المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهة: أن لفظ الصحابة لا فضل فيه لأنه يثبت للمومن والكافر ...



أهــل الحـديث
19-01-2013, 03:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم .




الحمد لله وبعد :





فتصديقا لقول الله تبارك وتعالى (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )) ، ظهر بعض أدعياء العلم – ممن ابتليت بهم – فصار دينَهم وديدنَهم السعيُ إلى هدم المحكمات وما أجمعت عليه الأمة واتفقت عليه اتفاقا لا يطرقه طيف شك ، وهم مع هذا يتبعون ما تشابه من كلام الله أو كلام رسوله ليجعلوه هو المحكم ! والله المستعان .





فرأينا من الأدعياء " عدنان إبراهيم " الرافضي المتستر الذي زعم أنه بوسع اليهود والنصارى -زمنَ النبي صلى الله عليه وسلم - أن يكونوا مومنين إذا صدقوا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن لم يكونوا من الذين اتبعوه !!



وهذا تكذيب لصريح القرآن كمثل قوله تعالى في الأعراف : (( الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنه إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ، فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )) .



فإذا كان هذا حال " عدنان إبراهيم " والله المستعان ، الذي جعل من الكفار المشركين المصرين على كفرهم وشركهم أهل إيمان ، فماذا يكون حال أخيه المبتدع الضال " حسن بن فرحان المالكي " ؟






لقد حاول – هذا الظلامي ّ - محاولة مستميتة في إحدى المناظرات أن يهدم محكمة أخرى من محكمات الشريعة ألا وهي فضيلة الصحبة وفضل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم !






وزعم أن مصطلح الصحبة والصحابة غير قرآني ، ولأن الصحبة قد تثبت للعدو كقوله تعالى (( وما صاحبكم بمجنون)) كما قد يثبت هذا المصطلح للصديق كقوله تعالى في أبي بكر : (( إذ يقول لصاحبه )) ، هذا ، وقد يثبت مصطلح الصحبة للأشياء ولمن لا يتابع نحو قوله تعالى : ((صاحب الحوت )) و (( أصحاب النار و أصحاب الجنة )) !!



ولما كان هذا، فهم حسن بن فرحان المالكي بعقله الذكي أن لفظ الصحابة ا لا فضل فيه لأنه يثبت للمومن والكافر وللشيء الذي لا إيمان له ولا كفر ، وعليه فالأولى أن يؤتى بلفظة "محايدة" مثل : المتبع أو الذين اتبعوه !!






والحقيقة أن هذه شبهة سخيفة متهافتة ، تدل على ضحالة في الاطلاع على تصرفات العرب في الكلام ، كما تدل على أن مبدأ الفكرة سابق لدليلها عند ابن فرحان ، فالمبتدع كما علَّمنا الأئمة يعتقد أولا ثم يستدل ثانيا ، لا جرم أن يكون نفس كلامهم هادما لشبههم .





فيقال أولا : إن أول ما يرد به على هذه الشبهة المتهافتة أن يقال : إن لفظ " الأتباع " الذي اقترحه علينا "حسن بن فرحان المالكي " بدلا من لفظ "الصحابة " ليس لفظا قرآنيا أيضا ، فإنك لا تجد في القرآن كلمة " أتباع " مرادا بها المومنون .


و أما الفعل " تبع " و " يتبع " فإنه يصدق عليه نفس الإشكال الذي أورده على لفظ " الصحبة " وفعل "صحب " : أي أنه يقال في المومن والكافر والعاصي ويقال للشيء ، فإن الله قال : (( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان )) وقال سبحانه :(( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا )) وقال سبحانه : (( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ))وقال تعالى : (( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ))وقال تعالى :(( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ))

ومن استعمال " تبع " في الشيء قوله تعالى :(( يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة )).





ومثل هذا في القرآن كثير ، وبه يتبين لكل منصف له عقل يعقل به أن الإشكالات التي أوردها " حسن بن فرحان المالكي " في لفظ " الصحابة " واردة هي نفسها في لفظ "الأتباع" وفعل " تبع " وتصريفاته !!

هذا أولا .






ثانيا : لا يستقيم الإتيان بالألفاظ القرآنية وحدها بمعزل عن الألفاظ النبوية ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) ، فالسنة الصحيحة والقرآن لا ينفصلان أبدا ، ومن فصلهما فهو ممن يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويسعون في الأرض فسادا ، لأن الله قال : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )) ، ولو صحت هذه الطريقة لنبذ أئمة الإسلام كثيرا من المصطلحات التي لم ترد في القرآن كمصطلح " السنة " ومصطلح " التوحيد " و " الفرائض " ونحوه .





فماهذا التلبيس يا ابن فرحان ؟!!






ثالثا : مصطلح " الصحابة " و " الصحبة " مصطلح نبوي راشدي لا ينكره إلا أفاك ، غير أن السلف جعلوا مصطلح " الصحبة " وما اشتق منه حكرا على من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه ومات على الإسلام ، بل وجعلوه فضيلة ومنقية فكانوا يقولون " له صحبة " وقال عمر في رجل هم أن يعاقبه " لولا أن له صحبة " ، فأنت ترى أنهم قيدوا إطلاقه وتصرفوا فيه هذا التصرف فصار حكرا على هذا المعنى وحده دون سائر المعاني التي فيها صحب ، ولا عجب ، فإن الصحابة أنفسهم هم من قيد إطلاقه ، وهم العرب الأقحاح ، كما قيدوا إطلاق لفظ "الدابة " فجعلوه لذوات الأربع ، وإن كان اللفظ أوسع من ذلك ، فلم يسموا الدجاجة دابة ، ولا الإنسان دابة وإن كان كل منهما يدب ! وهذا هو سر المسألة .





وعلماء الأصول يقولون إن الأصل في الألفاظ هو الحقيقة الشرعية فإن لم تكن فالعرفية ، وإلا فاللغوية ، فلفظ " الدابة " لا تجد له تقييدا في الشرع ، ولكن جرى في عرف العرب تقييده فصارت الدابة في الحقيقة العرفية المتعارف عليها هي ذات الأربع ، ولم يعموا اللفظ على كل ما يدب .






إذا فهمت هذا ، فإنك لا شك تفهم أن اصطلاح "الصحابة " والصحبة وما يشتق منه من أفعال إذا ذكر في سياق الشريعة والدين فإنما ينصرف لا شك لأصحاب النبي صلى الله عليه ولم المومنين دون غيرهم ممن ليسوا من أصحاب النبي او ممن كان يجالس النبي وهو من المنافقين ، فافهم هذا تعرف موطن التلبيس في كلام حسن بن فرحان المالكي عليه من الله ما يستحق !






وتقريب ذلك أن يقال : إذا قيل " قال الحافظ أو صححه الحافظ " في كتب الحديث انصرف المعنى إلى أمير المومنين الحافظ ابن حجر العسقلاني وحده عند العلماء ، وإن كان في العلماء غيره من الحفاظ ، ولا ينصرف اللفظ إليهم لأنه صار حقيقة عرفية في ابن حجر عند الإطلاق.





ونقول لابن فرحان : لو أن ابنك الصغير قال لك خرجت مع أصحابي وجالست أصحابي فهل ينصرف ذهنك إلى أعدائه وأنت تستدل بقوله تعالى :
(( وما صاحبكم بمجنون))؟ !! لو فهمت من كلام ابنك هذا الفهم فأنت حقا مجنون !





وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) ، فإنه عليه الصلاة والسلام نهى عن قتله خشية أن يتحدث الجاهلون بأمر هؤلاء المنافقين فيقولون : يقتل أصحابه ، والحقيقة أنهم ليسوا أصحابه بل هم ألد اعدائه الذين قال الله فيهم :((هم العدو)) ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليعلل النهي عن قتلهم بقول الناس وكلام الناس وهم مومنون والإيمان يعصم الدم ! فكيف يعلق النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن قتلهم بقول الناس ولا يعلله بإيمان هؤلاء وهو العاصم للدم حقيقة ؟!! فمعنى الحديث إذا : لا يتحدث الناس الجاهلون بنفاقهم وكفرهم -الذي رأيته أنت وعلمته أنت -فيقولون محمد يقتل أصحابه.





وفي الختام أقول : إن السر في معنى الصحبة هو الملازمة وكثرة اللزوم في الغالب ، وهذه حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه المومنين به ، فسموا صحابة ، ولهذا اللزوم الكثير قبل البعثة قيل للمشركين :

(( وما صاحبكم بمجنون)) أي أن هذا الرجل الذي لازمكم في مكة ولازمتموه فيها أربعين سنة، وخبرتم أثناء هذه الملازمة الطويلة صدقه وأمانته وعفته ليس بمجنون وأنتم أول من يعرف ذلك لطول هذه الملازمة بينكم وبينه قبل البعثة ،ولطول ملازمة أهل الجنة وأهل النار لمآلهم قيل فيهم أصحاب الجنة وأصحاب النار ، ولطول مملازمة يونس عليه اللام للنون قيل فيه صاحب الحوت ، فالصحبة غالبا تقتضي الملازمة ، ثم صارت حقيقة عرفية في أصحاب الرسول صلى اله عليه وسلم ، كما صار التابعون حقيقة عرفية في أصحاب أصحابه مع أن كل المسلمين تابعون ، فافهم هذا يرحمك الله ، واعلم أن من أتاك بشيء يزعزع في قلبك ما اتفقت عليه أئمة الإسلام فهو أولى بالشك والرد والله المستعان ، ولتكن هذه العجالة عنوانا على حسن بن فرحان وعدنان إبراهيم وأمثالهم تعرف بها ضلالهم وزيغهم .


(( محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة ، ومثلهم في الإنجيل ...الآية)).



فمت غيظا يا ابن فرحان فالصحابة الذين مع الرسول صلى الله عليه ولم ذكرهم الله في التوراة والإنجيل ، وآمن بذلك أهل الكتاب المومنون من قبل ، فمت غيظا ! والحمد لله رب العالمين .





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .