المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثَّمَرِ الجَنِيِّ بِتَخْرِيجِ مَا وَرَدَ فِي شُرْبِ دَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ



أهــل الحـديث
27-01-2013, 04:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ أَجْمَعِينَ ؛ وَبَعْدُ :

فَهَذَا جُزْءٌ لَطِيفٌ جَمَعْتُ فِيهِ الرِّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي شُرْبِ دَمِ النَّبِيِّ صصص ، وَقُمْتُ بِتَخْرِيجِهَا وَالكَلاَمِ عَلَى أَسَانِيدِهَا حَسَبَ قَوَانِينِ الرِّوَايَةِ ، وَوَسَمْتُهُ بِــ : " الثَّمَرِ الجَنِيِّ بِتَخْرِيجِ مَا وَرَدَ فِي شُرْبِ دَمِ النَّبِيِّ صصص " ، وَقَدْ قُمْتُ بِنَشْرِهِ عَلَى هَذَا الموْقِعِ مِنْ قَبْلُ ، وَهَا أَنَا أُعِيدُ نَشْرَهُ مَرَّةً أُخْرَى ؛ لأَنِّي أَضَفْتُ عَلَيْهِ إِضَافَاتٍ وَزِيَادَاتٍ لاَ تُوجَدُ فِي سَابِقِهِ .
فَأَسْأَلُ اللَّهَ _ عَزَّ وَجَلَّ _ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ ، وَأَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنِّي بِقَبُولٍ حَسَنٍ ، وَأَنْ يَغْفِرَ لِي ، وَلِوَالِدَيَّ ، وَسَائِرِ المؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ .

أَقُولُ : وَرَدَ شُرْبُ دَمِ النَّبِيِّ صصص عَنْ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ _ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ _ ، وَإِلَيْكَ تَفْصِيلُ رِوَايَاتِهِمْ :



أَوَّلاً : حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ررر


أَخْرَجَـهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " الآحَادِ وَالمَثَانِي " (1/414 _ رقم : 578) ، وَالبَزَّارُ فِي " المُسْنَدِ " (6/169 _ رقم : 2210) ، وَأَبُو يَعْلَى فِي " المُسْنَدِ " _ كَمَا فِي " السِّيَرِ " لِلذَّهَبِيِّ (3/366) ، و " إِتْحَافِ الخِيَرَةِ المَهَرَةِ " لِلْبُوصِيرِيِّ (رقم : 5304 و 6453/1) ، و " المَطَالِبِ العَالِيَةِ " لابْنِ حَجَرٍ (رقم : 3919) ، وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْـهِ فِي النُّسْخَةِ المَطْبُوعَـةِ مِنَ " المُسْنَدِ " ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِـهِ : الضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ فِي " الأَحَادِيثِ المُخْتَارَةِ " (رقم : 266) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/163) _ ، وَالطَّبَرَانِيُّ _ كَمَا فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " لابْنِ المُلَقِّـنِ " (1/477) ، و " التَّلْخِيصِ الحَبِـيرِ " لابْنِ حَجَرٍ (1/30 _ 31) ، و " مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ " لِلْهَيْثَمِيِّ (8/482 _ 483) ، وَلَمْ أَرَهُ فِي أَيٍّ مِنْ مَعَاجِمِـهِ الثَّلاَثَةِ المَطْبُوعَةِ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الحِلْيَةِ " (1/329 _ 330) ، و " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (رقم : 3684) ، وَالضِّيَاءُ المَقْدِسِـيُّ فِي " الأَحَادِيثِ المُخْتَارَةِ " (رقم : 267) _ ، وَالحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي " نَوَادِرِ الأُصُولِ " (ق 49/ب _ مخطوط) [ وَانْظُرْ _ أَيْضاً _ : " تَفْسِيرَ القُرْطُبِيِّ " (2/93) ] ، وَالحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/638 _ رقم : 6343) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (7/67 _ رقم : 13185) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/163 _ 164) _ ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِـي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/163) مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا الهُنَيْدُ بْنُ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ؛ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صصص وَهُوَ يَحْتَجِمُ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ ؛ اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَاهْرِقْهُ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ " ، فَلَمَّا بَرَزْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صصص عَمَدْتُ إِلَى الدَّمِ فَحَسَوْتُـهُ ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صصص ؛ قَالَ : " مَا صَنَعْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ " ، قَالَ : جَعَلْتُهُ فِي مَكَانٍ ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَافٍ عَلَى النَّاسِ ، قَالَ : " فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ ، وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ " .
وَجَاءَ مُخْتَصَراً عِنْدَ البَزَّارِ ، وَزَادَ أَبُو يَعْلَى فِي آخِرِهِ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ ؛ فَقَالَ : كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ القُوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ البَيْهَقِيِّ هَكَذَا : " مَاذَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْكَ " ، وَزَادَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَزَادَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ الحَدِيثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : فَيَرَوْنَ أَنَّ القُوَّةَ الَّتِي كَانَتْ فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ قُوَّةِ دَمِ النَّبِيِّ صصص .
قَالَ البُوصِيرِيُّ : " إِسْنَـادُهُ حَسَـنٌ " ، وَحَسَّـنَ إِسْنَـادَهُ _ أَيْضاً _ السُّيُوطِـيُّ فِي " الخَصَائِصِ الكُبْرَى " (2/376 _ بِتَرْقِيمِ الشَّامِلَةِ) .
أَقُولُ : بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ ؛ فَمَدَارُ الحَدِيثِ عَلَى الهُنَيْدِ بْنِ القَاسِمِ ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ ، وَهُوَ مَجْهُولُ الحَالِ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ أَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (8/249) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (9/121) ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً ، أَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَقَدْ ذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ " (5/515) ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِي كُلِّ رَاوٍ لَمْ يَقِفْ فِي رِوَايَتِـهِ عَلَى مَا يُطْعَنُ فِيهِ لأَجْلِهِ اللَّحَاقَ بِالثِّقَـاتِ ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مَنْ يَكُـونُ ذَلِكَ الرَّاوِي ، وَقَالَ الذَّهَبِـيُّ فِي " السِّيَرِ " (3/366) : " مَا عَلِمْتُ فِي هُنَيْدٍ جَرْحَةً " ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ فِي " مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ " (8/482 _ رقم : 14010) ، مَعَ أَنَّهُ جَهَّلَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ " المَجْمَعِ " (1/177 _ 178 ، رقم : 66) ، وَبَقِيَّةُ إِسْنَادِ الحَدِيثِ ثِقَاتٌ .
وَأَمَّا قَوْلُ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30 _ 31) : " وَفِي إِسْنَادِهِ الهُنَيْدُ بْنُ القَاسِمِ ، وَلاَ بَأْسَ بِهِ ، لَكِنَّهُ لَيْسَ بِالمَشْهُـورِ بِالعِلْمِ " ، فَلاَ أَدْرِي مَا مُسْتَنَدُهُ فِي ذَلِكَ ؟! ، مَعَ أَنَّ شَيْخَـهُ ابْنَ المُلَقِّنِ قَالَ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/476) : " هُنَيْدٌ لاَ يُعْلَمُ لَهُ حَالٌ ، قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ _ هُوَ : أَبُو الفَتْحِ القُشَيْرِيُّ _ فِي ( الإِمَامِ ) : لَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى الكَشْفِ عَنْ حَالِهِ إِلاَّ هُوَ " .
وَقَدْ تَحَرَّفَ اسْمُ ( هُنَيْدِ بْنِ القَاسِمِ ) عِنْدَ الحَافِظِ ابْنِ كَثِيرٍ فِي كِتَابِهِ " الفُصُولِ فِي اخْتِصَارِ سِيرَةِ الرَّسُولِ صصص " (ص : 300) إِلَى : ( عُبَيْدِ بْنِ القَاسِمِ ) ، وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ ضَعَّفَ إِسْنَادَ الحَدِيثِ ؛ فَقَالَ : " وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِحَالِ عُبَيْدِ بْنِ القَاسِمِ الأَسَدِيِّ ، فَإِنَّهُ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، وَقَدْ كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ " .

وَقَدْ وَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى شَاهِدَيْنِ ضَعِيفَيْنِ لاَ يَصْلُحَانِ لِلاعْتِبَارِ :

الشَّاهِدُ الأَوَّلُ : أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " السُّنَنِ " (1/228) ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ فِي " مُعْجَمِهِ " _ كَمَا فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَادِ " (10/40) لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّالِحِيِّ ، وَ " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/478) لابْنِ المُلَقِّنِ _ [ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/162 _ 163) ] مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ النُّوبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ تَقُولُ لِلْحَجَّاجِ : أَنَّ النَّبِيَّ صصص احْتَجَمَ ، فَدَفَعَ دَمَهُ إِلَى ابْنِي ، فَشَرِبَهُ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ فَأَخْبَرَهُ ؛ فَقَالَ : " مَا صَنَعْتَ ؟ " ، قَالَ : كَرِهْتُ أَنْ أَصُبَّ دَمَكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صصص : " لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ " ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ ؛ وَقَالَ : " وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ " .
وَعَزَاهُ الحَافِـظُ ابْنُ حَجَـرٍ فِي " التَّلْخِيصِ " (1/30) لِلطَّبَرَانِيِّ ، وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْـهِ فِي " مَعَاجِمِهِ الثَّلاَثَةِ " المَطْبُوعَةِ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ، مُسَلْسَلٌ بِثَلاَثِ عِلَلِ :
الأُولَى : مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٌ هُوَ : ابْنُ حَيَّانَ الرَّازِيُّ ، وَهُوَ وَاهٍ جِدّاً .
الثَّانِيَةُ : شَيْخُهُ عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ هُوَ : الكَابُلِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، بَلْ رَمَاهُ البَعْضُ بِالوَضْعِ وَالكَذِبِ .
الثَّالِثَةُ : رَبَاحٌ النُّوبِيُّ قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ فِي " المِيزَانِ " (2/38) : " لَيَّنَهُ بَعْضُهُـمْ ، وَلاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ " .
وَقَدْ ضَعَّفَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30 _ 31) الحَدِيثَ بِعَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ فَقَطْ ، وَهَذَا قُصُورٌ مِنْهُ .
الشَّاهِدُ الثَّانِي : أَخْرَجَهُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الغِطْرِيفِ فِي " جُزْئِهِ " (رقم : 65) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (20/233) و (28/162) ، وابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/31) _ ، وَالطَّبَرَانِيُّ _ كَمَا فِي " التَّلْخِيصِ " لابْنِ حَجَرٍ (1/31) ، وَلَمْ أَرَهُ فِي مَعَاجِمِهِ الثَّلاَثَةِ المَطْبُوعَةِ _ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي " الحِلْيَةِ " (1/330) مِنْ طَرِيقِ سَعْدٍ أَبِي عَاصِمٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ كَيْسَانَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ؛ قَالَ : أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الفَارِسِيُّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صصص ، وَإِذْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَهُ طَسْتٌ ، فَشَرِبَ مَا فِيهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص : " مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ " ، قَالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ دَمِ رَسُـولِ اللَّهِ صصص فِي جَوْفِي ، فَقَالَ : " وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ ، لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ إِلاَّ قَسَمَ اليَمِينِ " .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لأَمْرَيْنِ :
الأَوَّلُ : سَعْدٌ أَبُو عَاصِمٍ هُوَ : سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، تَرْجَمَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (4/55) وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شَيْئاً ، وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : " يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلَيْسَ بِالمَتِينِ " ، أَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي " ثِقَاتِهِ " (6/378) ، وَقَوْلُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ فِيهِ مُقَدَّمٌ عَلَى تَوْثِيقِ ابْنِ حِبَّانَ ؛ لأَنَّهُ جَرْحٌ مُفَسَّرٌ ، فَقَدْ بَيَّنَ أَنَّ حَدِيثَهُ يُكْتَبُ لِلاعْتِبَارِ ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ بِالمَتِينِ فِي حِفْظِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الثَّانِي : كَيْسَانُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ .

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/478) : " فَإِذَا عَرَفْتَ هَذَا الحَدِيثَ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِـهِ ؛ قَضَيْتَ العَجَبَ مِنْ قَـوْلِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ بْنِ الصَّـلاَحِ فِي كَلاَمِـهِ عَلَى ( الوَسِيطِ ) : إِنَّ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ _ هَذَا _ لَمْ نَجِدْ لَهُ أَصْلاً بِالكُلِّيَّةِ " ! .
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/31) : " تَنْبِيهٌ : قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ فِي ( مُشْكِلِ الوَسِيطِ ) : لَمْ نَجِدْ لِهَذَا الحَدِيثِ أَصْلاً بِالكُلِّيَّةِ ، كَذَا قَالَ ، وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ " .



ثَانِياً : حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _


أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (3/59) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (1/186 _ رقم : 286) _ مِنْ طَرِيقِ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ قَالَ : حَجَمَ رَسُولَ اللَّهِ صصص غُلاَمٌ لِبَعْضِ [ قُرَيْشٍ ] (1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1) ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حِجَامَتِهِ أَخَذَ الدَّمَ ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى مَا وَرَاءِ الحَائِطِ ، فَنَظَرَ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَحَداً ؛ تَحَسَّى دَمَـهُ حَتَّى فَرَغَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صصص فِي وَجْهِهِ ؛ فَقَالَ : " وَيْحَكَ ! ، مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ ؟ " ، قَالَ : غَيَّبْتُهُ مِنْ وَرَاءِ الحَائِطِ ، قَالَ : " أَيْنَ غَيَّبْتَهُ ؟ " ، قَالَ : يَا رَسُـولَ اللَّهِ ؛ نَفِسْتُ عَلَى دَمِكَ أَنْ أَهْرِقَـهُ فِي الأَرْضِ ، فَهُوَ فِي بَطْنِـي ، قَالَ : " اذْهَبْ ، قَدْ أَحْرَزْتَ نَفْسَكَ مِنَ النَّارِ " .
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ _ عَقِبَهُ _ : " هَذَا الحَدِيثُ لاَ يَصِحُّ " .
وَقَالَ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/474) : " هَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ جِدّاً " .
أَقُولُ : وَهُوَ كَمَا قَالَ ؛ لِحَالِ نَافِعٍ أَبُو هُرْمُزَ ، وَهُوَ : نَافِعُ بْنُ هُرْمُزَ(2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2) ، وَقِيلَ : ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ(3) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3) ، وَقِيلَ : ابْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ(4) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn4) ، الجَمَّالُ ، البَصْرِيُّ ، مَوْلَى يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ أَحْمَدُ : " ضَعِيفُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ : " ضَعِيفٌ ، ضَعِيفٌ ، لَيْسَ بِشَيْءٍ " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، ذَاهِبُ الحَدِيثِ " ، وَسَأَلَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : " ضَعْيفُ الحَدِيثِ ؟ ، فَأَجَابَ : كَمَا يَكُونُ ، هُـوَ ذَاهِبٌ " ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : " لَيْسَ بِشَيْءٍ " ، وَقَالَ مَـرَّةً : " لَيْسَ بِثِقَةٍ ، كَذَّابٌ " ، وَمَرَّةً : " ضَعِيفٌ " ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : " لَيْسَ بِثِقَةٍ " ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : " كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، كَأَنَّهُ أَنَسٌ آخَرُ ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ سَمَاعاً ، لاَ يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ ، وَلاَ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ ، إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ ، رَوَى عَنْ عَطَاءٍ ، [ عَنِ ](5) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5) ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً " ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : " وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ، وَالضَّعْفُ عَلَى رِوَايَتِهِ بَيِّنٌ " ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ : " الغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الوَهْمُ " ، وَذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ وَالمَتْرُوكِينَ " .



ثَالِثاً : حَدِيثُ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ررر


أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (4/209) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ ، وَالبَزَّارُ فِي " المُسْنَدِ " (رقم : 3242) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَاتِمٍ ، وَابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي " تَارِيخِهِ " (2/689) ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (7/81 _ رقم : 6434) مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيِّ المَدَنِيِّ ، وَأَبُو يَعْلَى فِي " المُسْنَدِ " _ كَمَا فِي " إِتْحَافِ الخِيَرَةِ المَهَرَةِ " لِلْبُوصِيرِيِّ (رقم : 1/6454) ، وَ " المَطَالِبِ العَالِيَةِ " لابْنِ حَجَرٍ (رقم : 3920) ، وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْهِ فِي " المُسْنَدِ " المَطْبُوعِ _ عَنْ إِبْرَاهِيـمَ بْنِ مُحَمَّـدِ بْنِ عَرْعَـرَةَ ، وَالمَحَامِلِيُّ فِي " أَمَالِيهِ " (رقم : 526) مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (2/64) ، _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : البَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (7/67 _ رقم : 13186) _ مِنْ طَرِيقِ سُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (5/53) مِنْ طَرِيقِ الحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (7/81 _ رقم : 6434) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (3/1393 _ رقم : 3515) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الإِيمَانِ " (5/233 _ رقم : 6489) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الوَلِيدِ ، كُلُّهُـمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ بُرَيْهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ قَالَ : احْتَجَمَ النَّبِيُّ صصص فَقَالَ لِي : " خُذْ هَذَا الدَّمَ فَادْفِنْهُ مِنَ الطَّيْرِ وَالدَّوَابِّ وَالنَّاسِ " ، فَتَغَيَّبْتُ ، فَشَرِبْتُهُ ، ثُمَّ سَأَلَنِي ، أَوْ أُخْبِرَ أَنِّي شَرِبْتُهُ ، فَضَحِكَ .
وَلَمْ يَذْكِرِ البَزَّارُ ضَحِكَ النَّبِيِّ صصص .
تَنْبِيهٌ : تَحَرَّفَ ( بُرَيْهٌ ) عِنْدَ البَيْهَقِيِّ إِلَى ( يَزِيدَ ) .
وَتَابَعَ ابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ عَلَيْـهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ : أَخْرَجَـهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (1/111) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (1/185 _ رقم : 285) _ ، وَلَفْظُهُ : احْتَجَمَ النَّبِيُّ صصص فَأَعْطَانِي دَمَهُ ؛ فَقَالَ : " اذْهَبْ فَوَارِهِ " ، فَذَهَبْتُ فَشَرِبْتُهُ ، فَرَجَعْتُ ، فَقَالَ : " مَا صَنَعْتَ بِهِ ؟ " ، قُلْتُ : وَارَيْتُهُ ، أَوْ قُلْتُ : شَرِبْتُهُ ، قَالَ : " احْتَرَزْتَ مِنَ النَّارِ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ مَدَارُهُ عَلَى بُرَيْهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ ، وَاسْمُهُ : إِبْرَاهِيمُ ، وَبُرَيْهٌ لَقَبٌ غَلَبَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ تَصْغِيرُ إِبْرَاهِيمَ ، وَقَدْ جَاءَ التَّصْرِيحُ بِاسْمِهِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ ، ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (2/149) وَقَالَ : " إِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ " ، وَتَرْجَمَ لَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَـرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (2/438) وَلَمْ يَذْكُرْ فِيـهِ شَيْئـاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّـانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (1/111) فِيمَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ ؛ وَقَالَ : " يُخَالِفُ الثِّقَاتِ فِي الرِّوَايَاتِ ، وَيَرْوِي عَنْ أَبِيهِ مَا لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَةِ الأَثْبَاتِ ، فَلاَ يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ بِحَالٍ " ، ثُمَّ ذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ " (6/119) ؛ وَقَالَ : " كَانَ مِمَّنْ يُخْطِىءُ " ، قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّهْذِيبِ " (1/379) : " ذَكَرَ ذَلِكَ فِي أَفْرَادِ حَرْفِ البَاءِ فِي بُرَيْهٍ ، فَكَأَنَّهُ ظَنَّهُ اثْنَيْنِ " ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (2/64) : " وَلِبُرَيْهٍ _ هَذَا _ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَحَادِيثُ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ فِي كِتَابِي _ وَلَمْ أَجِدْ لِلْمُتَكَلِّمِينَ فِي الرِّجَالِ لأَحَدٍ مِنْهُمْ فِيهِ كَلاَماً _ لأَنِّي رَأَيْتُ أَحَادِيثَهُ لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتُ ، وَلِبُرَيْهٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الحَدِيثِ _ شَيْءٌ يَسِيرٌ _ ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (1/167) : " لاَ يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ ، وَلاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ " ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : " ضَعِيفٌ " .
أَمَّا أَبُوهُ عُمَرُ بْنُ سَفِينَةَ ؛ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ : فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : " " صَدُوقٌ " ، وَقَالَ العِجْلِيُّ فِي " مَعْرِفَةِ الثِّقَاتِ " (رقم : 1347) : " مَدَنِيٌّ ، تَابِعِيٌّ ، ثِقَةٌ " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " شَيْخٌ " ، قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " المِيزَانِ " (2/385) _ فِي تَرْجَمَةِ العَبَّاسِ بْنِ الفَضْلِ العَدَنِيِّ _ : " فَقَوْلُهُ : ( هُوَ شَيْخٌ ) لَيْسَ هُوَ عِبَارَةُ جَرْحٍ ، وَلِهِذَا لَمْ أَذْكُرْ فِي كِتَابِنَا أَحَداً مِمَّنْ قَالَ فِيهِ ذَلِكَ ، وَلَكِنَّهَا _ أَيْضاً _ مَا هِيَ عِبَارَةُ تَوْثِيقٍ " ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (5/149) ؛ وَقَالَ : " يُخْطِىءُ " ، أَمَّا البُخَـارِيُّ ؛ فَقَالَ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ (6/160) : " إِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ " ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (5/53) _ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَ هَذَا الحَدِيثَ وَغَيْرَهُ فِي تَرْجَمَتِهِ _ : " وَهِيَ أَحَادِيثُ إِفْرَادَاتٌ لاَ تُرْوَى إِلاَّ مِنْ طَرِيقِ بُرَيْهٍ عَنْ أَبِيهِ " ، وَذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (3/168) ؛ وَقَالَ : " حَدِيثُـهُ غَيْرُ مَحْفُـوظٍ ، وَلاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ " ، وَلَخَّصَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ العِبَـارَةَ فِيهِ ؛ فَقَالَ فِي " التَّقْرِيبِ " (رقم : 4908) : " صَدُوقٌ " .
وَالحَدِيثُ حَكَمَ عَلَيْهِ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " بِأَنَّهُ لاَ يَصِحُّ ، وَقَالَ البُوصِيرِيُّ فِي " إِتْحَافِ الخِيَرَةِ المَهَرَةِ " _ عَقِبَهُ _ : " هَذَا إِسْنَادٌ مَجْهُولٌ ؛ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ " ، وَضَعَّفَهُ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/480) .



رَابِعاً : حَدِيثُ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ أَبِي هِنْدٍ الحَجَّامِ ررر


أَخْرَجَـهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " _ كَمَا فِي " الإِصَابَةِ " لابْنِ حَجَرٍ (3/13) _ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (3/1364 _ رقم : 3443) مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الجَحَّافِ ، عَنْ سَالِمٍ ؛ قَالَ : حَجَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صصص ، وَشَرِبْتُ الدَّمَ مِنَ المِحْجَمَةِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ شَرِبْتُهُ ، فَقَالَ : " وَيْحَكَ يَا سَالِمُ ! ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدَّمَ حَرَامٌ ؟ ، لاَ تَعُدْ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ جَيِّـدٌ غَيْرَ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ ؛ فَيُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ ثِقَةٌ ، وَأَبُو الجَحَّافِ اسْمُهُ : دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ التَّمِيمِيُّ الكُوفِيُّ ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ؛ فَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُوَثِّقُهُ وَيَرْتَضِيهِ وَيُعَظِّمُهُ ، وَوَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " صَالِحُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ النَّسَائِـيُّ : " لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ " ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّـانَ فِي " الثِّقَاتِ " (6/280) وَقَالَ : " يُخْطِىءُ " ، أَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ ؛ فَكَانَ يُضَعِّفُـهُ ، فَقَالَ فِي " الكَامِلِ " (3/82) : " لَهُ أَحَادِيثُ ، وَهُوَ مِنْ غَالِيَةِ أَهْلِ التَّشَيُّعِ ، وَعَامَّةُ حَدِيثِهِ فِي أَهْلِ البَيْتِ ، وَلَمْ أَرَ لِمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ كَلاَماً ، وَهُـوَ عِنْدِي لَيْسَ بِالقَوِيِّ ، وَلاَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ فِي الحَدِيثِ " ، وَذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (2/37) ، وَقَالَ الأَزْدِيُّ : " زَائِغٌ ، ضَعِيفٌ " ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ ، لِذَا ؛ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " المُغْنِي " (رقم : 2018) : " وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ ، وَهُوَ صُوَيْلِحٌ " ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " (رقم : 1805) : " وَهُوَ صَدُوقٌ ، شِيعِيٌّ ، رُبَّمَا أَخْطَأَ " .
أَقُولُ : وَقَدْ عَدَّ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ أَبَا الجَحَّافِ _ هَذَا _ فِي الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ ، وَهُمْ مَنْ لَمْ يَثْبُتْ لَهُمْ لِقَاءُ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَمَنْ نَظَرَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي الجَحَّافِ فِي " تَهْذِيبِ الكَمَالِ " يَرَى أَنَّ كُلَّ شُيُوخِهِ مِنَ التَّابِعِينَ ، فَتَكُونُ رِوَايَتُهُ _ هَذِهِ _ مُنْقَطِعَةً عَلَى هَذَا الأَسَاسِ ، وَلَمْ يُنَبِّهِ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30) ، وَاكْتَفَى بِقَوْلِهِ : " وَفِي إِسْنَادِهِ أَبُو الجَحَّافِ ، وَفِيهِ مَقَالٌ " !! .
وَقَدْ وَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى شَاهِدٍ _ مُنْكَرٍ _ ؛ أَخْرَجَهُ : ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " السُّنَّةِ " (2/556 _ رقم : 1165 ؛ مُخْتَصَراً) وَ " الآحَادِ وَالمَثَانِي " (2/20 _ رقم : 790 ؛ مُخْتَصَراً) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ ، وَالطَّبْرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (6/60 _ رقم : 5513 ؛ مُخْتَصَراً) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (19/416 _ 417 ؛ مُطَوَّلاً) مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَاهِلِيِّ ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْجُمَحِيِّ ررر قَالَ : قَالَ رَسُـولُ اللَّهِ صصص ذَاتَ يَوْمٍ : " يَا أَبَا بَكْرٍ ؛ تَعَالَ ، وَتَعَالَ يَا عُمَرُ " ، فَقَالَ : " إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُؤَاخِيَ بَيْنَكُمَا بِوَحْيٍ أُنْزِلَ عَلَيَّ مِنَ السَّمَاءِ ، فَأَنْتُمَا أَخَوَانِ فِي الدُّنْيَا ، وَأَخَوَانِ فِي الجَنَّةِ ، فَلْيُسَلِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلْيُصَافِحْهُ " ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بَيْدِ عُمَرَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صصص ؛وَقَالَ : " تَكُونُ قَبْلَهُ ، وَتَمُوتُ قَبْلَهُ " ، وَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ ، وَيَا طَلْحَةُ ؛ تَعَالَيَا ، أُمِرْتُ أَنْ أُؤَاخِيَ بَيْنَكُمَا ، فَأَنْتُمَا أَخَوَانِ فِي الدُّنْيَا ، أَخَوَانِ فِي الْجَنَّةِ ، وَلْيُسَلِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلْيُصَافِحْهُ " ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا عَلِيُّ ؛ تَعَالَ ، وَيَا عَمَّارُ ؛ تَعَالَ ، أُمِرْتُ أَنْ أُؤَاخِيَ بَيْنَكُمَا ، أَنْتُمَا أَخَوَانِ فِي الدُّنْيَا ، أَخَوَانِ فِي الجَنَّةِ ، فَلْيُسَلِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلْيُصَافِحْهُ " ، فَفَعَلا ، ثُمَّ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَصُهَيْبٍ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي ذَرٍّ ، وَهِلاَلٍ مَوْلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ مِثْلَ ذَلِكَ ،ثُمَّ قَالَ : " يَا أُسَامَةُ ، يَا أَبَا هِنْدَ ؛ تَعَالَيَا _ حَجَّاماً كَانَ يَحْجِمُ النَّبِيَّ صصص شَرِبَ دَمَهُ _ " ، فَقَالَ لَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي أَيُّوبَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ مِثْـلَ ذَلِكَ ، فَالْتَفَتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ عَوْفٍ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ _ ، ... ثُمَّ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ .
جَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ : " حَجَّاماً كَانَ يَحْجِمُ النَّبِيَّ صصص ، فَيَشْرَبُ دَمَهُ " .
وَجَاءَ عِنْدَ ابْنِ عَسَاكِرَ : عَنْ سَعْدٍ ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الجُمَحِيِّ ، وَلَفْظُهُ : " حَجَّاماً كَانَ يَحْجِمُ النَّبِيَّ صصص ، الَّذِي شَرِبَ مِنْ دَمِ رَسُولِ اللَّهِ صصص " .
أَقُولُ : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ؛ وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، الفَزَارِيُّ ، أَبُو عَمْرٍو ، المَدَائِنِيُّ ، وَهُوَ عَلَى ثِقَتِهِ ، إِلاَّ أَنَّ لَهُ غَرَائِبَ انْفَرَدَ بِهَا ، وَأَرَى أَنَّ هَذَا مِنْهَا ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ البَاهِلِيُّ هُوَ : جَعْفَرُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، المَدَائِنِيُّ _ كَمَا جَاءَ التَّصْريحُ بِاسْمِهِ عِنْـدَ ابْنِ عَسَاكِرَ فِي " التَّاريخِ " ، وَالذَّهَبِيِّ فِي " السِّيَرِ " (1/143) _ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " هُوَ شَيْخٌ مَجْهُولٌ لاَ أَعْرِفُهُ " ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (1/190) : " أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ لاَ يُتَابَعُ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ " ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ السِّنْدِيُّ بْنُ عَبْدُويَهْ _ كَمَا نَقَلَ ذَلِكَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (2/490) _ ، وَعَتَّابُ بْنُ سُفْيَانَ _ كَذَا جَاءَ اسْمُهُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ _ ، لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ ، وَجَاءَ اسْمُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ : ( غِيَاثُ بْنُ سُفْيَانَ ) ، وَعِنْدَ ابْنِ عَسَاكِرَ : ( عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ ) ، وَعِنْدَ الذَّهَبِيِّ : ( غِيَاثُ بْنُ شُقَيْرٍ ) ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ ، وَالحَدِيثُ قَالَ عَنْهُ الذَّهِبِيُّ فِي " السِّيَرِ " : " تَفَرَّدَ بِهِ شَبَابَةُ ، وَلاَ يَصِحُّ ، وَالمَحْفُوْظُ أَنَّهُ آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ؛ لِيَحْصُلَ بِذَلِكَ مُؤَازَرَةٌ وَمُعَاوَنَةٌ لِهَؤُلاَءِ بِهَؤُلاَءِ " .




خَامِساً : حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ررر


ذَكَرَ أَبُو القَاسِمِ الرَّافِعِيُّ فِي " شَرْحِ الوَجِيزِ " _ كَمَا فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/479) لابْنِ المُلَقِّنِ ، وَ " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/31) لابْنِ حَجَرٍ _ أَنَّهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ررر أَنَّهُ شَرِبَ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ صصص ، وَقَدْ تَعَقَّبَهُ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ بِقَوْلِهِ : " هَذَا غَرِيبٌ مِنْهُ ، لاَ أَعْلَمُ مَنْ خَرَّجَهُ بَعْدَ البَحْثِ عَنْهُ " ، وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ : " لَمْ أَجِدْهُ " .



سَادِساً : حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ررر


أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " الآحَادِ وَالمَثَانِي " (3/598 _ رقم : 2097) وَاللَّفْظُ لَهُ _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (5/2456 _ رقم : 5994) _ ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ _ كَمَا فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَادِ " (10/39) لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّالِحِيِّ ، و " الإِصَابَةِ " (5/727) لابْنِ حَجَرٍ _ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (6/34 _ رقم : 5430) مِنْ طَرِيقِ الصَّلْتِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَالحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/649 _ رقم : 6386 ) و (3/651 _ رقم : 6394) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الطَّبَّاعِ ، كِلاَهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ _ وَهُوَ : سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ ررر _ ، أَنَّهَا سَمِعَتْ أُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتَ أَبِي سَعِيدٍ تُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهَا ؛ أَنَّهُ قَالَ : أُصِيبَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صصص يَوْمَ أُحُدٍ ، فَاسْتَقْبَلَهُ مَالِكُ ابْنُ سِنَانٍ ، فَمَلَخَ(6) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6) الدَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صصص ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ(7) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn7) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ خَالَطَ دَمِي دَمَهُ ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ " .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ : ( فَمَصَّ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ صصص ) .
وَجَاءَ عِنْدَ الحَاكِمِ _ فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ _ : ( فَلَحَسَ الدَّمَ عَنْ وَجْهِـهِ بِفَمِهِ ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ ) ، وَفِي المَوْضِعِ الثَّانِي : ( فَمَسَحَ الدَّمَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صصص ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صصص : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ خَالَطَ دَمِي دَمَهُ ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ ) .
قَالَ الذَّهَبِـيُّ فِي " تَلْخِيصِ المُسْتَدْرَكِ " _ وَهُـوَ بِهَامِشِ " المُسْتَدْرَكِ " (3/649) _ : " إِسْنَادُهُ مُظْلِمٌ " .
وَقَالَ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/48) : " وَفِيهِ مَجَاهِيلُ لاَ أَعْرِفُهُمْ بَعْدَ الكَشْفِ عَنْهُمْ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِـدّاً ، مُسَلْسَلٌ بَالمَجَاهِيلِ ؛ فَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ هُوَ : الأَوْسِيُّ ، الأَنْصَارِيُّ ، لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ غَيْرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (8/161) _ وَعَنْهُ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ فِي " تَارِيخِ بَغْدَادَ " (3/20) _ ؛ فَقَالَ : " رَوَى عَنْ أُمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، رَوَى عَنْهُ سَقَطٌ ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : هُوَ شَيْخٌ مَدِينِيٌّ ، قَدِمَ بَغْدَادَ ، نَزَلَ دَرْبَ الأَنْصَارِ " ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ مَسْعُودٍ ، وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ أَبِي سَعِيدٍ لَمْ أَقِفْ لَهُمَا عَلَى تَرْجَمَةٍ .
وَقَدْ تُوبِعَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ أَبِي سَعِيدٍ عَلَيْهِ ، تَابَعَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، أَخْرَجَ مُتَابَعَتَهُ : الطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الأَوْسَطِ " (9/47 _ رقم : 9098) وَاللَّفْظُ لَهُ ­_ وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (5/2456 _ رقم : 5994) _ ، وَأَبُو عَلِيِّ ابْنُ السَّكَنِ _ كَمَا فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَـادِ " (10/39) لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّالِحِيِّ ، وَ " الإِصَابَةِ " (5/727) لابْنِ حَجَرٍ _ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ المُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنِ ابْنِ الأَسْقَعِ ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ أَنَّ أَبَاهُ مَالِكَ بْنَ سِنَانٍ لَمَّا أُصِيبَ رَسُولُ اللَّهِ صصص فِي وَجْهِهِ يَوْمَ أُحُدٍ ؛ مَصَّ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ صصص وَازْدَرَدَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتَشْرَبُ الدَّمَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَشْرَبُ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ صصص ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص : " خَالَطَ دَمِي بِدَمِهِ ، لاَ تَمَسُّهُ النَّارُ " .
أَقُولُ : وَهَذَا سَنَدٌ وَاهٍ جِدّاً _ أَيْضاً _ ، وَالمَتْنُ مُنْكَرٌ ؛ إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ هُوَ : ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، الحِزَامِيُّ ، القُرَشِيُّ ، المَدَنِيُّ ، أَبُو إِسْحَاقَ ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ صَدُوقاً ؛ إِلاَّ أَنَّ زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى السَّاجِيَّ قَالَ فِيهِ : " عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ " ، قَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ فِي " تَارِيخِ بَغْدَادَ " (6/179) : " أَمَّا المَنَاكِيرُ ؛ فَقَلَّ مَا يُوجَدُ فِي حَدِيثِهِ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَنِ المَجْهُولِينَ وَمَنْ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ عِنْدَ المُحَدِّثَينَ ، وَمَعَ هَذَا ؛ فَإِنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَغَيْرَهُ مِنَ الحُفَّاظِ كَانُوا يَرْضَوْنَهُ وَيُوَثِّقُونَهُ " ، وَشَيْخُهُ فِي هَذَا الحَدِيثِ _ وَهُوَ : عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ ، أَبُو الفَضْلِ ، المَدِينِيُّ _ مَجْهُولُ الحَالِ ، ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (7/8) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (6/217) ، وَذَكَرَا أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْـدِ بْنِ مَيْمُونَ ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (8/509) ؛ لأَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِي كُلِّ رَاوٍ اللَّحَاقَ بِالثِّقَاتِ إِذَا لَمْ يَقِفْ فِي رِوَايَتِـهِ عَلَى مَا يُطْعَنُ فِيهِ لأَجْلِهِ ، وَمُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ هُوَ : الزَّمْعِيُّ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، المَدَنِيُّ ، اخْتَلَفَتْ عِبَارَةُ الأَئِمَّةِ فِيهِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ صَدُوقٌ سَيِّءُ الحِفْظِ _ كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " _ ، وَشَيْخُهُ ابْنُ الأَسْقَعِ هُوَ : مُصْعَبُ بْنُ الأَسْقَعِ _ كَمَا جَاءَ التَّصْرِيحُ بِاسْمِهِ عِنْدَ الصَّالِحِيِّ فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَادِ " _ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ ، وَقَـدْ ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (7/353) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (8/307) ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ شَيْئاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (9/174) عَلَى قَاعِدَتِهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنْهُ سَابِقاً ، إِلاَّ أَنَّ اسْمَهُ تَحَرَّفَ عِنْدَهُ إِلَى : ( مُصْعَبِ بْنِ الأَشَجِّ ) ، وَرُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مُخْتَلَفٌ فِيهِ ؛ فَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : " أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ " ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (6/309) ، أَمَّا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ؛ فَقَالَ : " رُبَيْحٌ رَجُلٌ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ " ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : " شَيْخٌ " ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي " العِلَلِ الكَبِيرِ " عَنِ البُخَارِيِّ : " مُنْكَرُ الحَدِيثِ " ، لِذَا ؛ قَالَ عَنْهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " : " مَقْبُولٌ " .
وَالحَدِيثُ أَخْرَجَـهُ _ أَيْضاً _ الوَاقِدِيُّ فِي " المَغَازِي " (ص : 248) مُعَلَّقاً _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (20/385) _ فَقَالَ : وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صصص أُصِيبَ وَجْهُهُ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَدَخَلَتِ الحَلَقَتَانِ مِنَ المِغْفَرِ فِي وَجْنَتَيْهِ ، فَلَمَّا نُزِعَتَا ، جَعَلَ الدَّمُ يَسْرُبُ كَمَا يَسْرُبُ الشَّنُّ ، فَجَعَلَ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ يَمْلُجُ(8) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn8) الدَّمَ بِفِيهِ ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ ، فَقَالَ رَسُـولُ اللَّهِ صصص : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ خَالَطَ دَمُهُ دَمِي ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ " ، فَقِيلَ لِمَالِكٍ : تَشْرَبُ الدَّمَ ؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، أَشْرَبُ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ صصص ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص : " مَنْ مَسَّ دَمُهُ دَمِي ، لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ " .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً _ أَيْضاً _ ؛ لأَجْلِ الوَاقِدِيِّ ، فَهُوَ مَتْرُوكٌ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ ، وَلأَجْلِ الرُّوَاةِ السَّاقِطِينَ مِنَ الإِسْنَادِ .
وَالحَدِيثُ وَرَدَ مُرْسَلاً _ أَيْضاً _ : أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي " السُّنَنِ " (رقم : 2573) ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " (3/266) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ ؛ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ السَّائِبِ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ مَالِكاً أَبَا أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ لَمَّا جُرِحَ النَّبِيُّ صصص يَوْمَ أُحُدٍ ؛ مَصَّ جُرْحَهُ حَتَّى أَنْقَاهُ ، وَلاَحَ أَبْيَضَ ، فَقِيلَ لَهُ : مُجَّهُ ، فَقَالَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمُجُّهُ أَبَداً ، ثُمَّ أَدْبَرَ يُقَاتِلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص : " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " ، فَاسْتُشْهِدَ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مِصْرِيٌّ جَيِّدٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ ، وَالمُرْسَلُ مِنْ أَقْسَامِ الضَّعِيفِ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ .



سَابِعاً : حَدِيثُ أَبِي طَيْبَةَ الحَجَّامِ ررر


وَرَدَ فِي بَعْضِ كُتُبِ الفِقْهِ الحَنَفِيِّ(9) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn9) وَالشَّافِعِيِّ(10) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn10) أَنَّ أَبَا طَيْبَةَ الحَجَّامَ شَرِبَ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ صصص وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ ، وَفِي رِوَايَةٍ : أَنَّهُ قَالَ لَهُ بَعْدَمَا شَرِبَ الدَّمَ : " لاَ تَعُدْ ، الدَّمُ حَرَامٌ كُلُّهُ " .
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/473) : " هَذَا الحَدِيثُ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، لاَ أَعْلَمُ مِنْ خَرَّجَهُ بَعْدَ شِدَّةِ البَحْثِ عَنْهُ ، قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ الصَّلاَحِ فِي كَلاَمِهِ عَلَى ( الوَسِيطِ ) : هَذَا الحَدِيثُ غَرِيبٌ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ ، لَمْ أَجِدْ لَهُ مَا يَثْبُتُ بِهِ ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي " شَرْحِ المُهَذَّبِ "(11) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn11) : هَذَا الحَدِيثُ مَعْرُوفٌ ، لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ " .
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30) : " أَمَّا الرِّوَايَةُ الأُولَى ؛ فَلَمْ أَرَ فِيهَا ذِكْراً لأَبِي طَيْبَةَ ، بَلِ الظَّاهِرُ أَنَّ صَاحِبَهَا غَيْرُهُ ؛ لأَنَّ أَبَا طَيْبَةَ مَوْلَى بَنِي بَيَاضَةَ مِنْ الأَنْصَارِ ، وَالَّذِي وَقَعَ لِي فِيهِ أَنَّهُ صَدَرَ مِنْ مَوْلًى لِبَعْضِ قُرَيْشٍ ، وَلاَ يَصِحُّ أَيْضاً " ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _ السَّابِقِ _ وَتَكَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمّ قَالَ : " وَأَمَّا الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ ، فَلَمْ أَرَ فِيهَا ذِكْرًا لأَبِي طَيْبَةَ _ أَيْضاً _ ، بَلْ وَرَدَ فِي حَقِّ أَبِي هِنْدٍ " .

الخُلاَصَةُ ؛ لاَ يَصِحُّ فِي هَذَا البَابِ شَيْءٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صصص ؛ فَالأَحَادِيثُ الوَارِدَةُ فِي ذَلِكَ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ ، وَلاَ تَصْلُحُ لأَنْ يَعْضُدَ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَاللَّهُ _ تَعَالَى _ أَعْلَى وَأَعْلَمُ .



_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى _





(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1)مَا بَيْنَ المَعْقُوفَيْنِ سَقَطَ مِنَ الأَصْلِ ، وَقُمْتُ بِاسْتِدْرَاكِـهِ مِنَ " البَدْرِ المُنِيرِ " لابْنِ المُلَقِّنِ (1/473) ، وَ " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " لابْنِ حَجَرٍ (1/30) .

(2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2)كَذَا فِي " المِيزَانِ " (4/243) ، و " المُغْنِي " (رقم : 6588) لِلذَّهَبِيِّ ، و " تَنْزِيهِ الشَّرِيعَةِ " (1/121) لابنِ عَرَّاقٍ .

(3) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref3)كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (7/49) ، وَابْنِ القَيْسَرَانِيِّ فِي " العُلُوِّ وَالنُّزُولِ " (رقم : 23) .

(4) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref4)كَذَا سَمَّاهُ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (4/286) .

(5) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref5)جَاءَ فِي الأَصْلِ : ( رَوَى عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ ) ، وَالصَّوَابُ مَا أَثْبَتْنَاهُ ؛ لأَنَّهُ لاَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَة إِلاَّ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ .

(6) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref6)المَلْخُ : جَذْبُ الشَّيْءِ قَبْضاً وَعَضّاً ، وَقَدْ مَلَخَ الشَّيْءَ يَمْلَخُ مَلْخاً وَامْتَلَخَهُ : اجْتَذَبَهُ فِي اسْتِلاَلٍ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ قَبْضاً وَعَضّاً .

(7) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref7) ازْدَرَدَ اللُّقْمَةَ : ابْتَلَعَهَا .

(8) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref8)المَلْجُ : المَصُّ ، يُقَالُ : مَلَجَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ مَلْجاً ؛ إِذَا رَضَعَهَا .

(9) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref9)كَـ : " تَبْيِينِ الحَقَائِقِ " لِلزَّيْلَعِيِّ (4/51) .

(10) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref10)كَـ : " الحَاوِي الكَبِيرِ " لِلْمَاوَرْدِيِّ (1/67) ، و " فَتْحِ العَزِيزِ شَرْحِ الوَجِيزِ " لِلرَّافِعِيِّ (1/29) ، و " المَجْمُوعِ " لِلنَّوَوِيِّ (1/234) ، و " الإِقْنَاعِ " لِلشِّرْبِينِيِّ ، وَغَيْرِهَا .

(11) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref11)" المَجْمُوعُ " (1/234) .