المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذا ديدن الصغار...بكاء و صراخ



أهــل الحـديث
14-01-2013, 10:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


لم يسلم أحد من البكاء....يوم تسقط من رحمٍ ضمّك تسعة أشهر تبكيه الفراق!!!بيد كنتَ وحيداً تنم و تأكل و تشرب في مكانٍ ضيّقٍ و تلهو و تلعب!!!


و يوم تتلفظ أنفاسك الأخيرة في دنياك تبكيها فراقاً!!! لكن شتّان بين بكاء الرضيع و بكاء الكبير!!!

لتعود الى قبر يُشابه الرحم من حيث ضيق مكانه و خلوّه من الناس!!!

ليستقر بك الحال الى جنة أو جهنم تُشابه الى حدٍّ ما دنياك من حيث السّعة و النّاس..

عود على بدء:
صراخ الصغار كالقنابل في وضح النهار!!! لا يهنأ لك عيش حتى يسكت صغيرك...و كان الله بعون من ابتلي بجيشٍ من الصغار...

ذا يركض فيتعثّر فتنكسر رجله...و ذاك يسمعك كسر الأواني النفيسة... و آخر يتمتّع بتمزيق كتبك النادرة!!!1
و رابعٌ يشتكي منه جيرانك !!!! و خامس طابت نفسه أن يرتحلك!!!!
و سادسٌ يهوى الصراخ فهي ضمن نشطاته اليوميّة!!!
فقل لي بربّك أيُ ثكنة جيشٍ هذه!!!!

و لا أخفيك سراً عندما يجتمع صغارك و صغار الأقربين يحدث في منزلك كسوف و خسوف و زلازل و دمار!!!!

و الأجمل من ذا و ذاك عندما يكون صغار غيرك يمزّقون و يكسّرون و ذويهم لا يكلّفون أفواهم الاّ بقولتهم المعهودة (بس بابا...بس ماما)؟؟؟؟

و عندما تطرق أذنهم بسبسةُ (والدهم أو والدتهم) تزيد دبدبتهم...حتى تقولَ مخاطبا نفسك...ليتك لم تبسبس!!!!

و حتى لا نظلم الصغار و نذكر سيئاتهم فلهم حسنة واحدة لا غير....
ربما ضاع منك شيئا...و أكل على ضياعه منه الدهر....و شابت منك الذوائب و انت تبحث عنه دون جدوى!!!
و اذا بذا الصغير يعثر عليه و بخبرته....فيخفف عنك الم خرابه!!! لكنه يأتيك به معاقاً أو مكسوراً أو....!!!!
فلا يدعك الاّ أن تقول يا ليته لم يعثر عليه؟؟؟؟
فيصيبك الموت مرتين...مرة عند ضياعه و مرة عند اعطابه!!!!

و عبد الرحمن صغيرٌ مثل بقيّة الصغار....منْ رآه أحبّه لكنه بعد دقيقة يبدأ الصراخ!!!
جارٌ لي...من طبقة غنيّة بالأخلاق....دوماً يُحادث عبد الرحمن من الشرفة و عبد الرحمن يبتسم له و يضحك...
و عندما بدأ صغيري بالنطق...و خرج الى الشّرفة...نادى جارنا...يا عمو...يا عمو...فظننتُ أنّ صغيري سيُبيّض وجهي بكلمة جميلة!!!
و عندما ردّ ذاك الجار على عبد الرحمن...قال له صغيري...يا عمّو أنت حمار!!!!
فاسوّد وجهي و بات كقطعة من الليل مظلمة...فاضطررت أن أزحف حتى لا يراني ذاك الجار و أسحب عبد الى داخل النزل!!!!
فأكل نصيبه من الضرب...فكانت صغيرتي الأخرى ماريا منْ علّمه...و مدرستها منْ علّمها تلك الكلمة!!!!

ذا ديدن الصغار....ليتني كنتُ صغيراً حتى أملأ الكون بكاء و صراخاً!!! (وجه مبتسم)