المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهداء ليسوا خمسة فقط



حواء غرابيل
11-01-2013, 10:30 PM
السؤال

الشهداءخمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ما معنى"المبطون"؟ وما حكم التي تموت وهي تلد، أو الذي يموت بحادث سيارة، أوبسبب المرض، أو الأزمة القلبية (سواء أكان قائما بواجباته الدينية أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة: المطعون،والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله. رواه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما من حديث جابر بن عتيك أنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد،وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد،والمرأة تموت بجمع شهيد.
والمبطون كما يقول النووي : هو صاحب داء البطن، وهو الإسهال. وقال القاضي : وقيل: هو الذي بهالاستسقاء وانتفاخ البطن. وقيل: هو الذي تشتكي بطنه. وقيل: هو الذي يموت بداء بطنهمطلقًا.
وقوله: المرأة تموت بجُمع شهيد. أي تموت وفي بطنها ولد، فإنها ماتت مع شيء مجموعفيها غير منفصل وهو الحمل. وقيل: هي التي تموت بكرًا. والأول أشهر كما قال الحافظ في الفتح.
هذا وخصال الشهادة أكثر من هذه السبع، قال الحافظ ابن حجر : وقد اجتمع لنا من الطرقالجيدة أكثر من عشرين خصلة.. وذكر منهم: اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع،والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال.قال النووي : قال العلماء: وإنما كانت هذه الموتات شهادةيتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها. اهـ
قال ابن التين : هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمدصلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتبالشهداء. اهـ
قال الحافظ : والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء،ويدل عليه ما روى أحمد وابن حبان: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الجهاد أفضل؟قال: من عقر جواده وأهريق دمه. رواه الحسن بن علي الحواني في كتاب المعرفة لهبإسناد حسن من حديث ابن أبي خالد قال: كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد غير أنالشهادة تتفاضل. .
ثم قال: ويتحصل مما ذكر من هذه الأحاديث أن الشهداء قسمان: شهيد الدنيا وشهيدالآخرة، وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلاً غير مدبر مخلصًا. وشهيد الآخرة وهو منذكر، بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهداء ولا تجري عليهم أحكامهم في الدنيا. اهـ.
وبما تقدم نعلم أن المسلم الذي يموت بسبب مرض أو حادث سيارة ونحو ذلك من الميتاتالتي فيها شدة وألم نرجو أن يكون من الشهداء.
هذا وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطا كما قال السبكي عندما سئل عن الشهادةوحقيقتها. قال: إنها حالة شريفة تحصل للعبد عند الموت لها سبب وشرط ونتيجة. اهـ
من هذه الشروط: الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدَّين، وغصب حقوق الناس.ومن الموانع كذلك: أن يموت بسبب معصية كمن دخل دارًا ليسرق فانهدم عليه الجدار فلايقال له شهيد، وإن مات بالهدم. وكذلك الميتة بالطلق الحامل من الزنا.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل ماتشهيدًا؟ أجاب: نعم مات شهيدًا إذا لم يكن عاصيًّا بركوبه... اهـ
وقال في موضع آخر: ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليهالكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدًا. اهـ
ومع ما مر ذكره فإننا نقول: إن من مات بهذه الميتات وهو موحد فإننا نرجو له الحصولعلى أجر الشهادة وإن كان مفرطًّا في بعض الواجبات أو مرتكبًا لبعض المحرمات، فرحمةالله واسعة وفضله عظيم.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=34588 (http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=34588)