المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى شيخنا حفظه الله حول التظاهرات في العراق



أهــل الحـديث
01-02-2013, 03:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


القول المبين في بيان منهج السلفيين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه أجمعين،وبعد:
مما ميز المنهج السلفي عن غيره من المناهج عبر القرون كونه يقوم على الدليل العلمي من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.
وهذه الدعائم والمقومات ساهمت بشكل كبير في المحافظة على المنهج من التحريف، وأعطته قوة صمود في وجه التيارات المنحرفة عبر القرن، لهذا السبب وغيره تجد شباب المنهج السلفي أصحاب حجة قوية في مناقشة المخالفين،كونهم يعتمدون على الدليل، ولا شيء يقدم على الدليل (فكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر)، ولذا فنظرية تأليه الأشخاص والانقياد الأعمى للأشخاص مرفوضة عندهم أصلاً، على خلاف كثير من الأحزاب والجماعات الأخرى، ممن يعتمد على أحكام الرجال في الخلافيات فلو ناضرت أحدهم بالكاد تجده يذكر لك دليلاً، بل في الغالب يأتيك بقول شيخ فقيه أو شيخ طرقي.
إذن فالمفترض بأصحاب المنهج السلفي ألا يقلدوا رجلا مهما بلغ علمه لمجرد أنه فلان أو علان، وإنما يدورون مع الدليل الشرعي أينما دار، ومن حاد عن هذا حاد عن منهج السلف الصالح وإن لبس لبوسهم وانتحل صفتهم.
لذا فإننا نعيذ بالله تعالى شبابنا من التنكب لمنهج السلف الصالح وتقديس الأشخاص ! فعن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أنه سألَ النبيَّ قول اللَّه تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة 31] كيف اتَّخَذُوهُمْ أَرْبَابًا؟ يعني أنهم لم يَسْجُدُوا ولم يَرْكَعُوا لهم ولم يصوموا لهم. قال له :"أَلَمْ يُحِلُّوا لَهَمْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَيُحَرِّمُوا عَلَيْهِمْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ، فَاتَّبَعُوهُمْ؟" قال: بَلَى. قال: "بِذَلِكَ اتَّخَذُوهُمْ أَرْبَابًا")) أخرجه الترمذي(3095).
إذا فمقياس المنهجية السلفية هي في اتباع طريقة السلف في التلقي والاستدلال ويقاس الشخص بقربه وبعده عن هذا المنهج، وليس لمجرد ادعائه أنه منهم.
فليست السلفية أن تتبع الشيخ فلان وتكون من مقلديه، أو تخالف الشيخ فلان ! لأن الحق لا يمكن أن يحصر ويقصر في شخص ما إلاّ النبيّ .
لذا فإنا نحذر شبابنا من تقديس الأشخاص والوقع في الخطأ ذاته الذي وقع فيه غيرهم من أصحاب المناهج المنحرفة.
ومما يؤلم في هذه الفترات المتأخرة انتشار هذه الظاهرة (تقديس الأشخاص) وسط بعض الشباب الطيبين المحبين لمنهج السلف الصالح، فإذا قيل لأحدهم لم تفعل أو لم لا تفعل، أجاب: هذه فتوى الشيخ فلان! دون أن يقرأ حتى الفتوى، ناهيك عن الاقتناع بأدلته، وهو من الحزبية الضيقة المقيتة،وانحراف عن المنهج السلفي القويم!
وهذا لم يقتصر على بعض المسائل الفرعية في الفقه وإنما انجر إلى مسائل شرعية مهمة، كالحاكمية، والخروج على الظالمين، ومفهوم ولي الأمر، وإنكار المنكر، والجهاد في سبيل الله وغيرها من كبريات المسائل الشرعية التي يترتب عليها أثر في الواقع ..
لذا ظهرت لنا تسميات جديدة (مبتدعة) (سلفية جهادية وسلفية علمية وسلفية جامية وسلفية تكفيرية ...)وكل طرف يصف مخالفه بوصف نقص يعيب عليه منهجه في التعامل مع قضية أو قضايا، ولا أدري كيف يكون المرجئي أو الخارجي سلفياً!! أذن فالشخص إما على منهج السلف أو لا،وحسب أتباعه للدليل!
لذا فلا يقبل من أي شخص أي فتوى!
وأوضح ذلك بمسألة في غاية الدقة:المظاهرات التي تشهدها البلاد الإسلامية اليوم، ومنها بلدنا العراق وقف بعض الأخوة منها موقفاً سلبياً جداً وهو موقف يخالف منهج السلف في إنكار المنكر وإغاثة الملهوف ونصرة الأعراض، واليوم أصبحت القضية أكبر من كونها مسألة حقوق مادية أو معنوية في العراق، إذ هي مسألة عقيدة وهوية ! والمتظاهرون اليوم يدافعون عن عقيدة أهل السنة والجماعة في البلد وفي كل بلاد المسلمين، فالعراق كما يعرف بوابة لكل الفتن القادمة من جهة الشرق، وهو الدرع الأول لأهل السنة والجماعة في الأرض ولهذا لما انكسر الدرع حصل ما حصل في البحرين والكويت والسعودية ...الخ.
أضف إلى الكفر البواح الذي حل في البلد على يد طغمة صفوية غاشمة، فالقتل على الهوية، والتعذيب على الهوية والاغتصاب على الهوية، ملايين قتلوا ومثلهم يعذبون ويغتصبون رجالاً ونساءً،وحال البلد لا يحتاج إلى تذكير به فلا يخفى حتى على الأصم الأعمى، اللهم إلا من عميت بصيرته!
ومن أصعب المهمات توضيح الواضحات!
ومن الدين والمنطق والعقل أن نجد أصحاب المنهج السلفي في مقدمة المجاهدين، وفي مقدمة المضحين وفي مقدمة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكذا كانوا في كل الأحايين وأرض العراق وسوريا والشيشان والأفغان والبوسنة والصومال،وغيرها من البلاد شاهدة .
ولكن مع الأسف تخلف -أيضاً- بعض المنتسبين إلى هذا المنهج في كل المواقف والميادين، متعذرين بأعذار أوهى من بيت العنكبوت لو كانوا يعقلون! فاليوم بعد النهضة السنية من ذلٍّ طال في بلادنا هذا وصار الناس ينادون بأعلى أصواتهم بأنهم سنة! بعد قهر وذل استطال لسنين طوال، فخرج الناس كل الناس إلى هذه المعركة الحاسمة في تاريخ العراق إلا بعض من كنا نتمناهم إن يخرجوا ولم يخرجوا،من مدعي السلفية! ثم راحوا يخذلون الناس ويحرمون عليهم الخروج ويقولون ببدعية الصلوات الموحدة، واستدلوا على ذلك ببعض الأدلة الواهية كقولهم :
إنّ في الخروج احتمال وقوع مفسدة من قتل للناس وهدر للمال ..وهذا مع احترامي للقائل سفهاً وجهلاً!
ولو سلمنا به جدلاً: فالمفسدة المزعومة من التظاهر مظنونة ،بينما في عدم الخروج مفسدة متحققة، فالفتنة في الدين والقتل والاغتصاب وضياع المال واقع حال! هل يتمكن أحد هؤلاء الأخوة من بيان عقيدته أو هديه في اللباس في بغداد أو طرق البلد؟ اللهم إلا في بعض المحافظات السنية أو من قبل أفراد قلة كونهم شخصيات سلفية مقربة من الروافض!
إذن هناك مفسدتين ولابد من ارتكاب أخفهما ضررا،إنْ سلمنا أنّ في التظاهرات مفسدة.
ولو وقعت تلك المفسدة المظنونة إنما تقع على الأفراد، ومصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الأفراد، أي دفع المفسدة الواقعة فعلا عن الجماعة (أهل السنة) أولى من دفع المفسدة الواقعة (أو المظنونة) على الفرد! وهذا مقرر معروف.
فدرء المفسدة هي إما عن الدين، أو النفس، أو العقل، أو النسب، أو المال، أو العرض؟
وهذه كلها مفاسد متحققة في البلد، على مستوى الاعتقاد والاقتصاد والعلم والثقافة والخلق؟
وتذرع بعضهم -أيضاً- كون الشيخ العلامة ابن عثيمين حرم التظاهرات لما فيها من المفاسد المتحققة ولكونها لم تثبت عن السلف.
وهذه الفتوى ثابتة عنه رحمه الله، وتنزيل كلام الشيخ على واقع العراق محض وهم ، فالشيخ رحمه الله تحدث عن بلد فيه ولي أمر تقام فيه الحدود، وتحفظ الأعراض، وينصر فيه المظلوم،وليس في بلد يحارب الله ورسوله وتشرب فيه الخمور وتنتهك في الأعراض ،ويسب فيه أصحاب النبي وتتهم أم المؤمنين؟
فو الله كل واحدة من هذه توجب الخروج على ولي أمر شرعي، لا على دعي كذاب رافضي خبيث! علماً أنها مدفوعة بفتاوى علماء أجلاء كبار كالشيخ العلامة ناصر الدين الألباني وغيره.
ثم ما قولهم في خروج الحسين بن علي بن أبي طالب على الحاكم ؟ هل كان في خروجه مخالفة شرعية؟ وأصح الأقوال في يزيد أنه ظالم جائر ! وأن الحسين وأهل بيته شهداء ؟ بل نص الأئمة على لعن من قتل الحسين ومن أعان على قتله أو رضي به؟ هل يصح هذا في خارجي؟ نعوذ بالله من الضلال.
أما من يتشبث بتوقف ابن عمر وابن عباس وغيرهم من الصحابة عن الخروج على يزيد فهو اجتهاد منهم كونه لم يخرج عن دائرة الإسلام ولم ينقض الحكم بما انزل الله ولم يظهر –حتى- الفسوق، في أرجح الأقوال كما نص عليه شيخ الإسلام.
ومن الظلم والجور مقارنة يزيد على ما وقع منه برافضي خبيث !
بل أزعم أن يزيد على ما وقع منه خير من كل حكام المسلمين اليوم.
ومن ثمة ندرك أن النصوص الواردة في النهي عن الخروج على السلطان أنما أريد به السلطان المسلم مقيم صلاة، ولا أدري هل المالكي مقيم الصلاة ولو صلى هل صلاته صحيحة؟ وهل اعتقاده صحيح في الأصل حتى تصح صلاته!
والذي يجب قوله: أن أدعياء السلفية من فقهاء السلاطين في بعض البلاد الإسلامية إنما يمنعون الخروج على ولي الأمر ليرضوا أمراءهم، ولا يجوزون الخروج لا للدليل بل لكي لا يلزمهم بعض الشباب:بأنكم لم تجوزه في العراق وتمنعوه في بلادنا؟
ولو سلمنا -جدلاً- لقولهم أن المالكي ولي أمرنا وسلطان تجب طاعته؟ ولتحقق المفسدة في الخروج عليه؟ فكيف نسلّم لهم بعدم قتال العدو الصائل في قتال الدفع؟ ألم يفتي هؤلاء بعدم جواز قتال الأمريكان؟لتحقق المفسدة؟ ولا أدري هل الدين هو ثريد وتبريد! وحلقات وجلسات ومطارحات داخلية فحسب!
القرآن نصّ على إنّ القتال تكرهه النفس جزماً لما فيه من المفسدة ولكنه يدفع به مفسدة أكبر، وهو رفع الظلم !! والمشركون كانوا في مكة والمؤمنون كانوا في المدينة لهم دولة،ولكن الظلم الواقع على القلة المستضعفة في مكة!فيخاطب الله تعالى النبي وأصحابه :ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفون المقهورون من الرجال والنساء والولدان المقهورين بمكة حتى يتسع الأمر ويأتي إلى الإسلام من أراد منهم ثم أخبر عنهم فقال- سبحانه-:" الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية يعني مكة الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا يعني من عندك وليا واجعل لنا من لدنك نصيراً". قال ابن عباس:" كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان".
وان اعترض أحد أن النبي كانت له شوكة في المدينة فشرع له القتال، قلنا :وما قولكم في خروج النبي وأصحابه لما جهر بالدعوة وسط كبار قريش، وقرأ القرآن عليهم ،وكذا قرأ ابن مسعود وأبو ذر الغفاري، أليس فيه مفسدة وتعرضهم لاحتمال القتل!
ولو جرى النبي وأصحابه على قاعدتهم هذه –حاشاهم- لضاع الدين، والله جل جلاله لم يأمر نبيه بالتبليغ فحسب بل أمره بالصدع فيه، فقام النبي وصدع به وما جلس حتى توفاه الله جل جلاله! وقام أتباعه من أهل الحق من بعده وإلى يوم الناس لم يقعدوا رغم كيد الكائدين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فعن المغيرة بن شعبة : عن النبي قال:" لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ".
لذا فالمظاهرات الآن هي في أصلها عقدية لنصرة الدين (عقيدة أهل السنة والجماعة) ولإقامة حدود الله، وحماية العرض والمال والنصرة لكل مظلوم، وهذه كلها مصالح جاء الشرع بها.
ومن أفتى بعدم مشروعيتها فإنما هو يخذل دين الله والمستضعفين من النساء والولدان ويعين دولة الباطل.
ثم أنا أسأل هذا الفقيه الفذ! ماذا لو كانت المعتقلة المغتصبة هي بنتك أو زوجتك أو أختك أو أمك؟ ماذا لو كنت أنت المعتقل أو ولدك أو والدك ؟ أنا أجزم أنك ستفتي في حينها، ولكن بوجوب التظاهرات ؟وتسوق الأدلة الشرعية عليها.
ولهذا نقض هؤلاء قواعدهم العرجاء هذه لما أفتوا بقتال الروافض في اليمن قبل شهور دون ولي أمر ولا إمام ! أليس هذا انتقاء أعوج ! ولم لم تصبروا كما تفتون الناس في العراق ؟ نعوذ بالله من الهوى.
فرسالتي إلى الشباب من أتباع المنهج السلفي :احذروا الحزبية الضيقة والتبعية الفكرية فوالله إنها وثن يعبد من دون الله تعالى وانتبهوا من هؤلاء النحلة الدخلة، وسارعوا إلى نصرة أخواتكم وإخوانكم في سجون الصفويين ولا تلتفتوا إلى تخذيل المخذلين أو تترقبوا ترقب المترددين لأنه من صفات المنافقين والعياذ بالله ،قال تعالى:" الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا *إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ". النساء141-143.
وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن حكم التتار لما استولوا على بلاد المسلمين ودخل كثير منهم الإسلام، وصلوا صلاتهم وصاموا صيامهم! وحكموا بلاد المسلمين، حتى التحق بهم كثير من فقهاء السلاطين وحرموا (الخروج عليهم)حتى قال بعض المشايخ: " هولاكو للمسلمين بمنزلة بخت نصر لبني إسرائيل"
فأفتى رحمه الله بوجوب قتالهم، مع كونهم ينطقون بالشهادتين وأوجب الخروج عليهم! وقال رحمه الله في المجموع 28/506:" وقتال هذا الضرب واجب بإجماع المسلمين وما يشك في ذلك من عرف دين الإسلام وعرف حقيقة أمرهم؛ فإن هذا السلم الذي هم عليه ودين الإسلام لا يجتمعان أبدا".
وننقل تتمة كلامه بملحق لتمام الفائدة
والله غالب على أمره ولكن أكثر النتاس لا يعلمون
اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد
وكتبه
أبو ذر غفر الله له