المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلب لو سمحتوا



أبوسالم151
30-04-2006, 07:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لوسمحتوا ابي مسرحية مؤثرة عن الموت للحفل الختامي للمدرسة
لو سمحتوا باسرع وقت ممكن لان الحفل الختامي الاسبوع الجاي
تكفوووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووون
وشكرا لكم وجزاكم الله خيرا

(* الوفـاء طبعي *)
30-04-2006, 07:16 PM
مرحــــــــــــــــــــبا ً

بك معنااااااااا

ابشرررررررررررررررررررررر رررررر

(* الوفـاء طبعي *)
30-04-2006, 07:22 PM
نص مسرحية يا للغرابة..تأليف
د.مجيد حميد
اللوحة الأولى
(( صحراء قاحلة …كثبان على مد البصر…ربوة ترتفع وسط المسرح… يستلقي عليها الأول…بينما
الثاني يدور حوله، وحول المسرح في حركة قلق غير مستقرة…الأول يعبث بالرمال وكأنه يرسم أشياء
عليها ،وقد تبعثرت حول مجلسه :- أدوات طبخ ،قناني فارغة ،أحذية متهرئة ، الأول حافي القدمين؛ بينما
الثاني ينتعل حذاءا باليا…يستمر المشهد صامتا لفترة ليست بالقصيرة لكنها ليست بالطويلة أيضا ))
الثاني :- (( بعد عدة دورات .. يصرخ مستبشرا)) وجدتها !!
الأول:- (( ببرود)) من ؟
الثاني :- (( بحيوية)) الفكرة…
الأول :- أية فكرة ؟
الثاني :- الفكرة التي نبحث عنها منذ ثلاث سنين !
الأول :- ما هي ؟
الثاني :- (( بحيوية أكثر )) نأكل !!
الأول :- ماذا نأكل ؟!
الثاني :- (( ساخرا)) هه… وهل تسمي هذه فكرة…لقد شبعت … شبعت وامتلأ جوفي
بالطعام.. أنا منذ سنة أشعر بالتخمة…..
الثاني :- ((متعجبا)) تشعر بالتخمة ؟!
الأول :- نعم ..التخمة في كل شئ..
الثاني :- ماذا ؟
الأول :- التخمة في الأكل ..في الملابس ..في العبث..في الفوضى ..في اللاجدوى..في الوعود في
اللاتغييير…في اللاأخلاق..في الضمير ..ألم تقل مرة أنك تشعر بالتخمة أيضا ؟؟
الثاني :- أنا؟!.. أجل ؛ وأعاني منها أيضا…
الأول :- يا للمهزلة.. أناس تشعر بالتخمة..وأناس أماتها الجوع !!
الثاني :- ((بدهشة ))وهل يوجد أناس يشعرون بالجوع في عالم الإنترنت والعولمة.. أمر غريب !
الأول:- هناك أناس تكون دودة الأرض بالنسبة لهم ، وجبة دسمة لا يحصلون عليها ألا بعد سنوات جوع..
الثاني :- يا لسعادتهم !!
الأول :- ماذا قلت ؟!
الثاني :- قلت يا لسعادتهم .. فهم لا يعانون من التخمة …
الأول :- آه..أنت على حق يا لسعادتهم..فهم الوحيدون الذين يستحقون الحياة ؛ لأنهم يشعرون بقيمة الأشياء
فهم لا يستهلكونها كثيرا..أنهم مقتصدون في كل شئ ؛مقتصدون في الطعام ، مقتصدون في الملابس…
مقتصدون في التفكير ؛ فلا يبعثرون أفكارهم هنا وهناك..وهم خلوقون لأن الحياة أخذت منهم كل شئ
-1-
ولم تبق لهم سوى أخلاقهم ..وهم لا يشعرون بوخز الضمير ؛لأن ضميرهم لم يصب بالتضخم ….. يا لسعادتهم… .أبعد هذا تراك تشعر بالتخمة ؟****
الثاني :-بكل تأكيد ..لكني أود -من صميم قلبي - أن أشعر بالجوع..ألا إنني في الحقيقة لست جائعا..
الأول :- أذن ..ما لذي جعلك تطلع علينا بفكرة الأكل السخيفة هذه ؟
الثاني :- أنت..
الأول :- ((متعجبا)) أنا؟؟
الثاني:- نعم أنت .. ألم تقل :- أن علينا التفكير بشيء ينقذنا من هذا الوضع.. ألم تقل مررا :- علبنا أن
نفعل شيئا ؟****
الأول: (( ببرود)) آه… نعم ..قلت ذلك (( صمت ..الثاني يدور ، بينما الأول يعبث بالرمال )) أسمع
لماذا لا نفكر بشيء آخر ؟
الثاني :- (( يرقص فرحا )) نعم ..يجب أن نفكر بشيء آخر..
الأول :- ألا تطلق على نفسك صاحب الأفكار الخلاقة ؟
الثاني :- (( باعتداد)) نعم ..وما زلت كذلك..
الأول :- حسنا.. أبحث لنا عن فكرة أفضل من هذه ..لقد مللنا الأكل ..مللنا التفكير ..يوميا نأكل ثلاث
وجبات ؛ ونفكر ثلاث مرات …وبين كل وجبة وأخرى نأكل ثلاث وجبات ؛ ونفكر ثلاث مرات
لقد مللنا ذلك…مللنا الأكل…مللنا التفكير .. أتعرف ماذا تسمى هذه الحالة؟
الثاني :- ((لازال مستمرا على دورانه ؛غير مبال بما يقوله الأول ))
الأول :- تسمى رتابة ..
الثاني :- ((منتبها)) ماذا تسمى ؟!
الأول :- رتابة…
الثاني :- هم….أنت على حق ..أنها رتابة ((يترنم بالكلمة)) رتابة…ر..تا..به ((يضحك )) رتابة (( يغني))
رتابة (( يرقص وهو يغني الكلمة ))ر..تا..به ..ر..تا …به …ر..ت..ابه (( يسرع بإيقاع غنائه ورقصه
ويدور المسرح أثناء رقصه عدة مرات …ثم يتوقف فجأة )) وجدتها !!
الأول :- (( فزعا )) من ؟!
الثاني :- الفكرة التي مازلنا نبحث عنها منذ خمس سنين…
الأول :- ماهي ؟
الثاني :- ننام….
الأول :- ماذا ؟!
الثاني :- ننام.. نعم ننام نضطجع هكذا على الأرض وننام ((ينفذ فكرته ويدعو الأول لمشاركته )) هيا…
تعال …آه..ما أجمل النوم.. أنه يشعرك بلأسترخاء التام.. يشعرك ..بالأرتخاء..بالأمان..يبعد عنك
جميع الأصوات التي لا ترغب سماعها..ويحجب عنك جميع الصور التي لا ترغب مشاهدتها ((الأول لا
-2-
يتحرك)) هيا…تعال..أضطجع.بجانبي ولنشن حربا لا هوادة فيها على الرتابة..ولنرهبها بسلاح
النوم ألم تسمع قول الشاعر الذي قال : (ما عاش ألا النوم )..هيا نم بجانبي ..ولنهتف بأعلى أصواتنا:- أن
النوم يقتل الرتابة..
الأول :- ومتى نهتف بذلك ؟
الثاني :- عندما ننام…
الأول :- وهل يستطيع النائم أن يعلن أي شئ ؟ كيف يستطيع ذلك وهو نائم ؟.
الثاني :- كثيرون هم أولئك الذين يهتفون أثناء النوم..هيا.تعال ..جرب أن تنام ؛وسترى أن النوم لا يقتل
الرتابة فحسب..بل أنه يستطيع قتل الرقابة أيضا تعال ننم ولنحلم بأيام خالية من الرتابة والرقابة
معا..
الأول :- نحلم ؟؟ أنا وأنت..نحن ليس من حقنا أن نحلم .....
الثاني :- لماذا ؟
الأول :-يجب أن يكون نومنا بلا أحلام ..لأننا لو حلمنا فسوف نستعيد حياتنا الرتيبة هذه…فيتساوى عندها
النوم واليقظة…وتصبح اليقظة نوما ؛ والنوم يقظة.. الأفضل أن نبقى يقظين علنا نهتدي لشئ يخلصنا
مما نحن فيه ؛لهذا فأني أرى أن فكرة النوم فكرة سخيفة….
الثاني :-سخيفة ؟! ..على العكس .أنها فكرة خلاقة..فالنوم شئ خالد علينا أن نجربه..الخالدون هم النائمون
دوما..ومع هذا فهم خالدون..هيا نم ..نم يا صغيري ..وستجد في النوم خلودا أبديا..فالنوم هو الخلود
الأول :-قلت لك أن النوم فكرة سخيفة..
الثاني :- لا يحق لك أن تنعت أفكاري بالسخافة ..أن أفكاري خلاقة دوما..
الأول :- أي غبي أقننعك ؟!
الثاني :-أنت
الأول :-وأنا غبي ..نعم غبي.. .وأعرف ذلك منذ زمن بعيد …
الثاني :- حسنا..ما رأيك بالنوم أيها الغبي
الأول :- لا أدري ..((مستدركا)) قلت أنها فكرة سخيفة وكفى…
الثاني:- أتعرف ؟.أنت لست غبيا ..أنت معقد..نعم أنت معقد بينما أنا مبسط((فرحا)) أنا مبسط
((باستغراب)) لا((مبسط )) كلمة غير مناسبة..((بعد تفكير قليل)) أنا بسيط…هذه هي
الكلمة المناسبة..نعم ..أنا بسيط وأنت معقد (( متأملا)) أنت معقد وأنا بسيط …يا للغرابة
الأول:- ماذا قلت
الثاني (بشرود)) يا للغرابة ….
الأول :- ((ببرود)) ماوجه الغرابة ؟
الثاني :- أنت معقد وأنا بسيط ..ومع هذا فنحن معا….أليست حالة غريبة هذه التي نعيشها ؟؟
الأول :- لكننا نعيشها… شئنا أم أبينا ؛ فنحن نعيشها ((صمت قليل، يتكلم بنبرة أب ))
-3-
أسمع يابني..
الثاني :- (( بصوت طفولي )) نعم ياأبتي…
الأول :- ألا ترى هذه الربوة التي ننام عليها منذ عشر سنين ؟؟
الثاني :- ((يبدأ بمص أصابعه ))نعم ياأبتي..
الأول :- أتعرف ماذا تسمى هذه الربوة ؟
الثاني ((لازال مستمرا بمص أصابعه )) وماذا يهمني من معرفتها ؟
الأول :- أخرج أصابعك من فمك أيها القذر..متى تعرف بأنك لم تعد طفلا ؟********؟
الثاني :- أحب أن أكون طفلا على الدوام …ياأبتي..
الأول :-لماذا .._لو سمحت_؟
الثاني:- لأني لا أريد أن أتعذب بمعرفة الأشياء أحب أن أمص أصابعي_طوال حياتي_ ولا
رغبة لي بالتعرف على ربوتك هذه ..
الأول :- يجب أن تعرفها..وأنا بصفتي_ أبا ديمقراطيا_أفرض عليك أن تعرفها…
الثاني :- وأنا بصفتي_ أبنا شفافا _ لا أرغب بمعرفتها….
الأول :- لا تعذبني يابني ..أنك ترفض _دوما _الأشياء التي أرغب تعليمك إياها..
الثاني :-هكذا هي حال الأطفال جميعا.. يعذبون آباءهم كي يتعلموا..لذا سأعذبك كثيرا
قبل أن أتعلم أي شئ…
الأول :- لماذا يابني ؟؟!
الثاني :- لأني أحب عذابك ياأبتي….
الأول :- ((منفجرا )) ولكن… هذه الربوة هي كل عذابي !!
الثاني :- أهذه الربوة تسبب لك عذابا أيضا ياأبتي ؟؟!
الأول :-نعم..أنها ربوة العذابات !!
الثاني:- ((متسائلا)) ربوة العذابات ؟!
الأول :- نعم ..ربوة العذابات ..نحن ننام على هذه الربوة منذ آلاف السنين..أنا وأنت ؛
والآخرون ..جميعنا نعيش وتحتنا ربوة العذابات ..لقد سئمت منا، سئمت من نومنا..أني
أشعر بأنها بدأت تغضب منا..وربما_ بعد قليل_سيشتد غضبها علينا وتنفجر …
وسنموت ..نموت أنا وأنت..ولربما سيموت الآخرون معنا..ربما سنموت جميعا…
سنموت …نموت…نموت ((يبكي ))نموت ..نموت..((يجهش بالبكاء ،بينما ينفجر
الثاني ضاحكا ؛وكلما أزداد بكاء الأول؛أزداد الثاني ضحكا، حتى يتحول البكاء والضحك
الى هستريا تملأ المسرح؛ يصرخ الأول فجأة)) ما لذي يضحكك ؟****
الأول :- ((مستمرا بالضحك)) أنت ياأبتي..
الأول :- (( مستمرا بالبكاء )) أنا …
-4-
الثاني :- ((مستمرا بالضحك ))أنك تذكرني بصديق لي يعمل ممثلا
الأول:- (( مستمرا بالبكاء)) مابه ؟****
الثاني ( مع الضحك )) حين يصل الى نهاية أية مسرحية من مسرحياته المستهلكة فأنه ينخرط
بنوبة من البكاء ؛ فننخرط -نحن أصدقاءه -بنوبة من الإعجاب؛ثم تنخرط الستارة مسدلة؛
فينخرط الجمهور بنوبة من التصفيق((صمت قليل))ملاعين هؤلاء الممثلين ..يسدلون الستارة
كي يرغموننا على التصفيق ((يضحك ثانية))
الأول –ما الذي يضحكك ثانية ؟؟
الثاني:-صديقي الممثل كان يصرخ مثلك ياأبتي ((ستنفجر ..سنتفجر )) ولقد كنت أتسائل ما الذي
يقصده بذلك…لكني توصلت الآن إلى الجواب الشافي..يا للروعة ..أنا الآن مرتاح جدا ..
الأول :- لماذا ؟!
الثاني :-لأنني اكتشفت شيئا..منذ زمن ورغبة جامحة في نفسي تلح علي ؛تقول لي:_ يا صاحب الأفكار
الخلاقة…يا صاحب الأفكار الخلاقة..يجب أن تكتشف شيئا..وها أتذا أكتشف:-أن صديقي
الممثل حين كان يصرخ ستنفجر…ستنفجر((يفرقع أصابعه)) فأنه كان يعني أن العذابات
لابد أن تنفجر يوما ما..
الأول:- ((ببرود)) هل أنت فرح بهذا الاكتشاف ؟
الثاني :- نعم..فهذا يعني أنني فكرت..وكوني فكرت..فهذا يعني أنني فعلت..وكوتي فعلت شيئا….
فهذا يعني أنني قتلت الرتابة…أذن ..لا داعي للنوم بعد الآن ..مادام باستطاعتنا قتل الرتـابة
بالتفكير..يا للسعادة.. أنا قاتل الرتابة…أنا قاتل الرتابة..
الأول :-وهل أنت سعيد لكونك قاتل ؟!
الثاني:- آنا سيعد لكوني اكتشفت شيئا لم يسبقني أحد في اكتشافه…
الأول:- (( يصوت طفولي)) ما الذي اكتشفته ياأبتي ؟
الثاني :- ((يعطي لصوته سمة الوقار))اكتشفت العذابات..واكتشفت-أيضا- أنها ستنفجر يوما ما يابني
الأول :-ولكنني أعرف هذا منذ زمن بعيد باأبتي..
الثاني :- منذ متى ..يابني ؟!
الأول :- منذ وصولنا إلى هذا المكان…منذ آلاف السنين..منذ وجد الإنسان على هذه الأرض…أذن
فأنت لم تكتشف شيئا ؛ولم تفعل شيئا …وكل ا لذي فعلته -طوال حياتك-أنك تدور حول رأسي
مثل البعوضة ؛ وهذا ما سبب لي صداعا قاتلا ياأبتي..
الثاني :- (( يعود إلى صوته الطبيعي ؛ ويقفز صارخا)) وجدتها!!
الأول :-من ؟!
الثاني :- الفكرة..
الأول:- أية فكرة ؟!
-5-
الثاني :- الفكرة التي نبحث عنها منذ تسع سنين…
الأول :- ماهي ؟
الثاني :- نمثل….
الأول :- ((باهتمام )) ماذا قلت ؟!
الثاني (يؤدي تحية مسرحية ثم يقف وقفة طرازيه )) نمثل …نمثل مسرحية..أليست فكرة خلاقة ؟!
الأول :- فكرة خلاقة فعلا ..فالتمثيل يبعث الروح في الأشياء الساكنة.. فهو حركة تقتل السكون
تقتل الرتابة ..أنه خلق وإبداع….أنا فخور بك ألان حقا ؛فأنت تستحق لقب صاحـب
الأفكار الخلاقة عن جدارة …ولكن قل لي ماذا نمثل ؟
الثاني :- نمثل مسرحية…
الأول :-أية مسرحية ؟
الثاني :-أية مسرحية ؟!!
الأول ؛- أنا أسألك…
الثاني :-وأنا أسألك أيضا..
الأول :-لا أدري..أنها فكرتك ..
الثاني :-وأنا لا أدري أيضا…فكل المسرحيات التي أعرفها مثلناها من قبل؛ولم يعد لدينا ما يستحق
التمثيل…ولكن قل لي بصراحة؛ أليست فكرة التمثيل هذه ، فكرة رائعة ؟
الأول :- لا..أقصد نعم..أنها فكرة حسنة…ولكن الأهم أن نعرف ماذا نمثل ؟
الثاني :-معك حق ..ماذا نمثل…{ ذلك هو السؤال}*..و{تلك العلة يا نفسي}**..قل لي ما الـذي
يعجبك أن نمثله ؟؟
الأول :- أنا لم يعد يعجبني أي شئ منذ وطئت قدماي هذه الربوة
الثاني :- وجدتها !!
الأول :-مـن ؟
الثاني :- ستنفجر…ستنفجر..
الأول:-ماذا ؟!
الثاني :- أن وضعك المأساوي هذا يذكرني بمسرحية لصديق عزيز علي يعمل ممثلا..كنت دائـما
أشاهد مسرحياته ؛ وكنت أجلس قي الصفوف الأولى لأراقبه عن كثب …كان هـذا
الصديق…أعني الممثل((يشرح الأمر وكأنه يشرح سرا خطيرا يصرح به أول مرة في حياته
ينفذ الأول تعليمات الثاني -بدقة- بالحركة والإيماءة فقط)) يقف في وسط المسرح ، رافعا
يديه إلى الأعلى_كما تفعل الآن أنت_ ويصرخ بانفعال …ستنفجر…ستنفجر ..ثم يركـع
وسط المسرح_أجل هكذا_واضعا يديه على وجهه…وينخرط بنوبة من البكاء…فننخرط
نحن الجمهور بنوبة من الشفقة عليه… ثم تنخرط الستارة مسدلة…فينخرط الجمهور بنوبة
-6-
من التصفيق…ويخرجون من المسرح؛يسأل بعضهم بعضا عن معنى كلمة{ستنفجر..سنفجر}
(( بعد أن يتم شرحه هذا يقف منتصبا كالديك )) ياي….أنها فكرة مذهلة …
الأول :- أجل.. أعني كل …أنها فكرة سخيفة
الثاني :- ماذا قلت ؟
الأول :- فكرة سخيفة جدا
الثاني: ((بغضب)) أنت غبي..
الأول :- ((بانفعال)) وأنت سخيف..
الثاني :- (( بانفعال أكثر )) أنت معقد..
الأول :- ((بغضب أكثر )) وأنت بسيط…
الثاني :- أنت تحطم أفكاري…
الأول :- وأنت صاحب أفكار خلاقة..
الثاني :- أنت معقد..
الأول:-أنت بسيط
الثاني :- ((يزداد انفعاله)) يا للغرابـة !!
الأول :- ((وقد أزداد غضبه أيضا)) ماذا قلت ؟!
الثاني :- ((بانفعال أكثر )) قلت يا للغرابـة !!
الأول :- ((بانفعال عينه)) ما وجه الغرابة ؟!
الثاني :- أنت معقد ..وأنا بسيط.. كيف نستطيع فهم بعضنا ..كيف ..كيف ..كيف ؟؟!
((يرددها أكثر من مرة ؛ ثم يأخذ صوته بالتلاشي ،ومع تلاشي الصوت ؛تتلاشى الإضاءة
تدريجا حتى يحل الظلام على المسرح تماما…بعد فترة وجيزة تغمر المسرح إضاءة شديدة؛
ويبدو كل شئ ساطعا على المسرح..بحيث يشعر المتفرج بحرقة في عينيه نتيجة انعكاس سطوع
الأشياء …الأول يحفر بيديه وقد أدار ظهره للجمهور؛بحيث نرى وجهه ويديه من خـلال
ساقيه…الثاني متسمرا بمكانه وهو مازال يردد كلمة {كيف}بهمس))
الأول :- (( بلهاث))وجدتها !!
الثاني :- مـن ؟
الأول الفكرة التي نبحث عنها منذ ثلاثين سنة..
الثاني:- ((بسرعة)) كيف..أقصد ماهي ؟
الأول :- نبحث هنا ..وسنجدها..
الثاني:- ((منحنيا بالقرب من الأول)) قل في البداية ..ماهي ؟!
الأول :- ((مشيرا إلى العمق)) أنها هناك .ألا تراها !!
الثاني ؛- أيـن ؟!
-7-
الأول :- هناك..أنظر جيدا ..وستراها…
الثاني :-أنا لا أرى شيئا..
الأول :- أنت لا ترى شيئا..لأنك لا تفعل شيئا..منذ بدأت العمل بهذه الحفرة ؛وأنت واقف هناك تردد
{ كيف..كيف } ولم تلف نفسك أن تأتي معي لتفعل شيئا..عليك القيام بفعل ما..
الثاني :- أنا مذ كنت جنينا في بطن أمي أقوم بأفعال كثيرة..
الأول :- مثل ماذا ؟!
الثاني :- كنت أرفس بطن أمي كثيرا ؛كلما انزعجت..كنت أغني..نعم أغني ..أغني وأنا لا أزال جنينا
كنت أغني أغنية الحبل السري..كنت أدخن ..كانت أمي مدمنة على التدخين..وكنت أشاركهـا
هذا الإدمان..ولهذا صرت جنينا قلقا..فولدت وأنا قلق..وترعرعت وأنا قلق ..وصاحبني قلقي حتى
هذه اللحظة..
الأول :- ((مقاطعا))إذا كنت رجلا ؛تعال أحفر معي
الثاني ؛- أنا لست رجلا..
الأول :- أذن أنت ماذا ؟****
الثاني :- أنا مفكر..أنا صاحب أفكار خلاقة
الأول:-تعال أحفر معي ؛ علنا نجد فكرة تنقذنا من هذا الوضع…يا..يا صاحب الأفكار الخلاقة..
الثاني :- وماذا أعمل معك ؟****..أحفر؟****..هل أجد في حفرتك هذه شيئا ذا قيمة ؟****
الأول :- ربـما…
الثاني :- غبي..
الأول :- ((ببرود)) أعرف ذلك
الثاني :-أيها الغبي الفاشل..أيها الغبي القاحل..أبحث عن أفكارك في الأعالي ..في الهواء..وليس في الأرض ؛
ألم تسمع بأن الفلاسفة القدماء كانوا يذهبون إلى أعالي الجبال..إلى قمم الجبال..وهناك..من الهـواء
ربما من السماء ..يأتيهم الإلهام ؟ ..أسمعت بإلهام خرج من حفرة ؟********؟
الأول :- ((مواصلا الحفر)) لا أدري..
الثاني :- لا تدري…لا تعرف..أذن …أنت غبي..
الأول :- أعرف ذلك .
الثاني ؛-( ( (يشير إلى الأول ثم يشير إلي نفسه)) غبي..بينما أنا ملهم..أسمع أيها الغبي هذه الحكمة وتذكرها
جيدا :_ الملهمون يبحثون عن سعادتهم في الهواء ..بينما الأغبياء يبحثون عنها في التراب والمزابـل..
أرأيت - الآن- الفرق …بين ملهم وغبي ؟!
الأول :- ((مواصلا الحفر ؛يخرج بعض الأشياء القذرة))
الثاني :- ((متأملا)) غبي ..وملهم… ياللغرابـة !! ((الأول يواصل الحفر غير مبال بما يقوله الثاني ؛
الذي يواصل كلامه ، وكأنه سمع ردا من الأول )) قلت ياللغرابـة !! أنت غبي وأنا ملهم ..
-8-
ومع هذا فنحن نأكل الطعام نفسه…ونشرب الشراب نفسه…أليست هذه حالة غريبة ؟!
الأول :- ((يواصل الحفر ،مخرجا المز يدمن القناني الفارغة والعلب المعدنية..والأحذية المتهرئة))
الثاني :- ((صارخا )) ما هذا..ماذا تخرج ؟..لقد جعلت المكان قذرا..
الأول :- ((بهدوء)) لا تصرخ..أهدأ..أهدأ قليلا..وألا…
الثاني :- ((صارخا)) {وألا}..وألا ماذا ؟!
الأول :- ستنفجر…
الثاني :- من هي التي {ستنفجر} ؟
الأول :- العذابات..ربوة العذابات..أم نسيت صديقك الممثل وصراخه الأخرق ..{ستنفجر…ستنجر}
الثاني :- لقد أرعبتني..كنت أظنك تعني شيئا آخر..أطمئن ؛ أنها لن تنفجر..
الأول :- لماذا ؟!
الثاني :- لا أدري..ولكنها لن تنفجر -الآن- على أية حال..
الأول :-لماذا ؟!
الثاني :- قلت لك لا أدري…ربما يعود ذلك الى أن لها القدرة على استيعاب عذابات أخرى..أو أنهـا
أصبحت غبية مثلك ؛فلم تعد تشعر بالعذابات التي تتكدس عليها..(( يرتفع أحد أجزاء الربـوة
عند قوله كلمة {غبية} ،يلاحظ ذلك الأول فقط))
الأول :- ((ضاحكا )) لقد غضبت من كلامك ..
الثاني :- مـن ؟
الأول :- العذابات…
الثاني:-كيف ؟****
الأول :-أنظر أليها..وستعرف (( الثاني ينظر الى الربوة…تصيبه الدهشة حين يرى الارتفاع الحاصل فيها..
يقترب منها متوجسا ثم يهمس للأول ))
الثاني :- هل رأيت هذا النتوء من قبل ؟****
الأول :- (( بهدوء)) أجل…
الثاني :- ((بخوف )) مـتى ؟****
الأول :- ((بهمس ؛ مشيرا إلى الربوة ))حين قلت بأنها غبية ..((يرتفع النتوء أكثر ))
الثاني :- (( يصرخ فزعا )) لقد أرتفـ….ع..((يهبط في الحفرة واضعا يديه على رأسه)) أرأيت ؟..لقد
أرتفع النتوء....
الأول :- لا تصرخ..أبق هادئا..
الثاني :- كيف أهدأ .. وهذا يرتفع أمامي ((مشيرا إلى النتوء))أنه يرتفع باستمرار…
الأول :- لا تنظر إليه ..
الثاني :- أنه هو الذي ينظر ألي..

(* الوفـاء طبعي *)
30-04-2006, 07:24 PM
9-
الأول :-دعك منه..لا تنفعل..أنك ترتجف خوفا
الثاني :-أنت غبي..
الأول :-أعرف ذلك.
الثاني:-أنت غبي ..لأنك أبقيتني هنا ..ولم تنبهني إلى هذا الشيء..
الأول :-لقد حذرتك..لكنك سخرت مني
الثاني :-حذرتني ..نعم..لكنك لم تخبرني شيئا عن النتوء..
الأول أنا -أيضا-لم أك أعرف عنه شيئا..
الثاني :- ((صارخا)) لأنك غبي..
الأول :-أعرف ذلك…فلا تصرخ..
الثاني :- ((يتقدم نحو الربوة متحديا)) سأصـرخ…سأصـرخ
الأول :- لا تقترب منها ..ربما تنفجر بك.
الثاني :-سأعتليها..ولتنفجر..دعها تنفجر يرتقي الربوة ؛مخاطبا أياها بهستريا ))هيا أنفجري ..أن كنت قوبة حقا
أنفجري..أريني قوتك.. ((لاشيء يحدث ؛الأول يراقب المشهد برعب ..بينما الثاني يزداد صراخـا ))
جبانة،جبانة أنت أيتها العذابات،أنت حقيرة ، تحبين الجميع..ولا تتركين أحدا بحاله…أنك تتسـلين بنا
تلعبين بأعصابنا…تهديدين بالانفجار،لكنك لاتستطعين فعل شئ ؛سوى أرتفاعك ؛ارتفاعات مقززة…
أتظنين أني أخافك….كلا ..لن أخافك..هيا تحركي..تحرري من هذا السكون وأنفجري..أن لعبة الموت
البطيء التي تمارسينها معي لعبة قذرة..أن كان لديك شئ من الكرامة ..شئ من الشجاعة….انفجري
انفجري وأقتليني الآن..هيا انفجري …انفجري..انفجري..((لاشيء يحدث..ينهار على الربوة..بعـد
فترة صمت طويلة ؛يهمم)) غبيـة ((يرتفع النتوء أكثر ..فيهرب بسرعة ويهب في الحفرة محتميا بالأول
الأول :-أهدأ….أهدأ…ما الذي جنيته من صراخك
الثاني :- ((بهستريا)) قذرة ..غبية ((يرتفع نتوء أخر..ويكبر حجم الأول))
الأول :- متماسكا ))لا تقل هذه الكلمة مرة أخرى ..لا تقلها ((صمت طويل))
الثاني ؛- ماذا نفعل الآن ؟****
الأول :- لا أدري…المهم-الآن- هو عدم أثارة غضبها…
الثاني :- وأذا غضبت .. ماذا سيحدث ؟
الأول :-ربما ترتفع نتوءات أخرى…وأخرى…وأخرى…وأخبرا {بـم}
الثاني :- { بـم }
الأول :- ستنفجر….
الثاني :- يا للسذاجة !! الأول :- ماذا قلت؟!
الثاني :-يا لسذاجتي…لقد كان صديقي الممثل الهزيل محقا في صراخه…وأنا لا أعلم….قل لي ما الذي
نفعله الآن ؟!
-10-
الأول :-ما رأيك في أن نتم حفرتنا هذه ؟
الثاني :-وماذا نجد في هذه الحفرة العقيمة ؟!
الأول :-ربما ستلد هذه الحفرة شيئا ذا قيمة…
الثاني:- ما الذي يمكن أن تلده غير الكائنات المشوهة…والقاذورات
الأول :-ربما تلد معدنا ثمينا..ربما تلد ذهبا..ربما تلد نفطا..ربما…
الثاني :- ((مقاطعا)) ماذا قلت ؟!
الأول :- قلت ربما تلد ذهبا أو نفطا..
الثاني :- ((بهمس خطير))وجدتها ..
الأول :- ((بهدوء ))مـن ؟!
الثاني :-الفكرة التي نبحث عنها منذ عشرين سنة…
الأول :-ماهي ؟
الثاني :-الثروة !!
الأول :-لم أفهم شيئا….
الثاني :- (( بسرية تامة )) نلعب لعبة الثروة …
الأول :-كيف ؟!
الثاني :- ((بالأسلوب عينه )) بواسطة النفط…
الأول :-النفط ؟!
الثاني :-النفط = الثروة..
الأول :-لم أفهم شيئا بعد…
الثاني :-لأنك غبي..ينظر الاثنان بسرعة الى الربوة ؛ينطلق الثاني بضحكة طويلة ))
الأول :-ما الذي يضحكك ؟!
الثاني :- ((مع الضحك )) ياللغـرابة !!
الأول :- ((متضايقا)) ما الذي يضحكك ؟****
الثاني :- أنت…
الأول :- أنا ؟****
الثاني :- أنت غبي ..وهي غبية ((مشيرا الى الربوة )) ومع هذا فحين أقول عنك غبيا..لا يظهر نتوء على
رأسك ؛…بينما حين أقول عنها غبية ((يرتفع نتوء أخر..ويزداد الأولان ارتفاعا وحجما ؛يصرخ
الثاني :- (( مصعوقا ))أليست هذه حالة غريبة ؟!
الأول ((بخوف )) لا أدري..ولكن كف عن ترديد الكلمة التي تثيرها…
الثاني :-نعم سأكف..لأني أن لم أكف..فأن نتوءا سيظهر..وأن لم أكف ..فأن انفجارا سيحدث..فأذا
كففت عنها ؛فأن النتوءات ستكف..وأن الانفجارات ستتوقف..ولهذا سأكف…ولكن المهم
-11-
-الآن-هو التفكير بالثروة….
الأول :-أية ثروة ؟!
الثاني :-النفط يا عزيزي…
الأول :- النفط ياعزيزي ؟؟!!
الثاني :-من هذه الحفرة نستخرج نفطا كثيرا ((يتكلم وكأنه مسؤول كبير بدلي بتصريحات خطيرة )) نعبأ
النفط بشاحنات كبيرة..ثم نهربه إلى الخارج..ونبيعه بالعملة الصعبة..وببساطة نحصل على ثروة كبيرة
ونصبح من أصحاب الحواسم..تصور..أنا وأنت أثرياء..((يتكلم وكأنه ميليادير)) ما رأيك بِشـراء
سيارة نفاثة يا عزيزي ؟!
الأول : ((يتصرف وكأنه ثري هو الآخر )) سيارة نفاثة..هه..فكرة سخيفة ؛ هناك وسائل نقل أفضل…
الثاني :-فكرة سخيفة بالفعل…((مفكرا)) وجدتها..نشتري طائرة نفاثة…الطائرة النفاثة أسرع..وهي
تحلق في الفضاء ..في الهواء..حيث يكون باستطاعتي استلهام أفكاري الخلاقة عن قرب ؛ودون
عناء
الأول :-طائرة نفاثة؟!!!…تفكير مراهق…ألا ترى أننا أثرياء ؟ !ّ
الثاني :- أنت على حق ؛أنا مراهق..الأفضل أن نشتري حاملة طائرات تحمل على ظهرها طائرات كثيرة..
الأول :- بدوي متخلف..كل طموحه الحصول على سلحفاة كبيرة تطير في الهواء…نريد شيئا سريعا
الثاني :- نعم..نريد شيئا سريعا ((يدور قليلا ثم يقفز فجأة)) وجدتها !!
الأول :- ما هي ؟
الثاني :- الفكرة التي نغزو بها الفضاء..
الأول :- كيـف؟؟
الثاني :- مركبة فضائيـة….
الأول :- مركبة فضائيـة ؟!
الثاني :-تشتري ببعض الثروة مركبة فضائية حربية..وتشتري بالبعض الآخر أسلحة نووية نغزو بها الفضاء..
ها…ما رأيك….أليست فكرة قاتـلة؟!
الأول :-فعلا ..أنها فكرة قاتلة…ولكن اذا غزونا الفضاء…ماذا سنفعل بعد ذلك ؟!
الثاني :-نستولي على الكون…
الأول :-وأذا استولينا على الكون ..ماذا سنفعل بعد ذلك ؟
الثاني :-نلعب..
الأول:-نلعب ؟!!!
الثاني :-نلعب لعبة الأخوة الأعـداء
الأول :-كيـف ؟؟
الثاني :-أنت لديك جزء من الكون وأنا لدي جزء من الكون..نلبس -نحن-ملابس القراصنة ونغزو جزءكم؛
-12-
فتدافعون أنتم ..أليست لعبة رائعة ؟!
الأول :-وهل نبقى على هذا الوضع ؟
الثاني :- أي وضع ؟
الأول :- تغزونا وندافع…تغزونا وندافع..ماذا لو سئمنا هذا الوضع ؟****
الثاني ؛- بسيطة..نتبادل الأدوار..تغزونا أنتم..ونحن ندافع..تغزونا وندافع..تغزونا وندافع..فكرة خلاقة ،أليس
كذلك ؟****
الأول :-أجل ..أنها أفضل من لاشيء..
الثاني :- هيا بنا أذن…
الأول :-إلى أيـن ؟
الثاني :-إلى العمل..
الأول :- أي عمـل ؟؟
الثاني :- استخراج النفط وتهريـبه****….
الأول :-ماذا ؟****؟
الثاني :- ((مشيرا إلى الحفرة ))النفط يا عزيزي…
الأول :-أه…النفط يا عزيزي…لقد نسيت
الثاني : -أنك تنسى دائما..هيا إلى التهريب والإرهاب والاستيلاء على الكون..هيا
((يبدآن العمل بهمة ونشاط…تتغير الإضاءة أكثر من مرة؛وهما يعملان..وحين تفتر همة أحدهما يحثه
الآخر على العمل..وهكذا يستمران طويلا ؛حتى يتحول عملهما الى عملية حفر هستيري؛وكأنهمـا
يقاتلان الأرض…الإضاءة في تغير مستمر..يتصعد الغبار والتراب ؛بحيث يكسوهما تماما…ويضـاف
الرمل المزاح إلى الربوة فترتفع أكثر ويزداد عمق الحفرة أكثر..يستمران بالعمل لفترة طويلة إلى أن
يغمر المسرح ظلام دامس…يختفي الاثنان وسط الظلام…ولا نسمع سوى لهاثهما ))
نهاية اللـوحـة الأولـى



-13-
اللوحــة الثانيــة
((الاثنان مستمران بالحفر..وقد أزداد تعبهما ولهاثهما…تبدأ الإضاءة بالسطوع تدريجا..تكشف الإضاءة عن
أزديادعمق الحفرة..وازدياد ارتفاع الربوة..يتوقف الأول فجأة ))
الثاني :- ما هذا ؟!
الأول :-ماذا ؟
الثاني :-لماذا توقفت ؟
الأول :-أنني أفكر…
الثاني :-بماذا ؟!
الأول :-بأمر بالغ الخطورة !!
الثاني :-ما هو ؟
الأول :-كيف نهربـه؟؟
الثاني :-مـن ؟!
الأول :-النفط..كيف نهربـه إلي الخارج ؟؟
الثاني :-بالشاحنات يا غبي…
الأول :- أعرف أنني غبي…ولكن..
الثاني :- ((مقاطعا))من أين نأتي بهذه الشاحنات ؟؟
الثاني :-نأتي بها من الــ……((يسكت فجأة ))
الأول :-من أيـن ؟؟!!
الثاني :- ((يتوقف عن العمل )) من أين ؟؟! أنها مسألة بالغة التعقيد..مشكلة كبيرة..أزمة حقيقة…من أين
نأتي بالشاحنات ونحن نمر بهذه المرحلة التاريخية الدقيقة…لمَ ؛لم تنبهني عن ذلك أيها ألغبي ؟؟!
الأول :- لقد نسيت…
الثاني :- أنك تنسى دائما..لأنك غبي..
الأول :-أعـرف ذلـ…
الثاني :- ((مقاطعا)) غبي مثل هذه الغبيـ…
الأول :- ((صارخا )) أخرس…
الثاني :-لـمَ أخرس..أتدافع عن هذه الغبـ….((يتوقف فجأة..ويحاول إكمال الكلمة ؛لكنه يجد صعوبة
بالغة في ذلك..يندفع نحو الربوة غاضبا ؛وهو يردد كلمات غير مفهومة..يلحق به الأول محـاولا
تهدئته))
الأول :-أهدأ…أهدأ…
الثاني :- كيف..كيف أهدأ..وهذه أمامي..((مشيرا الى الربوة ))
الأول :-لا تنظر أليها..
-14-
الثاني :- أنها هي التي تنظر ألي..أنها هي التي تلاحقني…إنها تخنقني..((يبكي))..مسكين صديقي الممثـل
الأول :-حاول نسيان مهازل صديقك الممثل
الثاني :- ((يزداد بكاؤه )) باللغرابـه
الأول :-ماذا قلت ؟****
الثاني :- ((مستمرا بالبكاء )) قلت ياللغرابـه
الأول:-ما هو الشئ الغريب ؟؟
الثاني :- أنا أبكي…ياللغرابـه…أنا أبكي لأول مرة في حياتي..لم أبكي طوال حياتي..تمنيت يوما لو أني
بكيت…وها أنذا أبكي…أليست هذه حالة غريبة ؟****
الأول :-كف عن هذا الهراء ..ودعنا نعمل شيئا لهذه الحفرة…
الثاني :- هذا ليس من اختصاصي…
الأول :- ماذا قلت ؟
الثاني :- الحفر ليس من اختصاصي..أنا اختصاصي الهواء …الفضاء….منه أستلهم الأفكار …اما أنت
فاختصاصك الحفر..أبق معها ..علها تلهمك مزيدا من النفايات والقاذورات…
الأول :-ربما تلهمنا مزبدا من النفط
الثاني :-أنا قررت الانسحاب…
الأول :-هل تخليت عن فكرة تهريب النفط ؟؟
الثاني :-نعم…تخليت عنها…
الأول :-وفكرة النفط=الثروة والحرب…هل تخليت عنها أيضا..
الثاني :- لقدأكتشفت نظرية جديدة..الأول
الأول :-ماهي ؟؟
الثاني :- أن نفطا مهربا بشاحنات=ثروة..أما نفطا بدون شاحنات فلا يساوي شيئا..
الأول :-أيعني هذا أنك تخليت عني ؟****
الثاني :- نعم…فعملك غير سام…
الأول :- ((غاضبا)) ماذا تقصد ؟****
الثاني :-أنك تعمل حفرا..أي أنك تبحث عن أفكار في باطن الأرض…بمعنى أخر ..أنك تبحث عن أفكار
دونية…بينما أنا…
الأول :- أنت ماذا ؟****
الثاني :-أنا أبحث عن الأفكار السامية..الأفكار الجليلة…الأفكار المتجلية..أرأيت الفرق الشاسع بيني وبينك ؟
أنت صاحب أفكار دونية ساقطة…وأنا صاحب أفكار سامية جليلة.
الأول :- ((يمسكه من تلابيبه فجأة )) أسمع يا هذا..
الثاني :- ((وقد أدرك خطورة الموقف)) ما هذا ..ما الذي تفعله…أبعد يديك عني..
-15-
الأول :-لن أبعدهما مالم تنحـنِ…وتحفر معي…
الثاني :- لا..لن أفعل ذلك..
الأول :- ستفعل رغم أنفك..
الثاني :-لا..أنا حر في ما أفعل
الأول:- ستفعل…
الثاني :-لن أفعل..
الأول :-سأرغمك على ذلك..
الثاني :- لن تستطيـع !
الأول :-بالقوة… ستنحني وتحفر معي
الثاني:- لن تسـ…((تضيع بقية الكلمة أثناء الصراع ))
الأول :-ستفعل..

الثاني :-لن أفعل..
الأول :-ستفعل..
الثاني :-لا..لن أفعل..
الأول :-ستفعل ((بطرحه أرضا ثم يبرك فوقه ؛محولا خنقه ))أقول لك ستفعل..
الثاني:- ((بصوت مرتجف )) كن شفافـا في التعامل ؛ودعني أفهم …ما الذي تحفره؟!!!ا
الأول :- ((يزيد من الضغط على الثاني )) لن تفهم شيئا…ما لم توافق على مساعدتي….
الثاني :-حسنا.أنا موافق…ولكن ما الذي تحفره ؟****!
الأول :- ((صارخا )) أحفر قبري !!…
الثاني :- ((بدهشـة ))تحفر ماذا ؟؟؟****
الأول :- ((بمرارة )) أحفر قبري…
الثاني ؛- (( يفرقع أصابعه وهو لا زال تحت الأول )) وجدتـها!!…..
الأول :-مـن ؟
الثاني :_ الفكرة التي نبحث عنها منذ مائة سنة….
الأول :- ما هي ؟؟
الثاني :- نحفر قبورا…تصور ؛أنا وأنت نحفر قبورا ((فرحا)) …أليست فكرة جهنمية ؟؟
الأول :- (( يهمهم )) فكرة جهنمية حقـا…
الثاني :-أتعرف…أنت صاحب أفكار خلاقة أيضـا….
الأول :- أنـا ؟؟…لا..لاأصدق ذلك !!
الثاني :- بل ؛ يجب أن تصدق…ألم تخرج علينا بفكرة القبـور هذه …تصور..أنا وأنت نحفر قبـورا…..

(* الوفـاء طبعي *)
30-04-2006, 07:25 PM
-16-
بالأحرى نحفر قبريـنا ….تستلقي أنت في قبـر …وأستلقي أنـا في قبر آخر…أه..ما أجمـل
الحيـاة في القبـور…ياللآلهه…دعنـي أقبلك!!
الأول :-ماذا ؟!!!!
الثاني :- دعنـي أقبلك…((يقبله فعلا )) يا للغباء!!….
الأول :-ماذا قلت ؟؟
الثاني :-قلت يا للغباء..تصور..انك يمكن أن تصبح صاحب أفكار خلاقة أيضـا..يا لغبائي المزمن…منـذ
آلاف السنين وأنت معي..وأنا أسميك غبيا…وأتضح لي الآن…أنك غير غبي بالمرة…دعني أقبلك
ثانية..يا صاحب الأفكار الخلاقة أيضـا…
الأول :- ((خجلا ))لا..لا تقل هذا أرجوك..أنك تواسيني…أنا أعرف نفسي …أعرف أنني غبي..وأنـا
مقتنع بذلك تمامـا…
الثاني :-أي أحمق أدخل في نفسك هذه الفكرة ؟****
الأول :- أنت…
الثاني :- أنا أحمق…نعم..أنا أحمق..ولقد اكتشفت ذلك لتوي..
الأول :-كلا …أنت تكذب ..الجميع يناديني :-{تعال أيها الغبي…أذهب أيها الغبي} حتى أنت تنعتنـي
دائما بالغباء …منذ ولدت ؛لم أسمع غير هذه الكلمة أسما لي…أبعد هذا تريد أن تقنعني بأني لست
غبيـا ؟؟
الثاني :- ياللغرابـة !!
الأول :- ماذا قلت ؟!
الثاني :-ياللغرابـة !!..تصور أنا صاحب أفكار خلاقة…وأنت صاحب أفكار خلاقة أيضـا..وبالرغم من
عيشنا معـا دهورا طويلة…غير أننـا لم ندرك هذه الحقيقة-ألا-الآن..أليست هذه حالة غريبة ؟!!
الأول :-أسمع أذا أردت اللعب بأعصابي مرة أخرى..فلن أرتضيها مطلقـا..
الثاني :-أنـا ؟!…ثق-ولو أن الثقة لا محل لهـا في وضعنـا الحالي-لكنني أقول لك :-بأنك صاحب أفكـار
خلاقة أيضـا…
الأول (( متأمـلا)) أنـا صاحب أفكار خلاقة أيضـا ؟!!لقد أعدت الثقة ألـي كنت دائما عديم الثقة بنفسي
…عديم الثقة بمـا أقول…عديم الثقة بمـا أفعل…كنت أفكر…أكتشف..أقوم بكل شئ..لكنني
لم أكن واثقـا من أي شئ….
الثاني :-من-الآن-فصاعدا…عليك أن تعرف شيئا واحدا فحسب هو :-أنت تفكر..وأنـا أنفذ….
الأول :-ولكـن….
الثاني :- لكن ماذا ؟!
الأول :- لقد تعودت العمل..تعودت التنفيذ…تعودت على تنفيذ مـا يطلبه مني الآخرون…
الثاني :-هذا فيمـا مضى…أمـا الآن ؛فيجب قلب المعادلة.. أنت تفكر..وأنـا أحفر قبرك
-17-
الأول :-ومن يحفر قبرك أنت ؟
الثاني :- أنـا ..بالطبع…
الأول :- لمـاذا ؟!!
الثاني :- لأن؛ عليك التفكير بمـا سنفعله بعد حفر القبـور…
الأول :-آه….ما الذي نفعله بعد حفر القبور…ما الذي نفعله ؟؟..(يباشر الثاني الحفر بهمة ونشاط ، بينما
يبدأ الأول بالتفكير والتأمل على طريقة -اليوغـا-، وبعد فترة ليست بالقصيرة تبق عيناه فجـأة ))
وجدتها !!
الثاني :-مـن؟؟
الأول :- الفكرة التي نبحث عنها منذ ثلاثة آلاف سنة…
الثاني :-ماهي ؟؟
الأول :-القبـاب….
الثاني :- لم أفهم
الأول :-ألم تقل لي مرة ؛ أن اختصاصك الهواء..واختصاصي الأعماق ؟؟
الثاني :-نعـم…
الأول :-أذن ؛ دعني أحفر القبـور..بينما تقوم أنت بتشييد القبـاب…
الثاني :- ((يقفز فرحا ويرقص )) واو…واو..أنت عمـلاق..أنت صاحب أفكار عمـلاقة !!
الأول :- وأنت صاحب أفكار خـلاقة.
الثاني :- ياللعجـب!!!
الأول :- لـِم العجـب ؟؟
الثاني :-أنت صاحب أفكار عمـلاقة..وأنا صاحب أفكار خلاقة…ومع هذا فأننـا لم نجد مخرجا من
مأزقنـا هذا…أليس هذا أمرا عجبـا ؟؟!!
الأول :- كـلا أنه أمر عادي جـدا..فكثيرا مـا تعجز الأفكار الخـلاقة والأفكار العمـلاقة عن
حل أغلب الألغاز التي تواجهها
الثاني :- أنت -حقـا-صاحب أفكار عملاقة ..أتعرف لمـاذا ؟
الأول :- لمـاذا ؟!
الثاني :-لأنـك عمـلاق !!
الأول :-ولكني -في الحقيقة -لست عمـلاقا..أنـا قصير القامة..
الثاني :-ليست العملقة … عملقة الجسم حسب..بل عملقة العقـل أيضا…هتلر كان عمـلاقا..
الأول :- كـلا..هتلر كان قزمـا متعجرفـا..
الثاني :- أنت لا تعرفه جيـدا..لقد كاد أن يستولي على العالم..
الأول :-لكنه فشـل في تحقيق ذلك…
-18-
الثاني :-لكنه كاد أن ينجح……
الأول :-حتى لو أنه نجح…ما الذي كان سيفعله بعد ذلك ؟..ألـم نستولي _أنـا وأنت-مرة على الكون
وفشلنا بعد ذلك في أيجاد شئ نتسلى بـه…أن فكرة الاستيلاء على الكون لا تروق لي مطلقـا…
أني أجـدها فكرة سخيفة …كما أجـد أن هتلرك هذا كان سخيفـا هو الآخـر..
الثاني :-يا للسخافة !!
الأول:-نعـم ؟!
الثاني :-يا للسخافة..لم أك أحسب أن أحـدا يعرف هتلر أكثر مني…أليست هذه حالة سخيفة ؟؟!
الأول :-لا..شئ عادي جـدا..كثيرا ما نشعر بأننـا نعرف كل شئ..ويتضح -فيما بعد-أننـا لا
نعرف أي شئ…
الثاني :- أنت على حق..بالمناسبة..لـِم لا نرجع لتنفيذ فكرتنـا العمـلاقة ؟
الأول :- أيـة فكرة ؟!
الثاني :-أنسيت ؟!
الأول :- نعم نسيت..
الثاني :-لا بأس عليك…هكذا هي حال العمـلاقة دائمـا…
الأول :- ما بهم ؟
الثاني :-ينسون بسرعة…-على أية حال-لقد قلت :أن علينـا حفر القبـور وبنـاء القبـاب….
الأول :-آه..تذكرت..وأظنك رحبت بذلك…
الثاني :-جـدا…ولأجلها {عملقتك}..أعني منحتك لقب عمـلاق…
الأول :- أذن ..إلي العمـل…
الثاني :- إلى العمـل..أنت تتم حفر القبـور..وأنـا أشيد القبـاب..ثم بعد ذلك…نضع القبـاب فوق
القبـور..ثم..((يتوقف فجأة)) ياللغرابـة !!!
الأول :-ماذا قلت ؟
الثاني :- ياللغرابـة…حفرة وقبـة…القبـة تقـام على الحفـرة…والحفـرة تحمـل القبـة…ولم يحدث
أن رأينـا قبـة حملت حفـرة …أليس هذا شيئا غريبا !!!
الأول :-كـلا…
الثاني :-كيـف ؟!…هل رأيت في حياتك ثمـة قبـة حملت حفرة ؟!
الأول :-أنه شئ عادي جـدا …أقلب صحن فنجان القهوة …وضع فوقه الفنجان بشكل طبيعي….يصبح
لديك قبـة تحمل حفـرة……
الثاني :- ((يقفز فرحا)) يا للسماء …أنت لست عمـلاقا فحسب…أنت أكبر من ذلك بكثير..أنت أضعاف
العمـلاق…أنت {عشـراق}…أنت {مئـلاق}…أنت {آلفـاق}…أنت….
الأول :- ((مقاطعا)) توقف…توقف…هل جننت؟!…ماذا تقصد بهذه الكلمات المبهمة ؟!!
-19-
الثاني :- أنني أحاول أيجاد لقب أكبر من لقب العمـلاق…فـ{عشراق}=عشرة عمـالقة…و{مئلاق}=
مائة عمـلاق…و{الفاق}=ألف عمـلاق…وهكذا
الأول :-دعك من هذا الهراء…ولنبدأ العمـل ( (الثاني متسمرا في مكانه ؛لا يتحرك ))هيـا تحرك ؛لا تحدق
بي هكذا ….
الثاني :- أنت تستحق أكثر من التحديق والإعجـاب…أنت تستحق الأنحنـاء والركوع…..
الأول :- لا فائدة ترجى منك…أنت تضيع الوقت علينـا…ألـم تسمع بان الوقت من ذهب ؟!
الثاني :-نعم..فهو كالسيف أن لم تقطعه قطعك…فمن جد وجد..ومن طلب العلى…وهنيئـا لك يا فاعل
الخير ((يبدآن العمل بهمة ونشاط مرة أخرى..الأول يواصل الحفر…بينما يخرج الثاني ويخل عدة مرات
جالبا معه في كل مرة أسلاكا وعددا معدنية…يستمر المشهد هكذا لفترة من الزمن..ثم تضعف الإضاءة
تدريجا…الى أن يغرق المسرح في إظلام تام ))

- اللوحــة الثــالثة-
(( يضاء المسرح تدريجا..الربـوة زاد ارتفاعها..وأزدادت نتوءاتـها بشكل ملحوظ…نشاهد-على المسرح- قبتيـن متجاورتين على حفرتين متجاورتين…يمكن استخدام أسلاك معدنية مطوية على شكل نصف كرة متجهة إلى الأرض ؛مع ملاحظة ترك فراغات بين تلك الأسلاك لكي يتحرك الممثلان خلالها بسهولة…أو يمكن عمل القباب من قماش شفاف…بحيث يمكن رؤية الممثلين من خلاله بوضوح …في بداية المشهد يكون الممثلين مختفيان داخل الحفرتيـن…ولا نسمع سوى أصواتهمـا))
الثاني :-يا صاحب الأفكار العمـلاقة….يا صاحب الأفكار العمـلاقة….هل غفوت ؟؟
الأول :-كـلا…أنني أتأمل…
الثاني :-تتأمل ؟!….ماذا تتأمل ؟؟
الأول :-أتأمل السماء…
الثاني:- ماذا تجد فيها…..ماذا تجد في هذا الفراغ اللامتناهي؟؟!
الأول :- أجـد الزرقـة الصافيـة الممتـدة إلى اللانهـاية….أجـد الكواكـب….أجـد النجـوم…
الثاني :-آه…النجـوم…نعم النجـوم….كثيرة هي النجـوم…أليس كذلك ؟!
الأول :-أجل..عـدد لا يحصى من النجـوم…
الثاني :- من أين جـاءت ؟؟
الأول :- مـن هي ؟؟
-20-
الثاني :- النجـوم ….من أين جـاءت ؟؟
الأول :-لا أدري..ولكني قرأت يومـا-لا ادري أين-أنهـا أجرام سماوية يسكنها بشر مثلنـا..
الثاني :- مثلنـا ؟!…هل فيها من يعيش مثلنـا..ويعاني مثل عزلتنـا ؟!
الأول :-بالتأكيد….
الثاني :- وما الذي يجعلك متأكـداً هكذا ؟!
الأول :-لأن مـا يوجـد هنا…يوجـد مـا يماثله هنــاك…..
الثاني :- وجدتـها…..
الأول :-مـاهي ؟!
الثاني :- اللعبـة…..
الأول :-اللعبـة ؟!!
الثاني :-اللعبـة التي نبحث عنهـا منذ مائـة قرن…..
الأول :-مـاهي ؟!!!
الثاني :-لعبـة التخيـل…..
الأول :-كيـف ؟!
الثاني :-ألست عمـلاقا ؟
الأول :-كـلا…أنـا قصير القامة…..
الثاني :-ألم نتفق…أن لدبك أفكارا عمـلاقة ؟
الأول :-نعـم…..
الثاني :-أذن أنت عمـلاق…تخيـل أنك عمـلاق..وأن بمقدورك الوصول الى النجـوم..
الأول :-ومـا الفائدة ؟؟
الثاني :-تخيـل أن بأستطاعنك معانقـة النجـوم….
الأول :-النجـوم ؟؟!!
الثاني :-ليس النجـوم كلهـا..لنقـل أنك عانقـت نجمـة…تخبـل أنك أحتضنتهـا..تخيـل أن النجمة
ذابت بيـن يديك….شوقـا وغرامـا…ثـم….((يتوقف فجأة))
الأول :-ثم؟؟..ثم مـاذا ؟
الثاني :-ثــم…((يكتم في داخله ضحكـة خبيثـة))
الأول :- ((غاضبـا))ثم ماذا!!!
الثاني :-ثـم…لا..لا…عيـب…..
الأول:-مــاذا…..تكلم…
الثاني :-ثــم ..((يومئ بيديـه علامـة المضاجعـة))
الأول :-هـذا تخيـل ساذج وسخيف…اِنـك توحي لي بأشياء قـذرة وحقيرة..يجب أن نتخيـل أشياء
-21-
سامية…
الثاني :-وجدتهـا….
الأول :-مـن ؟!
الثاني :- الأشيـاء الساميـة التي يجـب أن نتخيلهـا…..
الأول :-مـاهي ؟
الثاني :-تخيـل أن هذه القبـة التي فوق رأسك ناطحة سحاب….
الأول :-لكنهـا لا تشبه ناطحة سحاب!!
الثاني :-قلت لك تخبـل…تخبـل…فأن أي تخيـل يمكن أن يصبح حقيقة..مـادامت الحقيقة أصبحـت
ضربا من الخيـال…
الأول :-حسنا…لنقل ؛انهـا ناطحة سحاب..
الثاني :- ((منطلقا)) ناطحة سحاب تتكون من مائـتي طابق….
الأول :-مائتـي طابق !!….هذا كثير…
الثاني :-تخيـل …انك تسكن في الطابق الأرضي.
الأول :-انا أحب الطوابـق الأرضية…
الثاني :- ((مستمرا)) وأنك وقعت في غرام غـادة حسناء تسكن في الطـابق الأخـير…أي في الطابق رقم
{مئتـان}
الأول :-قصة مسلية..ومتعبة في الوقت عينه…
الثاني :-وفي كل ليلة..وعندمـا ينـام الجميع..تخرج أنت من غرفتك..وتقف في الشارع..
الأول :-في الشارع!! ياللروعـة..((مستدركا)) لمـاذا أقف في الشارع ؟؟!
الثاني :- تعزف لهـا وتغني على قيثـارة الحـب اللازوردي…وهي من غرفتها في الطـابق الأخيـر تلوح
لك بمنديلهـا الأبيض..كـلا…تلوح لك بمنديلها الناصع البيـاض….
الأول :- ((مستثارا)) ثـم ماذا؟!
الثاني :-وتستمران هكذا…أنت في الشارع وهي في الطـابق الأخيـر..وكأنكمـا {روميو وجولييت}
الأول :-أنا {روميـو} وهي {جولييت}..فكرة رومانسية حقـا.
الثاني :- وفي ليلة مدلهمـة …تشتد فيها الريـاح والعواصف..وتنـزل الأمطـار فيهـا مدرارا..تخرج أنت
-كالعادة-إلى الشارع..
الأول :-وأبتـل بالمطـر ، وأتطهر من القـاذورات والأدران التي لحقت بي طوال حياتي..ستكون لياـة
رائعة..رائعة حقـا.. وماذا بعد ذلك
الثاني :-تقذف إليك-من غرفتها-بحبـل..
الأول :- حبـل!!…ياللصورة الشعرية ((مندهشا)) لكن لمـاذا الحبـل؟!
الثاني :- ((متجاهلا سؤال الأول )) تقذف من غرفتها بحبـل طويـل..طويـل جدا..طوله مائتـا طابق فقط
-22-
الأول :-لمـاذا الحبـل؟؟…ألا يضعون في ناطحات السحاب…مصـاعد كهربائية ؟؟
الثاني :-ألـم أقل لك أن الليلة مدلهمة…وأن الأمطـار غزيرة ؟!
الأول :- ومـاذا يعني ذلك ؟
الثاني :-ذلك يعني انقطاع التيار الكهربائي-حتمـا- كمـا يحدث عندنـا دائمـا…لذا يصبح وجود الحبل
إزاء هذه الإشكالية أمرا ضروريـا…هذا من جهة…ومن الجهة الثانية..فلابد من وجود الحبـل
حتى تكتمل الصورة التي أبدعها ذلك الشاعر المسكين في مسرحية {روميو وجولييت}
الأول :- آه…فهمت..وهكـذا فأنني سوف أتسلق إلى غرفتها بواسطة الحبـل-كما يفعل فرسان القـرون
الوسطى-ثم ندخل فردوس الحـب…
الثاني :-كـلا..لن تدخـلا فردوس الحـب مباشرة..
الأول :-مـاذا نفعل أذن ؟!!
الثاني :- تجلسان..
الأول :-نجلس ؟؟!…هل من الضروري-بعد هذا الوضع المتـأزم أن نجلس ؟!
الثاني :-جـدا..فبعد ليلة مدلهمـة..وأمطار مدرارة…وتسلق مائتي طابق بواسطة الحبـل..لابد أن تكون
متعبـا ؛ولا تستطيع فعل أي شئ…
الأول :-حسنأ…جلسنا…مـاذا بعد ذلك ؟
الثاني :-تضع يدك خلف ظهرهـا..
الأول :-هذا هو السياق الصحيح..أضع يدي خلف ظهرهـا…ثم أبدأ بمسه مساً خفيفـاً….ثم أحرك يدي
صعوداً ونزولاُ …ثـم..
الثاني :- مـاهذا…بِم تخـرف ؟!!
الأول :- ((مندهشا)) مـاذا ؟
الثاني :-أنـا لم أسمح لك بأكتشاف مجاهـل جسدها…تضع يدك خلف ظهرهـا…لايعني أن تعبث بهـا
كيف تشاء …
الأول :-لمـاذا ؟؟
الثاني :-لأنك لو فعلت ذلك ستهرب الغـادة منك ؛وتعتبرك مراهقـاً…
الأول :-لقد حيرتني..أنها هنـاك تنتظرني على أحر من الجمر..وأنا أصبحت مرجلاً يغلي..ماذا نفعل بعد ذلك
الثاني :-عليك أن تتبـع الخطوات {الحبيـة} خطوة أثر خطـوة…
الأول :-الخطـوات {الحبيـة}؟؟!…شئ لم أسمع به من قبـل !!
الثاني :-لأنك غبي..
الأول :-أعرف ذلك…قل ماهي الخطوات…أكاد انفجـر..
الثاني:-تتحدثـان…
الأول :-ماذا ؟؟مـاذا ؟؟!
-23-
الثاني :-تتحدثـان…تتكلمـان…
الأول :-نتحـدث ؟؟!!!!
الثاني :-نعم..ألم تقل-ذات مرة- أن أغلى أمنيـة لديك هي أن تتحدث مع امرأة في جلسة خلويـة ؟
الأول :-أجـل…
الثاني :-وهـذا ما ستفعله مع غادتك التي تسكن الطابق رقم {مائتيـن}
الأول :-مـاهذا السخف ؟؟..ليـالٍ طويلـة وأنـا أرقب اللحظة التي ألتقي بهـا…شهور عديدة -كأنها-
الدهـور-أتطلع الى نافذتها في الطابق العلوي..وأنـا في الشارع أعزف وأغني أغنية الحب اللازوردي
سنين لا تنتهي أقف منتظراً الليلة المدلهمـة ذات المطر الغزير…عصور ودهـور تمر وأنا أتمنى الوصول
الى غرفتها في الأعـالي …وأخيراً حين أصل أيها ,أختلي بهـا تريـد مني أيها الحقير أن أضع يدي خلف
ظهرهـا ونتحدث….هـذا سخف مـا بعده سخف…أن قواي العقليـة والجسدية استنزفت تمامـاً
أنني أشعر بآلام قاسية في ظهري…
الثاني :- ((غاضبا)) ألم تكن رغبتـك تخيـل أشياء سامية؟؟…ها هي الأشيـاء السامية ..فتخيـل…
الأول :- ((متخاذلا)) لم أك أعلم ..أن لعبة التخيـل يمكن أن تسبب كل هذه الأوجـاع القاتلـة….
الثاني :- ((يتكلم بنبرة أبوية)) عليك أن تدرك يابني ؛أن تطلعـاً لأشياء سامية..يعني تحمـلاً لأوجـاع
قاسية…
الأول :- ((بصوت طفولي )) أنت غبي ياأبتـي..
الثاني :- ((بدهشة وبنفس النبرة)) لمـاذا ؟****
الأول :- ((مستمرا)) لأني أعرف حكمتك الساذجة -هذه-منذ زمن بعيـد يا أبتـي.
الثاني :-لكنها حكمة خلاقة يابني..
الأول :- (( بصوت الطفل)) بل غبيـة يا أبتي… ((ترتفع الربوة))
الثاني :- مـاذا قلت ؟****
الأول :- ((يعود لصوته الطبيعي )) أن كل حكمك وأفكارك ليست خـلاقة بالمرة..وأنمـا هي غبية…
بل غبيـة جـداُ…((ترتفع الربوة ونتوءاتها كلما نطق أحدهم [غبية]..الثاني ينظر الى الربوة تارة
والى الأول تارة…وقد امتلأت عينـاه رعبـاً؛ الأول يندفع غاضبأً))غبيـة كهذه الربـوة…
غبيـة كالعلاقة التي تربطنـا..غبيـة كالسنين التي عشناهـا سابقـاً..غبيـة كالحفر التي دفنـا
فيها أنفسنا…غبيـة كهـذا المكان الذي نحن فيـه…أتعرف سبباً لوجودنـا هنـا..لمـاذا -نحن-
هنـا…لمـاذا لم نكن في مكان آخر…
الثاني :-هكـذا نحن منذ خلقنـا موجودون في هـذا المكان ولا نستطيع مغادرته….
الأول :-لمـاذا…قل لي لمـاذا؟؟؟****
الثاني :-لا أدري…ربمـا هو قدرنا…ربما لأننـا تعودنـا هذا المكان…أو هو تعودنـا…
الأول :-لمـاذا؟؟
-24-
الثاني :-لا أدري…
الأول :-غبي…غبي..ولاتبتأس..فأنا مثلك غبي..لأنني لم أدرك-لحد الآن- سبباً لوجودنـا هنـا..لم أدرك
سبباً لوجودنـا معاً…لم أدرك سبباً لوجـود هـذا المكان أصـلاً…لـذا فأنـا غبي…وأنت غبي
وكل مـا حولنـا غبي…وهذه الربوة التي نجثم عليهـا سبب كل الغباء المنتشر على وجه البسيطة
فهي غبيـة…غبيـة جـداً……((يصبح ارتفاع الربـوة ملحوظاً جـداً))
الثاني :-مـاذا تفعل ..هل جننت؟****….أنك تثير غضبهـا
الأول :-غضب من…أيها الجاهل ؟
الثاني :-غضب العذابـات.
الأول :- ((يضحك ضحكة طويلة)) دعها تغضب…أنـا في شوق لرؤية غضبها
الثاني :- ((برعب)) أنك مجنون فعـلاً…لقد بدأت أشعر بأنها ستنفجر بنـا في أية لحظة…
الأول :- ((مستمرا بالضحك)) دعها تنفجر…أريدها أن تنفجر..علها تغير شيئا من وضعنا المتردي هـذا..
دعها تنفجر…علها تشوه وجوهنـا الكالحة ؛فنعيش بوجوه أخرى ؛ غير التي نحملها..لقد مللت
وجهي…..ومللت وجهك…ألم تمل وجهك أنت أيضاً ؟****
الثاني :-لا شأن لك بوجهي…أنا راض عليه كل الرضـا..
الأول:-أمـا أنـا..فقد مللت كل شئ ..وجهي…جسدي…رأسي..((يمسك رأسه بين يديه..ويبدأ بطرقه
على الربوة)) أسمع أيها الرأس الغبي….أنفصـل عني..لقد مللت فراغك..مللت غبائك الأزلي..أنت
غبي…غبي مثل هذه الغبيـة التي ترتفع أمامي باستمرار…
الثاني :-أهـدأ..أهـدأ..يا عزيزي…أهـدأ..ما الذي أصابك....أنظر ماذا تفعل ..أنهـا ترفع باستمرار
الأول :- ((باكيا)) لأنهـا غبيـة !!
الثاني :- أسكت أرجوك…((الربوة يزداد ارتفاعها..ويكبر حجمها..بحيث تشغل مساحة من خشبة المسرح..
مما يضطر الشخصيتين إلى الانزواء في زاوية ضيقة …يلاحظ أن حجم الشخصيتين أصبح ضئيلا قياسا
بحجم الربوة ؛التي لازال حجمها يزداد باطراد))
الأول :- ((مستمرا بالبكاء )) غبيـة…غبيـة..
الثاني :- أرجوك كفى…كم نبهتني..كم حذرتني..وهـا أنت تجازف بإغضابها..
الأول :- ((مندفعا..غير مبال بتحذيرات الثاني )) لأني غبي…وهي الأخرى غبية..وهذه الصحراء التي حولنا
غبيـة..وتلك الأحذية المتهرئة غبيـة أيضاً..كل شئ هنـا أصابه الغبـاء…
الثاني :- ياللغبـاء !!!
الأول :- ((مع البكاء )) ماذا قلت ؟!
الثاني :- ياللغبـاء..انك تنسى دائمـا…
الأول :-ماذا أنسى ؟؟!
الثاني :-أحذيتك…أنك تنساهـا دائمـا
-25-
الأول :- وماذا أفعل بأحذية غبيـة... ((ترتفع الربوة أكثـر))
الثاني :- ((يصرخ)) وجدتهـا..
الأول :_((باكيا )) ماهي ؟؟
الثاني :-اللعبة التي تجعلك تمرح وتسر كثيراً…
الأول :- ((مستمرا بالبكاء )) لم تعد ألعابك تهمني…أبتعد عني…ودعني لوحدتي..
الثاني (ضاحكا )) أنت وحيـد منذ زمن بعيـد..سوف لن أخرق عزلتك..لكنني سأخرجك منها
سوف نلعب لعبة تفرحك كثيـ…
الأول :- ((مقاطعا مع البكاء )) لا تهمني أفراحك
الثاني :- ((ضاحكا)) وهل تظن أن أحزانك تهمني…أنا أردت إدخال السرور إلى نفسك…لا..لمنفعة خاصة
تعود بالفائدة لي..ولكن لمجرد التسلية فحسب…سأغني لك أغنيـة راقصـة…
الأول :- مستمرا بالبكاء)) لا تهمني أغانيك الراقصـة…أنـا أحب الأغاني الحزينـة..
الثاني :-ياللغرابـة..أنت حزين وأنـا أحب الأغاني المرحة الراقصـة.. وأنـا مسرور وأنت تحب الأغاني
الحزينة الكئيبة….أليس هـذا شيئا غريبـاً ؟!
الأول - ((مع البكاء ))كثير هم المطربون الذين يرقصون ويضحكون عندمـا يغنون أغانٍ حزينة ..لكنهم
يبكون كثيراً عندمـا يغنون أغانٍ مفرحة….
الثاني :- أسمع أذن..اغنيـة ستدخل السرور إلى نفسك ((ينعق كالغراب..غناؤه عبارة عن أصوات مبهمة..
لا يفهم منهاشيءفي البدايةويتضح فيما بعدان هذه الأصوات تشتمل على كلمة {ياللغرابة}مجزأة ،يجـب
أن يبقى إيقاع الأغنية بطيئا حتى النهاية لتبدو على العكس مما وصفه الثاني))هو..هـو …ههـو ..هوهو
يـا ..هوهو..هـا هـا..يـأيـا…هيهي..هي..هي.للـ ..للـ..ها..هه..هي ..غرغر..هه..هـا..غر
((يصمت فجأة..ويخطب الأول))أتلاحظ عمق الكلمات وحلاوة اللحن…أغنية مدهشة…رر..را..هوه
هو..بهبه..بـ…هها..هـا..هوء هوهؤ..هيهه..هيهي..((يضحك الثاني أولاً..ثم يشاركه الأول..بعد
فترة مناسبة يصمتان فجأة))..ألم أقل لك أنها أغنية مفرحة…ألم تدخل السرور إلى قلبك ؟؟
الأول :-لقد أحزنتني كثيرا …لذلك ضحكت…
الثاني :-أذن…أنت -الآن حزين…
الأول :-أجـل…
الثاني :-وجدتهـا…
الأول :-مـا هي ؟؟
الثاني :-الأغنيـة التي تدخل السرور إلى قلبك…أسمع هذه الأغنية الحزينة ((الثاني يغني الأغنية السابقة ؛ولكن
بإيقاع أسرع…وبعد أن ينهي مقاطع كلمة {ياللغرابة}..يبدأ بترديد كلمة {غبية} بالطريقة نفسها)) هو..هو..
هو..ههـ…ها..يا يـا..ههـ..هي..لل للـ..هوهي..غرغر..أأا..به بهـ…ههو..ههي..ههـا..
غغغـ..بببـ ..هوها..هوهـا …يهيههوها..هوهاهي…غبية…غ� �ية…ستنفجر…غبية ستنفجـر
-26-
غبيـة ستنفجر ((يشترك الأثنان بالترديد؛ومع كل كلمة يرددانها ترتفع الربوة حتى تمـلأ المكان كله بحيث تختفي الشخصيتان معا))
الأثنان :- ((معـاً))ملاعين هؤلاء الممثلين ..يسدلون الستارة كي يرغموا الجمهور على التصفيق
_ أظــلام _
_ النـهايـة_

(* الوفـاء طبعي *)
30-04-2006, 07:28 PM
ان شااء الله تكون أستفدة

أبوسالم151
01-05-2006, 07:03 PM
مشـــــــــــــــــــكور وما قصرت وعافاك الله على هذا الجهد المبارك
وجزاك الله الف خيرا وفعلا الوفاء طبعك