المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير القرطبى ، قوله تعالى : لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر .. الأية



االزعيم الهلالي
23-01-2013, 08:20 PM
قوله تعالى : لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)

قوله تعالى : لا يقاتلونكم جميعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)يعني اليهود

إلا في قرى محصنة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)أي بالحيطان والدور ; يظنون أنها تمنعهم منكم .

أو من وراء جدر أي من خلف حيطان يستترون بها لجبنهم ورهبتهم . وقراءة العامة ( جدر ) على الجمع ، وهو اختيار أبي عبيدة وأبي حاتم ; لأنها نظير قوله تعالى : في قرى محصنة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)وذلك جمع . وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن كثير وابن [ ص: 33 ] محيصن وأبو عمرو " جدار " على التوحيد ; لأن التوحيد يؤدي عن الجمع . وروي عن بعض المكيين " جدر " ( بفتح الجيم وإسكان الدال ) ; وهي لغة في الجدار . ويجوز أن يكون معناه من وراء نخيلهم وشجرهم ; يقال : أجدر النخل إذا طلعت رءوسه في أول الربيع . والجدر : نبت واحدته جدرة . وقرئ " جدر " ( بضم الجيم وإسكان الدال ) جمع الجدار . ويجوز أن تكون الألف في الواحد كألف كتاب ، وفي الجمع كألف ظراف . ومثله ناقة هجان ونوق هجان ; لأنك تقول في التثنية : هجانان ; فصار لفظ الواحد والجمع مشتبهين في اللفظ مختلفين في المعنى ; قاله ابن جني .

قوله تعالى : بأسهم بينهم شديد (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)يعني عداوة بعضهم لبعض . وقال مجاهد : بأسهم بينهم شديد (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)أي بالكلام والوعيد لنفعلن كذا . وقال السدي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468) : المراد اختلاف قلوبهم حتى لا يتفقوا على أمر واحد . وقيل : بأسهم بينهم شديد (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)أي إذا لم يلقوا عدوا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والبأس ، ولكن إذا لقوا العدو انهزموا .

تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)يعني اليهود والمنافقين ; قاله مجاهد . وعنه أيضا يعني المنافقين . الثوري : هم المشركون وأهل الكتاب . وقال قتادة : تحسبهم جميعا أي مجتمعين على أمر ورأي .

وقلوبهم شتى متفرقة . فأهل الباطل مختلفة آراؤهم ، مختلفة شهادتهم ، مختلفة أهواؤهم وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق . وعن مجاهد أيضا : أراد أن دين المنافقين مخالف لدين اليهود ; وهذا ليقوي أنفس المؤمنين عليهم . وقال الشاعر :

إلى الله أشكو نية شقت العصا هي اليوم شتى وهي أمس جمع
وفي قراءة ابن مسعود " وقلوبهم أشت " يعني أشد تشتيتا ; أي أشد اختلافا .

ذلك بأنهم قوم لا يعقلون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3424&idto=3424&bk_no=48&ID=2881#docu)أي ذلك التشتيت والكفر بأنهم لا عقل لهم يعقلون به أمر الله .


المصدر : تفسير القرطبى محمد بن أحمد الأنصارى القرطبى
الموقع العنكبوتى : المكتبة الإسلامية عبر شبكة إسلام ويب