المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة العلامة الجليل الخضر بن حماد الشريف الإدريسي التبورقي



أهــل الحـديث
19-01-2013, 12:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ترجمة الشيخ الشريف العلامة الجليل الخضر بن الشيخ حماد الحسني الإدريسي التبورقي(ملخصة ومزيدة من ترجمة الشيخ العتيق له في كتابه الجوهر الثمين في تاريخ صحراء الملثمين)

اسمه:الخضر بن الشيخ حماد بن محمدُ الشريف الحسني الإدريسي التبورقي
لقبه:المحمود، وهذا اللقب يقارب الاسم في الشهرة إن لم يكن أشهر،وقد حكمت بأنه هو اللقب بناء على قوله ـ رحمه الله ـ في مقدمة نظمه الجوهر اللامع نظم جمع الجوامع
أما فهذا ما أروِّي والخضر***وسمي، وبالمحمود أيضا أشتهر
فإنه يشير إلى أن الثاني هو اللقب،وإن لم ينص على ذلك، فإن يكن اسما فقد طابق مسماه وإن يكن لقبا، فقد أشعر بمحمودية نالها المترجم له في كل قطره، فقد نالت هذه الشخصية المترجم له من الثناء العطر من عامة كل عارفيه من علماء وغيرهم ما لا نستطيع حصره، ولم نسمع ولم نر إلا من يحمد سيرته.
نسبه: هو ابن الشيخ الجليل الشهير حماد بن مُحمدُ ـ ابن مَحمدْ بن سيدي بو بكر بن القاري بن أجايَّ بن محمد بن إنْكِلَّ بن محمد بن آمن بن على بن يحي الشريف الإدريسي الدغوغي بلدا المراكشي إقليما"
قال ـ رحمه الله ـفي مقدمة نظمه لجمع الجوامع لابن السبكي
حماد ينميني ووُلدُ القاري***مع صنوه بطني وأهلو داري
دوح انتسابي إن ترم مغارسه***فاعدل إلى بحبوحة الأدارسه
أيضا قبيلي من يلاقيهم أبي ***عند ابن يحيى بن الدغوغي الأبي
يعني بابن يحيى جده الشريف علي بن يحيى المتقدم في السلسلة و " مما شهر وتواتر أن هذا الجد سكن مدينة تادمكة "السوق" قبل خرابه وانجلاء الناس عنه، ـ كما ذكره الشيخ المترجم له نفسه في كتابه "التبر التالد ج/1ص (130) وتادمكة هذه تقع في شمال مالي "منطقة آزواد " في محافظة "كيدال"
وأهل بيته معروفون بشرف النسب قديما وحديثا كما لا يخفى على من قرأ في مخطوطاتهم، ولله در القائل:
ينميه للشرف الأسنى الغطارف من*** آباء آبائه الغر البهاليل
هم حاملو نوره قبل الظهور،وما*** أزكى ظهورا لها المحمود محمول
مولده الزماني: ولد عام إحدى وثلاثين وثلاث مائة وألف (1331)هـ
مولده المكاني:وطنه ووطن أسلافه وهي أعمال "جاوَ" التي هي مجالات قومه تارة في الساحل الشرقي، وتارة في الغربي،و الغالب من استيطان أسلافه محل قريب من هضبة "تُنْدَبِي" على حافة نهر النيجر بين مدينة "جاوَ" ومدينة "بُرَمْ" يعرف باسم "تَبُورَقْ "وقد وصفها ـ رحمه الله ـ بأنها من أرفه البلاد، وأطيبها هواء، وأجمعها لأصناف المراعي، "التبر التالد ص (117)
.
أسرته: قوم من الأشراف الدغوغيين، انتقل أسلافهم من بلاد بني عمهم في المغرب الأقصى إلى بلاد الصحراء"منطقة آزواد"، وأسرته هي العاصمة العلمية في بلاد "جاوَ"ويرحل إليهم كل راغب في العلم، ولا يرحلون في طلب العلم إلى من سواهم ممن يقربهم، وهم أسرة طاهرة ممتازة في العلوم والمعارف،ومشهورة بالفضل والصلاح من أول دخول أسلافهم للوطن الذي صاروا إليه من بلاد "جاوَ" إلى وقتنا ، ويعترف لهم كل من يعرفهم بمزايا لا توجد في غيرهم من أهل بلدهم كوجود إخوة أشقاء كلهم فائق في العلم وكوجود عالم مشهور بالعلم والفضل كشهرة أبيه وجده وأعمامه وأعمام أبيه وأولاد إخوته وأولاد أعمامه.
وممن أثنى على هذه الأسرة أيضا والدنا العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي ت (1423)هـ في كتابه الأنس المصفى في ذكر من أخذت عنهم صفا فصفا، ص (5)فمما قال "وكان أهل ذلك البيت حيا مشهورا بالعلم والصلاح، مشارا إليهم بالبنان في الفضائل والمكارم، معروفين بالسخاء, وكرم الطباع, والإرشاد إلى الله تعلى والتعليم"

قبيلته:(كل تَبُورَق) وهي من أهم القبائل العلمية ذات الرياسة العلمية والدينية في منطقة "أزواد "شمال مالي،وهي تتكون من ثلاثة بيوت عريقة في العلم واقتناء المكارم وهما بيتان حسنيان: إدريسي وأدرعي، وبيت أنصاري أيوبي، والبيت الإدريسي منها هو من أنجب هذه الشخصية العظيمةالمترجم له،ولكل بيوتها علماء أجلاء .
وقد نالت هذه القبيلة الثناء الضافي من العلماء والشعراء وغيرهم .
بما وهبها الله من علم وعمل به،وحب لمكارم الأخلاق وفعلها.
وكلمة"كَلْ" تعني "أهل" في اللغة الطارقية و"تبُورَق"اسم مكان كثر استيطان قبيلة المترجم لها فاشتهر بهم، وهذه ظاهرة سائدة في القبائل المستوطنة في شمال مالي"منطقة آزواد" فقلما توجد قبيلة إلا وهي منسوبة إلى مكان وقلما يجمعها جد واحد.
كما ذكر شيخنا العتيق ـ حفظه الله ـ في الجوهر الثمين في تاريخ صحراء الملثمين إذ يقول "والذي يطلق عليه أهل البلد اسم القبيلة جماعة متلازمة في الجوار والمناكحة والمحالفة واتحاد الوطن سواء كانوا من أب واحد أو أم واحدة أم لا والغالب من قبائلهم أن تضاف إلى الوطن الذي يجمعهم فيقال أهل بلد كذا وقلت قبيلة منهم تضاف إلى جد جامع لها"انظر [ص68نسخة مطبوعة على الكمبيوتر]
وهذه عادة لا تخص البلد المشار إليه ،بل تكاد أن تكون عامة في القطر المغربي "حيث ظلت عبر التاريخ بمثابة إطار ترابي سياسي لحياة اجتماعية... فتضم القبيلة بالمغرب مجموعة من الفخذات.. انظر معلمة المغرب ج (19) حرف القاف ( قبيلة )وقد وضحت هذا بأكثر من هذا في كتابي الإمتاع والإبهاج في التعريف بالعلامة المحدث محمد الحاج في مقدمته
و"تَبُورق" التي تنتسب إليها قبيلته نزلها جده الثاني مَحمد بن سيدي بوبكر في أوائل القرن الثالث عشر الهجري بعد ما لبث مدة في مجالات أهله الصحراوية ، فسكن هو وأهله في ذلك المنزل واتخذوه مقرا لهم في الشتاء والصيف، وإذا جاء زمن الأمطار انتجعوا الصحاري الشرقية لنهر النيجر أو الغربية له، ثم رجعوا وقت الشتاء إلى موطنهم المسمى باسم "تَبُورَقْ" فنسبوا إليه ولزمهم الانتساب إليه إلى الآن، ثم غيروا ذلك الوطن وملازمته، فصاروا يجولون في الصحاري الشرقية، يتخيرون ماشاءوا من المنازل ولكن لا يبعدون عن مدينة "جَاوَ "أكثر من يومين ، ولهم شديد اتصال بها وهي مركزهم الإداري، وقد تكلم الشيخ المترجم له عن منازل قبيلته في كتابه التبر التالد في ترجمة والده بتفصيل أطول من هذا والكتاب مخطوط"انظر منه ص (117) .

نشأته : نشأ في بيت علم وسؤدد، فقد كان والده رحمه منهلا موروردا، وسيدا مقصودا، وهو إمام الأيمة في منطقته وحائز قصبات السبق في ميادين الفضائل بشهادة أهل عصره في قطره.
وكان والده ـ رحمه الله ـ أكبر مؤثر في تعلمه؛ لأنه هو الذي يتخير له المعلمين من سائر الفنون التي يقرؤها، ويختار له ما يقرأ من الكتب، ويشدد على معلميه في أمر تعليمه ويشدد عليه هو في التعلم وفي استغراق جميع أوقاته في الطلب حتى لم يترك له طلب العلم من نفسه نصيبا يشتغل بمهماته الدنيوية،ولم يذق للصبا واللهو طعما في حياة والده، بل نشأ في هيئة الكهول وفي أدبهم وأخلاقهم، فأظهر والده وشيخه من الفرح بذلك وشكره ما شاء الله.
ثم لما توفي والده عام 1357هـ وخلف كثيرا من المشائخ الذين تربوا على يديه،اتفقوا على إقامته مقامه وتقديمه على شيوخ منطقتهم، منهم من يقول إنه وصل إلى مقام أبيه في تلك الأيام، ومنهم من يقول إن لم يصله حالا فسوف يصله مآلا فقدموه على أنفسهم ودعوا إليه عشائرهم وقبائلهم، فابتدر كل من فاته الأخذ عن والده أن يأخذ عنه فوفد إليه العلماء والأمراء والصالحون مقدمين له في أمر دينهم ودنياهم وقد اعترف له كبار المشائخ بالسبق في العلوم النقلية والعقلية وهو في شبابه.

.شيوخه وكيفية أخذه للعلوم :
1ـ الشيخ العلامة السعيد بن محمد الأمين الحسني الإدريسي التبورقي ـ وهو ابن عم والده ـ
ابتدأ بتلقينه حروف التهجي إلى أن ختم له القرآن،ومكث في قراءة القرآن وحفظه وتجويد تلاوته ثلاث سنين ثم لم ينسه بعد ذلك،ولما رسخ الكتاب العزيز في حافظته
ـ أقرأه باب العقائد من رسالة ابن أبي زيد القيرواني
ـ ثم أخذ في تعلميه في فن النحو،فأقرأه المقدمة الآجرومية على طريق أشياخ أهل السوق المعهودة من تدريب التلميذ أولا على معرفة الفرق بين ما يسمى في اصطلاح النحويين كلاما وما لا، والفرق بن الاسم والفعل والحرف، ومعرفة علامات كل منها، ثم تدريبه ثانيا إذا قرأ باب الإعراب، وباب معرفة علاماته على معرفة علامات الإعراب وتقسيمها بين المعربات، وتمرينه على إعراب المُثل والشواهد كلمةً كلمةً حتى لا يحتاج الطالب بعد الفراغ من تلك التدريبات إلى من يعرب له الكلمة إلا في النادر .
ـ ثم لما فرغ من قراءة المقدمة المذكورة أقرأه قطر الندى لابن هشام.
ـ ثم ألفية ابن مالك، ثم لامية الأفعال له ثم ثلاثة أرباع من كافيته.
وقد ذكر شيخه السعيد هذا في شعره شاكرا ومثنيا وداعيا له ففي بعض قصائده قوله:
وأحسنن لأستاذي السعيد كما***إلي أحسن بدأة ومختتما
2ـ الشيخ خاله مُحمدُ بن محمد محمود الحسني الإدريسي التبورقي ـ وعنه أخذ الربع الأخير من الكافية الشافية، لابن مالك.
وأخذ غير ذلك بالمطالعة من غير إقراء شيخ، فقد كان في أيام قراءته للنحو إذا أخذ كتابا عن الشيخ راجع حواشيه بنفسه، وطالعها بالتحقيق والضبط حتى يصير ضبطه لما في الحواشي كضبطه للمتون التي يأخذها عن الشيخ، فطالع حاشية الصبان على منهج السالك، وحاشية الخضري على ابن عقيل، وحاشية يس على التصريح، وكتاب المغني لابن هشام،وحاشية الأمير عليه، وغيرها، وناظر الحذاق في قواعدها،وقيد كثيرا من فوائدها وشواردها.
3ـ الشيخ خاله محمد أحمد المعروف بـ"آيّدْ" بن محمد محمود الحسني الإدريسي التبورقي أخذ عنه بعض مقامات الحريري.
4ـ الشيخ العلامة المفسر مُحمدْ بن محمد محمود الحسني الإدريسي التبورقي [كان حيا عام (1347)هـ
ـ أخذ عنه بعض مقامات الحريري
ـ وعنه أخذ تلخيص المفتاح للقزويني بشرح السعد التفتازاني، وطالع حاشية البناني عليه حتى حققها وضبطها.
ـ كما أخذ عنه علم المنطق، فعنه أخذ السلم المرونق للأخضري
ـ كما أخذ عنه تفسير النصف الأخير من القرآن الكريم.
ـ كما أخذ عنه كفاية الطالب الرباني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه المالكي ـ كما أخذ عنه أبوابا الطهارة من مختصر خليل
5ـ الشيخ العلامة حمزة بن أحمد الحسني الإدريسي السكني أخذ عنه أبوابا من الربع الثاني من مختصر خليل .
6ـ الشيخ العلامة محمد بن نوح الحسني الإدريسي التبورقي ت (1378) ـ وهو ابن عم أبيه، أخذ عنه الربعين الأخيرين من مختصر خليل.
. وقد طالع كثيرا من حواشي شروح مختصر خليل كحاشية الدسوقي على الدردير وحاشية العدوي على الخرشي .
7ـ الشيخ العلامة أحمدُ بن الصالح المعروف باسم مَجا التنغاكلي، عرض عليه جمع الجوامع لابن السبكي في الأصول بعد أن طالعه بإتقان.
ثم طالع كتب الأصول في المذاهب الأربعة وتفنن فيها.
8ـ الشيخ العلامة إسماعيل بن محمد الصالح الحسني الأدرعي الجلالي ت (1362) أخذ عنه في تفسير النصف الأول من القرآن الكريم.
9ـ الشيخ العلامة المفسر سعد الدين بن عُمار الحسني الإدريسي الجلالي ت (1371) أخذ عنه بعض تفسير النصف الأول، فعنه وعن الشيخ إسماعيل المتقدم قريبا أخذ تفسير النصف الأول من القرآن كاملا وأخذ عنه إجازة.
...
ومن الشيوخ الذين يعدهم من شيوخه من لم يقرئه شيئا من الكتب التي قرأها ولكنه استفاد منهم مباحثة ومناظرة في سائر الفنون ما لا تقله ثمرته عن ثمرة ما أخذه برسم الإقراء
10ـ الشيخ العلامة محمود بن محمد الصالح الحسني الإدريسي الجلالي ت (1370)هـ فإنه ما أقرأه شيئا في أيام صغره وطلبه، ولكن استفاد منه بعد الكبر في سائر الفنون ما يعده من أشياخه لأجله.
11ـ الشيخ العلامة الفقيه حُمَيْدِ بن عبد الرحمن الأنصاري اليعقوبي التكراتي ت(1371)هـ فإنه استفاد منه كثيرا من المسائل الفقهية وتبصر بواسطته في صناعة القضاء وتخريج المسائل علىى القواعد
12ـ الشيخ العلامة محمد الأمين"أَوَسُّك" بن هُلَيْ الجلاّدي فإنه باحثه في الفقه واستفاد منه ما لم يزل يشكره ويثني عليه لأجله.
ومنهم من أقرانه :
13ـ الشيخ عيسى بن تحمدُ الحسني الإدريسي التبورقيت (1406)هـ
14ـ الشيخ حمَّدَا بن محمد الحسني الإدريسي الجلالي(1388)هـ
وكثير من علماء بلده يعدهم من شيوخه لما استفاد منهم في المناظرات، فلا يطاق حصر أولئك؛ لأن كثيرا من أهل الأقطار القريبة منه ما زال علماؤهم يفدون على حيه للاستزادة من العلوم فكان يتلقاهم ويفيدهم ويستفيد منهم.
وقد طالع ما أدركه في خزائن بلده من الكتب وشهد له القاصي والداني بغزارة العلم ودقة الفهم والاستنباط،ثم تاقت نفسه إلى تحصيل الكتب التي ليست في خزائنه وجمعها من المكاتب الشرقية والغربية فاعتنى أولا بجمع شروح كتب الحديث على اختلاف مذاهب مؤلفيها كشروح صحيح مسلم للآبي وعياض والنووي وشروح الموطأ للزرقاني وللباجي والسيوطي ، وشروح البخاري للقسطلاني وابن حجر ، وشروح أبي داوود للخطابي وخليل أحمد صاحب بذل المجهود وصاحب المنهل العذاب المورود
ثم اعتنى ثانيا: بجميع مصنفات الحديث والأثار كالسنن الكبرى للبيهقي ومصنف عبد الرزاق ، ثم جمع غيرها من فقه المذاهب الثلاثة غير مذهب مالك الذي هو مذهبه ومذهب أشياخه وأسلافه وأدرك كثيرا من كتبه مجموعا في خزانة أبيه وأعمامه وأخواله فروعا وأصولا ، فحصل الأم للشافعي والمغني لابن قدامة الحنبلي وكتبا من الفقه الحنفي وكثيرا من كتب أصول الفقه في المذاهب الأربعة ودرس كل ذلك دراسة تمعن وتحقيق حتى استوى في حقه جميع المذاهب الأربعة ووقف على مدارك كل من قواعد أهلها.
شيوخه إجازة :
15ـ الشيخ العلامة والده حماد بن محمدُ الحسني الإدريسي التبورقي ت 1357،فقد أجازه في كتب الحديث والتفسير.
ـ الشيخ العلامة سعد الدين بن عُمارالحسني الإدريسي الجلالي ت (1371) وقد تقدم قريبا،وقد أجازه بما أجازه به شيخه المفسر المسند محمد الصالح"حاي" بن محمد ميد من كتب الحديث كصحيحي البخاري ومسلم والموطا والسنن الأربعة وغيرها من مروياته ، وكتب له سند إجازاته .
ـ الشيخ العلامة عيسى القاضي بن تَحمد ُ الحسني الإدريسي ت 1406هـ أجازه في كتب الحديث بما أجازه به مولاي عبد الرحمن الذي أجازه بما أجازه به الشيخ بايْ بن سيد عمر الكنتي من كتب الحديث ،
16ـ الشيخ العلامة أوَسُّكْ بن هَلَيْ الجلاّدي، فقد لقيه وكان الشيخ أوسك ممن أجازه الشيخ العلامة بايْ الذي هو شيخ شيخه عيسى فأجاز المترجم له بسند الشيخ باي بلا واسطة وكتب له الإجازة ،وما حمله إلى استجازته إلا الرغبة في علو السند والتبرك بتكثير الشيوخ
17ـ الشيخ العلامة المسند محمد ياسين الفاداني ولمزيد أهمية إجازته له نوردها ونصها:

(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خص الأمة المحمدية باتصال الإسناد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي إلى طريق الرشاد، وعلى آله وصحبه ذوي الفهم الصائب الناقلين عن نبينا ( ليبلغ الشاهد الغائب )
أما بعد: فإن الله جلت نعمته وعظمت منته قد وفق من اختاره من عباده لخدمة هذه الشريعة الغراء، فصارت محفوظة من التغيير والتبديل، متوارثة بين جهابذة العلماء النقاد جيلا بعد جيل .
هذا،وإن ممن انتظم في سلك هذه العصابة الموفقة مولانا الجليل الدراكة النبيل المحمود بن الشيخ حماد الإدريسي التبورقي-حفظه الله - فظن بي خيرا فطلب مني أن أجيزه الإجازة العامة بواسطة أخينا في الله الأستاذ إسماعيل الأنصاري، مع أني لم أزل طويلب علم مفتقرا لأن أجاز ولست لأن أجيز أي طالب أهلا مريدا مولانا فضيلة الشيخ أن يتصل بسندي سنده وإن تمسك بعروة الإسناد الوثقى يده، فأجبته مجازيا موافقا له على ظنه راجيا من ربي الكريم أن يحقق لي ما ظنه في بكرمه فقلت :
أجزت مولانا فضيلة الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الإدريسي التبورقي إجازة خاصة بما ضمنته كتابي مطمح الوجدان في أسانيد محدث الحرمين الشريفين الشيخ عمرحمدان المحرسي التونسي وهو في ثلاث مجلدات ضخام وفي مختصره المسمى إتحاف الإخوان وهو في جزأين لطيفين بحق روايتي عن الشيخ المذكور بأسانيده .
وكذلك أجزته إجازة خاصة بما ضمنته في كتابي المسلك الجلي في أسانيد فضيلة شيخي العلامة مفتي المالكية بمكة الشيخ محمد علي المالكي المكي بحق روايتي عنه بأسانيده
وأجزته إجازة خاصة بما ضمنته في كتابي فيض الرحمن في أسانيد شيخي فلكي الحجاز وموقته الشيخ خليفة بن حمد النبهاني بحق روايتي عنه بأسانيده وأجزته إجازة خاصة بما ضمنته في كتابي فيض المهيمن في أسانيد شيخي العلامة رئيس مؤسسي دار العلوم الدينية السيد محسن بن علي المسناويبحق روايتي عنه بأسانيده
وأجزته إجازة خاصة بما ضمنته في كتابي أسمى الغايات في أسانيد شيخي المقرئ المعمر إبراهيم الخزامي التكروري بحق روايتي عنه بأسانيده.
وأجزته إجازة خاصة بما تضمنه ثبتي المسمى كفاية المستفيد لما علا لدى العلامة الشيخ محمد محفوظ الترمسي الأندلسي من الأسانيد .
كما أجازني جماعة منهم :العلامة البحر الشيخ محمد الباقر الجاوي الأندنوسي
والعلامة محدث الحرمين الشهاب أحمد بن عبد الله المخللاتي الشامي ثم المكي جميعهم عن المؤلف العلامة الفقيه محمد محفوظ بن عبد الله الترمسي صاحب التآليف المشهورة بأسانيده
وأجزت مولانا فضيلة الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الإدريسي التبورقي المذكور إجازة تامة مطلقة عامة بما تجوز لي وعني روايته من حديث وتفسير وفقه وأصول وتوحيد وتاريخ وحكمة وعربية وكل ما ألف في تلك العلوم وسائر الفنون من منقول ومعقول كما أجازني مشائخي الأعلام الجهابذة الفخام مابين مشارقة ومغاربة ومكيين ومدنيين وشاميين ويمنيين وهم يبلغون نحو الثلاثمائة .
منهم ـ وهو عمدتي ـ محدث الحرمين الشيخ عمر بن حمدان المحرسي التونسي بأسانيده التي ضمنتها في كتابي مطمح الولدان وفي مختصره إتحاف الإخوان.
ومنهم شيخي العلامة المحدث: المنلا عبد الرحمن كريم بخش الهندي
عن شيخه العلامة عبد الحق الألهابادي المكي
عن عبد الغني الدهلوي المجددي المدني بما في ثبته اليانع الجني.
ومنهم شيخي العلامة قاضي المحكمة الكبرى بمكة السيد زكي بن أحمد البرزنجي
عن أبيه العلامة السيد أحمد البرزنجي
عن صالح الفلاني اليعمريالمدني بما في ثبته قطف الثمر في أسانيد المصنفات وعلوم الأثر
ومنهم العالم الجليل السيد محسن رضوان المدني شيخ الدلائل بالحرم النبوي
عن أبيه السيد محمد رضوان المدني
عن سرور بن محمد الزواوي.
عن السيد حسن بن درويش القويسني
عن محمد بن علي الصبان
وأحمد الدردير بما في ثبتيهما .
ومنهم شيخي العلامة الأصولي قاضي مكة السيد محمد المرزوقي بن عبد الرحمن أبو الحسين الحنفي
عن أبيه السيد عبد الرحمن بن السيد المحجوب.
وخالد السيد محمد مكي الكتمي كلاهما عن السيد محمد صالح الكتمي.
عن أبيه السيد محمد حسين الكتمي بما في ثبته
ومنهم شيخي العلامة الوراق الشيخ علي بن فالح الظاهري المدني
عن أبيه محدث المدينة فالح بن محمد الظاهري بما في ثبته شيم البارق من ديم المهارق والصغير حسن الوفا لإخوان الصفا.
ومنهم شيخي العلامة قاضي الشام محمد علي ظبيان الكيلاني الدمشقي
عن شيخه محمد بن حسين العطار أمين فتوى دمشق عن محمد بن عمر الشهير بابن عابدين بما في ثبته المشهور
ومنهم شيخي مؤرخ مكة ومسندها الشيخ عبد الله الغازي الهندي المكي
عن محمد سعيد أديب القعقاعي
عن محمد بن عمر العطار المكي
عن أبيه عمر بن عبد الرسول العطار
والسيد أبي الحسن علي الونائي
ومفتي مكة عبد الملك القلعي
ومنهم شيخي العلامة الحافظ المعمر القاضي الحسين بن علي العمري الصنعاني
عن السيد إسماعيل بن محسن بن عبد الكريم
والسيد محمد بن إسماعيل الكبسي
والسيد أحمد بن محمد الكبسي
ثلاثتهم :
عن البدر محمد بن علي الشوكاني بما في ثبته إتحاف الأكابر
ومنهم :
العلامة مفتي تونس الشيخ علي بن الخوجه
والعلامة حافظ العصر الشيخ محمد عبد الحي الكتاني الفاسي والعلامة شيخ الإسلام محمد زاهد بن الحسن الكوثري نزيل مصر
والعلامة مسند تريم الشيخ محمد بن عوض الفاضل
والعلامة مفتي الديار الحضرمية الحبيب عبد الرحمن السقاف
والعلامة مسند سير الحبيب محمد بن هادي السقاف
والعلامة مفتي جهور الحبيب علوي بن طاهر الحداد الهدار
والعلامة أمين الفتوى بحماة الشيخ سليم مراد الحموي
والعلامة مؤرخ حلب الشهباء ومسندها الشيخ محمد راغب بن محمود الطباخ الحلبي
والعلامة مفتي قطنة من دمشق الشام محمد إبراهيم بن محمد بن خير الغلابيني
والعلامة المجتهد أمير المؤمنين إمام اليمن الآن حميد الدين يحيى الحسني وغيرهم بأسانيدهم التي ضمنتها في ثبتي الكبير المسمى بغية المريد في عدة مجلدات
وأجزت مولانا فضيلة الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الإدريسي التبورقي المذكور إجازة خاصة بكل مالي من تعليق وتقرير وتصنيف في شتى العلوم والفنون إذا وصل إليه ذلك رجاء النفع على يديه.
ثم كتب الشيخ محمد ياسين المذكور وقد وقع تحرير الإجازة يوم السبت 28ذو القعدة سنة 1372هـ
كتبه خويدم الحديث والأسانيد بدار العلوم الدينية شعب علي ، مكة ، علم الدين محمد يس بن عيسى الفاداني
وكتب الشيخ إسماعيل الأنصاري بعد هذا ما لفظه : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد: فهذه إجازة أستاذ الحديث والإسناد بمكة لسيدي الشيخ المحمود بن الشيخ حماد وأوصيه بالمحافظة على هذه الأوراق فقد وافاه فيها بما يليق بمقامه الأكرم اهـ

18ـ الشيخ محمد شعراني
20ـ الشيخ العلامة حماد ربه "حَكُّ" بن إبراهيم الأنصاري الجلادي (توفي في أوائل هذا القرن الخامس عشر)



أدبه وشعره:
وأما الشعر فله في صوغه قدم راسخة، وقد نشأ بين فحول من الشعراء يعترف لهم كل من يعرفهم بالسبق في فنون الشعر وفاقهم فيه كما فاق في سائر الفنون المعتبرة، فنظم قصائد في مواضع شتى واتخذ الناس شعره إماما يرجعون إليه في فنون البلاغة ففاق من يحاكيه في صوغ الشعر من لم يتقيد بمحاكاته .
فمن أغراض شعره :
أ:المديح النبوي،
ومن مديحياته قصيدته التي شرع فيها بعد رجوعه من حجته الأولى الواقعة عام 1358هـ وأولها :
هاج الهوى يا سميري ساجع البان*** إذ بات يشدوبألحان فألحان
وبرق ذي سلم إذ أل ملتمعا*** بعد الهدو سبا عقلي وأصباني
يا برق ذكرتني،والصب مدّكر*** عهدا تقادم في أفياء (نُعمان)
وعيشة لي بشرقيِّ (العقيق) مضت*** بالوصل وهنا، وفي غربي (عسفان )
وفي (مِنى) يا رعي ذو العرش عهد (منى)*** وأهلها وسقاهم كل هتان
لله لله أيام الحجاز فلو*** دامت لداوت أسيفا نِضوَ أحزان
إلى أن قال :
يا جيرة القبة الخضراء إن لكم*** عهدا سيرعاه مني نازح دان
ومنها قصيدته التي يوازن بها " بانت سعاد " لكعب بن زهير، وقد أنشدها عام حجته الثانية التي ركب فيها الطيارة بعد ما ركب في الأولى السيارة :
مه ما خطا بك مهما لمتَ مقبول *** سمعي أصم، وقلبي اليوم متبول
بل ما تشاء فألحح، ما عليّ إذا*** لم تستملني أن تُملى الأباطيل
مر، اعص ، هول ،أهون زد يزد شغفي*** سول، فمالي على التسويل تعويل
ما مل جفني تذراف الدموع ولا*** قلبي الولوع فمنك النصح مممول
...
وما ادعيت الهوى إلا ويشد لي*** في الصدر والرأس واقد ومكحول
إلى أن قال بعد التخلص وكل القصيدة تقطر روعة
يا خير مقصورة في الأرض حل بها*** أبرّ من أنضيت له المراسيل
ما أنت إلا لبدر الحسن منزلة*** لعلكِ السعد أو قلب أو أكليل
فإن يرح لنعائم الجنان فما*** أبان معناه عن مغناك ترحيل
فقتِ القصور كما فاق البدور فلم*** يسمع كمثلكما أهل وماهول
ومنها :
ليتي أظل بعامي أو أبيت، أبي *** تظلني حول مثواه التظاليل
وليت لي موعدا بالوصل تنجزه*** لي الطوائر أو هذي الموابيل
وفي المحلق لو حم الوصول له*** والروض، سولي ، إمّا سيل ما السول
وابي مسجى هنا كم حشو بُردته*** صدق التقاه وإخلاص وتبتيل
مليح خدِّ سوىُّ القدِّ معتدلا*** كالغصن، لا قصر فيه ولا طول
أقنى أزج وضيء الوجه أفلج في*** زنديه طول وفي جفنيه تكحيل
ذو لمة ربما طالت لمنكبه*** فواحة زانها للعين ترجيل
حلو الشمائل ، أندى منه ما حملت*** غر الجياد ولم تحو السرابيل
ينميه للشرف الأسنى الغطارف من*** آباء آبائه الغر البهاليل
هم حاملو نوره قبل الظهور، وما*** أزكى ظهورا لها المحمود محمول
أُمّاتُه الطهرات قط ما أُبنت*** منهن حوا ولا قنواء عطبول
كل عفيفة أثواب، بنى معها*** عفان عنها وعنه الذم معدول
فلم يزل وهو من سام لسامية*** ومن أغر إلى غراء منقول
إلى قوله:
أيامه بهجة، هب أن زينتها*** في دهمة الدهر غرات وتحجيل
وافى وما ثَم من يدعو العليّ ولا*** من سره بسنا التوحيد مشغول
فدوخ الكفر والكفار ثم هدى*** للخير من فيه للخيرات تأهيل
به (إسَافٌ) أسيف مثل (نائلة)*** إذ نالها منه إذلال وتذليل
ومنها ذكر الصحابة وجهادهم :...
لما دعا ياخيول الله، ثار له*** شيب ومرد لهم جرد أبابيل
غر أكارم بل صيد خضارم بل*** أسد ضراغم بل شم رآبيل
شعارهم في الوغى تهليل خالقهم ***وما لهم عن حياض الموت تهليل
باعوا النفوس من المولى بجنته*** والشاهد النور والدلال جبريل
وفوا فوفى لهم أجرا وما نكثوا*** وإنما ينكث العهد الأراذيل
سبان عندهم زارت ضراغمة*** وسط المعارك أو خارت عجاجيل
ولا يبالون إن شنوا إغارتهم ***نالت رماحهم الأعداء أو نيلوا
بالحذف كم جزموا ما لم يصح وما*** لديهم صح منصوب ومفعول
فالنصر للدين دين هم به كفلوا ***ولن يضيع لدى الأحرار مكفول
فكم بعامل ماض من أسنتهم*** أمسى وأصبح فيه الرفع معمول
وكم بخفض تلقوا ما أضيف له*** شرك فدام لأهل الشرك تسفيل
كتائب الله يستتليهم سند*** حامي الحقيقة ، لا نكس ولا فيل
حفوا به لوّذا في بطن طيبته*** كالليث آواه في أشباله غيل
لبوه حين دعاهم للجهاد فما*** لبى لدعوته عزل ولا ميل
مهما يخض لجة خاصوا هنالك أو ***يجل تنادوا ألا يا قومنا جولوا
جولوا فصولوا فإن أرماح طعنكمُ ***خانت فحسبكمُ البيض المصاقيل
ومنها في يوم بدر :
يا يوم بدر لدن ساق العدى زمرا ***للموت، حكم له من قبل تسجيل
جاءوا بفخر وفي أعناقهم صعر*** من كبرها وعلى الهام الأكاليل
فما أتى الليل إلا و القليب لهم*** مأوى وأوصالهم نتن خراديل
أحزاب أحمد أردتهم كأنهمُ*** زرع وأيدي كماته مناجيل
قولوا لعمر ولا تبكوا لمصرعه*** فابن المخازي بواكيه المخاذيل
ما ذا لقيت من البدرين إذ وثبا ***صقرين ، هل سيف ذا أو ذاك مفلول ؟
وكيف ذقت ظبي الأسياف واردة ***منك الوريد ، أما فيهن تنكيل
أي الفريقين من حزب النبي ومن ***أحزابكم ، من له بالسبي نتفيل
أأنتم يوم يلقيكم بمظلمة ***فيها مع الظلم سجين وسجيل
طلت دماؤكم بالعدوتين وما*** من حزب طه دم من ثم مطلول
فما أعزتكم العزي فإن وعدت*** نصرا فديْن لعمر الله ممطول
باللات فاستشفعوا بل لات حين ندا ***ها ، ضل عنكم بها في الوقت توسيل
ذوقوا من المثلات لا أماثلكم*** تغني عليكم ولا تلك التماثيل
ومنها في ذكر وقعة الفيل :
بوركت محمود إذ بركت يوم بغى*** على الحريم أولئك المخاذيل
باءوا بمثلبة صاروا بنقمتها*** مأكول عصف وما كادوا فتضليل
غداة ترمي عزيهم بالحجارة من ***سجيل تنكيلهم طير أبابيل
ومنها في ذكر القرآن :
آيات قرآنه تشفي ومنظره ***يكفي لو أعطوا من الإنصاف ما سيلوا
عن صدق دعوته التوراة مذ حقب ***ورّت ، وناجى به القومَ الأناجيل
فما لأهل الكتاب بعد ما عرفوا ***ضل الهدى منهم ، بهت دجاجيل
إلى أن قال في ذكر الأنبياء:
وكلهم نال من مولاه معجزة ***جلت ، ومعجزة المختار تنزيل
هدى ونور ، شفاء للصدور ، به*** لكل ما شئت تبيان وتفصيل
قص ووعظ وتوحيد إلى مثل ***وعد وعيد وتحريم وتحليل
طابت يوانعه فاضت ينابعه*** لذَّ التدبر فيه لذّ ترتيل
منه المسائل تستقرى ويضبطها*** أهل النهى كالتفاريع التآصيل
أعيى المصاقع ما فيهم معارضه*** ومن يرم فله بالعجز تخجيل
ومنها في ذكر الإسراء :
أسرى به الله من قدس إلى قدس*** في خير ليل فدته البيض والليل
دليله الروح والأملاك موكبه*** والتسع الأفلاك للسير المراحيل
والرسل قاطبة حتى الخليل أتوا*** شوقا إليه فترحيب وتبجيل
وهي طويلة رائعة جدا كما ترى

ب :ومنها ما هو سؤال عن جواب منظوم ورد عليه من بعض العلماء ،
ومن قصائده الواردة في الجواب عن سؤال منظوم قصيدته التي أولها :
ما لذة الراح هزتني فما طربي*** لولا مزامير من آل ابنة العرب
وهي جواب عن سؤال لبعض آل الشيخ المختار وهو سيد محمد بن بادي ، وحاصل سؤاله أن الأمور الحادثة في الحكومة لتأمين المسافر هل تلزم مريد الحج وتكون من الاستطاعة الموجبة للخروج إلى الحج أولا تلزمه لكونها لم تكن في الصدر الأول فيسقط الحج لتوقفه على أمور شاقة لم ينص العلماء الأولون على وجوب التزامها ، ومن مضمون سؤاله أيضا حكم ركوب الطيارة في الحج ، ولفظ السؤال :
وإنني جاهل حكما سؤالكم ***عنه عليّ لزوما أسعفوا طلبي
عن حجنا الفرض إذ حد استطاعته*** زاد وقوّى وأمن الطرق من رهب
على النفوس ومال لا يَقِلّ ، وقد*** في العصر ، زيدت أمور لاتّقا العطب
ككَرْتِدَنْدِ وتصوير وفصد دَوا ***مُضٍن وحسرات لكرنْتين للطبب
وأخذ مال وأموال مكررة ***لذا وإتيانه من بعد أو قرب
والحبس في كل ما معمورة دخلت ***على تساريح أموال ومجتلب
هاتي أمور على حد استطاعته ***شرعا تزيد لنيل الأمن والسبب
هل غير لازمة والعذر ينجي بها*** لو في عموم استطاع هي إن تنب
وهل على قادري الطيار ممتنع*** أو يفرض الحج أو من شاء فليثب
لكونها خارقا وثقل لازمها*** وللصلاة وتغرير وإن تصب
زبر الحديد وأصوات الرعود بها*** في الجو للنار في الدهان والقصب
لآلةٌ نهى (لا تلقوا ) يكدِّرها ***مستهلك النفس من علّته عن ترُب ...
وإنها أثرت في زي منفعة*** لملة الدين كم ضر فكم ثقب
صارت لحج ذوي الثروات مفتخرا*** والجاهلين وعون الضد بالنشب
مر إلى أن قال بعد سوق أدلة منع ركوب الطيارة وأسقط الحجج على ما لا يقدر على الوصول إلى مكة إلا فيها ، وبعد سوق أدلة المبحين لركوبها قياسا على سفينة البحر لأن الجو كالبحر ما لفظه :

وقد كفيت مجيبي البحث أكثره ***عن أصْلَي الخلف ، والترجيح لم أجب
فرجحوا لي من ذا الخلف واحدة*** من كفتي منع ذا الطيار والطلب
وحاصل جوابه المنظوم ترجيح كفة الطلب يعني إيجاب الحج على القادر على ركوب الطيارة والتزم جميع اللوازم التي يتوقف عليها سفر الحج وإن لم تكن في العصور الأولى . ومن لفظ قوله بعد أجوبة كثيرة :

فما الطوائر إلا كالمواخر من ***أباح تيك يبحها ، أو يعب يعب
قسها بعلة ما كنت توصل من*** يسير فيها كفلك البحر للأرب
ولا تقل مركب يعلو بجثته ***جسما يشف ويجري لاعلى الترب
فمثل ذا شبهى لاعتبار به ***مع المخيل بنص غير مضطرب
والوصف من قبله مناسب بيدي*** نقحته طبق ما حررت في كتبي
سبرت قسمت إذ أنفي سواه ولي ***في صدق حصري وسبري فضل مقتضب
وذو الأصول لدى فقد النصوص له*** الحاق فرع بأصل منه مقترب
فلا تخل غير من لم يجتهد أبدا ***أبى عليه قياس الفرع كل أبي
مر إلى أن قال :
وازنت ما بين أطراف الخلاف فلم ***يرجح لدى الوزن إلا كفة الطلب
ويكفي ما نقلت من شعره شاهدا على مكانة ناظمه وتمكنه من الشعر ومن الأدب ومن علم السير،ومن الفقه والأصول، وأكتفي بهذا كنموذج لشعره . وقد أجرى أخي الفاضل الشيخ البكاي بن سيد أحمد الكنتي التنبكتي دراسة جيدة على بعض شعره، قدمت لنيل الإجازة

مذهبه الفقهي:لم يزل متقيدا بمذهب مالك ؛لأنه هو السابق إلى حافظته، ولأن كثيرا من مسائله الاجتهادية نظر فيها نظر المجتهدين فوافق نظره فيها أنظار مالك وأصحابه وأتباعهم فعمل فيها تبعا للحجة لا تقليدا، وغير مذهب مالك من المذاهب إنما يتعلمه وينظر في مسائله أصولا وفروعا؛ ليعرف أقوال علماء السلف ويعرف المجمع عليه من المختلف فيه كيلا يقع فيما يقع فيه القاصرون في العلوم من إنكار ما خلاف مذهب إمامهم كإنكار خلاف المجمع عليه فإن ذلك ليس من دأب الراسخين في العلم بل دأبهم الإحاطة بأقوال علماء السلف والسكوت عمن عمل بقول واحد منهم والإنكار على من خرق إجماعهم فكان من أكثر الناس تأدبا بهذا الأدب كما يقتضيه استكثاره من كتب الأيمة ، وقد سجل في مقدمة نظمه لجمع الجوامع أنه مالكي المذهب قال رحمه الله
ومالك بدر المعالي لي إمام***...

أخلاقه:
لا نستطيع الكلام بالتفصيل عن أخلاقه ـ رحمه الله ـ فقد كانت شخصيته فذة نادرة في كثير من الجوانب منها الجانب الخلقي،فقد رسم أمامه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاق أصحابه ومن اتبع بإحسان، فكان بأخلاقه من الرعيل الأول وإن كان بمولده وحياته من المتأخرين.
فمن أخلاقه:
زهده : يكفي منه أنه ممن سخر له الأقطار القريبة منه، فيهدون إليه الهدايا الجزيلة ولكن لا يملك شيئا منها ،ولا يقتات بمرغوب فيه، ولا يركبه، ولولا الوفود لكان ملبوسه كذلك، لكن منعه من أن يكون ملبوسه مرغوبا عنه موافقه السنة في التجمل للوفود فكان يلبس فاخر الثياب ويتلقى بها الوفود ثم ينزعها ويكسوها بعض الناس واتخذ ذلك عادة جارية .
ومن زهده أنه أجمع رأيه ورأي أصحابه (1371)هـ على أن يتركوا الجولان ويتخذوا قرية يستقرون فيها فبنوا ديارا وبنى مسجدا كبيرا أنفق فيها أموالا كثيرة ، ثم بنى دارا كبيرة لسكناه فرأى من إقبال الدنيا وأهلها عليه ما خشي من الفتنة في دين صغار أهله وأتباعه إن دام عليهم ففر من ذلك إلى الصحاري وتبعه أصحابه لما يلزم في سكنى الصحاري من التقلل في الدنيا وزهرتها وتركوا الديار على حالها واختاروا سلامة أديانهم مع الفقر على التوسع في الدنيا مع الفتنة في الدين

ومنها :جوده : فيكفي منه أنه أشاع في الناس أن كل مسلم رأى شيئا من ماله ورغب فيه فهو له،وكان يكرر ذلك في المجالس،ومن العجب أنه هو الذي تسند إليه الأمور العظام من القيام بمؤن جماعته وكثرة الضيوف وأهل الحوائج الذين لا يرجون غيره ـ بعد الله ـ لكشف نوائبهم ويسعف الكل بمراده،وكان يقول إذا أوصل إلي واحد من أصحابي شيئا كان يرغب فيه من مالي فهو الذي أعطانيه وملكنيه تمليكا جديدا؛ لأنه بنفس رغبته فيه صار ملكا له،قال الشيخ العتيق : فقلت له إن بعض المهدين إذا أهدى إليك بيد أحد قال له هذه أمانة بيدك أريد أن تجعله في يد فلان فما وجه الانتفاع بتلك الأمانة قبل بلوغها محلها أو ليس الانتفاع بها قبل وصولها إليك خيانة؟ فقال لي لم يكن خيانة فإن المرء لا يكون أمين أحد في مال نفسه،فإن جميع المسلمين مأذون لهم في أخذ ما شاءوا من مالي ـ وله في ذلك حكايات غريبة ـ وربما وقع الخصام بين الآخذين في شيء سمى له فيدعيه بعض الناس ويدعيه آخر فيفصل الخصام بأن المباح لمن أخذ أولا .
ومنها ورعه : فمنه أنه مكث سنين يفتي ثم أعرض عن ذلك مع الاستعداد التام من كثرة الكتب وضبطها وفقاهة النفس ولكن كان آخر أمره أنه لا يفصل بين اثنين بل يرسل الخصوم إلى غيره؛ ليكفيه مؤونة الفصل بينهما، وربما كان ذلك المرسل إليه بعض تلاميذه ممن لا يستقل بأمر دونه ولا يفصل إلا بمراجعته فيراجعه في النازلة ويدله على مظان حكمها حتى يتيقن ما عنده فيفصل بين الخصمين اعتمادا على ما اقتبسه منه ولكنه بنفسه لا يباشر الفصل حذرا من أن يحكم بغير ما أنزل الله .
ومن ورعه في الأموال أنه يأتيه كثير من الأموال فيفرقه ولا ينتفع بشيء منها ، قال الشيخ العتيق :وقد ذاكرته مرة في أمر الأموال التي تهدى إلينا ممن لا يعتني بتطييب ماله فإنها إن تركناها بالكلية اختل كثير من الأموال المسندة إلينا من مصالح الضيوف والضعفاء والفقراء والجيران الذين لا يجدون شيئا إلا بواسطتنا،وإن قبضناها وانتفعنا بها لم نأمن الوقوع في الشبهة أو الحرام، فقال لي نأخذ على رخص الفقهاء وننفق على طريقة أهل الورع، ننفق على أنفسنا وخواصنا ما لا شبهة فيه ونفرق غيره على الناس . ومنها تعظيمه للعلماء وتواضعه: فمنه أن تعظيمه لتلاميذه كتعظيمه لشيوخه فيعد نفسه من تلاميذ من كان يعده من مشائخه فيتبادل معهم التوقير والاحترام .
بل قد اشتهر عند كل من يعرفه من ذلك حسن لقائه لمن لا يوبه به،

من أعماله الخيرية:
إن الكلام عن أعماله الخيرية يطول بنا لو أطلقنا للقلم فيه العنان ،فنكتفي بثلاثة نماذج يقاس عليها غيره
أ: عنايته ببناء المساجد :فقد بلغ حرصه ـ رحمه الله ـ على ذلك كل مبلغ،فقد كان في فترة تنقلاته في البادية لم يمنعه شح آليات البناء في البادية من بناء مسجده بما تيسر، فكلما نزل منزلا نادى في الناس إلى ضرورية بناء مسجد فيتسابق الناس إلى إصلاح عرصة المسجد وتسويتها حتى تكون قاعا صفصفا ثم يؤتى بالأعمدة الطويلة الصلبة التي هي قواعد البناء وأركانه من بعض الأشجار ذات القوامة على تحمل ثقل البناء ويأتون بغيرها من معدات البناء من الأشجار والألياف ،وبالنباتات الصالحة لتنسج على الأعمدة الرقيقة اللينة من المرخ ونحوه،فيوضع من ذلك نسيج رائع يكون على شكل أبواب يخاط بعضها ببعض فيتكون من ذلك بناء واسع جميل يوضع له محراب، وينصب عند محرابه عمود طويل جدا هو منارة المسجد، وهكذا في كل موطن نزله في تنقلات البادية، وإذا أراد الانتقال إلى موطن قريب استقل ذلك المبنى على ظهورهم من حوله من أبنائه وطلابه وخدمه إلى أن يصلوا به نفس المكان الذي وضعت فيه لكل عمود حفرية، وبمسافة تقاس فيما بين العمودين بما كان عليه أولا فيتم تثبيته في نفس المكان كما كان أولا، وكأنه هنالك أسس.
هذا في البادية وشح حالها،فلا تسأل عن حاله في القرى فإن أول ما يبدأ به كلما اختار مكانا للتقري أن يبني مسجدا بنفقته الخاصة من ماله الخالص ،ومع قدرته على أن يبنيه بمعونات من إخوانه أو بمساهمة خيرية منهم ومن غيرهم فإنه لا يرضى بذلك ولا يقبل إلا أن يكون من ماله المحض كما فعل عندما رآى بناء قرية في المرة الأولى فقد أجمع رأيه ورأي أصحابه عام أحد وسبعين وثلاث مائة (1371)هـ على أن يتركوا الجولان ويتخذوا قرية يستقرون فيها فبنوا ديارا وبنى مسجدا كبيرا أنفق فيها أموالا كثيرة...كما تقدم.وكما فعل رحمه الله عندما قرر أيضا بناء قرية وادي الشرف التي تبعد عن مدينة غاو في شمال مالي "إقليم آزواد"فكان أول ما سبق إليه من الإصلاحات القروية أن بنى مسجدا جامعا على نفقته الخاصة وقد بني له مسجد من طرف بعض الجهات إلا أنه لم يرق له إلا أن يبني المسجد بماله ، فبناه كأول دعيمة للقرية والتي قامت على أشدها وقد زراها كثير من العلماء والدعاة وممن زارها الشيخ محمد السبيل إمام الحرم الذي توفي هذا العام 1434هـ ـ رحمه الله وقد أنشدت قصائد ـ وهي لدينا ـ في الترحيب به.

عنايته بإصلاح ذات البين : فقد كان سعيه في الإصلاح بين كل متنافرين معروفا،فقد كان مثالا حيا للصالح المصلح، فكم أصلح الله به ذات البين، وقد يسمع بنائرة بين طرفين فيتوجه إليهم ليصلح بينهم، فإذا وصل حيث أراد الإصلاح جمع الله قلوب المتنافرين بسببه،ولم نسمع أنه أصلح بين اثنين ثم قا م النزاع بينهما بعد، بل إذا أصلح بين الناس ميزوا تلك السنة بزيارته لهم فيقولون سنة زارنا الشيخ الأجل فلان ويعدون ذلك من نعم الله عليهم ومن مفاخرهم.
وكان يقول وددت أن كل من أراد أن يسيء إلى مسلم صرف إساءته إلي فأعفو عنه وأستره إن لم يكن معي من يشي عنه، فلو قدر على أحد من المسلمين أن يسيء إلي خاليا ما سمع بذلك أحد أبدا لشدة حبي لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

عنايته باستكتاب الكتب : ومن أعماله الخيرية :استنساخ الكتب ونقلها من المطبعة إلى الخط اليدوي،وربما كان حامله على الاستنساخ أن تكون المطبعة غير واضحة لجميع القرآء ـ كما لو كانت بخط مشرقي وبعض القراء لايجيد إلا قراءة الخط المغربي أو تتكون دقيقة مقرمطة وبعض القراء ـ وخصوصا من الشيوخ المسنين ضعيف البصر ـ فينقلها إلى الخط الجيد ليتمكن جيمع القرآء من الانتفاع بها،أو يكون الكتاب المطبوع لا نسخة له في بلده إلا واحدة يضن صاحبها بإعارتها ويستحيل عنده بيعها فيستعيرها منه ويسلط عليها كل كاتب حتى يحصل منها نسخة جامعة بين الجيد والرديء، ثم يتخير المجيدين من الكتاب فينسخون له نسخة جيدة ويتفضل على بعض أصحابه بالنسخة الأولى الجامعة بين الغث والسمين.
ومن الكتب التي استكتبها بهذه الطريقة بذل المجهود في حل أبي داود لخليل بن أحمد السهارنفوري ت(1346)هـ فإنه لما رآه أمر أصحابه وطلابه بتجديد نسخة مخطوطة منه فتسابقوا إلى ذلك ولما انتهوا من كتابته أقام لحفل ختامها وليمة أنشدت فيها قصائد رائعات اطلعت عليها تصف الكتاب وطريقتهم في الكتابة وتنافسهم في إنجاز المهمة

رحلاته:لم يخرج عن وطنه إلا حاجا ، وحج مرتين الأولى عام 1358هـ والثانية 1378هـ . وأما مساجد بلاده فزار جلها واجتمع بمن فيها من العلماء وناظرهم وأفادهم واستفاد منهم ، والدنيا أهون عنده من أن يرحل في طلبها،فهي تقبل إليه ويدبر عنها.

ذكر الآخذين عنه :
لما شبّ كثر الأخذ عنه في النحو والبيان والمنطق واللغة وتخرج على يديه في علم النحو كثير، في ثم انتصب للتدريس في الفقه والأصول والتفسير والتوحيد، لكن بصورة يتعذر معها تعيين الآخذين عنه، وهي أن يعقد مجلسا يحضره المتعلمون والمستمعون والصغار والكهول والكبار ويكون مجلس تعليم ومباحثة، يعلم فيه المدرس المتعلمين ويباحث أقرانه وشيوخه ويستفيد بعضهم من بعض ويأخذ عنه الجميع من الفوائد والأبحاث وإيضاح المشكلات ،
وكانت له مجالس علمية في النحو والتصريف والفقه والأصول :
ومن أهم مجالسه مجلسه في التفسير فقد عقد مجلسا لتفسير القرآن غير ما مرة، ويزيد هذا المجلس أهمية أنه تميز بأخذ بعض شيوخه وأقرانه عنه فيه،فهو يمليه في جماعات لا تضبط كل عام، وممن حضر دروسه وانتفع بها جماعة من أكابر أشياخه الذين صاروا يعتبرونه شيخا لهم منهم بعض شيوخه في التفسير والأسانيد ،فإنه لما توفي والده كثرت عليه الوفود من علماء الأقطار القريبة منه، فكان يباحث من يفد عليه من العلماء ويستفيدون منه ويستفيد منهم ،فكثر أخذه والآخذون عنه بحيث لا يستطاع حصر قبائلهم، فضلا عن أسمائهم؛ لأنه صار شيخ الشيوخ في سائر الفنون ، وتعيين أسمائهم يدعو إلى التطويل الممل وضبط مأخوذات من يقدر على تعيين أسمائهم منهم على سبيل التحقيق متعسر ولكن لا بد من تعيين بعض من أخذ عنه بعد انتصابه للإقراء والتدريس.
فممن أخذ عنه من شيوخه وممن كان في طبقتهم:
1ـ الشيخ العلامة سعد الدين بن عُمار ـ الإدريسي الجلالي وقد تقدم أنه من شيوخه.
2ـ الشيخ أحمد الكرماني بن عمار الإدريسي الجلالي ت (1381)هـ
3ـ الشيخ العلامة محمد بن البكاي الأدرعي الجلاليت(1388)هـ
4ـ الشيخ محمد الصالح بن الأمين الفهري الجلالي
5ـ الشيخ العلامة أحمد بن الأمين الفهري الجلالي
6ـ الشيخ العلامة المرتضى أحمد البكا بن البخاري الأدرعي الجلالي ت( 1393)هـ
7ـ الشيخ العلامة حمزة بن أحمد الإدريسي السكني
8ـ الشيخ أُكَتَّ بن أحمد الإدريسي السكني
ومنهم جماعة من أقرانه الذين يباحثهم ويستفيد منهم ويفيدهم كـ
9ـ الشيخ العلامة حَمَّدَا بن محمد بن حادي ت 1388هـ
10ـ الشيخ العلامة حُميد بن عبد الرحمن الأنصاري التكراتي ت 1371هـ
11ـ الشيخ محمد بن عبد الرحمن
12ـ الشيخ العلامة نوح بن عبد الرحمن الأنصاري التكراتي ت 1372هـ
13ـ الشيخ العلامة محمد بن محمد الأمين ت(1390)هـ
14ـ الشيخ محمد بن معاوية ت (1383)هـ
ومنهم أقرانه من عشيرته الأقربين :
15ـ الشيخ العلامة المسند عيسى القاضي بن تَحْمَدُ ت (1406)
16ـ الشيخ العلامة محمد بن شعيب ت (1396)هـ
16ـ الشيخ العلامة محمد أحمد بن عمران ت (1406)هـ
17ـ الشيخ العلامة المؤرخ محمد حَبَّ بن محمد أحمد ت (1398)هـ
ومنهم:
18ـ الشيخ العلامة المحدث المشهور إسماعيل بن محمد الأنصاري .
ت (1417)هـ
19ـ الشيخ العلامة المؤرخ العتيق بن سعد الدين الإدريسي الجلالي ـ الذي كان أصل هذه الترجمة بقلمه ـ ومما أخذ عنه جمع الجوامع لابن السبكي إجازة ، ثم أخذت عنه نظمه له رواية ، وانتفع بدروسه وأبحاثه ومؤلفاته من سائر الفنون ، ثم لازم مجلسه وجعل يستمد منه كل يوم وليلة ويباحثه في المسائل من سائر الفنون وربما أشكلت عليه مسألة ويطلب حلها من الكتب ويتعب في التفتيش فلا يجد ما يزيل عنه الإشكال ويكشف عنه الغطاء حتى يراجعه فيها فيجيبه بما يقلع الإشكال من أصله .
20ـ الشيخ العلامة المحمود بن يحي الأنصاري التبورقي ت (1406)هـ
21ـ الشيخ العلامة محمدُ بن تَانَ الأنصاري التكراتي ت(1402)
وممن أخذ عنه ـ وهو في شبابه ـ
22ـ أخوه الشيخ العلامة المنير بن الشيخ حماد ت (1415)أخذ عنه النصف الأخير من ألفية بن مالك ،وأخذ عنه في الفقه أيضا بعد ما تصدر للتدريس.
23ـ الشيخ العلامة حِيَّاي بن محمد أحمد ت (1418)هـ أخذ عنه الآجرمية وقطر الندى لابن هشام وألفية ابن مالك وأبوابا من أوائل كافيته .
فهذان الجليلان أخذا عنه وهو في ريعان شبابه.
وممن أخذ عنه
24ـ الشيخ أحمد بن محمد الصالح المعروف بمَتّالِ الفهري الجلالي
25ـ ابن المترجم الشيخ أحمد الشفيع (ت 1375)هـ تخرج على يديه في العلوم ،وهو ابن عشرين .
26ـ الشيخ العلامة أحمد بن محمد أحمد"أيد"ت 1415هـ أخذ عنه التوحيد والمنطق والبيان وجل مختصر خليل ، ومقدمة جمع الجوامع لابن السبكي وما بعدها إلى مبحث النهي والكتاب الأول من نظم الشيخ المترجم له " الجوهر اللامع نظم جمع الجوامع " ،
27ـ الشيخ البراء بن محمدُ، أخذ عنه تلخيص المفتاح والسلم المرونق
28ـ الشيخ العلامة إسماعيل بن السعيد ت (1432)أخذ عنه العقائد وفن البيان .
29ـ الشيخ الفرضي محمد بن عبد الله الأنصاري التبورقي ـ حفظه الله ـ أخذ عنه أبوابا من الخلاصة وفن المعاني والبيان
30ـ الشيخ أحمد المعروف باسم أخِي بن المسدد من أهل تِمُكَسِنْ ، أخذ عنه المنطق.
31ـ الشيخ معاذ بن عيسى بن القاضي ت أخذ عنه البيان
وأخذ عنه الفقه جماعة منهم :
32ـ أخوه الشيخ البشير بن حماد ت 1414هـ
33ـ وابن أخيه الشيخ العلامة زين الدين بن المنير ـ حفظه الله ـ
34ـ وابن بنته الشيخ العلامة أحمد المبارك بن محمد الإدريسي السكني
35ـ الشيخ محمد أتو بن محمد أحمد الأدرعي الجلالي ت (1424)هـ
36 ـ الشيخ العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد وقد أخذ عنه " من باب الفلس إلى آخر الجزء الثالث " من حاشية الدسوقي على شرح الدردير على مخصر خليل ثم " من باب الإجارة إلى بابي القضاء والشهادات منه "، وأخذ عنه"معظم كتاب جمع الجوامع" لابن السبكي، ومن علم التفسير من الفاتحة إلى سورة الأنعام "وأجازه بجميع مروياته ومسموعاته - إن شاء الله- انظر ترجمته لنفسه الأنس المصفى في ترتيب أشياخي ومن أخذت عنهم صفا فصفا ص 85
37ـ الشيخ العلامة محمد يحي بن حمَّدَا الإدريسي الجلالي ت 1430هـ
38ـ الشيخ أحمد بن الكرماني حفظه الله
34ـ الشيخ العلامة محمد الرشيد ابن أحمد بن موسى ت 1430هـ
35ـ الشيخ العلامة محمد بن حُمَيد الأنصاري التكراتي ت 1415هـ
36ـ الشيخ محمد أحمد بن محمدُ بن عبد الله الأنصاري التكراتي ت 1415هـ
37ـ الشيخ العلامة النحوي المحمود بن محمد الأغْ حفظه الله
38ـ الشيخ محمد أحمد بن المرتضى
39ـ الشيخ العلامة محمد الصالح بن إبراهيم بن أحمد البكا الأدرعي الجلالي
ت 1405تقريبا
40ـ الشيخ المحمود بن المرتضى الأدرعي الجلالي ت 1408تقريبا
وممن أخذ عنه من علماء دو إسحاق:
41ـ الشيخ أحمد بن آدم الإسحاقي
42ـ الشيخ أحمد بن عبد السلام الإسحاقي
43ـ الشيخ البكّا بن الوافي الإسحاقي
44ـ الشيخ العلامة فاضل بن الحسن الإسحاقي
45ـ الشيخ العلامة محمد الفقيه بن إبراهيم الأنصاري الذي ذكر الشيخ في ترجمته كتابه " فتح الودود " أنه ممن طلب منه أن يؤلفه .

آثاره العلمية : لم يزل منذ ذاق العربية وهو في سن الصبا ، مشغوفا بتحقيق المسائل وتبين مقاصد المدققين من أهل الحواشي فكان كثيرا ما يستشكل شيئا من مسائل فن النحو ولا يجد لإشكاله مزيلا فيعاني إيضاح ما بدا له أنه هو حل الأشكال فيكتبه في حاشية الكتاب وفي قراطيس إن كان لا تسعه حاشية الكتاب
ثم عمل في فن المعاني مثل ذلك وهو في سن الشباب
ثم لما اشتغل بعلم الفقه وتحقيق مسائله وطلب الجمع بين متعارضات أقوال علمائه وتطبيق ما ينزل من النوازل على منقولات السلف الذين لم تدركهم تلك النوازل بأعيانها ، ألف في ذلك رسائل تقرب المقصود منها لأهل البداية ، ولا يستغني عنها أهل النهاية ،
ومن منهجه في التأليف و التصنيف رعاية أحوال الناس وتفاوتهم في المراتب العلمية وانقسامهم إلى طوائف كل طائفة ترجو أن تستفيد منه مما يشتغل به من العلم فوائد زائدة على ما حصلوا، فكان ينظر فيما تشتد إليه رغبة كل قسم من تلك الأقسام والطوائف فيتحفهم بما يرضيهم ثم ينظر في رغبة قسم آخر فيرضيهم ثم في رغبة آخر وآخر
ثم نظر إلى طائفة الفقهاء من أصحابه فعمد إلى مشكلاتهم من الكتب التي يتعاطونها فحل منها كثيرا ثم نظر إلى أهل الفنون كافة فكتب لكل طائفة منهم مما يتعلق بفنها الخاص شفاء غلتهم ، ومن أراد التحقيق واستراب في الموضوع فلينظر إلى مؤلفاته التي تأتي أسماؤها:
منها
أولا: في العقيدة
1ـ فتح الودود في الرد على مدعي الرؤية ووحدة الوجود "
2ـ رسالة في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا:في أصول الفقه
3ـ الجوهر اللامع نظمه لجمع الجوامع لابن السبكي في الأصول وقد حاول فيه أن لا يترك كلمة من الأصل إلا أتى بها، كما عدل فيه عن طريقة بعض الرّجّاز من الإغضاء عن بعض قواعد العروض إلى طريقة الشعراء من اعتبار قواعد العروض وميزان الشعر حتى اضطره ذلك إلى استعمالات غير مألوفة لاستلزام المألوفة عدول عن مقتضى قواعد العروض ،
ولما فرغ من نظمه ابتدأ في شرحه فشرح خطبته وباب القياس ثم تركه بنية العودة إليه واشتغل بتصانيف أخر .

ثالثا:في الفقه
4ـ رسالته الكبيرة في " المسح على الجبيرة " ينكر فيها على من ينتقل من الغسل أو الوضوء إلى التيمم ولم يمسح حين أضر به الماء.
5ـ رسالته تكلم فيها على تحقيق الدينار والدرهم الشرعيين المتعتبرين في الصداق والسرقة وغيرهما، وسبب تلك الرسالة أنه وقع النزاع بين العلماء في بلده في تقدير كل منهما فمال المترجم أولا إلى تحقيقها بحسب ما ينقش عليهما ، ثم رجع عن ذلك إلى أن تحقيقهما إنما يعرف بالوزن،وذهب إلى الميزان فوضع فيه قبضة من الشعير ووضع في الكفة الأخرى فضة فوجد ما يزن خمسين حبة وخمسي حبة من الشعير الوسط الذي هو وزن الدرهم الإفريقي "تَنكَة" وزيادة ، ووزن الدينار أيضا بالحبوب حتى تحقق وزنه فوضع في ذلك رسالة قرر فيها ما رجع إليه وزيّف الأولى ،
6ـ رسالة يتكلم فيها على ما في شرح الدردير وحاشية الدسوقي عليه عند قول خليل " كسائل دينارا فيعطى ثلاثة ،
7ـ رسالة يتكلم فيها على الترخيص في السلم الحال مع أن جل المالكية لا يرون جوازه ، وجلب فيها أدلة على جواز العدول عن كلام الأشياخ للقادر على الاستنباط والاستدلال والقياس من المتأخرين ، ومال فيها إلى أن الاجتهاد الجزئي لا ينقطع، وبين ذلك مع شدة تضيقه على نفسه في العدول عن مشهور مذهبه كما اعتذر فيها عن عدوله عما قيل فيه أنه المشهور بأن ما عدل إليه هو الذي يعتقد رجحانه ومشهوريته لقوة دليله عنده .
8ـ رسالة في التحذير من التبذير
9ـ فتاوى كثيرة لم تجمع، فأجوبته عن المسائل الواردة عليه من علماء الأفاق لا تحصى.
رابعا: في الفرائض
10ـ رسالة في تعريف المفرد الهوائي وما يتعلق به من علم الفرائض .
خامسا:في الحساب
11 ـ رسالة في كيفية الحساب الذي يعرف به أحوال السنة العجمية من الكبس وغيره من مصطلحاتهم .
سادسا: في علوم اللغة
12ـ غيث النفع بشرح رسالة الوضع وهو مجلد مستقل شرح فيه رسالة الوضع لعضد الدين الإيجي أتى فيه بأبحاث لم يلم بها العضد حتى كأنه المخترع لموضوعات الكتاب لعدم كثرة المواد التي يستمد منها فعانى المشقة في التقاط مستمداته من غير مظان التقاطها من مطولات حواشي فن النحو وفن البيان وغيرهما حتى جمع من ذلك ما يقصر عن الانتفاع به كثير من الطالبين ولا ينتفع به إلا القليل من حذاق الطلبة الراغبين .
13ـ رسالة مختصرة في الفرق بين الصفة اللازمة والكاشفة، وقد نظمتها أنا المترجم له نظما جيدا.
14ـ حواشي وتعليقات على كثير من كتب النحو يذلل به صعابها ويوضح بها مشكلاتها وغوامضها.
سابعا: في التاريخ والتراجم
15ـ كتاب " التبر التالد في مناقب الشيخ الوالد " بناه أولا على التعريف بوالده ومناقبه وآثاره،ثم جمح به عنان القلم فتكلم فيه على كثير من العلوم والمعارف وتاريخ أسلافه وغير ذلك حتى أخرجه في مجلدين ضخمين.
وما ذكرته من آثاره العلمية قليل بالنسبة إلى ما تركته .
...
ثناء العلماء عليه:أثنى عليه كثير من العلماء وطلاب العلم وغيرهم وأكتفي بذكرقلة قليلة منهم بعضهم من أشياخه وبعضهم من طلابه إذ لا أستطيع استيعاب الثناء عليه لو أردت:
فمنهم :
-العلامة المسند محمد ياسين الفاداني:فمما قال في إجازته له التي تقدمت"أما بعد: فإن الله جلت نعمته وعظمت منته قد وفق من اختاره من عباده لخدمة هذه الشريعة الغراء، فصارت محفوظة من التغيير والتبديل، متوارثة بين جهابذة العلماء النقاد جيلا بعد جيل ،هذا، وإن ممن انتظم في سلك هذه العصابة الموفقة مولانا الجليل الدراكة النبيل المحمود بن الشيخ حماد الإدريسي التبورقي..."

-ومنهم الشيخ عيسى القاضي ين تحمدُ ت 1417هـ فقد وصفه ب"العالم العلامة الدراكة الفهامة المحقق المدقق، الزاهد الواعظ المرقق"
-ومنهم الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري كما في آخر إجازة الشيخ الفاداني للمترجم له والتي سقناها.
-ومنهم شيخنا العتيق بن الشيخ سعد الدين الحسني الإدريسي ـ حفظه الله ـ الذي كان أصل هذه الترجمة بقلمه فقد تخللها ثناؤه عنه، وكثيرا ما يعضد كلامه بأقواله أو يكتفي بالنقل عنه أوحكاية رأيه في مسألة.
-ومنهم شيخنا العلامة المحدث والدي فقلما يذكره إلا ويثني عنه كما في كتابه إتحاف المودود فكثيرا ما يصفه بقوله "العلامة بلا نزاع"

وفاته: توفي لثالث عشرة ليلة خلت من شعبان ليلة الإثنين من عام 1407هـ ويوم توفي جاءت القوات المالية في غاوgao،وحالت بين الناس وبين جنازته قبل إدراجه في قبره حتى قاموا بالمراسم التي يقومون بها عند توديع رجال الدولة الكبار من رؤساء ووزراء، وقد رثته جماعة منهم الشيخ العلامة الأديب عبد القادر بن متالي الفهري الجلالي ت 1414ـهـ رحمهما الله ورحم الجميع


كتب الترجمة أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي