المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقسيم البدع إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة



أهــل الحـديث
24-01-2013, 09:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


القول بأن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة ، وأن البدع منها ما هو حسن ومنها ما هو سيء ،معارض بعموم قوله صلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة )!
- ولو سلمنا جدلاً بصحة هذا التقسيم فإنه لا يعقل أن يكون تحديد نوع البدعة متروكاً للأذواق أو الأهواء أو الآراء ، وإلا فكل مبتدع يدعي أن بدعته بدعة حسنة بالضرورة ، وبهذا يتحلل المبتدع من ربقة الالتزام بالشريعة ، فكل مبتدع يبتدع ما يشاء ويقول هذه بدعة حسنة ويحتج بكلام العلماء ،وفي هذا فتح باب زندقة كما لا يخفى ! فهذا لا يقول به من عنده مسحة من علم ،لأن هذا معلوم بطلانه بالضرورة !
- إذن لابد من ضابط يفرق بين كون هذا الأمر بدعة حسنة وهذا الأمر بدعة سيئة !
فإذا قالوا : إن العلماء المجتهدين يحكمون على هذا وهذا بما يتناسب معه .
قلنا لهم : أولاً : إن العلماء مهما علت مراتبهم في الفضل والعلم فهم بشر يصيب ويخطئ فهم ليسوا معصوميين من الخطأ أو السهو أو النسيان ،فجواز الخطأ على أحدهم أو بعضهم وارد بالضرورة ،فما لم يكن إجماع للأمة فلا عصمة لأحد ، ولا إجماع هنا في مسألتنا المطروحة ،والمجيز نفسه لا يدعي الإجماع .

ويقال ثانيا ً: إن العلماء قد اختلفوا كما سبق في حكم الاحتفال بمولده صلى الله عليهو سلم فمن منهم أولى بالاتباع ، وكلهم علماء ؟ !
فلا يمكن الاستناد في الحكم على أن هذه بدعة حسنة وهذه بدعة سيئة إلى قول من ليس معصوماً ،وقول من يقابل قوله غيره ممن هو مثله !!
- فإذا سلم بما سبق لزم ضرورة الرجوع إلى قول الله تعالى : "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " وقوله سبحانه وتعالى : "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول .."الآية ، فالضابط الذي يقرر بأن هذا العمل بدعة حسنة وهذا العمل بدعة سيئة هو الشريعة نفسها ،وهي نصوص الكتاب والسنة ، فما كان له أصل في الشريعة فهو بدعة حسنة ،وما لم يكن له أصل في الشريعة فهو بدعة سيئة ، وهذا سيردنا مرة ثانية إلى تعريف البدعة الأول ، وهو كل عبادة ليس لها أصل في الشريعة من جهة الأصل أو الهيئة وبهذا سيكون وصف هذا العمل بالبدعة تجوّز وخروج عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة ، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم سنة حسنة وليس بدعة حسنة ، فلنسمها سنة إذن !
وعليه فما كان له أصل في الشريعة فهو سنة حسنة أو بدعة حسنة كما قسم بعض أهل العلم هذا التقسيم ..
فمن يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم عليه أن يأتي بأدلة ذلك الفعل، وهذا مالم يفعلوه !!!
ونحن نؤكد بأنه بدعة محدثة أحدثها الفاطميون الباطنيون الرافضة بعد القرون الثلاثة الفاضلة وليس عليها دليل من كتاب أو سنة أو إجماع ، وقد سبق القول بأن ماليس له أصل فهو بدعة سيئة ..
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل