تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يريد أعداء الدين من نساء المسلمين؟!



أهــل الحـديث
11-01-2013, 05:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقالة جديدة أيها الأحبة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله) وهي بعنوان :"ماذا يريد أعداء الدين من نساء المسلمين؟!"، نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها.


ماذا يريد أعداء الدين من نساء المسلمين؟!

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد وعلى آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لقد كانت المرأة في الجاهلية تعاني من الظلم والقهر إلى أن جاء الإسلام بنوره،فأخرجها من قيود الذل والاستعباد و الإهانة وحفظ عرضها وصان شرفها، وحذر من المساس به ولو بكلمة،فجعلها كريمة عزيزة من ولادتها حتى مماتها، فيُنفق عليها ويعتنى بتربيتها إن كانت بنتًا،وتُكرم وتُوصل إن كانت أختًا،وتُعاشر بالمعروف ويُحسن إليها إن كانت زوجةً،وتبَرُّ وتطاع إن كانت أمًّا.
إن أعداء الدين أيها الأحبة لما رأوا انتشار الإسلام في كل بقاع الأرض ورجوع أبناءه إليه، لهم يهدأ لهم بال ولم يقرَّ لهم قرار ولم يرتح لهم بال،فبحثوا عن أهم الأسباب التي أعانت على ذلك،فرأوا أن للمرأة المسلمة دورا كبير وفعالا في ذلك فهي التي تربي أولادها ذكورا كانوا أو إناثا وهي التي تحثهم على العمل بتعاليم الدين وتحببهم في سنة خير المرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فقالوا إذا أردنا منع انتشار الإسلام وإضعاف شوكة المسلمين،لابد علينا من إفسادها بشتى الطرق والوسائل،فسخروا كل ما يملكون من أجل أغراضهم الدنيئة هذه،واستعانوا على مكرهم بشياطين الجن و الإنس وببعض من يحسب على المسلمين!لأنهم على علم أن الإفساد من الداخل أكثر تأثيرا وأعظم ضررا.
ورأوا أن من أهم الطرق التي تعينهم على مكرهم وتيسر لهم أهدافهم الخبيثة، هي وسائل الإعلام،بشتى أنواعها المرئية أو المسموعة أو المقروءة،فسخروها أولا في محاربة العفة والحياء،فصوروا المرأة بمفاتنها وجعلوا منها ممثلة أو راقصة أو مغنية، لتفتن الرجال ويتأثر بها النساء.
ولم يكتفوا بهذا فقط!بل تجرئوا على أكثر منه!حيث أصبحوا يثنون على المرأة المتبرجة وأنها تمثل الحضارة والازدهار، ويستهزئون وينتقصون المرأة المتحجبة المتمسكة بدينها،ويقولون أنها تمثل التخلف وعدم التطور،قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.
بل حتى هونوا وزينوا -أخزاهم الله- العلاقات المحرمة، فأصبحوا يصورن الزوج في بعض المسلسلات الساقطة!على أنه ظالم مستبد، لا يشعر بزوجته ولا يعطف عليها، ولا يؤدي واجباته تجاهها،ثم يأتون بالرجل الأجنبي،على أنه يشعر بهذه المرأة،ويُجمِّلون حديثه معها ويُلطفون عباراته أثناء مخاطبتها،فتصبح المرأة وقد تقلب قلبها وأحبت هذا الأجنبي!وكرهت زوجها وأبغضته لأنها تراه بخلافه فيتهدم بيتها وتتشتت أسرتها ويضيع أولادها،والله المستعان.
و أنشأوا كذلك منظمات وجمعيات تعتني بزعمهم بحقوق المرأة وحريتها،وهي في حقيقة الأمر فاسدة مفسدة،تدعو المرأة للخروج من بيتها واختلاطها بالأجانب،وتصور لها أنه تساوي الرجل في جميع الحقوق،ولا فرق بينها وبينه حتى في القوامة!مع أن الباري سبحانه يقول:(الرجال قوَّامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...) [ النساء:34]
قال الشيخ السعدي –رحمه الله- :" يخبر تعالى أن الرِّجَال (قوَّامون على النساء) أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك،وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن،والكسوة والمسكن،ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال:(بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)أي:بسبب فضل الرجال على النساء و إفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة،والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع ، وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله، وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء".تفسير السعدي(ص177)
إن مسؤولية دفع هذه الوسائل الهدامة و الأفكار السيئة التي تريد إفساد المرأة المسلمة خاصة في هذا العصر أيها الأفاضل ليست خاصة فقط بالمرأة بل يشاركها فيها أولياء الأمر،والعلماء،وطلبة العلم،وسائر الصالحين الغيورين على هذا الدين.
فعلينا أن نحذر من هذه المخططات الخبيثة والشعارات الباطلة التي يرفعها أعداء الدين من الكفار و المفسدين كقولهم (تحرير المرأة)!وقصدهم بذلك تحريرها من الإسلام وإخراجها عن تعاليمه!،وكقولهم (النهضة بالمرأة) وحقيقة هذه الكلمة انحلال المرأة وجعلها متأثرة بالكافرات والفاسقات!،وكقولهم(حقوق المرأة)!ومرادهم مساواتها بالرجل في كل الحقوق حتى في القوامة!.
وعلى المرأة المسلمة أن تحمد الله على نعمة الإسلام وتتمسك بما أمرها بها دينها الحنيف من الحجاب والعفة وعدم الاختلاط بالأجانب،ولتعتني ببيتها وزجها وأطفالها إن كانت متزوجة،ولتعلم وتتيقن أن السعادة الحقيقة الغير مزيفة في ذلك،وأن هذا هو النجاح والفلاح بإذن الله في الدنيا والآخرة.
فالله أسأل بأسمائه الحسنى و صفاته العليا أن يرد مخططات أعداء الدين،وأن يحفظ نساء وبنات المسلمين في كل مكان من كيد الكائدين من الكفار و المنافقين والمفسدين،وأن يوفقهم لتطبيق تعاليم الدين ويثبتهم على ذلك حتى الممات، فهو سبحانه ولي ذلك،والقادر عليه.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أبو عبد الله حمزة النايلي