تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فن صناعة الذكريات



حسن المعيني
16-04-2006, 11:18 AM
http://up5.w6w.net/upload/18-04-2006/w6w_20060418113522ba87a8ac.gif

فن صناعة الذكريات

من منا جرب ذات يومٍ ، في ساعة استرخاءٍ عميق ، وهدوء نفسٍ وراحة بال ، وانشراح صدر ،
أن يسترجع شريط ماضيه وذكرياته بكل تفاصيلها .

أجزم أن كلنا جرّب هذا مراراً وتكراراً.
ولكن الفرق يكمن في النتيجة والعائد من تلك التجربة

وقد يتفق اثنان في أن يسكب كلٌّ منهما دمعةً ساخنة تجري على خده
ولكن يكون لكل دمعةٍ من الدمعتين مغزىً ومدلول تختلف فيه عن الدمعة الأخرى ،


فالأولى/ دمعة شوقٍ وتحرقٍ وتلهف لذكريات حالمةٍ وجميلةٍ ورائعةٍ وباسمةٍ وهانئةٍ
عاشها هذا الشخص ذات يومٍ ونعم بها ،فهو يسكب دمعة شوقٍ لعودتها ،
وهي في ذات الوقت دمعة فرحٍ لإنجازٍ أو نجاحٍ قد تحقق في ثنايا تلك الذكريات .


والدمعة الثانية/ دمعة قهرٍ وأسفٍ وحزنٍ وبؤس لذكرياتٍ بائسةٍ عابسةٍ شائنةٍ سيئةٍ
عاشها هذا الشخص ذات يومٍ وبئس بها ،فهو يسكب دمعة قهرٍ وأسفٍ على ما كان فيها،
وهي في ذات الوقت دمعة حزنٍ على أنها لن تعود لكي يصلح ما قد يكون أفسده فيها


ومن هنا جاء عنوان موضوعي هذا لأجعله كما سبق :
( فن صناعة الذكريات )


فلكلٍّ منا ذكرياته الماضية ، التي كانت ذات يومٍ واقعة وحاضرة ،
ثم لم تلبث أن ذهبت بكل تفاصيلها المفرحة أو المحزنة ،
لتحلّ بدلاً منها ممارسات وأفعال وتجارب أخرى .
وهكذا يتقضى عمر الإنسان دائراً ما بين :

ماضٍ منصرم ،
وواقعٍ حاضر ،
ومستقبل منتظر ،

والناس على اختلاف أنماطهم وما ركّب الله فيهم من
استعداداتٍ نفسيّة وشعوريّة وتفكيرية وسلوكية
يتعلق بعضهم :

بالماضي وذكرياته
وآخر يهتم بالحاضر وملابساته
وثالث يستشرف المستقبل وتهويماته

============ ============
غير أن ما أريده من عنواني السابق هو ((الماضي))
ويأتي السؤال أو التساؤل :

هل نحن من نصنع ذكرياتنا الماضية ؟!

لتأتي الإجابة المتجذرة تجذر الماضي
العميقة عمق التاريخ، لتقول :
نعم !!!!
( كل إنسانٍ هو من يصنع ذكرياته بنفسه )

ويأتي بعد هذا التفصيل لأقول :

إن أيّ ممارسة لأي فعل أو سلوك نمارسه في هذه الدقيقة
فإنها تصبح في الدقيقة التي تليها ( مجرد ذكريات )
فإن كانت حسنةً وجميلة سررنا وسعدنا باسترجاعها
وأبحرنا في التفكير بتفاصيلها الجميلة والرائعة
لتورث أنفسنا راحةً وانشراحاً وطمأنينةً
نستمتع بكل لحظة ذكريات نعيشها في ظلالها

وفي المقابل إن كانت بائسةً أو سيئة ظلت ضمائرنا على إثرها تعذبنا وتؤنبنا
ونحاول ونحاول ما استطعنا أن نمحوها من أذهاننا حتى نبعد كابوسها المزعج عن طريقنا

ولما كان كذلك فأقول :
لو أن كل واحدٍ منا – إخوتي وأخواتي – استشعر أن :
صناعة الذكريات فنٌ من أروع الفنون وأمتعها للنفس البشرية ،
وأنه لا بد لكل واحدٍ منا أن يجيده وأن يستثمره في الصالح والنافع والمفيد
لتحسنت كثيرٌ من تعاملاتنا مع الآخرين ومع أنفسنا وقبل ذلك مع خالقنا جلّ وعلا .
*
*
*
*

============( لحظة !!! من فضلك )============


تمارين :

تمرين (1):
ما رأيك عزيزي أن نجرب معاً صناعة ذكرياتٍ رائعة الآن.

*في هذه اللحظة أطلب منك أن تقف مع هذا التمرين
ثم تقوم إلى من حولك- أياًّ كان – سواءً كان أحد الوالدين
أو أحد الأخوان أو الأخوات أو ابن أو بنت أو زوجٌ أو زوجة أو صديق

ثم :

صافحه وابتسم له من أعماقك وبكل جرأة قل :
" إني أحبك " وإن شئت أن تزيد عليها تعبيراً آخر فلك ذلك .

============= ================

تمرين ( 2 ) :
وهذا في حالة إن لم يكن من أحدٍ إلى جوارك أو قريباً منك :

أطلب منك كذلك أن تتوقف عن القراءة الآن ولبضع لحظاتٍ
قم وتجول في الغرفة أو الموقع الذي أنت فيه ، وكرر عشر مراتٍ :
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت ،
وهو على كل شيءٍ قدير "


ثم عد إلى مكانك وواصل تصفحك .
================

أتوقع منك أن تكون قد فعلت ذلك الآن،
وإن لم تفعله الآن فستفعله لاحقاً.

ما الذي فعلناه الآن وما فائدته وجدواه ؟؟

إنك بفعلك هذا قد صنعت ذكرياتٍ رائعةٍ وبسيطة
ستسرك وتسعدك حينما تقف ذات يومٍ لتفتش عن
الذكريات الجميلة التي لفّها الماضي فمضى بها ،
غير أنها لم تغادر وجدانك بل نقشت في صفحة
أعماقك لوحةً مشرقةً مضيئة متوهجة
يظل عطاؤها لك متجدداً تجدد تلك الذكريات
في مخيلتك وفي ذهنك وتفكيرك


وقيسوا على هذا أحبتي كل فعلٍ نفعله
في حياتنا اليومية سواءً مع أنفسنا ولوحدنا ،
أو مع الآخرين من أهلنا أو إخواننا
أو مع سائر الناس الذين نقابلهم ونصادفهم
في طرقنا وأعمالنا وأسواقنا ومنتدياتنا
ومجالسنا المختلفة رجالاً ونساءً .

تذكروا دائماً أنها صناعة ذكرياتٍ
إما رائعة وجميلة أو عكس ذلك .

ومن هنا يتبين أن القرار بيدنا نحن
فإما أن نحسن صناعة ذكرياتنا
لكي نسعد بتذكرها لاحقاً،
أو لا نحسن صناعتها فنشقى بالتنقيب
في صفحاتها بعد لحظات من رحيلها .
*
*
*
*
*
*

وقفة :
((ما دام أنك قد عرفت أنك أنت صانع ذكرياتك
فكن حاذقاً فطناً في صناعتها وصياغتها وصدقها
لأنك أنت المستهلك الوحيد لتلك الذكريات أياً كانت
والمرء بطبعه يبحث دائماً عن المنتج الجيد والصناعة الفاخرة ))






وللجميع خالص الود وأعذب التحايا

نديم السها / حسن المعيني

جمان نجد
16-04-2006, 11:53 AM
موضوع جميل ..وكلام رائع .....ولكن هناك ذكريات لانصنعها......
فمثلا المواقف المؤلمه ...المفجعه ...تأتي فجأه وتبقى ذكراها لاتزول...
ونتوقع في أي لحظه ان تداهمنا مثل هذه المواقف ولاراد لقضاء الله.....

تقبل تحياتي......

دفا المشاعر
18-04-2006, 02:54 AM
المنتَج الجيد هو صحائف من الحسنات

من صناعة أجمل فن من الذكريات


عمل ننسج خيوطه بصدقٍ وحب واخلاص

ثم نضعه في وعاء من الذكريات


هناك العديد من الذكريات نصنعها بذواتنا بأفعالنا

وهناك العديد من الذكريات تصبها في طريقنا

مجموعة أقدار لا نملك السيطرة عليها

فهي من وضع رب السموات والأرض

فنقطر الدموع على وعاء الحزن والالم


لدي في كتاب حياتي مجموعة من الذكريات


ذكريات الطفولة عندما كان والدي يحملني على كتفيه

وأمي تحتضنني بكل لحظة وخاصة لحظات الهواء البارد


ذكريات الأماكن .. الأثاث ..


جميعها ذكريات الطفولة الأثرية بلحظات عمري


وهناك ذكريات أجمل صنعتها في حياتي لا أستطيع ذكرها لخصوصيتها

فكلما أتذكرها أسعد وأستمتع وأفخر بصناعتي لها

فهي ذكريات لامعة في حياتي بفضل الله


أخي الكريم // فن الحرف // حسن المعيني

أشكرك جزيلا على فنك الحرفي // وصدقك بالطرح // الذي أفدتنا وأمتعتنا به

لا عدمنا تميز حرفك على الدوام


لك مني احترامي وتقديري

أختك:: :: :: ::

:: :: :: :: دفا المشاعر :: :: :: ::

حسن المعيني
18-04-2006, 12:06 PM
جمان نجد

أشكر لك هذا الحضور المبكر جداً
ثم أشكرك على تعليقك وإضاءتك الرائعة والجميلة
فزادك الله سبقاً إلى كل نجاح وتوفيق وتسديد
=======================

ولي حول تعليقك بعض التعليق والتوضيح :

أولاً : لنعلم جميعاً /
أن ما من حركةٍ ولا سكنةٍ ولا إيماءةٍ ولا إغفاءةٍ
إلا بقدر الله تعالى ، ومن شك في هذا كان في إيمانه خلل، واحتاج
أن يراجع حساباته ، وقد ضلّ في هذا الباب فرقٌ كثيرة قالوا في
مثل هذه المسألة بما لا يليق بحق الباري تعالى
- وليس هذا مجال بسط الحديث فيها -

وحسبي هنا أن أشير إلى أنواع الإرادة والمشيئة :
فالإرادة تنقسم الى قسمين :

الإرادة الكونية القدرية
والإرادة الدينية الشرعية:
فالإرادة الكونية القدرية:
هي المشيئة الشاملة لجميع المخلوقات ،وهي إرادة مستلزمة الوقوع
ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
ودليلها /"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا"

و الإرادة الدينية الشرعية:
هي محبة المراد ومحبة أهله والرضا عنه، فهي إرادة متضمنة للمحبة والرضا
وليست مستلزمة للوقوع. ودليلها قوله تعالى :/
"والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما"،
وقوله تعالى :
"ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم".

وهنا يظهر أن العبد متقلبٌ بين التسيير والتخيير حسب ما سبق

===========================

وبخصوص ما ذكرته تحديداً بقولك واستدراكك السابق :

((ولكن هناك ذكريات لانصنعها......
فمثلا المواقف المؤلمه ...المفجعه ...تأتي فجأه وتبقى ذكراها لاتزول...
ونتوقع في أي لحظه ان تداهمنا مثل هذه المواقف ولاراد لقضاء الله.....))

فأقول لك :
أن كل ما يصادفنا في الحياة من مواقف مؤلمة وحوادث مفجعة
لا اختيار لنا فيها ، فإنها بقدر ما تكون مؤلمة ومحزنةً لنا
إلا أننا نستطيع أن نجعل لها إطاراً إيجابياً وهي ما تعرف
بــ (خاصية التأطير الايجابي )
التي بينها بعضٌ من علمائنا ممن لهم اهتمامٌ بعلم النفس البشرية
وتعني هذه الخاصيّة :

أننا حينما تصادفنا المواقف المؤلمة
كفقد حبيب ، أو خسارةٍ ماليّة ، أو ذهاب فرصةٍ ثمينةٍ من أيدينا ..... أو غير ذلك
فإننا نتذكر أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ، وأن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا
وأن لنا من الأجر الكبير والثواب الجزيل عند الله تعالى ما يهون تلك المصيبة أو الحادثة
حينما نصبر ونحتسب ونحمد الله تعالى ونحسن الظن به ونعلم أن الله يريد بنا الخير
( وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا )

فنحن بشعورنا هذا : جعلنا لهذه الحاثة أياً كانت إطاراً إيجابياًُ
بحيث أننا كلما تذكرنا هذه الحادثة لاح لنا ذلك الإطار الرائع فهوّنها
علينا وأذهب عنا غمها ،وشوّقنا لموعود الله تعالى لعباده في الآخرة

والذي يصنع ذلك فهو بلا شكٍ قد صنع ذكرياتٍ رائعة بصبره واحتسابه
ولا يشك أحدٌ في أنه سيسعد عندما يتذكر مثل هذا الموقف الايجابي
الذي صنعه إزاء هذه المصيبة ، ومن هنا نكتشف أننا حتى مع فواجع الأقدار
نساهم بصناعة ذكرياتٍ رائعة وجميلة ، ودليل هذه حديث حبيبي -صلى الله عليه وسلم - :
(عجباً لأمر المؤمن إنه أمره كلّه له خير ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ،
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )

فمن صبر واحتسب وتذكر ثواب الله مع المصيبة
فقد صنع ذكرياتٍ رائعة يسره استرجاعها

ومن تسخط وتذمر واعترض على قضاء الله تعالى في المصيبة
فقد صنع لنفسه ذكرياتٍ بائسةٍ لا يسره تذكرها ولا استرجاعها

===========================

جمان نجد
أرجو أن أكون قد وضحت ولو جزءاً مما أردت إيصاله لك عبر هذا التعليق
حول ما تكرمت أنت به من تعليق على "فن صناعة الذكريات "


أكرر شكر ي على سابقتك في الحضور
وأضاء الله أيامك ولياليك بكل سعدٍ وسرور


تحياتي ،،،،




نديم السها/حسن المعيني

ورد الجــوري
18-04-2006, 12:34 PM
بالفعل موضوووووووووع
رائع
اجدت أخي في كلماتك
نتجمل في كل شيء حتى في ذكرياتنا
دمت أخي
/
/
ورد

حسن المعيني
18-04-2006, 02:14 PM
العبق الحاضر ، والتواجد العاطر / دفا المشاعر

عندما يكتسب الحرف رونقاً وبهاءً
حتى ولو كان مختصراً ومقتضباً وموجزاً
فإنه يدلنا في المقام الأول على صدق كاتبه
وهذا ما نلمسه في حروفك أيتها الفاضلة
فرزقك الله تعالى إخلاصاً وصدقاً ونقاءً
يتوج ما تكتبينه على الدوام .
=================
أشكر لك تعليقك الخاطف ولي معه وقفات :

قلت :
((المنتَج الجيد هو صحائف من الحسنات
من صناعة أجمل فن من الذكريات
عمل ننسج خيوطه بصدقٍ وحب واخلاص
ثم نضعه في وعاء من الذكريات))

وأقول :
أحسنت
وهكذا حينما تنسج أفعالنا وتطرز
بخيوط من صدقٍ وحبٍّ وإخلاص
فإنها تكون من ابهى وأروع ما نتجمل به
إذ هي الوسام الثمين الذي يعلق على صدورنا
وهي التاج الذي نضعه على رؤوسنا
وهي الرداء الذي نلبسه على عواتقنا
وهي الذكريات الرائعة التي ساهمنا في صناعتها
إذ أننا نستطيع أن نجعل ثلاثية السعادة هي :
الصدق والحب والإخلاص
فمتى ما حققنا هذه الثلاثية سعدنا
وصنعنا منتجاً نفخر بعرضه ولا نقبل حول مساومةً
إذ أنه المنتج الوحيد الذي قد نجيز لكثيرٍ من الناس
أن يشاهدوه واضحاً وجلياً في عرضه على رفوف
من أحاديث مجالسنا المختلفة ، وعبر كثير من أروقة
وردهات منتدياتنا ولقاءاتنا ، ولكن مع ذلك لا يمكن لأحد منهم
كائناً من كان أن يتجرأ على المساس ولو بجزءٍ منه – فضلاً
عن اختلاسه أو اختطافه من أعماقنا –

غير أنّ لي تحفظ على تعبيرك بـــ ( وعاء الذكريات )
لأنّ فيه تحجيماً وتحجيراً كبيرين لهذا المعنى ،
مما يسلبه رحابته وسعته التي تصلح أن تكون الوصف الظاهر له

فذلك العمل الذي أشرت إليه في تعليقك وقلت فيه
((عمل ننسج خيوطه بصدقٍ وحب واخلاص
ثم نضعه في وعاء من الذكريات))
كان الأجمل في حقّه أن نعرضه في أرحب وأوسع
صالات وقاعات الجمال الوجداني والشعور الإنساني
لا أن نضعه في وعاءٍ يغيبه ويحتويه

غير أن عبارتك تلك قد أبدعت فيها لتصوير حالاتٍ هذا شأنها
وديدنها ، حينما لم تفقه من ثقافات التسابق والتنافس
في أعمال البر والخير ، غير ثقافة الأوعية المغيبة
لكثيرٍ من إنجازات بني الإنسان .

================
وقلت :
((هناك العديد من الذكريات نصنعها بذواتنا بأفعالنا
وهناك العديد من الذكريات تصبها في طريقنا
مجموعة أقدار لا نملك السيطرة عليها
فهي من وضع رب السموات والأرض
فنقطر الدموع على وعاء الحزن والالم))

وأرجو حيال قولك هذا مراجعة ردي السابق
على / جمان نجد وتفصيل القول في ذلك
حيث كان الاتفاق في المعنى فيما بينكما .

==================
وحول كتاب حياتك قلت :
((لدي في كتاب حياتي مجموعة من الذكريات
ذكريات الطفولة عندما كان والدي يحملني على كتفيه
وأمي تحتضنني بكل لحظة وخاصة لحظات الهواء البارد
ذكريات الأماكن .. الأثاث ..
جميعها ذكريات الطفولة الأثرية بلحظات عمري))
وأقول :
أرجو لك قضاء أسعد الأوقات وأمتعها في تصفح ذلك الكتاب
الذي هو في حقيقته يعد أثمن كتابٍ يمكن أن يكون بحوزة أحدنا
فلا أجمل أبداً من أن يتصفح الإنسان كتاباً ساهم فيه وكان له فيه دورً
كبير ،- فضلاً عن أن يكون هو مؤلفه - وصانع حروفه .
=====================

وقلت :
((وهناك ذكريات أجمل صنعتها في حياتي لا أستطيع ذكرها لخصوصيتها
فكلما أتذكرها أسعد وأستمتع وأفخر بصناعتي لها
فهي ذكريات لامعة في حياتي بفضل الله))

وأقول :
حينما تتجلى الخصوصية في أنقى صورها
عبر ذكرياتٍ يعلن صاحبها وبكل وضوح
أنه يفخر بها ويسعد ويستمتع ،
حينها يحسن بنا أن نهنيء هذا الإنسان على ذلك
دون بحثٍ في تفاصيل أجملت ولخصت في عنوان

وقد تكون الخصوصيّة في كثيرٍ من الأحيان
سبباً رئيساً في لمعان ذكرياتنا وتوهجها
لكونها لم تصل إليها يد عابثٍ ولا عين حسود

======================
واكرر شكري لك على حضورك الرائع
في هذا الموضوع ، وتواجدك الدائم


ولك التحيّة ،،،،



نديم السها/ حسن المعيني

حسن المعيني
18-04-2006, 02:37 PM
بالفعل موضوووووووووع
رائع
اجدت أخي في كلماتك
نتجمل في كل شيء حتى في ذكرياتنا
دمت أخي
/
/
ورد


ورد الجوري /

أشكرك على مرورك وتواجدك معنا
عبر متن سفينة الذكريات

وأقول لك :
في عصرٍ لا يعترف كثيرٌ من أهله إلا بالماديات والحسيّات مذهباً
ولا يقتنعون إلا بالشكليات والمظاهر منهجاً ومعتقداً
ولا يعدون الجمال إلا ببعض قطعٍ من قماش لا تلبث حتى تبدو باليةً مهترئة

تأتين أنت لتؤكدي جازمةً عبر عبارةٍ موجزة مفادها

أن الجمال قد يكون في أفعالنا

وفي أقوالنا

وحتى في أحاسيسنا ومشاعرنا

التي هي بمجملها واحة ذكرياتنا



فلك التحية والسلام ،،،،،


ودام وردَ -وردٍ - عابقاً وفواحاً







نديم السها/حسن المعيني

شـــــووشـــــه
18-04-2006, 08:30 PM
,, ليساعدنا الرب في صنع ذكريات / مخمليهـ حريريهـ هانئهـ

أعجبني موضوعك جداً ,,


شكري موصول لك



في رعايتهـ

*أهداب*
18-04-2006, 09:49 PM
الذكريات...........وما ادرك ما الذكريات .

لو فرقتنا الآيام تجمعنا الذكريات ..
حلوها ومرها
بخسها وثمينها..........

منها المؤلم الذي تمنينى انه يرحل الى البعيد من غير رجعه ...
ومنه المحزن الذي دعونا انه ما مر ..ولا عشناه ..

منه الموجع المفجع الذي تمنينى انه انتهى في اللحظة اللي بدأ فيها ...

كثيره كثير وبعدد عمرنا ولحظاته ودقائقه وثوانيه ..........

ولكن .......هل فعلاً نحن نصنع مثل هذه الذكريات .........اقصد المرة المرة

مهما حاولنا ورجعنا بالذاكرة الى الوراء ......فلن ترجع ......
ولا نملك سواء الدموع لترجع .............
وعبثا نحتظنها نضحك معها ونبتسم .........ثم نفيق لنجد انفسنا نصرخ بكاءاً عليها ........

سأقف ...لأني استرجعتها في هذه اللحظة بالذات بالرغم من انها لم تبرح ذاكرتي ....
لأبكي عليها بدماء قلبي ........


ها انا عدت .........متنية انني اتقن فن صناعتها ولا املك معها سوى انا لله وانا له راجعون .........





فارس الكلمة
موضوعك مر وبقيت قراءته ذكريات اسعدتني لحظات قرأتها واتمنى أن لا تمحى تلكم اللحظات الرائعة
من دقائقي ...التي بقيت فيها معه ....

بنت الريف
18-04-2006, 11:55 PM
مع هذا المساء الهادئ
وعبر حدائق الذكريات المترامية الأطراف ..
بين الزهور وتلك المراعي الخضراء ..
تذكرت الصحب والرفاق ..
تذكرت ارواحا طالما أغدقت علينا من فيض حنانها وحبها
وعطفها مايملأ النفس فرحاَ واشراقا .
فأمسك بخيط تلك الذكريات وابحر معها
بين الجفون تترقرق دمعات اخلاص ووفاء لتلك القلوب والأرواح ..
التي طالما كانت محطات استراحة لقلب أضناه التعب واجهدته الهموم وتاه في غربة الأيام .
فقد جمعتنا الليالي والايام وتقاسمنا الهموم والافراح والاحزان...
تذكرت أناس اوفياء .. نظموا من عقود الورد والجوري ..
ذكريات مشرقة وضأة كشمسٍ ساطعة في كبد السماء
يحلو معها النهار ويزداد جمال الليل وانا أسري معها بروحي وفكري ..
بين بساتين الوفاء الغناء والحب الأخوي الصادق ...
وان غابت عنا وجوه طالما تمنينا بقائها ولكن شاءت الاقدارأن نفترق..
لكن تبقى بقلوبنا الذكرى الجميلة ...
أخي المبدع نديم السها ..
حاولت وحاولت كثيراً أن أترجم ذالك الإحساس الذي تحرك داخلي عند رؤيتي لموضوعك ...
شكرا لك على هذا الموضوع الذي يدفعنا لتعود الى حياتنا البهجة , والمحبة , والخير ,والسلام ..
والنظر الى الغــــــد بنظرة تتسم بالوضوح والمصداقية في العطاء والطموح ..
الف شكر على فنونك المتنوعة والمشوقة و المتواصلة
دمت برعاية الله

بنت الريف

خيال مآتا
19-04-2006, 12:28 AM
اخي الكريم

كم اسعدتني بهذا الكلام

لك كل الشكر والتقدير

حسن المعيني
20-04-2006, 01:11 AM
شووشة

أدعو الله لك بالعون في صناعة ما تودين
من ذكرياتٍ مخمليةٍ حريرية هانئة
تحفها وتأطرها طاعة ربك ، وسجودك بين يديه
ورفع كفك ضارعة ومنيبة إليه

وأشكرك على زيارتك وتعريجك من هنا
وعلى تذوقك وتعبيرك

ودمت في رعاية الله

حسن المعيني
20-04-2006, 01:15 AM
المحلقة بعيداً / أهداب

تؤمنين بأن الذكريات تجمع ما قد تفرقه الأيام
وتعتقدين بأن من الذكريات ما نتمنى رحيلها عنا
وأنها تلاشت في لحظاتها الأولى ،و ألا تعود
إلينا أبداً ، وألا نعيشها ثانيةً

ولكم شدني تعبيرك في وصف الحالة حين قلت :
((مهما حاولنا ورجعنا بالذاكرة الى الوراء .فلن ترجع ......
ولا نملك سوى الدموع لترجع وعبثا نحتضنها نضحك معها ونبتسم
.ثم نفيق لنجد انفسنا نصرخ بكاءاً عليها))

وأنت بهذا قد عزفت على ذات الوتر الذي
كان عزفي عليه ، لتؤكدي ما صغته سابقاً
وتضيفي رقماً جديداً له اعتباره ومكانته عندي
في التأييد لفكرة صناعة الذكريات التي لا أزال أنادي بها ،
وأحشد كل حروفي وكلماتي لأجل إيصال هذا المعنى
بكل وضوحٍ وشفافية ،لأكبر عددٍ من إخواني وأخواتي
في سبيل إيجاد مجتمعٍ نزيهٍ يسمو دائماً عن المرتع الداني
عبر هذه الصناعة الفريدة ، في عالمٍ يضج
بآلاف المنتجات والصناعات على مختلف أنواعها

وكم أسعدني وأبهجني حين ساهم موضوعي هذا
في صناعة ذكرياتٍ لك جميلة عبر تلك الدقائق
أو الثواني التي قضيتها في قراءته ،
وأرجو أن أكون قد قطفت بعض ثماره ولمستها
بعائدٍ على القاريء هو هدفي في المقام الأول


ولك التحية والسلام ،،،،،،


نديم السها /حسن المعيني

حسن المعيني
20-04-2006, 01:19 AM
الممتطية لصهوات إبداعها / بنت الريف

سلام من الله عليك

أجدني ممتناً لك غاية الامتنان على أن أهديتنا عبر
تعليقك السالف ، تلك المقطوعة الموسيقية العذبة
التي اتخذت من الغصون المياسة المتمايلة أوتارها
ومن ترانيم الذكريات المسافرة في عمق الماضي ألحانها
وقد حشدت من الصور الجميلة والرائعة ما يطرب النفس
ويبهج الروح، ويترك للخيال مساحةً خضراء ، وواحةً غنّاء
يقفز فيها ذات اليمين وذات الشمال حاله حال طفلٍ صغيرٍ
تحفه البراءة والطهر ولم يحمل من هموم هذه الحياة شيئاً

وأرجو أن تكون محاولاتك قد نجحت حين قلت :
((حاولت وحاولت كثيراً أن أترجم ذالك الإحساس
الذي تحرك داخلي عند رؤيتي لموضوعك ((...

ولقد ترجمت تلك الأحاسيس عبر كلماتك وتعبيرك السابق
فأجدت أيما إجادة ، وأبدعت أيما إبداع ، وتميزت في ذلك

في حين أننا نجد كثيراً من الناس قد يحمل بين جوانحه
من الأحاسيس المفعمة بالحب والصدق الشيء الكثير
غير أنه لا يستطيع أن يترجمها ، لأن المقدرة على التعبير
وترجمة المشاعر هي موهبة ربانيةٌ في المقام الأول

وأجدك قد امتلكت تلك الموهبة وتألقت فيها ويحسن بنا
عبر أثير الحرف ترشيحك على رتبة /
مترجمة مشاعر من الدرجة الأولى

ودام نبع ابداعك رقراقاً

ولك التحية ،،،،



نديم السها / حسن المعيني

حسن المعيني
20-04-2006, 01:27 AM
اخي الكريم

كم اسعدتني بهذا الكلام

لك كل الشكر والتقدير


أشكر لك مرورك

والسعيد في الحقيقة هو أنا يوم أجد حروفي
قد أسعدت إنساناً وأدخلت البهجة على نفسه

فأدام الله سعدك ، ويسر أمرك


تحياتي ،،،،

السُّلمي
24-04-2006, 01:08 AM
الاخ الفاضل حسن المعني.


موضوع جداً رائع وكأنك تقول قًم وأصنع ذكريات جميلة لتتذكرها غداُ وتأنس بها عندما تعانق صمتك في يوماً ما
وتسترجع ماضيك , فالحياة هي ذكريات متنوعة ولعل أجمل الذكريات هي التي تجعلنا نبتسم كلما تذكرناها ورجعنا إليها حيث تأخذنا في ساعة من أجمل الساعات التي ربما تمر علينا في ذلك اليوم .

فالذكريات لعلها أخذت من تذكر الشيء ولهذا لم أقل أحبك أو من ذا القبيل يا ( فلان) لأن لايوجد شخصاُ ما بجانبي , ولكن سوف أداعب هذة الليلة وأذهب إلى بحري المعشب لأقضى أجمل ذكريات عمري هناك (وعذراُ أخي الكريم على خفة الدم ) ولكن بحق من يقراء لك يحاول أن يجيبك على كل شيء لأنك بحق شخص ممتع ورائع في طرحك على الدوم
وهذا ماجعلني أتطرق لبعض الحروف من جوف كلماتك .

فدمت بأجمل الذكريات وبأطيب الأوقات

اخوك السُّلمي

مهافيصل
24-04-2006, 01:34 AM
أخي الكريم ,,بالفعل تستحق فروسية لكلمة
فقلمك يستحق المتابعة وموضوع يستحق الإطلاع ,, لولا إني أكره العودة لتلك الذكريات ,,, ولو لمجرد التذكر.!!
دمت بخير أخي

حسن المعيني
24-04-2006, 04:11 PM
أخي الكريم / السلمي

أرجو لك قضاء أجمل الأوقات
وصناعة أجمل الذكريات
على شواطيء بحرك المعشب
( وخليك خفيف دم براحتك فخفيف الدم يبقى أطول )

وعندما تذهب ثانيةً إلى بحرك ذلك
فتأمل جيداً في الأشياء التالية :

تأمل : سعة البحر ورحابته،
واصنع مع ذلك ذكريات واقطع على نفسك عهداً
بأن يكون صدرك أوسع وأرحب من هذا البحر ،
لكي تتمكن من احتواء كل موقفٍ قد يصادفك في حياتك ،
ولتصنع بهذا ذكرياتٍ جميلةٍ يسعدك تذكرها فيما بعد .


وتأمل : عمق البحر ،
لتقطع عهداً جديداً على نفسك بأن تظل عميقاً عمق هذا البحر ،
بعيد القاع مثله ، في زمنٍ يضج ويموج بالسطحيين الذين
ما كلفوا أنفسهم سبر غور معنىً ولا الإبحار فيما وراء لفظ أو عبارة،
لتصنع بذلك لك ذكرياتٍ جميلةٍ يسعدك استعادتها لاحقاً .

وتأمل : لحظة غروب الشمس وعناقها للبحر
ليرسما لوحةً من أبدع وأروع الصور الكونية التي تقول لكل مشاهدٍ ذا إحساس مرهف :
"هكذا أعزائي نتعانق في لحظةٍ توديعية مهيبة ومؤثرة
ولكن انتظرونا في الغد القريب فسنعود ،
وسنشرق من جديد لنرسم لوحة وصالٍ مع تنفس الصبح الواعد "
واصنع مع تلك اللوحة ذكريات جميلة مفادها يقتضب في المثل السائر :
( بعد كل ليلٍ نهار ) لتبتسم أنت لكل صعبٍ وتعلم أن مع كل عسرٍ يسرين

== == ======================
وكل هذا إن كان بحرك المعشب يا عزيزي وصفه وصف ما نعرفه من البحار ،
وإن كان له خصوصيّة ما فحينها أنت أدرى ببحرك وما يمكن أن تصنع معه من ذكريات


شاكرٌ لك مرورك وتعليقك

وهذا نديم السها يتركك في رعاية الله
متقلباً في أحضان بحرك المعشب


أخوك / حسن المعيني

حسن المعيني
24-04-2006, 04:30 PM
أختي الفاضلة / مها فيصل

لك خالص شكري على التواجد معنا على متن صهوات الذكريات
وشكراً لك على إطرائك،ونسأل الله أن نكون خيراً مما يظن بنا
وأن يغفر لنا المولى ما لا يعلم عنا .


غير أنك قد فتحت باباً واسعاً بما ذيلت به تعليقك المقتضب وذلك في قولك :
(( لولا إني أكره العودة لتلك الذكريات ,,, ولو لمجرد التذكر))

واستأذنك مع هذا أن أقول :
إنه لا يشترط العودة إلى الماضي وتذكره،
إن كان ذلك سيعيقنا عن التحرك إلى المستقبل ،
وسيؤدي إلى ضعف إنتاجنا في الحاضر


وموضوعي كان في المقام الأول مركزاً على اللحظة التي نحن فيها
وليس الرجوع إلى الماضي ، وكان باختصارٍ يقول :
( دعونا نصنع ذكرياتنا اليوم كما نحب أن نستذكرها غداً ،
حتى لا نكرر نفس الأخطاء التي ربما نكون ارتكبناها في الماضي )

وأقول لك أنت : كوني ابنة اليوم والمبحرة إلى الغد

وتذكري : إن كان من ذكرياتٍ لك مضت لا يسعدك تذكرها -أيّاً كانت -
أننا أيتها الفاضلة جميعاً في كنف رحمن رحيم ودود غفور تعالى في علاه
وقد جعل لنا
وراء كل محنةٍ منحة ،
وبعد كل ضيقٍ سعةً ،
وعقب كل شدة فرجاً ،
وإن ما فاتنا اليوم فسندركه غداً –بمشيئته تعالى –


ما مضى فات ، والمؤمل غيبٌ ***ولك اللحظة التي أنت فيها

أدام الله سعدك ،ويسر أمرك
تحياتي ،،،،

نديم السها /حسن المعيني