المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ختمة مباركة



أهــل الحـديث
29-01-2013, 08:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



(ختمة مباركة)

تلك المسافة التي تصل بين أطهر مدينتين كم شهدت من ذكر وتلبية وتكبير، ولعل ذرات تراب ذلك الطريق استمعت لأعذب ذكر من كل الحناجر التي مرت بها . كيف لا وهي الطريق الواصل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وعلى هذه القطعة المباركة تحديداً وقعت تلك الحادثة في أواخر العقد التاسع من القرن الما

ضي . إذ كان الدكتور أحمد يرتدي ثياباً بلون الثلج وطهره ، ثياباً تشهد له عند بارئه أنه كان ملبياً ، وبلمح البرق غرق الدكتور في دمائه إثر حادث مفاجئ ، لم تتأخر سيارة الإسعاف التي أقلته .. وبمهنية عالية اشتغل المسعفون ، لكن أحدهم لاحظ تمتمة شفاه المصاب. فأصغى السمع جيداً . فإذا هو يرتل آياتٍ من القرآن الكريم بصوتٍ عذبٍ ندي جعلت جوارح طاقم الإسعاف تخشع وتبذل قصارى جهدها لإنقاذ المصاب .
وكانت المفاجأة التي أذهلت الممرضة ..
فالمصاب يصحو من غيبوبته ثم يكمل قراءته ، ويهدأ صوته قليلاً وكأنه يغيب عن دنيانا .. وبعد دقائق يكمل قراءته .. كادت الممرضة تذهل عما حولها وهي تتابع بشغف وفضول ، ففتحت المصحف الشريف عند آخر آية سمعتها من فم المصاب قبل أن يدخل في غيبوبته ، وبعد ثلاث دقائق تقريباً أكمل تلاوته العذبة متجاوزاً نحو عشر آيات تلاها في غيبوبته دون أن يسمعه أحد ، لم تصدق الممرضة نفسها فاستعانت بزميلتها .. فما كان من الثانية سوى ضبط الوقت الذي تستغرقه الغيبوبة ومن ثم تتبع الآيات التي تتوقع سماعها فتأتي مطابقة تماماً لتوقعاتها .
عندها تَنَادى الطاقم الطبي في المستشفى ، وسارع كل من لديه فسحة من الوقت لمشاهدة هذا المريض القارئ .
فاجتمعت مجموعة متطوعة من الممرضين والممرضات وبعض الأطباء في مشهد فريد وهم يتحلقون حول سرير المريض وبأيديهم المصاحف متابعين للتلاوات السرية والجهرية والمرتبة تسلسليًا ..
رغم أن حالة المريض ازدادت تدهوراً وصوته يزداد وهناً ، إلا أنه لم يتوقف عن التلاوة طوال أيامه الثلاث ، وقبل أن يختم المصحف الشريف .. أجهشت الممرضة الأولى في البكاء ، لأنها توقعت نهاية المشهد بعد الختمة المباركة .. وقد كان ..
وحين التدقيق في هوية المتوفى ، كان إمام مسجد معه دكتوراة في الشريعة .