المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنّهُ لمن شُكرِ النّعمة...



أهــل الحـديث
29-01-2013, 08:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في يومٍ طلَبَ منّي أخِي الصّغيرُ أن أصنعَ لهُ بعضَ الطّعامِ، وكانَ ذاكَ ليلًا،
فاستأذنتُ منهُ أن ينتَظِرَنِي حتّى أُلبّي حاجَةَ أبِي ثُمّ أعودَ لأفعلَ ما أراد، ولمّا انتهَيتُ وأتيتُه
رأيتُهُ وقَد غلبَهُ الشُّعورُ بالنُّعاسِ فنام...
حينَها لم أستطِع احتمالَ ما حدَث "أن ينامَ ولدَيهِ الرّغبةُ في الأكل"
حتّى إنّني حاوَلتُ إيقاظَهُ فلَم أُفلِح!

قُلت: سُبحانَ اللهِ، لَم يكُن جائِعًا إلى هذه الدّرَجة لأندَفِعَ لسُلوكٍ كهذا، فكَيفَ تصنَعُ الأُمّ السُّوريّةُ المُشرّدةُ وأبناؤُها وزَوجُها؛ يعيشُونَ في البرارِي والكُهُوف, أو تِلكَ الّتي في بُورما, والأُمّ الصّوماليّة! وعامّةُ فُقراء المُسلِمينَ الّذينَ يتضوّرُ أبناؤُهُم ولا يجِدُونَ لسدّ جوعَتَهُم كُسَيرةَ خُبزٍ، وتلكَ الّتي ماتَ ابنُها بقذيفةِ بشّار في الطّابورِ عندَ المخبَز!
نعَم ربُّهُم أرحمُ بهِم ولا شكّ هوَ خيرٌ لهُم، لكن فلندعُ:
ربَطَ اللهُ علَى قُلُوبِهِم، وألهَمَهُمُ الصّبرَ وكشَفُ ضُرّهُم...
ليسَ أقلّ من الدُّعاءِ أن يُقدّم، لن يُتعِبَنا، ولَن نخسَر إن تمتَمت بهِ شفاهُنا، وما أكثرَ الكلامَ الّذي يخرُجُ من أفواهِنا كُلّ يومٍ لا ندرِي ألَنا أم علَينا، سيُلقِي بنا في الجنّةِ أم في جهنّمَ سبعينَ خريفًا والعِياذُ بالله!

بل إنّ الدُّعاءَ لُبّ العبادَة، وسيزِيدُ ارتباطَنا باللهِ ويُعلّمَنا الافتقارَ إليه، وسنجِدُ عندَ المصائِبِ الصّبرَ والسّلوان كما دعَونا بهِ للمُسلِمين،وهذا ما نحتاجُه، لن يُضيّعَنا اللهُ عندَ نُزولِ البلاءِ إذِ الصّبرُ عندَ الصّدمةِ الأولَى...
ولا زِلنا نُكرّرُ أنّ الدُّعاءَ هُو أقوَى السّهام معَ اليَقين!

عندَ كُلّ مائِدَةٍ قُولُوا: اللهُمّ بارِك لنا فيما رزَقتَنا، وأطعِم إخوانَنا من جُوع...
واللهِ إنّهُ لمِن شُكرِ النّعمة، ولئِن شكرتُم لأزِيدَنّكُم، ولئن كفرتُم إنّ عذابِي لشدِيد!
وقانا وإيّاكُم ربُّنا عذابَه، وأدامَ علينا عافِيَتَه وفَضْلَه.