االزعيم الهلالي
15-01-2013, 11:10 AM
المجَاهِرون
من الظلْم أن يسيْ ء الإنسان إلى خالقه تعالى أولا , , فيَعصي ربَّه , و يخالف تعاليم الدين, و يسي ء إلى نفسه ثانيا و يقودها إلى المهالك . بل و يزْداد الأمر سوءا عندما يجَاهر بالمعاصي , و قد ستَر الله عليه , و ينشرُها و العيَاذ بالله , قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) 19, النّور, و قال صلى الله عليه و سلم : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلانُ، عمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ) متفق عليه . و لم يعظـِّم ربه , قال تعالى: ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) 67, الزّمَر. و من سُنن الله تعالى العظيمة في خلْقه الذين كذَّبوا بالله, وآياته و رسله, و جاهروا بالمعاصي إهلاكهم بأنواع العذاب, كما قصَّ علينا القرآن الكريم أخبَار الأمم السابقة, فمَن أهلك ثمود بالصَّاعقة ؟! و من خسَف بقارون و بداره الأرض ؟! ومن الذي أغرَق فرعون وجنوده ؟! فالمجاهرة بالمعصيةُ لها آثار سيئة فهي من صِفات الإنسان المستهزئ بالشرْع، و الاستمرار في المعاصي يزِيل الحواجز النفسيَّة , مما يؤَدي إلى فعْلها دون حياء, و قد تؤدِّي إلى التسْويف في التوبة؛ و عدَم السعادة في الدارين ,و إنْ وقَع المسلم في بعض المعاصي بسبب ضعْف النفس أو الشيطان , فإن من عظمَة التشْريع الإِلهي , أنْ فتَح أبواب التوبة لعباده بشرُوط , فإن همَّ المسلم بالسيئة , فلم يعملها كُتبتْ له حسنة , و إن عملها كُتبت له سيئة واحدة , وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً , و إن توعَّد الله المجاهرين بالعذاب, إلا أنه حث على الستْر بقيود , فجعَل الستر و النصْح للعُصَاة غير المجاهرين , و هُم من لم يُعرفوا بالأذى و الفساد , قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَل يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم , أما ستْر الشخص المجاهر و المُستهتِر، فهذا مذموم , فلا يُستر ؛ بل المشرُوع أن يبيَّن أمره و يُردَع .
عبد العزيز السلامة / أوثال
من الظلْم أن يسيْ ء الإنسان إلى خالقه تعالى أولا , , فيَعصي ربَّه , و يخالف تعاليم الدين, و يسي ء إلى نفسه ثانيا و يقودها إلى المهالك . بل و يزْداد الأمر سوءا عندما يجَاهر بالمعاصي , و قد ستَر الله عليه , و ينشرُها و العيَاذ بالله , قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) 19, النّور, و قال صلى الله عليه و سلم : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلانُ، عمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ) متفق عليه . و لم يعظـِّم ربه , قال تعالى: ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) 67, الزّمَر. و من سُنن الله تعالى العظيمة في خلْقه الذين كذَّبوا بالله, وآياته و رسله, و جاهروا بالمعاصي إهلاكهم بأنواع العذاب, كما قصَّ علينا القرآن الكريم أخبَار الأمم السابقة, فمَن أهلك ثمود بالصَّاعقة ؟! و من خسَف بقارون و بداره الأرض ؟! ومن الذي أغرَق فرعون وجنوده ؟! فالمجاهرة بالمعصيةُ لها آثار سيئة فهي من صِفات الإنسان المستهزئ بالشرْع، و الاستمرار في المعاصي يزِيل الحواجز النفسيَّة , مما يؤَدي إلى فعْلها دون حياء, و قد تؤدِّي إلى التسْويف في التوبة؛ و عدَم السعادة في الدارين ,و إنْ وقَع المسلم في بعض المعاصي بسبب ضعْف النفس أو الشيطان , فإن من عظمَة التشْريع الإِلهي , أنْ فتَح أبواب التوبة لعباده بشرُوط , فإن همَّ المسلم بالسيئة , فلم يعملها كُتبتْ له حسنة , و إن عملها كُتبت له سيئة واحدة , وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً , و إن توعَّد الله المجاهرين بالعذاب, إلا أنه حث على الستْر بقيود , فجعَل الستر و النصْح للعُصَاة غير المجاهرين , و هُم من لم يُعرفوا بالأذى و الفساد , قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَل يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم , أما ستْر الشخص المجاهر و المُستهتِر، فهذا مذموم , فلا يُستر ؛ بل المشرُوع أن يبيَّن أمره و يُردَع .
عبد العزيز السلامة / أوثال