لنتصالح مع مشكلاتنا

[عميد اتحادي]

في خِضَم حزننا ويأسنا لا نرى في الحياة إلا نقطًا سوداء متناثرة حولنا وتحيط بنا، فنصبح عميانًا عن كل ما كان جميلًا وعمّا أسعدنا ذات يوم كثيرًا، وعن نِعم نعرف أن غيرنا وهم كُثرٌ لا ينعمون حتى بنصفها!.
إننا بذلك نصبح جاحدين ناكرين لكل جميل عشناه وتمتعنا به ! كيف لنا أن نفعل هذا بأنفسنا ؟ لماذا ننكر عليها أفضل ما مرت به ؟! ولا نعود نذكر سوى السيئ فالأسوأ حتى نمتلئ بسواد هائل في نفوسنا نحن في غنىً عنه .! لا أقول إننا يجب أن نتفاءَل لأنَّ ما باليد حيلة سوى ذلك ولا كي نعيش موهومين بعيدين عن واقع يؤلمنا، وإنما لأن هناك حقًا ما يجعلنا نتفاءل ..ألا يكفينا وجود " الله " يرعانا ويظل عندنا في كل وقت !؟ ألا نرى وجوده في لحظة الفرح التي منحنا إياها دون غيرنا !. لماذا لا نعود نذكر هذه اللحظات في يأسنا وألمنا حتى نفيق.
إن ما يدعونا للتفاؤل ولو قلّت لحظاته أعظم بكثير من ما يحزننا بل ويجب أن ينتصر على تلك الأوقات العصيبة. فلنفكر مثلًا في منظر جميل حين رأيناه وتأملناه ارتاحت نفوسنا، أو لنرجع ليوم تجمعنا فيه مع الأصحاب والأهل فضحكنا ولعبنا حتى تعبنا وارتوينا بالمرح واللحظات المميزة.. أو لنتفكّر في ذلك اليوم الذي شعرنا فيه بأن الأرض ضاقت علينا بما رحبت فتنزل علينا رحمة الله في ابتسامة طفل أو لقاء بالمصادفة مع شخص عزيز علينا أو حتى كلمة لطيفة قالها لنا أحدهم فرسمت على وجوهنا البسمة ومنحتنا بعض الرضا .
فلنجرب الخروج من أزماتنا والتعامل معها بطريقة مختلفة وسريعة حتى لا يضيع وقتنا الذي نعرف ثمنه الغالي جيدًا، ولنأخذ من هذه المحنة التي آلمتنا ما يفيدنا لغدنا ولا يوقفنا عندها.
لنشكر ربنا على اللحظات الجميلة في حياتنا وإن ظنناها قليلة ونتذكر أثرها السحريّ علينا. ولْنمضِ قُدمًا في الحياة ولا ندع مشكلاتنا تأخذنا للوراء بدلًا من أن تدفعنا للمستقبل بنظرة أكثر عمقًا وقوة.