المؤمن بالله
22-04-2006, 08:51 PM
كان لصّا مجرما،،، قاطع طريق قاتلا ،،،يسعى في الارض إفسادا ،، لا توانى عن الفتك بفريسته ،،، كم
يتّم أطفالا ،، وثكّل أمهاتا ،،، ورمّل نساءا ،،، كان اذا ما ذكر اسمه في مجلس في زمان عصره إرتعدت فرائس من في المجلس لخطورته (( مسجل الإخطر عند السلطات )) يهجم فيقتل ليسلب ،،، يسلب
أي شئ حتى لو كان بخس الثمن ،،،وفي يوم من الأيام خطط لسرقة بيت ،، ولا بد أن التخطيط كان في وضح النهار ،،،
وضع الخطة ،،، ولابد للتنفيذ أن يكون في الليل ،،، ربّما في نهاية الثلث المتوسط من الليل او في بداية الثلث الأخير منه وغالبا ما يكون في هذا الثلث ،،
هذا الثلث الّذي يتنزّل به الله جل وعلى نزولا يليق بعظيم جلاله ،،، فيقول هل من مستغفر فأغفر له
،،، هل من سائل فأجيب حاجته (( كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ))) ،،،
الثلث الذي تتجافى به جنوب العبّاد عن المضاجع ،،، وتنهمر به دموعهم خشية من الله وطمعا في رحمته ،،،
حانت لحظة التنفيذ ،،، امتشق سيفة ،،، ولا بد له انه تأكد من مضاء شفرته ،،، وجهّز نفسه ،،،توجه الى ذلك البيت ،،، ((( أعلم أنكم تتساءلون من هو ،،، إنه الفضيّل بن عيّاض ))) ،،، كان البيت محاطا بسور
،،، لنتخيّل الموقف ،،، يتلفت الفضيّل يمنة ويسرة وخلفه ، لعل أحدهم يراقبه من حيث لا يعلم ،،،
الموقف آمن بالنسبة له ،،، إعتلى الفضيّل السور ،،، سمع صوت داخل البيت ،،، إنتظر قليلا ليتعرف على الصوت ،،، إنه رجل يقرأ القرآن ،،،
أخاطبك يا فضيّل إنه من العبّاد المتهجدين ،،، إن دموعه تنساب من خشية الله يا فضيّل خشية
من المنتقم الجبار وطمعا برحمته ،،، يا فضيّل إنه من اللذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفا وطمعا
،،، أنصت الفضيّل إلى الصوت بتمعن كان ذلك الرجل يقرأ بالآية السادسة عشرة من سورة الحديد ،،،
(((( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))) سمعها الفضيّل ارتعدت فرائسه ،،، إمتقع لونه ،،،
خفق قلبه وكادت تتفطر كبده ،،، أطرق في الارض وقال ،،، اللهم بلى ،،، اللهم بلى ،،، اللهم بلى ،،
لا بد انه وجد صعوبة في الترجل عن حائط الصور لما أصاب جوارحة من رجفة أمام خشية الجبار المنتقم
،،، عاد الفضيّل ذليلا وقد قال وكأن هذه الآية تنزّلت لي وحدي ،،، تخاطبني أنا بعيني دون خلق الله أجمعين ،،، عاد تائبا نائبا الى الله
تتساقط دموع التوبة والندم من عينه ولا بد لهذه الدموع ان تكون وكأنها الدرر ،،، كأنها الصفاء تترتفع بصاحبها
الى السمو ،،، يكاد الندم ينزع قلبه من جوفه ،،،
كأنني أسمعك يا فضيّل وانت تدعو الله رافعا أكف الضّراعة الى الغفور الرحيم قائلا ،،، اللهم يا واحد يا احد يا فرد يا صمد يا حيّ يا قيّوم ،،، انني عدت اليك تائبا نائبا نادما فاقبلني ،،، اللهم رب السموات وما اظلت
ورب الارض وما اقلت ورب الشياطين وما اضلت ورب الرياح وما اذرّت انني انخت مطيّتي ببابك فلا تردني خائبا ،،،
نعم لقد حاول الفضيّل اصلاح ما إستطاع مما بدر منه من شرور ،،، وتوجه الى الحرم المكي ليمكث به نصف عام ،،، والنصف الآخر كان يقضيه في الحرم النبوي وهكذا استمر في عبادته بين الحرمين الى نهاية عمره
فسمي عابد الحرمين
رحم الله الفضيّل وعفى عنه
اللهم أحسن خاتمتنا
بقلم اخوكمـــ المؤمن بالله
يتّم أطفالا ،، وثكّل أمهاتا ،،، ورمّل نساءا ،،، كان اذا ما ذكر اسمه في مجلس في زمان عصره إرتعدت فرائس من في المجلس لخطورته (( مسجل الإخطر عند السلطات )) يهجم فيقتل ليسلب ،،، يسلب
أي شئ حتى لو كان بخس الثمن ،،،وفي يوم من الأيام خطط لسرقة بيت ،، ولا بد أن التخطيط كان في وضح النهار ،،،
وضع الخطة ،،، ولابد للتنفيذ أن يكون في الليل ،،، ربّما في نهاية الثلث المتوسط من الليل او في بداية الثلث الأخير منه وغالبا ما يكون في هذا الثلث ،،
هذا الثلث الّذي يتنزّل به الله جل وعلى نزولا يليق بعظيم جلاله ،،، فيقول هل من مستغفر فأغفر له
،،، هل من سائل فأجيب حاجته (( كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ))) ،،،
الثلث الذي تتجافى به جنوب العبّاد عن المضاجع ،،، وتنهمر به دموعهم خشية من الله وطمعا في رحمته ،،،
حانت لحظة التنفيذ ،،، امتشق سيفة ،،، ولا بد له انه تأكد من مضاء شفرته ،،، وجهّز نفسه ،،،توجه الى ذلك البيت ،،، ((( أعلم أنكم تتساءلون من هو ،،، إنه الفضيّل بن عيّاض ))) ،،، كان البيت محاطا بسور
،،، لنتخيّل الموقف ،،، يتلفت الفضيّل يمنة ويسرة وخلفه ، لعل أحدهم يراقبه من حيث لا يعلم ،،،
الموقف آمن بالنسبة له ،،، إعتلى الفضيّل السور ،،، سمع صوت داخل البيت ،،، إنتظر قليلا ليتعرف على الصوت ،،، إنه رجل يقرأ القرآن ،،،
أخاطبك يا فضيّل إنه من العبّاد المتهجدين ،،، إن دموعه تنساب من خشية الله يا فضيّل خشية
من المنتقم الجبار وطمعا برحمته ،،، يا فضيّل إنه من اللذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفا وطمعا
،،، أنصت الفضيّل إلى الصوت بتمعن كان ذلك الرجل يقرأ بالآية السادسة عشرة من سورة الحديد ،،،
(((( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))) سمعها الفضيّل ارتعدت فرائسه ،،، إمتقع لونه ،،،
خفق قلبه وكادت تتفطر كبده ،،، أطرق في الارض وقال ،،، اللهم بلى ،،، اللهم بلى ،،، اللهم بلى ،،
لا بد انه وجد صعوبة في الترجل عن حائط الصور لما أصاب جوارحة من رجفة أمام خشية الجبار المنتقم
،،، عاد الفضيّل ذليلا وقد قال وكأن هذه الآية تنزّلت لي وحدي ،،، تخاطبني أنا بعيني دون خلق الله أجمعين ،،، عاد تائبا نائبا الى الله
تتساقط دموع التوبة والندم من عينه ولا بد لهذه الدموع ان تكون وكأنها الدرر ،،، كأنها الصفاء تترتفع بصاحبها
الى السمو ،،، يكاد الندم ينزع قلبه من جوفه ،،،
كأنني أسمعك يا فضيّل وانت تدعو الله رافعا أكف الضّراعة الى الغفور الرحيم قائلا ،،، اللهم يا واحد يا احد يا فرد يا صمد يا حيّ يا قيّوم ،،، انني عدت اليك تائبا نائبا نادما فاقبلني ،،، اللهم رب السموات وما اظلت
ورب الارض وما اقلت ورب الشياطين وما اضلت ورب الرياح وما اذرّت انني انخت مطيّتي ببابك فلا تردني خائبا ،،،
نعم لقد حاول الفضيّل اصلاح ما إستطاع مما بدر منه من شرور ،،، وتوجه الى الحرم المكي ليمكث به نصف عام ،،، والنصف الآخر كان يقضيه في الحرم النبوي وهكذا استمر في عبادته بين الحرمين الى نهاية عمره
فسمي عابد الحرمين
رحم الله الفضيّل وعفى عنه
اللهم أحسن خاتمتنا
بقلم اخوكمـــ المؤمن بالله