المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة العلامة المتفنن الأديب المسند السيد مالك بن العربي السنوسي



أهــل الحـديث
12-01-2013, 11:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


توفي شيخنا العلامة المتفنن الأديب المسند السيد مالك بن العربي السنوسي ،مساء الإثنين:25/شهر صفر /عام 1434هـ
تغمد الله شيخنا بواسع رحمته ، وأسكنه فسيح جنته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراق شيخنا لمحزونون..
ولما بلغني نعي شيخنا -يرحمه الله- تمثلت بما تمثل به الإمام البخاري لما جاءه نعي الحافظ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي :
إن عشتَ تفجع بالأحبة كُلِّهم *** وَبَقاءُ نفسك لا أبا لك أفجعُ !

إن شيخنا العلامة المسند المتفنن المؤرخ الأديب الشريف الشيخ مالك بن العربي السنوسي الإدريسي الحسني ، لَعلمٌ من أعلام المسلمين ، وإني لا أكتمكم أن الفرائص ترتعد، وأن الأعصاب تهتز، وأن الدموع تكاد تنسكب، وأن الأفئدة تكاد تضطرب، ونحن نتحدث عن رجل علم قدَّم لأمته ولطلبة العلم الشيء الكثير، لقد منَّ الله على الشيخ رحمه الله منذُ صباه ومنذُ صغره بحب الإسلام والعمل به ، وبالحافظة وبالرعاية السليمة وبالذكاء المتوقد ، وبميله إلى الحفظ مع الفَهم، مع غيرته الشديدة عندما تنتهك محارم الله ، فكان رحمه الله عالماً عاملاً متورعاً حافظاً لكتاب الله، حافظاً للمتون العلمية في الحديث والفقه والأدب وغير ذلك ، مع حسن المعشر ، ولين الجانب ، ودمث الأخلاق ، وينطبق عليه وصف شكيب أرسلان لجده أحمد الشريف السنوسي : " حبر جليل ، وسيد غطريف ، وأستاذ كبير ، من أنبل الناس ، جلالة قدر ، وسراوة حال ، ورجاحة عقل.." ،..
وقمت أعزي فيه من رام علمه*** فقالوا وهل يسليك عنه عزاءُ
فعدت أناجي ذكرياتٍ ترحلَتْ *** وقد ضمني والشيخ ثم لقاءُ

الشيخ مالك بن العربي السنوسي -يرحمه الله- من الجيل الذي يُعَد من بقية السلف الصالح ، وهم العلماء العاملين، والأئمةً الربانيين، والمجاهدين في سبيل الإسلام وفي سبيل نشر شريعته وبذلها وتعليمها للأمة..

لعمرك ما الرزية فقدُ مالٍ ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ ** ولكن الرزية فقد شهمٍ يموتُ لموته بشرٌ كثيرُ

ولي مناقشات وذكريات معه سجلتها لدي ، حيث أكرمني الله بالتتلمذ عليه ، وقراءة عدة كتب عليه ، وأجازني بجميع ذلك ، رحمه الله وجعل الجنة مثواه..

وما كان هُلْكه هُلْك واحدٍ *** ولكنه بنيان قومٍ تصدعا

وكتبه : عمير