المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الحزن والهم والغم لإبن القيم



عميد اتحادي
21-01-2013, 01:50 AM
الفرق بين الحزن و الهم و الغم لابن القيم الجوزية رحمه الله
"و لما كان الحزن و الهم و الغم يضاد حياة القلب و استنارته, سأل أن يكون ذهابها بالقرآن, فإنها أحرى أن لا تعود, و أما إذا ذهبت بغير القرآن , من صحة, أو دنيا, أو جاه, أو زوجة, أو ولد, فإنها تعود بذهاب ذلك.



و المكروه الوارد على القلب: إن كان من أمر ماض, أحدث الحزن, و إن كان من مستقبل , أحدث الهم, و إن كان من أمر حاضر, أحدث الغم."



(( ومن ذلك قوله اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال ))


رواه البخاري ومسلم والنسائي.



قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في تفسيره القيم



فاستعاذ من ثمانية أشياء كل اثنين منها قرينان:


فالهم والحزن قرينان وهما من آلام الروح ومعذباتها والفرق بينهما:


أن الهم توقع الشر في المستقبل والحزن التألم على حصول المكروه في الماضي أو فوات المحبوب وكلاهما تألم وعذاب يرد على الروح فإن تعلق بالماضي سمي حزنا وإن تعلق بالمستقبل سمي همًّا.



والعجز والكسل قرينان وهما من أسباب الألم لأنهما يستلزمان فوات المحبوب فالعجز يستلزم عدم القدرة والكسل يستلزم عدم إرادته فتتألم الروح لفواته بحسب تعلقها به والتذاذها بإدراكه لو حصل.



والجبن والبخل قرينان لأنهما عدم النفع بالمال والبدن وهما من أسباب الألم لأن الجبان تفوته محبوبات ومفرحات وملذوذات عظيمة لا تنال إلا بالبذل والشجاعة والبخل يحول بينه دونها أيضا فهذان الخلقان من أعظم أسباب الآلام.



وضلع الدين وقهر الرجال قرينان وهما مؤلمان للنفس معذبان لها أحدهما قهر بحق وهو ضلع الدين والثاني قهر بباطل وهو غلبة الرجال وأيضا فضلع الدين قهر بسبب من العبد في الغالب وغلبة الرجال قهر بغير اختياره.
__________________
مسألة:


التعوذ من ضلع الدين وغلبة الرجال
قوله وضلع الدين أصل الضلع وهو بفتح المعجمة واللام الاعوجاج يقال ضلع بفتح اللام يضلع أي مال والمراد به هنا ثقل الدين وشدته وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاء ولا سيما مع المطالبة وقال بعض السلف ما دخل هم الدين قلبا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه

قوله وغلبة الرجال ) أي شدة تسلطهم كاستيلاء الرعاع هرجا ومرجا

قال الكرماني هذا الدعاء من جوامع الكلم

; لأن أنواع الرذائل ثلاثة (نفسانية )و (بدنية )و(خارجية )
فالأولى بحسب القوى التي للإنسان وهي ثلاثة العقلية والغضبية والشهوانية فالهم والحزن يتعلق بالعقلية والجبن بالغضبية والبخل بالشهوانية
والعجز والكسل بالبدنية والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى والأول عند نقصان عضو ونحوه
والضلع والغلبة بالخارجية فالأول مالي والثاني جاهي
والدعاء مشتمل على جميع ذلك



ربي ارحمنا و أعذنا منها جميعا