أهــل الحـديث
25-01-2013, 02:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
[مقَالة في سبَب الإقالَة]
بسم الله الرحمَن الرّحيم
عجيب أمر تلك الوقائع، فمنذ بضع سنين كنت إماماً لبعض المساجد، فأتتني إقالتي من الإمامة، دون إنذار أو تعهد أو ملامة, فراجعت "وزارة الأوقاف السنية"، لتعرض عليّ الأسباب الرئيسية.. تكررت المراجعة لهم مرات ومرات، فلم أجد عندهم أسباباً لإقالتي أو مبررات!
ثم وفي هذه السنة أفاجئ بإقالتي من التعليم, دون سبب واضح أو عذر قويم؛ مما حملني على مراجعة "وزارة التربية والتعليم", وسؤال كافة المسئولين مع طرق جميع الأبواب, لأتحقق من المعطيات والأسباب, فإذا بي أرجع بلا خبر أو جواب!
كل الذي تمكنت من الظفر به مع تكرر الزيارة أن بعض المستشارين في الوزارة صرح لي بالسبب الرئيس؛ في إقالتي من التدريس, فقال: "الأمر من فوق؛ فلا نستطيع عمل أي شيء!!".. تأكدت الرواية نفسها عندما تفوه غيره من الموظفين, فعلت أنه الخبر اليقين!
ثم أشار علي بعض المسؤولين, فقال: "ارفع قضية في المحكمة" فقلت: "هذه هي؛ هي التهمة مرة أخرى" قال: كيف؟ قلت: "سبب إقالتي هو منهجي وعقيدتي, التي في سبيلها أضحي بنفسي ومُهجتي.. ومن اعتقادي الصارم, وإيماني الجازم.. أني لا اتحاكم إلى القوانين الوضعية الوضيعة, دون الأحكام السماوية الوضيئة" فقطعني قائلاً: "لا؛ لا, هذه المسألة ليس فيها مخالفة للشريعة"، فأجبته: "إن التحاكم نفسه هو مخالفة للشريعة، بغض النظر هل وافق الحكم الجزئي الشريعة أم لا".. عندها قال يائسا: "إذن أنت لن تعمل؟" فقلت: "وليكن!"..
همتي همّة الملوك ونفسي *** نفسٌ حرّ ترى المذلة كفرا
وإذا ماقنعت بالقوت عُمري *** فلماذا أزور زيداً زعمرا؟
[ديوان الشافعي ص31].
وإني حينما أخط هّذه الأسطر القلائل, لست نادباً حطام الدنيا الزائل، فوالذي نفسي بيده لو شئت لنلت منه الغاية، وحصلت فيه النهاية، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله عن من نتشرف بالإقتداء بهم، والتأسي بسيرهم ومسيرهم: "فقرُ العلماء فقرُ اختيار، وفقر الجهال فقر اضطرار". اهـ
[مناقب الشافعي للبيهقي 2\150].
ولكني حبرت هذا المقال القصير؛ لأسلط الضوء على شيئ من الظلم المستطير, الذي ينال طائفة دون غيرها, بحجج فجة لا أصل لها.. فلعل الضمائر أن تفيق, وتُوهب بصر حق دقيق, حتى تميز بين الصديق والزنديق..
ولأن صح للعرجي أن يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا *** ليوم كريهة وسداد ثغري
فيصح لتركي ان يقول:
أقالوني وأي فتى أقالوا *** لشرح عويصة ومقال درسي
وكتب: أ. تركي بن مبارك البنعلي
1434هـ - 2013م
[مقَالة في سبَب الإقالَة]
بسم الله الرحمَن الرّحيم
عجيب أمر تلك الوقائع، فمنذ بضع سنين كنت إماماً لبعض المساجد، فأتتني إقالتي من الإمامة، دون إنذار أو تعهد أو ملامة, فراجعت "وزارة الأوقاف السنية"، لتعرض عليّ الأسباب الرئيسية.. تكررت المراجعة لهم مرات ومرات، فلم أجد عندهم أسباباً لإقالتي أو مبررات!
ثم وفي هذه السنة أفاجئ بإقالتي من التعليم, دون سبب واضح أو عذر قويم؛ مما حملني على مراجعة "وزارة التربية والتعليم", وسؤال كافة المسئولين مع طرق جميع الأبواب, لأتحقق من المعطيات والأسباب, فإذا بي أرجع بلا خبر أو جواب!
كل الذي تمكنت من الظفر به مع تكرر الزيارة أن بعض المستشارين في الوزارة صرح لي بالسبب الرئيس؛ في إقالتي من التدريس, فقال: "الأمر من فوق؛ فلا نستطيع عمل أي شيء!!".. تأكدت الرواية نفسها عندما تفوه غيره من الموظفين, فعلت أنه الخبر اليقين!
ثم أشار علي بعض المسؤولين, فقال: "ارفع قضية في المحكمة" فقلت: "هذه هي؛ هي التهمة مرة أخرى" قال: كيف؟ قلت: "سبب إقالتي هو منهجي وعقيدتي, التي في سبيلها أضحي بنفسي ومُهجتي.. ومن اعتقادي الصارم, وإيماني الجازم.. أني لا اتحاكم إلى القوانين الوضعية الوضيعة, دون الأحكام السماوية الوضيئة" فقطعني قائلاً: "لا؛ لا, هذه المسألة ليس فيها مخالفة للشريعة"، فأجبته: "إن التحاكم نفسه هو مخالفة للشريعة، بغض النظر هل وافق الحكم الجزئي الشريعة أم لا".. عندها قال يائسا: "إذن أنت لن تعمل؟" فقلت: "وليكن!"..
همتي همّة الملوك ونفسي *** نفسٌ حرّ ترى المذلة كفرا
وإذا ماقنعت بالقوت عُمري *** فلماذا أزور زيداً زعمرا؟
[ديوان الشافعي ص31].
وإني حينما أخط هّذه الأسطر القلائل, لست نادباً حطام الدنيا الزائل، فوالذي نفسي بيده لو شئت لنلت منه الغاية، وحصلت فيه النهاية، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله عن من نتشرف بالإقتداء بهم، والتأسي بسيرهم ومسيرهم: "فقرُ العلماء فقرُ اختيار، وفقر الجهال فقر اضطرار". اهـ
[مناقب الشافعي للبيهقي 2\150].
ولكني حبرت هذا المقال القصير؛ لأسلط الضوء على شيئ من الظلم المستطير, الذي ينال طائفة دون غيرها, بحجج فجة لا أصل لها.. فلعل الضمائر أن تفيق, وتُوهب بصر حق دقيق, حتى تميز بين الصديق والزنديق..
ولأن صح للعرجي أن يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا *** ليوم كريهة وسداد ثغري
فيصح لتركي ان يقول:
أقالوني وأي فتى أقالوا *** لشرح عويصة ومقال درسي
وكتب: أ. تركي بن مبارك البنعلي
1434هـ - 2013م