المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (ظهور علم الأثر وانحساره في‏ الأمصار)



أهــل الحـديث
19-01-2013, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




(ظهور علم الأثر وانحساره في‏ الأمصار)




الإخوة المشايخ وطلبة العلم الأفاضل إليكم فصل آخر من كتابنا: ((الدرر من كلام الحافظ الذهبي في علم الأثر)) .

إبراهيم الهاشمي الأمير




قال الحافظ محمد بن أحمد الذهبي(ت748هـ) في كتابه ‏»الأمصار‏» (ص‏١٥١-223): «الآمصار ذوات الآثار‏:




علم الأثر في‏] المدينة المشرفة[‏:




دار الهجرة،‏ كان العلم وافرًا بها في‏ زمن الصحابة من القرآن والسنن،‏ وفي‏ زمن التابعين كالفقهاء السبعة،‏ وزمن صغار التابعين كزيد بن أسلم،‏ وربيعة الرأي،‏ ويحيى بن سعيد،‏ وأبي‏ الزناد،‏ ثم في‏ زمن تابعي‏ التابعين كعبيدالله بن عمر،‏ وابن أبي‏ ذئب،‏ وابن عجلان،‏ وجعفر الصادق،‏ ثم الإمام مالك،‏ ومقرئها الإمام نافع،‏ وإبراهيم بن سعد،‏ وسليمان بن بلال،‏ وإسماعيل بن جعفر؛ ثم تناقص العلم بها جدًا في‏ الطبقة التي‏ بعدهم،‏ ثم تلاشى‏.




علم الأثر في‏] مكة[‏:




كان العلم بها‏ يسيرًا في‏ زمن الصحابة،‏ ثم كثر في‏ أواخر عصر الصحابة،‏ وكذلك في‏ أيام التابعين كمجاهد،‏ وعطاء بن أبي‏ رباح،‏ وسعيد بن جبير،‏ وابن أبي‏ مليكة،‏ وزمن أصحابهم كعبدالله بن أبي‏ نجيح،‏ وابن كثير المقرىء،‏ وحنظلة بن أبي‏ سفيان،‏ وابن جريج،‏ ونحوهم‏.




وفي‏ زمن الرشيد كمسلم بن خالد الزنجي،‏ والفضيل بن عياض،‏ وابن عيينة،‏ ثم أبي‏ عبدالرحمن المقرئ،‏ والأزرقي،‏ والحُميدي،‏ وسعيد بن منصور‏.




ثم في‏ أثناء المئة الثالثة تناقص علم الحرمين،‏ وكثر بغيرهما‏.




علم الأثر في‏] بيت المقدس[‏:




نزلها جماعة من الصحابة كعبادة بن الصامت،‏ وشداد بن أوس،‏ وما زال بها علم ليس بالكثير،‏ ثم نقص جدًا،‏ ثم ملكها النصارى تسعين عامًا،‏ ثم أخذها المسلمون‏.




علم الأثر في‏] دمشق[‏:




نزلها عدة من الصحابة،‏ منهم‏: بلال الصحابي‏ المؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره،‏ وكثر بها العلم في‏ زمن معاوية،‏ ثم في‏ زمن عبدالملك،‏ وأولاده،‏ وما زالت بها الفقهاء،‏ والمقرئون،‏ والمحدثون في‏ زمن التابعين،‏ وتابعيهم،‏ ثم إلى أيام أبي‏ مسهر،‏ ومروان بن محمد الطاطري،‏ وهشام،‏ ودحيم،‏ وسليمان بن بنت شرحبيل،‏ ثم أصحابهم وعصرهم‏.

وهي‏ دار قرآن،‏ وحديث،‏ وفقه‏.

وتناقص العلم بها في‏ المئة الرابعة،‏ والخامسة،‏ وكثر بعد ذلك ولا سيما في‏ دولة نور الدين،‏ وأيام محدثها ابن عساكر،‏ والمقادسة النازلين بسفحها،‏ ثم كثر بعد ذلك بابن تيمية،‏ والمزي،‏ وأصحابها،‏ ولله الحمد‏.




علم الأثر في‏] مصر[‏:




افتتحها عمرو بن العاص في‏ زمن عمر‏-رضي‏ الله عنه‏-،‏ وسكنها خلق من الصحابة،‏ وكثر العلم بها في‏ زمن التابعين،‏ ثم ازداد في‏ زمن عمرو بن الحارث،‏ ويحيى بن أيوب،‏ وحيوة بن شريح،‏ والليث بن سعد،‏ وابن لهيعة،‏ وإلى زمن ابن وهب،‏ والإمام الشافعي،‏ وابن القاسم،‏ وأصحابهم،‏ وما زال بها علم جمّ‏ إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة،‏ وبنوا القاهرة،‏ وشاع التشيع بها،‏ وقل الحديث والسُنة إلى أن وليها أمراء السُنة النبوية،‏ وضعف الروافض،‏ والحمدلله‏.




علم الأثر في‏] الإسكندرية[‏:




تبع لمصر،‏ ما زال بها الحديث قليلاً‏ حتى سكنها السلفي،‏ فصارت مرحولاً‏ إليها في‏ الحديث والقراءات،‏ ثم نقص بعد ذلك‏.




علم الأثر في‏] بغداد‏:[




بنيت في‏ آخر أيام التابعين،‏ وأول من بث فيها الحديث هشام بن عروة وبعده شعبة،‏ وهشيم،‏ وكثر بها هذا الشأن،‏ فلم تزل معمورة بالأثر،‏ والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل،‏ ثم أصحابه،‏ وهي‏ دار الإسناد العالي،‏ والحفظ،‏ إلى أن استؤصلت في‏ كائنة التتار الكفرة،‏ فبقيت على نحو الربع‏.




علم الأثر في‏] حمص[‏:




نزلها خلق من الصحابة،‏ وانتشر بها الحديث في‏ زمن التابعين،‏ وإلى أيام حريز بن عثمان،‏ وشعيب بن أبي‏ حمزة،‏ ثم إسماعيل بن عياش،‏ وبقية،‏ وأبي‏ المغيرة،‏ وأبي‏ اليمان،‏ ثم أصحابهم،‏ ثم تناقص ذلك في‏ المئة الرابعة،‏ وتلاشى‏.




علم الأثر في‏] الكوفة[‏:




نزلها جماعة من الصحابة كابن مسعود،‏ وعمار بن‏ ياسر،‏ وعلي‏ بن أبي‏ طالب‏ -رضي‏ الله عنهم‏-،‏ وخلق من الصحابة،‏ ثم كان بها من التابعين،‏ كعلقمة،‏ ومسروق،‏ وعبيدة،‏ والأسود،‏ ثم الشعبي‏ والنخعي،‏ والحكم بن عتبة،‏ وحماد،‏ وأبي‏ إسحاق،‏ ومنصور،‏ والأعمش،‏ وأصحابهم،‏ وما زال العلم بها متوفرًا إلى زمن عُقدة،‏ ثم تناقص شيئًا فشيئًا،‏ وتلاشى،‏ وهي‏ الآن دار الروافض‏.




علم الأثر في‏] البصرة[‏:




نزلها أبو موسى الأشعري،‏ وعمران بن الحصين،‏ وابن عباس،‏ وعدة من الصحابة،‏ فكان خاتمتهم خادم رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم وصويحبه أنس بن مالك،‏ ثم الحسن البصري،‏ ومحمد بن سيرين،‏ وأبو العالية،‏ ثم قتادة،‏ وأيوب،‏ وثابت البناني،‏ ويونس،‏ وابن عون،‏ ثم حماد بن سلمة،‏ وحماد بن زيد،‏ وأصحابهما،‏ وما زال بها هذا الشأن وافرًا إلى رأس المئة الثالثة،‏ وتناقص جدًا،‏ وتلاشى‏.




علم الأثر في‏] اليمن[‏:




دخلها معاذ بن جبل،‏ وأبو موسى الأشعري ‏-أصله من تهامة اليمن‏-وخرج منها أئمة التابعين،‏ وتفرقوا في‏ الأرض،‏ وكان بها جماعة من التابعين كوهب بن منبه،‏ وأخوه همام بن منبه،‏ وطاوس،‏ وابنه،‏ ثم معمر،‏ وأصحابه،‏ ثم عبدالرزاق،‏ وأصحابه،‏ وعدم منها بعدهم الإسناد‏.




علم الأثر في‏] الاندلس[‏:




كقرطبة،‏ وإشبيلية،‏ وغرناطة،‏ وبلنسية،‏ فتحت في‏ أيام الوليد بن عبدالملك،‏ وجلب العلم إليها،‏ لكن اشتهر بها العلم والحديث في‏ المئة الثالثة بابن حبيب،‏ ويحيى بن‏ يحيى،‏ وأصحابها،‏ ثم ببقي‏ بن مخلد،‏ ومحمد بن وضاح،‏ وخرج منها مثل ابن عبدالبر،‏ وأبي‏ عمرو الداني،‏ وابن حزم الظاهري،‏ وأبي‏ الوليد الباجي،‏ وأبي‏ علي‏ الغساني،‏ ولم تزل بها أثارة من علم إلى أن استولى على قرطبة،‏ وإشبيلية النصارى،‏ فتناقص بها العلم‏.




علم الأثر في‏] إقليم المغرب[‏:




فأدناه إقليم إفريقية،‏ وأمها هي‏ مدينة القيروان كان بها سحنون بن سعيد الفقيه،‏ وأما بجاية،‏ وتلمسان،‏ وفاس،‏ ومراكش وغالب مدائن المغرب،‏ فالحديث بها قليل،‏ وبها المسائل‏.




علم الأثر في‏] الجزيرة[‏:




أكبر مدائنها الموصل،‏ خرج منها جماعة من المحدثين،‏ وحران والرقة،‏ وغير ذلك،‏ خرج منها حفاظ،‏ وأئمة،‏ ثم تناقص ثم انطوى البساط‏.




علم الأثر في‏] الدينور[‏:




خرج مها حفاظ كمحمد بن عبدالعزيز الدينوري،‏ وأبي‏ محمد بن قتيبة،‏ وعبدالله بن محمد بن وهب،‏ وعمر بن سهل المتوفى سنة(330)،‏ وأبي‏ بكر بن السني‏.




علم الأثر في‏] همذان[‏:




دار السُنة،‏ لها تاريخ لصالح بن أحمد الحافظ،‏ ولشيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي،‏ وصار بها علماء من سنة)200) وهلم جرا،‏ وختمت بالحافظ أبي‏ العلاء العطار،‏ وأولاده،‏ ثم استباحها التتار والجنكزخانية‏.




علم الأثر في‏] الري[‏:




صارت دار علم بجرير بن عبدالحميد،‏ وأمثاله،‏ ثم بابن حميد،‏ وابن مهران الجمال،‏ وإبراهيم بن موسى،‏ وسهل بن زنجلة،‏ ثم بابن وارة،‏ وأبي‏ زرعة،‏ وأبي‏ حاتم،‏ وابنه،‏ وإلى أثناء المئة الرابعة،‏ وذهب ذلك‏.




علم الأثر في‏] قزوين‏:[




ذكرت في‏ المئة الثالثة،‏ وخرج منها محمد بن سعيد بن سابق القزويني،‏ وعلي‏ بن محمد الطنافسي،‏ وعمرو بن رافع،‏ وإسماعيل بن توبة،‏ ويحيى بن عبدك،‏ وكثير بن شهاب،‏ وخلق بعدهم،‏ ثم ابن ماجه،‏ وصاحبه أبو الحسن القطان‏.




علم الأثر في‏] جُرجان[‏:




صار بها حديث كثير في‏ المئة الثالثة،‏ بإسحاق بن إبراهيم الطلقي،‏ ومحمد بن عيسى الدامغاني،‏ ثم بأبي‏ نعيم بن عدي،‏ وإسحاق بن إبراهيم البحري،‏ وأبي‏ أحمد بن عدي،‏ وأبي‏ بكر الإسماعيلي،‏ والغطريفي،‏ وأصحابهم،‏ ثم أغلق الباب‏.




علم الأثر في‏] نيسابور‏:[




دار السُنة،‏ والعوالي،‏ صارت بإبراهيم بن طهمان،‏ وحفص بن عبدالله،‏ ثم‏ يحيى بن‏ يحيى،‏ وابن راهويه،‏ ومحمد بن رافع،‏ وعبدالرحمن بن بشر،‏ وعبدالله بن هاشم،‏ والذهلي،‏ وأحمد بن‏ يوسف،‏ ومسلم،‏ وإبراهيم بن أبي‏ طالب،‏ وأبي‏ عبدالله البوشنجي،‏ ثم بابن خزيمة،‏ وأبي‏ العباس السراج،‏ وابن الشرقي،‏ وما زال‏ يُرحل إليها،‏ وآخر شيوخها المؤيد الطوسي،‏ إلى أن دخلها التتار،‏ ثم مضت كأن لم تكن‏.




علم الأثر في‏] طوس[‏:




صارت دار علم بعد المئتين،‏ كان بها محمد بن أسلم الطوسي،‏ وأصحابه،‏ إلى أن كان آخر الأئمة بها الإمام حُجة الإسلام الغزالي،‏ وهي‏ بقدر حماه ظنًا‏.




علم الأثر في‏] هراة[‏:




منها أبو رجاء عبدالله بن واقد،‏ والفضل بن عبدالله الهروي،‏ وأحمد بن نجدة،‏ ومحمد بن عبدالرحمن السامي،‏ والحسين بن إدريس،‏ ومحمد بن المنذر،‏ وما زال بها علم،‏ وحديث،‏ وعالي‏ إسناد إلى ختمت بأبي‏ روح عبدالمعز بن محمد،‏ ودثرت‏.




علم الأثر في‏] مرو[‏:




‏بلد كبير من أقاصي‏ خُراسان،‏ خرج منها أئمة،‏ وكان بها بُريدة بن الحصيب،‏ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من الصحابة،‏ ثم عبدالله بن بريدة،‏ ويحيى بن‏ يعمر،‏ وعدة من التابعين،‏ ثم الحسين بن واقد،‏ وأبو حمزة السكري،‏ وعبدالله بن المبارك،‏ والفضل بن موسى،‏ وأبو تميلة،‏ وعلي‏ بن الحسن بن شقيق،‏ وعبدان بن عثمان،‏ وأصحابهم،‏ ثم نقص في‏ المئة الرابعة ولم‏ ينقطع إلى خروج التتار،‏ وفرغ‏ ذلك‏.




علم الأثر في‏] بلخ[‏:




صار بها علماء في‏ أواخر المئة الثانية،‏ كعمر بن هاون،‏ ومكي‏ بن إبراهيم،‏ وخلف بن أيوب،‏ وقتيبة بن سعيد،‏ ومحمد بن أبان،‏ وعيسى بن أحمد العسقلاني،‏ ومحمد بن علي‏ بن طرخان،‏ ثم نقص ذلك،‏ وتلاشى‏.




علم الأثر في‏] بخارى[‏:




نزلها عيسى بن موسى‏ غُنجار،‏ وأحمد بن حفص الفقيه،‏ ومحمد بن سلام البيكندي،‏ وعبدالله بن محمد المسندي،‏ وأبو عبدالله البخاري،‏ وصالح بن محمد جزرة،‏ وأصحابهم وما زال بها صبابة حتى دخلها العدو بالسيف‏.




علم الأثر في‏] سمرقند[‏:




بها أبو عبدالله عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي،‏ ثم محمد بن نصر المروزي،‏ وعمر بن محمد بن بجير،‏ وآخرون‏.




علم الأثر في‏] الشاش[‏:




وهي‏ آخر بلا الإسلام التي‏ بها الحديث،‏ منها الحسن بن صاحب الشاشي،‏ والهيثم بن كليب،‏ ومحمد بن علي‏ أبو بكر القفال الشاشي،‏ ثم فرغ‏ ذلك،‏ وعدم‏.




علم الأثر في‏] فرياب[‏:




خرج منها جماعة من العلماء،‏ أقدمهم محمد بن‏ يوسف الفريابي،‏ صاحب الثوري،‏ ومنهم القاضي‏ جعفر بن محمد الفريابي،‏ صاحب التصانيف سمع بفرياب سنة‏(226).




علم الأثر في‏] خورازم[‏:




بلد كبير،‏ رأيت المجلد الأول من تاريخها لرجل معاصر لأبي‏ القاسم بن عساكر،‏ من ثمان مجلدات،‏ خرج منها جماعة من العلماء،‏ من أقدمهم الحافظ عبدالله بن أبي‏.




علم الأثر في‏] شيراز‏:[




خرج منها جماعة من الفقهاء،‏ وحديثها قليل،‏ وقل من ارتحل إليها‏.




علم الأثر في‏] قومس[‏:




إقليم واسع،‏ خرج منه محدثون،‏ منه الدامغان مدينة كبيرة،‏ وسمنان مدينة صغيرة،‏ وبسطام مدينة متوسطة،‏ وهذه المدائن أوائل مدن خُراسان من الجهة الغربية‏.