المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النكـير علي مخذلي النفير



أهــل الحـديث
19-01-2013, 10:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


النكـير علي مخذلي النفير

جمع أبو عبد الرحمن السلفي

وجوب الجهاد
1-قوله تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم )
2-وقوله تعالى : ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم …) الآية
3- وقوله تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم …. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله )
4- وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض …. إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم )
5-وقوله تعالى: انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم
6- وقوله تعالى : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة … )
7- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الجهاد واجب مع كل أمير ، برا كان أو فاجرا ) أخرجه أبو داود
8- وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم ) رواه أبو داود
9- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو ماتت على شعبة من نفاق " رواه الإمام مسلم
10- وقال تعالى ((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون)). والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا
فضائل الجهاد والشهادة في سبيل الله
1- وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)).
2- وقال تعالى ((إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)).
3- وقال تعالى ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)).
4- عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللّهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ هَـٰذِهِ الآيَةِ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذٰلِكَ. فَقَالَ: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ. لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ. ثُمَّ تَأْوِي إلَىٰ تِلْكَ الْقَنَادِيلِ. فَاطَّلَعَ إلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلاَعَةً. فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئاً؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي؟ وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا. فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّىٰ نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ. فَلَمَّا رَأَىٰ أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا».مسلم
5- يقول الله تعالى مبيناً فضل الشهادة في سبيله {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [آل عمران: 169].
6- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((... والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل)) [رواه البخاري].
7- وعن أنسَ بنَ مالكٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما أحدٌ يَدخلُ الجنةَ، يُحبُّ أَن يَرجعَ إلى الدُّنيا، وله ما على الأرضِ مِن شيء إلا الشهيدُ، يتمنّى أن يرجعَ إلى الدُّنيا فيُقتَلَ عشرَ مرات، لما يَرى منَ الكرامةِ» متفق عليه
8- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود)) رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه
9- وروى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها)).
10- وفي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ))رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه)).
11- وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ))كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله ، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر)) رواه الإمام احمد وهذا لفظه ، وأبو داوود والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه أيضاً.
12- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ))كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، يجري عليه عمله حتى يبعث ويؤمن من الفتان)) رواه الإمام أحمد.
13- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مات مرابطاً في سبيل الله أجري عليه عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه و أمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمناً من الفزع)) رواه ابن ماجه.
14- وعن أم الدرداء رضي الله عنها ترفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة)) رواه الإمام أحمد.
15- وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال وهو يخطب الناس على المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول: ((رباط يوم في سبيل الله أفضل من – أو قال خير – من صيام شهر وقيامه، ومن مات فيه وقي فتنة القبر ونمي عمله إلى يوم القيامة)) وقال هذا حديث حسن.
16- وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس و إذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه. إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، و إن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع)).
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً

عقوبة ترك الجهاد
ترك الجهاد هو السبب فيما يعيش فيه المسلمين اليوم من ذل ومهانة وتفرق وتمزق فقد صدق فيهم قول المولى
عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا مالكم إذ قيل لكم انفروا في سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل, إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ شهيد "
* ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآيات ( هذا شروع في عقاب من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حين طابت الثمار والظلال في شدة الحر وحمار الفنذا فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ) أي إذا دعيتم للجهاد في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أي تكاسلتم وعلتم إلى المقام في الدعة والخلض وطيب الثمار ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) ما لكم فعلتم هكذا رضا منكم بالدنيا بدلا من الآخرة، ثم زهّد تبارك وتعالى في الدنيا ورغب في الآخرة إلا قليل .. ثم توعد الله تعالى من ترك الجهاد فقال ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ) قال ابن عباس استغفر الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا من العرب فتثاقلوا عنه فأمسك الله عنهم القطر فكان عذابهم ( ويستبدل قوما غيركم ) أي نصرة نبيه وإقامة دينه ، كما قال تعالى
( ويستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) (ولا تضروه شيئا )أي ولا تضروا شيئا بتوليكم عن الجهاد وتثاقلتم عنه
ويقول صلى الله عليه وسلم (لئن تركتم الجهاد في سبيل الله ، واخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ، ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا على ما كنتم عليه ) رواه أحمد ، ولا يجب على مسلم أن يرضى أن يكون الآن في صفوف النساء كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جهادهم في الحج والعمرة . ( من كتاب الفريضة الغائبة )

مراتب الجهاد وليس مراحل الجهاد
الواضح أن الجهاد اليوم فرض عين على كل مسلم وبالرغم من ذلك نجد أن هناك من يحتج بأنه يحتاج إلى تربية نفسه وأن الجهاد مراحل وأنه ما زال في مرحلة جهاد النفس ويستدل على ذلك بقول الإمام ابن القيم الذي قسم الجهاد إلى مراتب :
1ـ جهاد النفس 2ـ جهاد الشيطان 3ـ جهاد الكفار والمنافقين .
وهذا الاستدلال ينبئ من خلفه إما جهل كاهل أو جبن فاحش ، ذلك لأن ابن القيم قسم الجهاد إلى مراتب ولم يقسمه إلى مراحل ، وإلا فعلينا أن نتوقف عن مجاهدة الشيطان حتى ننتهي من مرحلة جهاد النفس والحقيقة أن الثلاثة مراتب تسير سوياً في خط مستقيم ونحن لا ننكر أن أقوانا إيماناً وأكثرنا مجاهدة لنفسه أكثرنا ثباتاً ,, ولكن من يدرس السيرة يجد أنه عندما ينادي منادي الجهاد كان الجميع ينفر في سبيل الله حتى مرتكبي الكبيرة ، وحديثي العهد بالإسلام ويروى أن رجلاً أسلم أثناء القتال ونزل في المعركة فنزل شهيداً فقال صلى الله عليه وسلم ( عمل قليل وأجر كبير) .
وقصة ابن محجن الثقفي الذي كان يدمن الخمر وبلاؤه في حرب فارس مشهور وذكر ابن القيم أن حديث ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) .. قيل ما الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال : جهاد النفس ، أنه حديث موضوع (المنار المنيف ) وما قصد بوضع هذا الحديث إلا التقليل من شأن القتال بالسيف لشغل المسلمين عن قتال الكفار والمنافقين .
(من كتاب الفريضة الغائبة )
لماذا الجهاد؟
خلق الله الخلق لعبادته {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وانقسم الخلق إلى قسمين: منهم من آمن به ومنهم من كفر {فريق في الجنة وفريق في السعير * ولو شاء الله لجعلهم أمةً واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير}. وجعل بعضهم لبعض فتنة {وجعلنا بعضكم لبعض فتنةً أتصبرون}. قال الله تعالى في الحديث القدسي: (إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك) رواه مسلم عن عياض بن حمار. فالمؤمن يفتن بالكافر {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم}.
وقد أمر الله المؤمنين دعوة الكافرين إلى الهدى والحق فمن أبى وأعرض أمر الله بقتاله حتى تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله.
قال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله متفق عليه.). وقال: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لاشريك له صحيح رواه أحمد عن ابن عمر.).
فالجهاد أمر شرعي رباني لتحقيق دين الله في الأرض ولتزول الفتنة (الشرك) من الأرض، وحتى لايبقى سلطان في هذا الوجود إلا سلطان الله {قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
والجهاد هو هوية المسلم في وجوده. قال صلى الله عليه وسلم: (والجهاد ذروة سنام الإسلام).
وقال الله عز وجل في الحديث القدسي مخاطباً محمداً صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك...)، إلى قوله: (استخرجهم كما أخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك) رواه مسلم من حديث عياض بن حمار.
وبالجهاد يتميز الناس إلى صفوف؛ صف أهل الإيمان والتوحيد، وصف الكفر وأهله، وصف الخذلان والنفاق.
قال تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم، هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان، يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم، والله أعلم بما يكتمون}. ( من كتاب معالم الطائفة المنصور لابي قتادة الفلسطيني)
أنواع الجهاد
جهآد الكفآر كما نعلم كلنا نوعان :
1- جهاد الطلب (طلب الكفار في بلادهم): بحيث يكون الكفار في حالة لا يحشدون لقتال المسلمين، فالقتال فرض كفاية وأقل فرص الكفاية سد الثغور بالمؤمنين لإرهاب أعداء الله، وإرسال جيش في السنة على الأقل، فعلى الإمام أن يبعث سرية إلى دار الحرب كل سنة مرة أو مرتين، وعلى الرعية إعانته، فإن لم يبعث كان الإثم عليه (حاشية ابن عابدين (3/138)
2- جهاد الدفع (دفع الكفار من بلادنا):وهذا يكون فرض عين بل أهم فروض الأعيان، ويتعين في حالات:
أ) إذا دخل الكفار بلدة من بلاد المسلمين. ب) إذا التقى الصفان وتقابل الزحفان.
ج) إذا استنفر الإمام أفراد أو قوما وجب عليهم النفير . د) إذا أسر الكفار مجموعة من المسلمين
( من كتاب الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان للشيخ عبد الله عزام )
والفرق بين فرض العين و فرض الكفاية :
فرض العين: هو الفرض الذي يجب على كل مسلم أن يفعله بنفسه كالصلاة والصوم .
فرض الكفاية: هو الفرض الذي إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، ومعنى فرض الكفاية أي الذي إن لم يقم به من يكفي أثم الناس كلهم، وإن قام به من يكفي سقط عن سائر الناس، فالخطاب في ابتدائه يتناول الجميع كفرض العين، ثم يخلتفان في أن فرض الكفاية يسقط بفعل بعض الناس له وفرض العين لا يسقط بفعل غيره) المغني لابن قدامة (8/345(

والذي عليه جمهور الأصوليين ومنهم إبن الحاجب والآمدي وإبن عبد الشكور؛ أن فرض الكفاية يجب على الكل ويسقط بفعل البعض. وبعض الناس الآن يجادلون في حكم الجهاد فيعتبرونه فرض كفاية،قال الشافعي: (إن الواجب الكفائي مطلوب على العموم ومراد به الخصوص)أنظر أصول الفقه لأبي زهرة
فالفرض يجب على الجميع ولكن يسقط بفعل البعض، ففرض الجهاد اليوم على هذا الرأي (أنه فرض كفاية) واجب على جميع المسلمين في الأرض كلها حتى يتم القيام بالفرض، وهو طرد الحملة الصهيوصليبية من ديار الإسلآم، والإثم يلحق رقاب الناس جميعا حتى يتم طردهم، لأن الفرض في حالة هجوم الكفار هو؛ إخراج الكفار من أرض المسلمين.