المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بتال القوس مااذا قال عن كومبواريه



االزعيم الهلالي
27-01-2013, 05:00 PM
بتال القوس وكومبواريه .. رأيكم


يقود فريقه للمنافسة على اللقب بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر، مع بقاء عشر جولات على خط النهاية في الدوري السعودي، لم يخسر إلا مرتين وبصعوبة بالغة أمام فريق واحد، وتعادل ثلاث مرات، ثنتان منها أيضا أمام فريق واحد بخطأين دفاعيين فرديين في الوقت القاتل.

في المقابل، فاز على كل منافسيه الكبار، أسقط بطل الدوري وجاره الأصفر بالثلاثة، وتغلب على غريمه الاتحاد ونده الأهلي، وأوجد انضباطية عالية في فريقه، تساوت تحتها رقاب الصاعدين والنجوم الجماهيريين، فأصبح ياسر يغيب ولا يغيب الهلال، والشلهوب لا يحضر ويحضر الأزرق.




هذا هو الفرنسي الهادئ كومبواريه مدرب الهلال وهذه هي أرقامه منذ أن جاء، وهي أرقام يتمناها الكثيرون مدربون وفرقا، فماذا يفعل هذا الأسمر حتى يكسب الرضا؟ حين أخطأ الزوري في مباراة الاتفاق، و(قلشت) كرة الزبيدي من قدمه إلى الشباك، وأخطأ للمرة الثانية فجهز كرة التعادل للزقعان، قال العاطفيون: لماذا أشركت الزوري في الدفاع المتوسط وهو ظهير؟ وتناسوا أن الزوري في الأساس قلب دفاع وأن كوزمين هو من نقله ظهيرا لحاجة الفريق آنذاك، بل إن العاطفيين نسوا أن الزوري كان نجما في مركزه الجديد القديم في المباريات الماضية وأبرزها الاتحاد في الدوري والفتح في الكأس.

كومبواريه.. كما كثير من المدربين الذين تعبوا وعملوا بجد وإخلاص، وتعلموا وخضعوا لدورات حتى أصبحوا مدربين تخطب الأندية ودهم بالملايين، يأتون إلينا فيجدون من يسفّه مسيرتهم ويناقش بعنف فيما لا يعي، وينتقد بلا معرفة، ويجردهم من كل مكتسباتهم وقدراتهم. قبل كومبواريه، كان بيسيريو، أقاله الهلاليون وهو يتصدر الدوري مع نهاية الدور الأول، وعندما سُئلوا: لماذا؟ أجاب أحدهم بلسان المدرج: الهلال معه ليس الهلال.

ولا أعرف إذا كان متصدرا ولم يخسر وليس الهلال، فمن هو الهلال؟! مشكلة الهلاليين وكثير من عشاق الأندية العاطفيين، أنهم لا يبارحون الذكريات الجميلة في أذهانهم، يظلون أسرى لها، يستعيدون صورها البراقة، الفاتنة، ولا يخوضون في تفاصيلها، ولا يخضعونها لمقارنة موضوعية، وهذه طبيعة بشرية تميل فيها النفس إلى الذكرى وتحن الروح فيها إلى الجميل وتتناسى المؤلم منها، تماما كما نفصل الآن المنتخب السعودي إلى أجيال نخبة ونكبة، مع أن كل الأجيال ذاتها خسرت خسائر فادحة وانتصرت انتصارات مدوية.

كل ما سبق أعلاه قلته لصديقي الهلالي العزيز الذي عاصر الأزرق منذ فوركاوا الياباني وحتى اتفاق الزقعان البارحة الأولى، تنهد بعمق وزفر هواءً ساخنا ثم قال: بس الهلال كان ممتعا ومع كومبواريه وبيسيريو فقد متعته. قلت: لماذا؟ قال: كان فيه الثنيان والمصيبيح والنعيمة وسامي والتمياط والعويران والتخيفي والممتعون الآخرون. ضحكت، فاستشاط غضبا، حاولت تحاشي غضبه والاستمرار في النقاش الموضوعي وقلت: وهم الآن غير موجودين، أنت لم تذكر اسم مدرب، وربطت ما تريد بغياب من رحلوا. نظر إليَّ وقال: وش تحس أكيد رحلوا.

صديقي نموذج لكثير من المشجعين الذين يتنازعهم الحنين، لا يؤمنون بأن في فترة ما قد يتوافر لكل فريق مجموعة قلَّ أن تتكرر لكنها تخسر أحيانا أيضا، حدث هذا لمنتخبنا، للبرازيل، الأرجنتين، هولندا، أيه سي ميلان، لاتسيو، النصر، الاتحاد، الهلال، الأهلي، والشباب وآخرين. لا يمكن لأي مدرب جاء بعدهم أن يمسح ما تحتفظ به ذاكرة الجماهير عنهم، ولا يمكن له أن يعيدهم، ويستطيع أن يفوز ويحقق البطولات بغيرهم ويصنع تاريخا جديدا يتناقله اللاحقون، ليس بالضرورة أن يكون شبيها بتاريخ من سبقهم، لا بالطريقة ولا بالأسماء.