تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ادب مقتطفات من اخلاق النبوه



الاسهم السعودية
25-01-2013, 09:00 PM
بسم الله الرحمن الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

نبينا محمد - صلىالله عليه وسلم - هو خير البريه وازكى البشريه واعلاها رتبه واجلّها قدرا واحسنهاخلقا واكرمها على الله - تبارك وتعالى -
اختاره الله على علم واكرمه بالرساله وايده بالوحي . جبله على حميد الخلال وفطره على كريم الخصّال ثم أدبه فاحسّن تأديبه وربّاه فأحسن تربيته فكان خلقه القرآن كما قالت إم المؤمنين عائشه - رضّي الله عنّها - عندما سئلت عن خلقّه
وإنما أدبه القرآن بمثّل قوله - تعالى)خذ العفو وأمر بالعرّف وأعرض عن الجاهلين)الآعرّاف 199
وقوله ( إن الله يأمر بالعدّل والأحسان وإيتاء ذي القربّى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) النحل 90
وقوله ( وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزمالأمور ) لقمّان 17
وقوله ( فأعف عنهم وأصفح إن الله يحب المحسنّين ) المائده 13
وقوله : (ولمن صبّر وغفّر إن ذلك لمن عزم الأمور) الشورى 43
وقوله ( فاصفّحالصفح الجميل ) الحجر 85
وقوله ( إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينهعداوة كأنه ولّي حميم ) فصلت 43
وأمثال هذه التأديبات في القرآن كثيرة لا يكاديحصر .
وهو - عليه الصلاة والسلام - هو المقصود الأوّل بالتأدب والتهذيب ثم منّه يشرّق النّور على كافة الخلق فإنه إدب بالقرآن وأدب الخلق به ثّم لمّا أكمل الله له خلقه أثنى عليه فقال)وإنك لعلى خلق عظيم )
القلم 4
فسبّحانه ما أعظم شأنّه وأتم إمتنّانه إنظر إلى عظيم فضلّه وعظيم لطفّه كيّف أعطى ثّم أثنّى . (2)

رواه مسلم : 512/1 (746)

ولقدكتب العلماء رحمهم الله في شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم - واخلاقه فتحدثو عن حلمه وعفوه وشفقته وحيائه وشجاعته وجوده وكرمه وصدقه وبره ووفائه وأمانته إيثاره وتواضعه ولين جانبه وكرم معشره ونحو ذلك فمن تأسى به وتخلق بخلقه من أعز جوار وأمنع ذمار . فحسب متابعته تكون الهدايه والفلاح والنجاة فالله سبحانه علق سعادة الدارين بمتابعته وجعل شقاوة الدارين في مخالفته . فلاتباعه الهدى والامن والفلاح والعزه والكفايه والنصره والولايه والتأييد وطيب العيش في الدنيا والآخره ولمخالفته الذله والصغار والخوف والضلال والخذلان والشقاء وفي الدنيا والآخره .
فبسط شمائله الحميده ونشر أخلاقه الكريمه من أمثل الطرق وأقوم السبل لحسم الفساد وكسر شوكةالباطل بل إن ذلك مرقى العز والسعاده وسبيل التأسي فما قيل في أخلاقه - عليه الصلاةوالسلام - ما يلي:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحلم الناس وأشجع الناس وأعدل الناس وأعف الناس وكان اسخى الناس لايبيت عنده دينار ولا درهم وان فضل شيءولم يجد من يعطيه وفأجاه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه وكان لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط وكان ذلك من أيسر ما يجد من التمروالشعير ويضع ذلك في سبيل الله ولا يسال شيئا إلا أعطاه ثم يعود على قوت عامه فيؤثرمنه حتى أنه ربما أحتاج قبل إنقضاء العام إن لم يأتيه شيء .
وكان يخصف النعل ويرقع الثوب ويخدم في مهنه اهله ويقطع اللحم معهن وكان أشد الناس حياءا لا يثبت بصره في وجه أحد .
وكان يجيب دعوه العبد والحر ويقبل الهديه ولو انها جرعه لبن او فخذ أرنب ويكافئ عليها ويأكلها ولا يأكل الصدقه ولا يستكبر عن إجابه دعوه الأمّه والمسكين . يغضب لربه ولا يغضب لنفسه وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع ومره يأكل ما صغر ولا يرد ما وجد ولا يتورّع عن مطعم حلال وإن وجد تمرا دون خبز أكله وإن وجد شواء أكله وإن وجد خبز بر أو شعير أكله وإن وجد حلوى أو عسلا أكله . وكان يعودالمرضى ويشهد الجنازه يمشي وحده بين الناس بلا حارس وكان أشد الناس تواضعا أسكنهم من غير كبر وأبلغهم لسانا، بشرّا لا يهوله شئ من إمور الدنيا؟

يلبس ما وجد فمرة شملة ومرة بردا حبرة يمانيا ومرة جبة صوف فما وجد من المباح لبس يركب ماأمكنه مرة فرسا ومرة بعيرا ومرة بغلة شهباء ومرة حمارا ومرة يمشي رجلا حافيا . يجالس القراء ويؤكل المساكين ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتآلف أهل الشرف بالبرلهم ., يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثر على من هو أفضل منهم . لا يحقد على أحد ويقبل معذرة المعتّذر إليه، يمزح ولا يقول إلا حقا يضحك من غير قهقه . يسابق أهله، ترفع الأصوات عليه فيصبر . وكان لا يمضي عليه وقت من غير عمل لله - تعالى - أو فيما لابدله من صلاح نفسه . لا يحتقر مسكينا لفقره وذمامته ولا يهاب ملكا لملكه . يدعو هذاوهذا على الله دعاء مستويا .
قد جمع الله - تعالى له السيرة الفاضلة والسياسةالتامة وهو إمّي لا يقرأ ولا يكتب نشاء في بلاد الجهلّ والصحاري في فقره وفي رعايةالغنم يتيما لا أب له فعلمه الله - تعالى - جميع محاسن الأخلاق والطرق الحميدة وأخبار الأولين والأخرين وما فيه النجاة والفوز في الآخرة والغبطة والخلاص في الدنيا ولزوم الفضل وترك الفضول . ما شتم أحدا من المؤمنين بشتيمه إلا جعل لهاكفّارة ورحمة وما لعن إمرأة قط ولا خادما بلعانة . وما ضرب بيده أحد قط إلا ان يضرب بها في سبيل الله - تعالى - وما خير بين أمرين قط الا أختار أيسرهما إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم فيكون أبعد الناس من ذلك .
وما كان يأتيه أحد حر أو عبدا أوأمة إلا قام معه في حاجته . ولم يكن فظا ولا غليظا ولا صخابّا في الأسواق وما كان يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعلو ويصفّح .
وكان من خلقه أن يبدأ من لقيّه بالسلام ومن قادمه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف . وكان إذا لقي أحدا من أصحابه بدأهبالمصافحة ثم أخذ بيده فتشّابكه ثم شدّ قبضتّه عليها وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا ويمسك بيديه عليهما شبه الحبوة ولم يكن يعرف مجلسّه من مجلس أصحابه لأنه كان يجلس حيث إنتهى المجلس وما رؤي قط مادا رجليّه بين أصحابه حتى لا يضّيق بهما على أحدإلا أن يكون المكان واسعا لا ضيق فيه وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه لمن ليس بينه وبينه قرابّة ولا رضّاع يجلس عليه .
وكان يؤثر الداخل عليه بالوسادةالتي تحته فإن أبى أن يقبلها عزم عليه حتى يفعل وكان يعطي كل من جلس إليه من وجّهه وسمّعه وحديثّه ولطيف محاسنّه وتوجّهه .

ومجلسه مع ذاك مجلس حياء وتواضع وأمانة . ولقد كان يدعو أصحابه بكنّاهم إكراما لهم وإستمالةلقلوبّهم وكان يكنّي من لم تكن له كنّية فكان يدعى بما كنّاه به ويكنّي أيضا النّساءاللاتي لهن أولاد واللاتي لم يكن يبتدئ لهن الكنّى ويكنّي الصبّيان فتستلين به قلوبهم وكان ابعد الناس غضبا وأسرعهم رضا وكان ارأف الناس بالناس وخير الناس للناس وأنفع الناس للناس وكان لا يشافه أحد بما يكرهه . هذه بعض أخلاقه وشمائله رزقنّا الله حسنّ إتباعه والتأسي بّه والأهتداء بهدّيه آمين وصلى الله تعالى عليه وآله وصحبه اجمعين
منقووول لاتنسونا من دعائكم.


lrj'thj lk hoghr hgkf,i