أهــل الحـديث
19-01-2013, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
(ظهور علم الأثر وانحساره في الأمصار)
الإخوة المشايخ وطلبة العلم الأفاضل إليكم فصل آخر من كتابنا: ((الدرر من كلام الحافظ الذهبي في علم الأثر)) .
إبراهيم الهاشمي الأمير
قال الحافظ محمد بن أحمد الذهبي(ت748هـ) في كتابه »الأمصار» (ص١٥١-223): «الآمصار ذوات الآثار:
علم الأثر في] المدينة المشرفة[:
دار الهجرة، كان العلم وافرًا بها في زمن الصحابة من القرآن والسنن، وفي زمن التابعين كالفقهاء السبعة، وزمن صغار التابعين كزيد بن أسلم، وربيعة الرأي، ويحيى بن سعيد، وأبي الزناد، ثم في زمن تابعي التابعين كعبيدالله بن عمر، وابن أبي ذئب، وابن عجلان، وجعفر الصادق، ثم الإمام مالك، ومقرئها الإمام نافع، وإبراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر؛ ثم تناقص العلم بها جدًا في الطبقة التي بعدهم، ثم تلاشى.
علم الأثر في] مكة[:
كان العلم بها يسيرًا في زمن الصحابة، ثم كثر في أواخر عصر الصحابة، وكذلك في أيام التابعين كمجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وابن أبي مليكة، وزمن أصحابهم كعبدالله بن أبي نجيح، وابن كثير المقرىء، وحنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، ونحوهم.
وفي زمن الرشيد كمسلم بن خالد الزنجي، والفضيل بن عياض، وابن عيينة، ثم أبي عبدالرحمن المقرئ، والأزرقي، والحُميدي، وسعيد بن منصور.
ثم في أثناء المئة الثالثة تناقص علم الحرمين، وكثر بغيرهما.
علم الأثر في] بيت المقدس[:
نزلها جماعة من الصحابة كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وما زال بها علم ليس بالكثير، ثم نقص جدًا، ثم ملكها النصارى تسعين عامًا، ثم أخذها المسلمون.
علم الأثر في] دمشق[:
نزلها عدة من الصحابة، منهم: بلال الصحابي المؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره، وكثر بها العلم في زمن معاوية، ثم في زمن عبدالملك، وأولاده، وما زالت بها الفقهاء، والمقرئون، والمحدثون في زمن التابعين، وتابعيهم، ثم إلى أيام أبي مسهر، ومروان بن محمد الطاطري، وهشام، ودحيم، وسليمان بن بنت شرحبيل، ثم أصحابهم وعصرهم.
وهي دار قرآن، وحديث، وفقه.
وتناقص العلم بها في المئة الرابعة، والخامسة، وكثر بعد ذلك ولا سيما في دولة نور الدين، وأيام محدثها ابن عساكر، والمقادسة النازلين بسفحها، ثم كثر بعد ذلك بابن تيمية، والمزي، وأصحابها، ولله الحمد.
علم الأثر في] مصر[:
افتتحها عمرو بن العاص في زمن عمر-رضي الله عنه-، وسكنها خلق من الصحابة، وكثر العلم بها في زمن التابعين، ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وإلى زمن ابن وهب، والإمام الشافعي، وابن القاسم، وأصحابهم، وما زال بها علم جمّ إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، وبنوا القاهرة، وشاع التشيع بها، وقل الحديث والسُنة إلى أن وليها أمراء السُنة النبوية، وضعف الروافض، والحمدلله.
علم الأثر في] الإسكندرية[:
تبع لمصر، ما زال بها الحديث قليلاً حتى سكنها السلفي، فصارت مرحولاً إليها في الحديث والقراءات، ثم نقص بعد ذلك.
علم الأثر في] بغداد:[
بنيت في آخر أيام التابعين، وأول من بث فيها الحديث هشام بن عروة وبعده شعبة، وهشيم، وكثر بها هذا الشأن، فلم تزل معمورة بالأثر، والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل، ثم أصحابه، وهي دار الإسناد العالي، والحفظ، إلى أن استؤصلت في كائنة التتار الكفرة، فبقيت على نحو الربع.
علم الأثر في] حمص[:
نزلها خلق من الصحابة، وانتشر بها الحديث في زمن التابعين، وإلى أيام حريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة، ثم إسماعيل بن عياش، وبقية، وأبي المغيرة، وأبي اليمان، ثم أصحابهم، ثم تناقص ذلك في المئة الرابعة، وتلاشى.
علم الأثر في] الكوفة[:
نزلها جماعة من الصحابة كابن مسعود، وعمار بن ياسر، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وخلق من الصحابة، ثم كان بها من التابعين، كعلقمة، ومسروق، وعبيدة، والأسود، ثم الشعبي والنخعي، والحكم بن عتبة، وحماد، وأبي إسحاق، ومنصور، والأعمش، وأصحابهم، وما زال العلم بها متوفرًا إلى زمن عُقدة، ثم تناقص شيئًا فشيئًا، وتلاشى، وهي الآن دار الروافض.
علم الأثر في] البصرة[:
نزلها أبو موسى الأشعري، وعمران بن الحصين، وابن عباس، وعدة من الصحابة، فكان خاتمتهم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصويحبه أنس بن مالك، ثم الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأبو العالية، ثم قتادة، وأيوب، وثابت البناني، ويونس، وابن عون، ثم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأصحابهما، وما زال بها هذا الشأن وافرًا إلى رأس المئة الثالثة، وتناقص جدًا، وتلاشى.
علم الأثر في] اليمن[:
دخلها معاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري -أصله من تهامة اليمن-وخرج منها أئمة التابعين، وتفرقوا في الأرض، وكان بها جماعة من التابعين كوهب بن منبه، وأخوه همام بن منبه، وطاوس، وابنه، ثم معمر، وأصحابه، ثم عبدالرزاق، وأصحابه، وعدم منها بعدهم الإسناد.
علم الأثر في] الاندلس[:
كقرطبة، وإشبيلية، وغرناطة، وبلنسية، فتحت في أيام الوليد بن عبدالملك، وجلب العلم إليها، لكن اشتهر بها العلم والحديث في المئة الثالثة بابن حبيب، ويحيى بن يحيى، وأصحابها، ثم ببقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وخرج منها مثل ابن عبدالبر، وأبي عمرو الداني، وابن حزم الظاهري، وأبي الوليد الباجي، وأبي علي الغساني، ولم تزل بها أثارة من علم إلى أن استولى على قرطبة، وإشبيلية النصارى، فتناقص بها العلم.
علم الأثر في] إقليم المغرب[:
فأدناه إقليم إفريقية، وأمها هي مدينة القيروان كان بها سحنون بن سعيد الفقيه، وأما بجاية، وتلمسان، وفاس، ومراكش وغالب مدائن المغرب، فالحديث بها قليل، وبها المسائل.
علم الأثر في] الجزيرة[:
أكبر مدائنها الموصل، خرج منها جماعة من المحدثين، وحران والرقة، وغير ذلك، خرج منها حفاظ، وأئمة، ثم تناقص ثم انطوى البساط.
علم الأثر في] الدينور[:
خرج مها حفاظ كمحمد بن عبدالعزيز الدينوري، وأبي محمد بن قتيبة، وعبدالله بن محمد بن وهب، وعمر بن سهل المتوفى سنة(330)، وأبي بكر بن السني.
علم الأثر في] همذان[:
دار السُنة، لها تاريخ لصالح بن أحمد الحافظ، ولشيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، وصار بها علماء من سنة)200) وهلم جرا، وختمت بالحافظ أبي العلاء العطار، وأولاده، ثم استباحها التتار والجنكزخانية.
علم الأثر في] الري[:
صارت دار علم بجرير بن عبدالحميد، وأمثاله، ثم بابن حميد، وابن مهران الجمال، وإبراهيم بن موسى، وسهل بن زنجلة، ثم بابن وارة، وأبي زرعة، وأبي حاتم، وابنه، وإلى أثناء المئة الرابعة، وذهب ذلك.
علم الأثر في] قزوين:[
ذكرت في المئة الثالثة، وخرج منها محمد بن سعيد بن سابق القزويني، وعلي بن محمد الطنافسي، وعمرو بن رافع، وإسماعيل بن توبة، ويحيى بن عبدك، وكثير بن شهاب، وخلق بعدهم، ثم ابن ماجه، وصاحبه أبو الحسن القطان.
علم الأثر في] جُرجان[:
صار بها حديث كثير في المئة الثالثة، بإسحاق بن إبراهيم الطلقي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ثم بأبي نعيم بن عدي، وإسحاق بن إبراهيم البحري، وأبي أحمد بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، والغطريفي، وأصحابهم، ثم أغلق الباب.
علم الأثر في] نيسابور:[
دار السُنة، والعوالي، صارت بإبراهيم بن طهمان، وحفص بن عبدالله، ثم يحيى بن يحيى، وابن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبدالرحمن بن بشر، وعبدالله بن هاشم، والذهلي، وأحمد بن يوسف، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبي عبدالله البوشنجي، ثم بابن خزيمة، وأبي العباس السراج، وابن الشرقي، وما زال يُرحل إليها، وآخر شيوخها المؤيد الطوسي، إلى أن دخلها التتار، ثم مضت كأن لم تكن.
علم الأثر في] طوس[:
صارت دار علم بعد المئتين، كان بها محمد بن أسلم الطوسي، وأصحابه، إلى أن كان آخر الأئمة بها الإمام حُجة الإسلام الغزالي، وهي بقدر حماه ظنًا.
علم الأثر في] هراة[:
منها أبو رجاء عبدالله بن واقد، والفضل بن عبدالله الهروي، وأحمد بن نجدة، ومحمد بن عبدالرحمن السامي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن المنذر، وما زال بها علم، وحديث، وعالي إسناد إلى ختمت بأبي روح عبدالمعز بن محمد، ودثرت.
علم الأثر في] مرو[:
بلد كبير من أقاصي خُراسان، خرج منها أئمة، وكان بها بُريدة بن الحصيب، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من الصحابة، ثم عبدالله بن بريدة، ويحيى بن يعمر، وعدة من التابعين، ثم الحسين بن واقد، وأبو حمزة السكري، وعبدالله بن المبارك، والفضل بن موسى، وأبو تميلة، وعلي بن الحسن بن شقيق، وعبدان بن عثمان، وأصحابهم، ثم نقص في المئة الرابعة ولم ينقطع إلى خروج التتار، وفرغ ذلك.
علم الأثر في] بلخ[:
صار بها علماء في أواخر المئة الثانية، كعمر بن هاون، ومكي بن إبراهيم، وخلف بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن أبان، وعيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن علي بن طرخان، ثم نقص ذلك، وتلاشى.
علم الأثر في] بخارى[:
نزلها عيسى بن موسى غُنجار، وأحمد بن حفص الفقيه، ومحمد بن سلام البيكندي، وعبدالله بن محمد المسندي، وأبو عبدالله البخاري، وصالح بن محمد جزرة، وأصحابهم وما زال بها صبابة حتى دخلها العدو بالسيف.
علم الأثر في] سمرقند[:
بها أبو عبدالله عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، ثم محمد بن نصر المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، وآخرون.
علم الأثر في] الشاش[:
وهي آخر بلا الإسلام التي بها الحديث، منها الحسن بن صاحب الشاشي، والهيثم بن كليب، ومحمد بن علي أبو بكر القفال الشاشي، ثم فرغ ذلك، وعدم.
علم الأثر في] فرياب[:
خرج منها جماعة من العلماء، أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي، صاحب الثوري، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي، صاحب التصانيف سمع بفرياب سنة(226).
علم الأثر في] خورازم[:
بلد كبير، رأيت المجلد الأول من تاريخها لرجل معاصر لأبي القاسم بن عساكر، من ثمان مجلدات، خرج منها جماعة من العلماء، من أقدمهم الحافظ عبدالله بن أبي.
علم الأثر في] شيراز:[
خرج منها جماعة من الفقهاء، وحديثها قليل، وقل من ارتحل إليها.
علم الأثر في] قومس[:
إقليم واسع، خرج منه محدثون، منه الدامغان مدينة كبيرة، وسمنان مدينة صغيرة، وبسطام مدينة متوسطة، وهذه المدائن أوائل مدن خُراسان من الجهة الغربية.
(ظهور علم الأثر وانحساره في الأمصار)
الإخوة المشايخ وطلبة العلم الأفاضل إليكم فصل آخر من كتابنا: ((الدرر من كلام الحافظ الذهبي في علم الأثر)) .
إبراهيم الهاشمي الأمير
قال الحافظ محمد بن أحمد الذهبي(ت748هـ) في كتابه »الأمصار» (ص١٥١-223): «الآمصار ذوات الآثار:
علم الأثر في] المدينة المشرفة[:
دار الهجرة، كان العلم وافرًا بها في زمن الصحابة من القرآن والسنن، وفي زمن التابعين كالفقهاء السبعة، وزمن صغار التابعين كزيد بن أسلم، وربيعة الرأي، ويحيى بن سعيد، وأبي الزناد، ثم في زمن تابعي التابعين كعبيدالله بن عمر، وابن أبي ذئب، وابن عجلان، وجعفر الصادق، ثم الإمام مالك، ومقرئها الإمام نافع، وإبراهيم بن سعد، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر؛ ثم تناقص العلم بها جدًا في الطبقة التي بعدهم، ثم تلاشى.
علم الأثر في] مكة[:
كان العلم بها يسيرًا في زمن الصحابة، ثم كثر في أواخر عصر الصحابة، وكذلك في أيام التابعين كمجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وابن أبي مليكة، وزمن أصحابهم كعبدالله بن أبي نجيح، وابن كثير المقرىء، وحنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، ونحوهم.
وفي زمن الرشيد كمسلم بن خالد الزنجي، والفضيل بن عياض، وابن عيينة، ثم أبي عبدالرحمن المقرئ، والأزرقي، والحُميدي، وسعيد بن منصور.
ثم في أثناء المئة الثالثة تناقص علم الحرمين، وكثر بغيرهما.
علم الأثر في] بيت المقدس[:
نزلها جماعة من الصحابة كعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وما زال بها علم ليس بالكثير، ثم نقص جدًا، ثم ملكها النصارى تسعين عامًا، ثم أخذها المسلمون.
علم الأثر في] دمشق[:
نزلها عدة من الصحابة، منهم: بلال الصحابي المؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره، وكثر بها العلم في زمن معاوية، ثم في زمن عبدالملك، وأولاده، وما زالت بها الفقهاء، والمقرئون، والمحدثون في زمن التابعين، وتابعيهم، ثم إلى أيام أبي مسهر، ومروان بن محمد الطاطري، وهشام، ودحيم، وسليمان بن بنت شرحبيل، ثم أصحابهم وعصرهم.
وهي دار قرآن، وحديث، وفقه.
وتناقص العلم بها في المئة الرابعة، والخامسة، وكثر بعد ذلك ولا سيما في دولة نور الدين، وأيام محدثها ابن عساكر، والمقادسة النازلين بسفحها، ثم كثر بعد ذلك بابن تيمية، والمزي، وأصحابها، ولله الحمد.
علم الأثر في] مصر[:
افتتحها عمرو بن العاص في زمن عمر-رضي الله عنه-، وسكنها خلق من الصحابة، وكثر العلم بها في زمن التابعين، ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وإلى زمن ابن وهب، والإمام الشافعي، وابن القاسم، وأصحابهم، وما زال بها علم جمّ إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، وبنوا القاهرة، وشاع التشيع بها، وقل الحديث والسُنة إلى أن وليها أمراء السُنة النبوية، وضعف الروافض، والحمدلله.
علم الأثر في] الإسكندرية[:
تبع لمصر، ما زال بها الحديث قليلاً حتى سكنها السلفي، فصارت مرحولاً إليها في الحديث والقراءات، ثم نقص بعد ذلك.
علم الأثر في] بغداد:[
بنيت في آخر أيام التابعين، وأول من بث فيها الحديث هشام بن عروة وبعده شعبة، وهشيم، وكثر بها هذا الشأن، فلم تزل معمورة بالأثر، والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل، ثم أصحابه، وهي دار الإسناد العالي، والحفظ، إلى أن استؤصلت في كائنة التتار الكفرة، فبقيت على نحو الربع.
علم الأثر في] حمص[:
نزلها خلق من الصحابة، وانتشر بها الحديث في زمن التابعين، وإلى أيام حريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة، ثم إسماعيل بن عياش، وبقية، وأبي المغيرة، وأبي اليمان، ثم أصحابهم، ثم تناقص ذلك في المئة الرابعة، وتلاشى.
علم الأثر في] الكوفة[:
نزلها جماعة من الصحابة كابن مسعود، وعمار بن ياسر، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وخلق من الصحابة، ثم كان بها من التابعين، كعلقمة، ومسروق، وعبيدة، والأسود، ثم الشعبي والنخعي، والحكم بن عتبة، وحماد، وأبي إسحاق، ومنصور، والأعمش، وأصحابهم، وما زال العلم بها متوفرًا إلى زمن عُقدة، ثم تناقص شيئًا فشيئًا، وتلاشى، وهي الآن دار الروافض.
علم الأثر في] البصرة[:
نزلها أبو موسى الأشعري، وعمران بن الحصين، وابن عباس، وعدة من الصحابة، فكان خاتمتهم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصويحبه أنس بن مالك، ثم الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأبو العالية، ثم قتادة، وأيوب، وثابت البناني، ويونس، وابن عون، ثم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأصحابهما، وما زال بها هذا الشأن وافرًا إلى رأس المئة الثالثة، وتناقص جدًا، وتلاشى.
علم الأثر في] اليمن[:
دخلها معاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري -أصله من تهامة اليمن-وخرج منها أئمة التابعين، وتفرقوا في الأرض، وكان بها جماعة من التابعين كوهب بن منبه، وأخوه همام بن منبه، وطاوس، وابنه، ثم معمر، وأصحابه، ثم عبدالرزاق، وأصحابه، وعدم منها بعدهم الإسناد.
علم الأثر في] الاندلس[:
كقرطبة، وإشبيلية، وغرناطة، وبلنسية، فتحت في أيام الوليد بن عبدالملك، وجلب العلم إليها، لكن اشتهر بها العلم والحديث في المئة الثالثة بابن حبيب، ويحيى بن يحيى، وأصحابها، ثم ببقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وخرج منها مثل ابن عبدالبر، وأبي عمرو الداني، وابن حزم الظاهري، وأبي الوليد الباجي، وأبي علي الغساني، ولم تزل بها أثارة من علم إلى أن استولى على قرطبة، وإشبيلية النصارى، فتناقص بها العلم.
علم الأثر في] إقليم المغرب[:
فأدناه إقليم إفريقية، وأمها هي مدينة القيروان كان بها سحنون بن سعيد الفقيه، وأما بجاية، وتلمسان، وفاس، ومراكش وغالب مدائن المغرب، فالحديث بها قليل، وبها المسائل.
علم الأثر في] الجزيرة[:
أكبر مدائنها الموصل، خرج منها جماعة من المحدثين، وحران والرقة، وغير ذلك، خرج منها حفاظ، وأئمة، ثم تناقص ثم انطوى البساط.
علم الأثر في] الدينور[:
خرج مها حفاظ كمحمد بن عبدالعزيز الدينوري، وأبي محمد بن قتيبة، وعبدالله بن محمد بن وهب، وعمر بن سهل المتوفى سنة(330)، وأبي بكر بن السني.
علم الأثر في] همذان[:
دار السُنة، لها تاريخ لصالح بن أحمد الحافظ، ولشيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، وصار بها علماء من سنة)200) وهلم جرا، وختمت بالحافظ أبي العلاء العطار، وأولاده، ثم استباحها التتار والجنكزخانية.
علم الأثر في] الري[:
صارت دار علم بجرير بن عبدالحميد، وأمثاله، ثم بابن حميد، وابن مهران الجمال، وإبراهيم بن موسى، وسهل بن زنجلة، ثم بابن وارة، وأبي زرعة، وأبي حاتم، وابنه، وإلى أثناء المئة الرابعة، وذهب ذلك.
علم الأثر في] قزوين:[
ذكرت في المئة الثالثة، وخرج منها محمد بن سعيد بن سابق القزويني، وعلي بن محمد الطنافسي، وعمرو بن رافع، وإسماعيل بن توبة، ويحيى بن عبدك، وكثير بن شهاب، وخلق بعدهم، ثم ابن ماجه، وصاحبه أبو الحسن القطان.
علم الأثر في] جُرجان[:
صار بها حديث كثير في المئة الثالثة، بإسحاق بن إبراهيم الطلقي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ثم بأبي نعيم بن عدي، وإسحاق بن إبراهيم البحري، وأبي أحمد بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، والغطريفي، وأصحابهم، ثم أغلق الباب.
علم الأثر في] نيسابور:[
دار السُنة، والعوالي، صارت بإبراهيم بن طهمان، وحفص بن عبدالله، ثم يحيى بن يحيى، وابن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبدالرحمن بن بشر، وعبدالله بن هاشم، والذهلي، وأحمد بن يوسف، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبي عبدالله البوشنجي، ثم بابن خزيمة، وأبي العباس السراج، وابن الشرقي، وما زال يُرحل إليها، وآخر شيوخها المؤيد الطوسي، إلى أن دخلها التتار، ثم مضت كأن لم تكن.
علم الأثر في] طوس[:
صارت دار علم بعد المئتين، كان بها محمد بن أسلم الطوسي، وأصحابه، إلى أن كان آخر الأئمة بها الإمام حُجة الإسلام الغزالي، وهي بقدر حماه ظنًا.
علم الأثر في] هراة[:
منها أبو رجاء عبدالله بن واقد، والفضل بن عبدالله الهروي، وأحمد بن نجدة، ومحمد بن عبدالرحمن السامي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن المنذر، وما زال بها علم، وحديث، وعالي إسناد إلى ختمت بأبي روح عبدالمعز بن محمد، ودثرت.
علم الأثر في] مرو[:
بلد كبير من أقاصي خُراسان، خرج منها أئمة، وكان بها بُريدة بن الحصيب، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من الصحابة، ثم عبدالله بن بريدة، ويحيى بن يعمر، وعدة من التابعين، ثم الحسين بن واقد، وأبو حمزة السكري، وعبدالله بن المبارك، والفضل بن موسى، وأبو تميلة، وعلي بن الحسن بن شقيق، وعبدان بن عثمان، وأصحابهم، ثم نقص في المئة الرابعة ولم ينقطع إلى خروج التتار، وفرغ ذلك.
علم الأثر في] بلخ[:
صار بها علماء في أواخر المئة الثانية، كعمر بن هاون، ومكي بن إبراهيم، وخلف بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن أبان، وعيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن علي بن طرخان، ثم نقص ذلك، وتلاشى.
علم الأثر في] بخارى[:
نزلها عيسى بن موسى غُنجار، وأحمد بن حفص الفقيه، ومحمد بن سلام البيكندي، وعبدالله بن محمد المسندي، وأبو عبدالله البخاري، وصالح بن محمد جزرة، وأصحابهم وما زال بها صبابة حتى دخلها العدو بالسيف.
علم الأثر في] سمرقند[:
بها أبو عبدالله عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، ثم محمد بن نصر المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، وآخرون.
علم الأثر في] الشاش[:
وهي آخر بلا الإسلام التي بها الحديث، منها الحسن بن صاحب الشاشي، والهيثم بن كليب، ومحمد بن علي أبو بكر القفال الشاشي، ثم فرغ ذلك، وعدم.
علم الأثر في] فرياب[:
خرج منها جماعة من العلماء، أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي، صاحب الثوري، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي، صاحب التصانيف سمع بفرياب سنة(226).
علم الأثر في] خورازم[:
بلد كبير، رأيت المجلد الأول من تاريخها لرجل معاصر لأبي القاسم بن عساكر، من ثمان مجلدات، خرج منها جماعة من العلماء، من أقدمهم الحافظ عبدالله بن أبي.
علم الأثر في] شيراز:[
خرج منها جماعة من الفقهاء، وحديثها قليل، وقل من ارتحل إليها.
علم الأثر في] قومس[:
إقليم واسع، خرج منه محدثون، منه الدامغان مدينة كبيرة، وسمنان مدينة صغيرة، وبسطام مدينة متوسطة، وهذه المدائن أوائل مدن خُراسان من الجهة الغربية.