المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سامحيني جميلة ...



باسل عدنان الجوهرجي
05-05-2006, 06:07 PM
أحببت أن أشارك معكم بأول مشاركاتي هنا بقصتي هذه والتي أرجوا أن تنال أعجابكم ولكثرة العمل الموكل إلي ,,,, ولقلة الافكار في راسي فقد عدت إلى تراث بلدي دمشق واخترت لكم فكرة يحكيها الحكواتي في قهوة النوفرة المشهورة في دمشق ,,, فصغت لكم هذه القصة ,,, وعذرا منكم للاخطاء الاملائية إن وجدت لانني لم أعود لها لضيق وقتي ,,,,

سامحيني جميلة ,,,,,


قصة تراثية قديمة فكرتها جرت في إحدى أزقة دمشق أيام الاستعمار الفرنسي ...

تأخر صاحبنا أبو زهدي في عمله في ذاك اليوم... على فكرة أبو زهدي رجل كما يقول الدمشقيون ( رجال معدل ) وهو بائع خضار على عربة تجرها جميلة.... وجميلة تنحدر من أب حصان أصيل وأمها حمار مجتهد ... ولدا في مزرعة جد أبو زهدي وعاشا فيها ,,,,,
على كل حال عاد صاحبنا أبو زهدي متأخرا فرحا بما رزقه الله وكان يفكر في طريقه إلى بيته في حي الشاغور ,,, بما سمع في ذاك اليوم من أخبار بأن الاستعمار الفرنسي قد سن قانونا بحماية الحيوان والرفق بالحيوان في سوريا بأكملها وأن من يشاهد يضرب أو يعذب حيوان سيعاقب بغرامة مالية كبيرة ,,,, ومن سعى بهذا القانون أن يسن هو زوجة رئيس الدرك الفرنسية مجدولين التي وصلت دمشق البارحة في زيارة قصيرة قادمة من باريس ,,,, ومجدولين هي من الارستقراطيين وتحاول تحقيق العدل في البلاد ولكن ليس للإنسان بل للحيوان فقط ,,,,
وبينما كان أبو زهدي يفكر بهذا القانون ويقول في نفسه ليتهم يرحمون الإنسان ليس فقط الحيوان ,,, ويطبقون عدالة الله (والراحمون يرحموهم الله ) وإذا بجميلة قد توقفت في إحدى حارات الشاغور في زقاق شارع الأمين أي قبل أن يصل أبو زهدي بيته بحارة واحدة ... حاول أبو زهدي التفاهم مع جميلة برفق بأن يريح لها الحبل إلا إن الجوع الذي تشعر به جميلة جعلها تتسمر في مكانها مما جعل أبا زهدي يصرخ بها بكلمات اعتادت جميلة سمعاها منه عندما يريدها أن تسرع ك
( دي دي ) وأيضا ( هش جميلة هش جميلة ) إلا أنها رفضت المتابعة ...
فاحمر وجه صاحبنا وسحب كرباجه الذي يضعه بجانبه ,,, وبدأ بضرب جميلة ,,,
وبينما كان في ثورته هذه لم ينتبه إلى الموكب القادم من بعيد ولم يتنبه أيضا إلى نزول سيدة شقراء من العربة القادمة ,,,,واتجهت مباشرة لعند أبو زهدي وهي تصرخ بكلمات فرنسية لم يفهم منها أبا زهدي ولا كلمة حتى اقتربت منه وقالت له بعض الكلمات فهم منها أنها مجدولين زوجة رئيس الدرك الفرنسي ,,,, فصعق صاحبنا وعاد للوراء فتقدمت منه مجدولين و خطفت الكرباج من يده وضربته عدة ضربات ومن ثم رمت الكرباج عائدة إلى عربتها ,,,, فما كان من صاحبنا إلى أن ركض إلى جميلة ويعانقها ويلثمها ويقبلها عدة قبلات ويصرخ بأعلى صوته ...
( سامحيني يا جميلة,,, سامحيني يا جميلة ,,, لماذا لم تقولي لي أن أختك مجدولين قد أتت البارحة من باريس .؟؟؟؟؟ ) ......

مع أجمل تحيات
محمد باسل
1-3-06