧٣- نعم لقد يوافق التفسير ***** من خارج قولا به يسير
١٧٤- فيرجع التأويل في الحقيقه ***** للقول لا العكس وذي الدقيقه
١٧٥- وفي النور والمنار للقاني ***** قد أتقناها غاية الإتقان

فصل في شروط العمل فيما جرى به العمل

١٧٦- بيان ما به الضعيف يرجح ***** من بعد ضعف قادح وينجح
١٧٧- حتى يقدم على المشهور ***** وضعفه في غاية الظهور
١٧٨- شروط تقديم الذي جرى العمل ***** به أمور خمسة غير همل
١٧٩- أولها ثبوت إجراء العمل ***** بذلك القول بنص ما احتمل
١٨٠- والثاني والثالث يلزمان ***** معرفة المكان والزمان
١٨١- وهل جرى تعميما أو تخصيصا ***** ببلد أو زمن تنصيصا
١٨٢- وقد يخص عمل بأمكنه ***** وقد يعم وكذا في الأزمنه
١٨٣- رابعها كون الذي أجرى العمل ***** أهلا للاقتداء قولا وعمل
١٨٤- وحيث لم تثبت له الأهليه ***** تقليده يمنع في النقليه
١٨٥- خامسها معرفة الأسباب ***** فإنها معينة في الباب
١٨٦- فعند جهل بعض هذي الخمس ***** ما العمل اليوم كمثل أمس
١٨٧- وليس كل ما جرى به العمل ***** معتبرا شرعا فمنه ما انهمل
١٨٨- فربما أجراه ذو التعاصي ***** بترك طاعة وبالمعاصي
١٨٩- كالمكس والغيبة والقتال ***** فيتبع المجري فيه التالي
١٩٠- ولا تقل (إنا وجدنا) الآيه ***** وبالكتاب زن سوى الولاية
١٩١- فربما خالف بعض الأوليا ***** في ظاهر الشرع لكي يبتليا
١٩٢- من لم يكن صحيح الاعتقاد ***** في الأوليا من أهل الانتقاد
١٩٣- فسلموا لتسلموا أقوالهم ***** وحالهم واجتنبوا أفعالهم

فصل في الترجيح بالعرف

١٩٤- ورجحوا بالعرف أيضا وهو ***** من سائر المرجحات أقوى
١٩٥- وذلك الترجيح بالمجتهد ***** ليس بمختص عن المقلد
١٩٦- فالعرف ظاهر لكل واحد ***** لم يتأت جحده للجاحد
١٩٧- "والعرف ما يغلب عند الناس ***** ومثله العادة دون بأس"
١٩٨- "ومقتضاهما معا مشروع ***** في غير ما خالفه المشروع"
١٩٩- "وذان في الترجيح شرعا قدما ***** "فلهما كن أبدا مقدما"
٢٠٠- وكل ما انبنى على العرف يدور ***** معه وجودا عدما دور البدور
٢٠١- فأحذر جمودك على ما في الكتب ***** فيما جرى عرف به بل منه تب
٢٠٢- لأنه الضلال و الإضلال ***** إذ قد خلت من أهلها الأطلال
٢٠٣- وكل ما في الشرع فهو تابع ***** إلى العوائد لها مجامع
٢٠٤- فما اقتضته عادة تجددت ***** تعين الحكم به إذا بدت
٢٠٥- وهذه قاعدة فيها اجتهد ***** كل وأجمع عليها للأبد
٢٠٦- لذاك قالوا من أتى مستفتيا ***** سئل عن عادته فأفتيا
٢٠٧- بما اقتصته عادة المستفتي ***** وإن يكن خالف عرف المفتي
٢٠٨- وخص ذا بالكليات الخمس ***** وبالعقائد ليوم الرمس
٢٠٩- فالنفس والعقل كذا المال وجب ***** صون لها والعرض أيضا والنسب
٢١٠- فما لها من ناسخ في الملل ***** من عهد آدم لأجل العلل

فصل في الترجيح بالمفاسد و المصالح

٢١١- ورجحوا بالدرء للمفاسد ***** وبالمصالح لقول كاسد
٢١٢- وخصصوا الترجيح بالمصالح ***** وبالمفاسد بثبت صالح
٢١٣- لكونه أهلا للاجتهاد ***** قد أتقن الآلات بالسهاد
٢١٤- فقيه نفس لم يكن مغفلا ***** وبأصول الفقه قد تكملا
٢١٥-أحاط بالفروع والقواعد ***** فكان ساعيا لكل قاعد
٢١٦- هذا كلام العلماء الأول ***** في صفة الثبت المرجح ولي
٢١٧- أصل علوم الشرع كل أوضحه ***** درء المفاسد وجلب المصلحه
٢١٨- وفي تصادم المصالح جلب ***** أنفعها أو المفاسد جلب
٢١٩- أخفها وإن تعارض مفسدة ***** مصلحة تجلب درء المفسده
٢٢٠-هذا الذي أفتى به المغيلي ***** وكان في العلوم ليث الغيل

فصل في طبقات المفتين الثلاثة

٢٢١- خذ طبقات الناس إذ يفتونا ***** ثلاثة لا الرابع المفتونا
٢٢٢- مجتهدان مطلق مقيد ***** بمذهب والأول المؤيد
٢٢٣- ومثلوا المطلق في المقاسم ***** بـ(مالك) والثاني كـ(ابن القاسم)
٢٢٤- وذان نالا غاية العلم وما ***** "كان أصح علم من تقدما"
٢٢٥- والثالث المتقن فقه مذهب ***** مستبحرا لكنه في غيهب
٢٢٦- إذ لم يحط بجملة المقاصد ***** كسائر الأصول والقواعد
٢٢٧- ورابع الأقسام من قد اقتصر ***** في مذهب على كتاب مختصر
٢٢٨- في ضمنه مسائل ما شيدت ***** قد خصصت في غيره و قيدت
٢٢٩- وفيه أقول ضعاف ضعفت ***** في غيره وكيفت وزيفت
٢٣٠- فذوا اجتهاد مطلق فرض عليه ***** الافتا بما أدى اجتهاده اليه
٢٣١- لذاك قال الشيخ لما أن ذكر ***** أهل القضاء صفة "عدل ذكر
٢٣٢- ذو فطنة مجتهد إن وجدا ***** إلا فأمثل مقلد" جدا
٢٣٣- والاجتهاد في بلاد المغرب ***** طارت به في الجو عنقا مغرب
٢٣٤-فصاحباه اليوم منسيان ***** "فذكر ذا وحذفه سيان"
٢٣٥- وثالث يفتي بنص النازله ***** بعينها ولم يقس ما شاكله
٢٣٦- فإن يقس مسألة بمسأله ***** فقد تعدى في جواب السأله
٢٣٧- ليأسه من رتبة القياس ***** ومثله الترجيح في الإياس
٢٣٨- فما على تخريجه تعريج ***** إذ ما له القياس والتخريج
٢٣٩- لفقد آلات القياس والفروق ***** وهل يرى الأعمى بليل من بروق
٢٤٠- فانبذ قياسه كما الشرع نبذ ***** "وعن سبيل القصد من قاس انتبذ"
٢٤١- من قاس بالعقل بلا أصول ***** لغرض لم يحظ بالوصول
٢٤٢- ورابع الأقسام لا تعده ***** إذ هو أعزل بغير عده
٢٤٣- فما لهذا في الفتاوى من شروع ***** لجهله بما سوى بعض الفروع
٢٤٤- وجهله بما به أفتى وذا ***** تحرم فتواه إذا ما استحوذا
٢٤٥- ورب من يقدح في الحكم إذا ***** لم يك من متن خليل أخذا
٢٤٦- وذاك من قصوره وجهله *****وقلة العلم بموت أهله
٢٤٧- فليس من قوادح الدليل ***** أن لا يكون النص في خليل
٢٤٨- هل كل حكم في كتاب المختصر ***** أو في المدونة جاء وانحصر
٢٤٩- وغير ذين من نصوص المذهب ***** مثل النوادر كالمذهب
٢٥٠- وربما قد غره "مبينا ***** لما به الفتوى" وكان بينا
٢٥١- عدم كونه محيطا بالفروع ***** لقوله "مختصرا" عند الشروع
٢٥٢- وليس فيه من أداة الحصر ***** يا جهلا بأدوات القصر
٢٥٣- قد قاله في شرحه الزرقاني ***** لشارح الخطبة للقاني
٢٥٤- فرب قول في خليل ضعفا ***** يحرم الافتاء به وزيفا
٢٥٥- كقوله في الغضب والتعدي ***** "أو دل لصا" قاله في عد
٢٥٦- ما لم يكن من أجله ضمان ***** وما به الفتوى هو الضمان
٢٥٧- طالع شروح الشيخ أو فتح اللطيف ***** في ذكر ما ورد فيه من ضعيف
٢٥٨- وبعضهم يفتي وهو جاهل ***** إعراب بسم الله عنه ذاهل
٢٥٩- فليس من أهل اللسان العربي ***** وفي الأصول ما له من أرب
٢٦٠- ومثل هذا لا يكون مرشدا ***** لجهله النحو مما أنشدا
٢٦١- "عليك بالنحو فان النحوا ***** لحن الخطاب ملكه والفحوى"
٢٦٢- أما ترى الفقيه في التهجي ***** قد يترجى غاية الترجي
٢٦٣- حتى إذا تلاه بالتفهم ***** نكص حيران على التوهم
٢٦٤- ومع ذاك قول انفرد ***** به متى رددته عنه يرد
٢٦٥- و كلمة ابن مالك كافيه ***** إذ قال في بيتين في الكافية
٢٦٦- "وبعد فالنحو صلاح الألسنه ***** والنفس إن تعدم سناه في سنه
٢٦٧- به انكشاف حجب المعاني ***** وجلوة المفهوم ذا إذعان"

خاتمة في أقل صفات المفتي في هذه الأزمة

٢٦٨- خذ صفة المفتي عنيت الممكنه ***** في غابر الدهر بكل الأمكنه
٢٦٩- فإنما التكليف بالامكان ***** مشترط في الشخص والمكان
٢٧٠- وكل عام ترذلون ظاهر ***** في كل علم باطن وظاهر
٢٧١- قالوا ومن لم يختم المدونه ***** في العام لا يفتي بما قد دونه
٢٧٢- وغير من يختم نص المختصر ***** في كل عام وشروحه حصر
٢٧٣- مع الاحاطة بكل حاشيه ***** فخل فتواه كريح ماشية
٢٧٤- نقله بابا مع اللقاني ***** في الذيل والمنار بالإيقان
٢٧٥- والحق أن تفتي بعد أن ترى ***** نفسك أهلا ويرى ذاك الورى
٢٧٦- فـ(مالك) أجازه سبعونا ***** محنكا للصحب يتبعونا
٢٧٧- وقال ما أفتيت حتى شهدا ***** سبعون شيخا أنني على الهدى
٢٧٨- و(الشافعي) أجازه الامام ***** بـ"حان أن تفتي يا غلام"
٢٧٩- واليوم أهل البدو والقصور ***** يفتون جرأة مع القصور
٢٨٠- وربما قضوا بلا استئذان ***** ولا إقامة ولا أذان
٢٨١- وفي كلا الفعلين قدما لزما ***** منع تصرف بحكم حتما"
٢٨٢- وجاء في الرد عليهم بيت ***** عن جعله في النظم ما أبيت
٢٨٣- "لا يقبل الإفتاء من كل أحد ***** بل لخواص الناس في كل بلد
٢٨٤- وربما ظن الجهول أنه ***** أهل لعلم لم يحقق فنه
٢٨٥- وربما انتصب للمناصب ***** ولم يكن أهلا بغير ناصب
٢٨٦- لكن بما استحقه من إرث ***** لو لم يكن للعلم أرض حرث
٢٨٧- وجاء توريث المناصب التي ***** للشرع من كبائر قد جلت
٢٨٨- مثل الامامة أو القضاء ***** وجهل ذاك ليس في انقضاء
٢٨٩- وبعضهم من قلة الإحكام ***** قد يحسب الفتوى من الأحكام
٢٩٠- والفرق أن الحكم ذو إلزام ***** وهي لم تلزم بلا التزام
٢٩١- وقال في تكميله (مياره) ***** بيتين مثل الأنجم السيارة
٢٩٢- "إخبار الفتوى كمن يترجم ***** والحكم إنشاء كنائب اعلموا
٢٩٣- وتلزم الفتوى الذي لها اعتقد ***** والحكم للجميع قالوا يعتمد"
٢٩٤- هذا وقد ضموا لحب العاجله ***** حب الرياسة وطرح الآجله
٢٩٥- هل جائز "لجاهل وقاصد ***** دنيا" بعلم طلب المقاصد
٢٩٦- من ثم "نبذ حكم جائر وجا ***** هل بلا مشورة" للشرع جا
٢٩٧- والكل لا يرتفع الخلاف ***** بحكمه لو سلمت آلاف
٢٩٨- فهل يقوي الحكم تسليم بفك ***** من باب "أسلفني على أن أسلفك"
٢٩٩- فليس يرفع الخلاف إلا ***** مجتهد لا غير ذاك كلا
٣٠٠- أما المقلد فليس يعتبر ***** من حكمه المرجوح حين يختبر
٣٠١- بل نحره بنقضه في المنحر ***** أو ضربه به على الوجه حري
٣٠٢- نقله التودي عن العقباني ***** والعرفي العارف الرباني
٣٠٣- وفي السجلماسي على القواعد ***** ميارة جميع ذي للرائد
٣٠٤- فقل لمن لنقض حكمه نبح ***** "فما أبيح أفعل ودع ما لم يبح"
٣٠٥- فإن أبى فالجهل عنه ما انتقى ***** "والعلم نعم المقتنى و المقتفى"
٣٠٦- وقدمن العلم ثم العملا ***** "وربما أكسب ثان أولا"
٣٠٧- و من تصدر بلا أوان ***** عوقب بالحرمان والهوان
٣٠٨- وخله كمثل الحمار ***** يحمل أسفارا و لا تمار
٣٠٩- وهاك نظما بارعا قد يشتهى ***** لا ينتهي طلاوة إذا انتهى
٣١٠- فصوله في كعب جدر أربع ***** محصورة فارتع بذاك المرتع
٣١١- جعلت خير المرسلين خاتمه ***** لعلني أنال حسن الخاتمه
٣١٢- محمدا صلى عليه الله ***** فما لنا وسيلة إسواه
٣١٣- وآله وصحبه أهل الكمال ***** عد النجوم والمياه والرمال
٣١٤- أزكى صلاة وسلام ما انتهى ***** والحمد لله بغير منتهى

تم النسخ من طبعة "دار ابن حزم"
التي بتحقيق الأستاذ لَخْضَر محمد بن محمد بن قمَار

٢٠١٣/٠١/٢٩
١٧ ربيع الأول ١٤٣٤


١٥٤- من بعد رأي العين يعطى التلفا ***** والنص متبوع إذا ما اختلفا
وفي النسخة المطبوعة ... والنص مبتوع