المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة لمحمود حسن إسماعيل فى العلامة محمود محمد شاكر



أهــل الحـديث
16-01-2013, 03:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



عزفة حب

هذه قصيدة لمحمود حسن إسماعيل قالها فى الأستاذ محمود محمد شاكر فى لقائه بالكويت سنة 1972 التى نزل فى رحابها لأول مرة فى حياته نشرتها مجلة القاهرة فى عددها الثانى عشر بتاريخ 3 شعبان 1405 الموافق 23 أبريل 1985


و تكلمتْ حباتُ رملِ البِيدِ ، حيـ *** ـنَ نزلتَ ضيفا فى قلوب رجالِها
و سمعتُها ، و سمعتَ أنت حديثَها ، *** و رأيتَ مثلىَ ما يدور ببالها
كَذَبَ اللقاءُ ، فأنت نبضُ رِياحها ، *** و إباءُ نَلْعَتِها ، و كِبْرُ جبالها
و حديثُ مَنْ عَبَرُوا ، و شَبَّاباتُهُمْ *** بيديك سِحْرُ يمينِها و شمالها
تَعِبَ الخلودُ و ملَّ ، حتى زُرْتَها *** فرددتَهُ نَشْوانَ فوق رمالها
تتلو عليك قصيدَها ، فنخالُه *** هو عازفَ الأشعارِ فى آصالها
و تُجَندُ الأسمارَ وخزةُ نارِها *** تَشْوِى أباطيلَ المَدَى بنصالها
و تهب فى الظلمات تردع ليلَها *** حتى و لو احتبستكَ فى أغلالها
تعنو العقول ، و وجهُ عقلِك أَصْيَدٌ *** كالشمس مرصودٌ على أوصالها
أفأنتَ ضيف أديمها و هوائها ؟ *** أم أنت عزف سكونها و ملالها
أم أنت رجف جراحها فى غمرة *** حَشَرَتْ بها النكباتُ كلَّ صِلالِها
أم أنت حرف الضاد فى لهواتها *** و على مرابضها ، و فوق تلالها
أوْغَلْتَ فى أعماقها و سَكَنْتَها *** فَجْرًا يُحَوِّم دائما بخيالها
و وقَفْتَ بالمرصاد ، كُلَّ مُجَهَّلٍ *** يلغو ـ ترد له الصدى بنبالها
الصِّلِّيانُ جثا ، و صلى مؤمنا *** بعصاك حين هوتْ على دجالها
و أبو العلاء أضاف لحنَ قصيدةٍ *** عزفَتْك خُلْدًا ثانيا بجلالها
لولا حجاب الغيب كنت رأيتَه *** و سمعتَ وقْعَ خُطاهُ فى نَهْدالِها
بالله ، بالعَرَب الذين عشقتَهمْ *** لغةً يشع النورُ من أسدالها
و يظل حادى العقل فى ربواتها *** يُحدَى بحادى الرُّوح فى أدغالها
أنا صَبُّ نَغْمَتِها ، و عازفُ نايِها *** و مُلقِّطُ الأسرارِ تحت ظلالها
و أراك أنت بكل لجٍّ موجَها *** و الهادرَ المشبوبَ من شلالها
و أراك أنت عليمَها و كليمَها *** و الجازِرَ الشبهاتِ فى استدلالها
يحبو إليك الموغَرون بكيدها *** فتصدهم صَدَّ الرَّحَى لثِفالها
و العاطشون الحائرون ، تردهم *** أغصان دوحتها و روض جمالها
و الصابئون ، من الضباب تشدهم *** و ترد بعض الضيم من أثقالها
و المدلجون ، إذا ادلهمت حيرةٌ *** كنتَ ارتعاشَ الضوءِ فى أقفالها
بالله ، بالإسلام ، باللغة التى *** أوشكتَ تسجدُ من ذُرَى أقوالها
لا تُبْقِ وَهْمًا فى الطريق لسادرٍ *** يُلْقى به العَثَراتِ من جهالها