المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقدمة الشيخ بوخبزة على "التذييل على كتب الجرح والتعديل"



أهــل الحـديث
22-01-2013, 01:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


التذييل على كتب الجرح والتعديل
تأليف طارق بن محمد آل بن ناجي

تقريظ العلامة
أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم:

من الكلام الشائع: ما ترك الأول للأخر، وقد نُقض بقول الآخر: كم ترك الأول للأخر، وقد صح هذا الكلام، وتواترت دلائله، وتوالت شواهده، ولاسيّما في علم الرجال في الجرح والتعديل الذي هو عصب علم الحديث والأثر، وقد أُلهِم الأخ بظهر الغيب الأستاذ النابه: طارق بن محمد آل ابن ناجي أن يتناول موضوعا طريفا يتعلق به، مما يعدُّ تذييلا على كتب الجرح والتعديل، فيُتمّ ما نقص، ويُفصّل ما أجمل، ويستدرك ما فات، كل هذا بالرجوع إلى مصادر الرجال المعتمدة والمسماة بجريدة المصادر والمراجع. والتي لم يألُ جهداً في استنطاقها في صبر وآناة ويقظة، وقد تفضّل وأهدى إليّ ثمرة جهوده المتمثلة في كتاب "التذييل على كتب الجرح والتعديل" المطبوع في (173) صفحة، تناول فيه زُهاء ستمائة ترجمة بما سبق من تتميم وتفصيل واستدراك، ولما قرأته حمدتُ صنيعه، واستفدت بيانه وبديعه، وتمنيتُ لو تابع الأخ بحثه، وواصل دراسته ومقارنته، فإنه -بلا شك- واجدُ ما تقر به العين، ويثلج الصدر، ويطمئن القلب، من لطائف المعارف، وجليل الفوائد، الهادية إلى مزيد من التقويم والتقييم المتعلق بحملة الشرع الشريف، ومن شأن هذا أن يُفضي بصاحبه إلى الحكم العادل المبني على الدلائل الصحيحة، والحجج الواضحة، لا على الشبهات المستندة إلى التخميس والافتراض وسُرعان ما يهتز تحت سهام النقد والاعتراض.
وقد مرّ علينا زمان ونحن نعتمد اعتماداً مطلقا متأثرين بتقليد مشايخنا أحكام الحافظ ابن حجر -وناهيك به- في (التقريب)، وقلما نلحظ من يتوقف في ذلك أو يتردد في القبول بله من يترك ذلك جملة، إلى أن طبع بعض المعتنين المختصين في معرفة الرجال وتمييز الرواة (التقريب) طبعاً يختلف عن كل ما سبق بانتهاجه نهج الأخ طارق في تذييله، في تعقّب أحكام الحافظ بتذييلها بما يتمم أو يوضح أو يقيد أو يخالف، فعظمت بذلك الفائدة، وجسمت العائدة، وقد كانت قاب قوسين أو أدنى من علماء الفن بعد الحافظ –رحمه الله تعالى- ولكن الله ادّخرها للمتأخرين، فظهر بها وبنظائرها صواب من قال: كم ترك الأول للآخر، وقد علمت فرحاً مغتبطاً أن الأخ طارق زاد في تذييله محققا الأمنية، بأنظاره السنية، وجهوده المرضية، ونحن في انتظار عمله سائلين الله تعالى له مزيدا من التوفيق والسداد، وجزيل الأجر والثواب لنفع العباد، آمين.

تطوان في رابع ذي الحجة الحرام عام 1423
أبو أويس محمد بوخبزة الحسني

https://www.facebook.com/mhd.boukhobza
لا تنسونا من صالح الدعاء