المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منظومةعشرة الإخوان



أهــل الحـديث
11-01-2013, 01:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



يقول راجي الصمدي = ابن علي الأحمدي
حمداً لمن هداني = بالنطق والبيان
واشرف الصلاة = من واهب الصلاة
على النبي الهادي = وآله الأمجاد
وبعد فالكلام = لحسنه أقسام
والقول ذو فنون = في الجد والمجون
وروضة الأريضي = السجع في القريض
والشعر ديوان العرب= وكم أنال من إرب
فاسأل إذا رمت الأدب= إليه من كل حدب
. رواية الأشعار = تكسو الأديب العاري
. وترفع الوضيعا =وتكرم الشفيعا
. وتنجح المآربا =وتصلح المعايبا
وتطرب الإخوانا =وتذهب الأحزانا
. وتنعش العشاقا =وتؤنس المشتاقا
. وتنسخ الأحقادا =وتثبت الودادا
. وتقدم الجبانا =وتعطف الغضبانا
. فقم له مهتما =واحفظه حفظا جما
. وتنعت الحبيبا =والرشأ المريبا
. وخيره ما أطربا =مستمعاً وأعجبا
. وهذه أرجوزة =في فنها وجيزة
. بديعة الألفاظ =تسهل للحفاظ
. تطرب كل سامع= بحسن لفظ جامع
. أبياتها قصور =ما بها قصور
. ضمنتها معاني = في عشرة الإخوان
. تشرح للألباب =محاسن الآداب
. فان خير العشرة =ما حاز قوم عشرة
. وأكثر الإخوان =في الوصل والأوان
. صحبتهم نفاق =ما شانها وفاق
. يلقي الخليل خله= إذا أتى محله
. بظاهر مموه =وباطن مشوه
. يظهر من صداقه =ما هو فوق طاقته
والقلب منها خالي =كفارغ المخالي
. حتى إذا ما انصرفا =اعرض عن ذاك الصفا
. وان يكن ثم حسد =أنشب إنشاب الأسد
. في عرضة مخالبه = مستقصياً مثالبه
. مجتهداً في غيبته =لم يرع حق غيبته
. فهذه صحبة من =تراه في هذا الزمن
. فلا تكن معتمدا =على صديق أبداً
وان عصيت إلا =تصحب منهم خلا
. فانك الموفق =بل السعيد المطلق
. وان قصدت الصحبة =فخذ لها في الأهبة
. واحرص على آدابها =تعدّ من أربابها
. واستنب من شروطها =توق من سقوطها
. وان أردت علمها =وحدها ورسمها
. فاستمله من رجزي =هذا البديع الموجز
. فانه كفيل =بشرحه حفيل
. فصلته فصولا =تقرّب الوصولا
. لمنهج الآداب =في صحبة الأصحاب
. تهدي جميع الصحب =إلى طريق الرحب
. سميته إذ أطربا =بنظمه إذ اغربا
. بنغمة الأغاني =في عشرة الإخوان
. والله ربي اسأل =وهو الكريم المفضل
. الهادي للسدادي =ومانح الامدادي
فصل في تعريف الصديق والصداقة
. قالوا الصديق من صدق =في وده وما مذق
. وقيل من لا يعطنا = في قوله أنت أنا
. وقيل لفظ لا يرى =معناه في هذا الورى
. وفسروا الصداقة =الحب حسب الطاقة
. وقال من قد أطلقا =هي الوداد مطلقا
. والآخرون نصوا =بأنها اخص
. وهو الصحيح الراجح =والحق فيه واضح
. علامة الصديق =عند أولى التحقيق
. محبة بلا غرض =والصدق فيها مفترض
. وحدها المعقول = عندي ما أقول
. فهي بلا اشتباه =محبة في الله
فصل فيما ينبغي أن يصادق ويصافا
. أخو صلاح وأدب= ذو حسب ونسب
. رب صلاح وتقى =ينهاه عما يتقي
. من حيلة وغدر =وبدعة ومكر
. مهذب الأخلاق =يطرب للتلاقي
. يحفظ ما في عيبتك =يصون ما في غيبتك
. يزينه ما زانكا =يشينه ما شانكا
. يظهر منك الحسنا =ويذكر المستحسنا
. ويكتم المعيبا =ويحفظ المغيبا
. يسره ما سركا =ولا يذيع سركا
إن قال قولا صدقك = أو قلت قولا صدقك
. وان شكوت عسرا =أفدت منه يسرا
. يلقاك بالأمان =في حادث الزمان
. يهدي لك النصيحة =بنية صحيحة
. خلته مدانية =في السر والعلانية
. صحبته لا لغرض =فذاك للقلب مرض
. لا يتغير إن ولي =عن الوداد الأول
. يرعى عهود الصحبة =لا سيما في النكبة
. لا يسلم الصديقا =إن نال يوما ضيقا
. يعين إن أمر عنا =ولا يفوه بالخنا
. يولي ولا يعتذر =عما عليه يقدر
. هذا هو الأخ الثقة =المستحق للمقة
. إن ظفرت يداكا =فكد به عداكا
. فانه السلاح =والكهف والمناح
. وقد روى الرواة =السادة الثقاة
. عن الإمام المرتضى =سيف الإله المنتضى
. في الصحب والإخوان =أنهم صنفان
. إخوان صدق وثقة =وأنفس متفقة
. هم الجناح واليد =والكهف والمستند
. والأهل والأقارب =أدنتهم التجارب
. فافدهم بالروح =في القرب والنزوح
. واسلك بحيث سلكوا =وابذل لهم ما تملك
. فلا يرونك مالكا =من دونهم لمالكا
. وصاف من صافاهم =وناف من نافاهم
. واحفظهم وصنهم =وانف الظنون عنهم
. فهم اعز في الورى =إن عمّ خطب أو عرى
. من احمر الياقوت =بل من حلال القوت
. وإخوة للأنس = ونيل حظ النفس
. هم عصبة المجاملة =للصدق في المعاملة
. منهم تصيب لذتك =إذا الهموم بدتك
. فصلهم ما وصلوا =وابذل لهم ما بذلوا
. من ظاهر الصداقة =بالبشر والطلاقة
. ولا تسل إذ أظهروا =للود عما اضمروا
. واطوهم مد الحقب =طي السجل للكتب
. وقال بشر الحافي =بل عدة الأصناف
. ثلاثة فالأول =للدين فهو الأفضل
. وآخر للدنيا =يهديك نجد العليا
. وثالث للأنس =لكونه من جنس
. فأعط كلا ما يحب =وعن سواهم فاحتجب
فصل في شروط الصداقة وآدابها
. صداقة الإخوان =الخلص العوان
. لها شروط عدة =على الرخا والشدة
. والرفق والتلطف =والود والتعطف
. وكثرة التعهد =لها بكل معهد
. البر بالأصحاب =من أحكم الأسباب
. والنصح للإخوان =من أعظم الإحسان
. والصدق والتصافي =من أحسن الإنصاف
. دع خدع المودة =وأوجه مسودة
. فالمحض في الإخلاص =كالذهب الخلاص
. حفظ العهود والوفا =حق لإخوان الصفا
. عاملهم بالصدق =واصحب بحسن الخلق
. والعدل والإنصاف =وقلة الخلاف
. ولا قهم بالبشر =وحيهم بالشكر
. صفهم بما يستحسن =واخف ما يستهجن
. وان رأيت هفوة =فانصحهم في خلوة
. بالرمز والإشارة =وألطف العبارة
. إياك والتعنيفا =والعذل والعنيفا
. وان ترد عتابهم =فلا تسيء خطابهم
. وأحسن العتاب =ما كان في كتاب
. والعتب في المشافهة =ضرب من المسافهة
. وعن إمام النجل =فاتك كل فحل
. عاتب أخاك الجاني =بالبر والإحسان
. حافظ على الصديق =في الوسع والمضيق
. فهم نسيم الروح =ومرهم الجروح
. وفي الحديث الناطق =عن الإمام الصادق
. من كان ذا حميم =ينجى من الجحيم
. كقول أهل النار =وعصبة الكفار
. فما لنا من شافع =ولا حميم نافع
. فالقرب في الخلائق =أمن من البوائق
. فقارب الإخوانا =وكن لهم معوانا
. لا تسمع المقالا =فيهم وان توالا
. فمن أطاع الواشي =سار بليل غاش
. وضيع الصديقا =وكذب الصديقا
. وان سمعت قيلا =يحتمل التأويلا
. فاحمله خير محمل =فعل الرجال الكمل
. وان رأيت وهنا =فلا تسمهم طعنا
. فالطعن في الكلام =عند أولي الأحلام
. أنفذ في الجنان =من طعنة السنان
. فعد عن زلاتهم =وسد من خلاتهم
. سل عنهم إن غابوا =وزرهم إن آبوا
. واستنب عن أحوالهم = وعف عن أموالهم
. أطعهم إن أمروا =وصلهم إن هجروا
. فقاطع الوصالا =كقاطع الأوصالا
. إن نصحوك فاقبل =وان دعوك أقبل
. واصدقهم في الوعد =فالخلف خلف الوغد
. واقبل إذا ما اعتذروا =إليك مما ينكر
. وارع صلاح حالهم =واشفق على محالهم
. وكن له غياثا =إذ الزمان عاثا .
فصل في إعانة الإخوان
. حقيقة الصديق =تعرف عند الضيق
. وتخبر الإخوان =إذا جفى الزمان
. لا خير في إخاء =يكون في الرخاء
. وإنما الصداقة =في العسر والإضاقة
. لا تدخر مودة =إلا ليوم الشدة
. ولا تعدّ الخلة =إلا لسد الخلة
. اعن أخاك واعضد =وكن له كالعضد
. لا سيما إن قعدا =به زمان أو عدي
. بئس الخليل من نكل =عن خله إذا اتكل
. لا تجف في حال الإخا =ضر الزمان أو سخا
. وان شكى من خطبه =فرم من اللطف به
. واسع لكشف كربته =واحفظ عهود صحبته
. وكن له كالنور =في ظلمة الديجور
. ولا تدع ولا تذر =ما تستطيع من نظر
. حتى يزول الهم =ويكشف الملم
. إن الصديق الصادقا =من فرّج المضائقا
. وأكرم الإخوانا =إذا شكوا هوانا
. وأسعف الحميما =وحمل العظيما
. وانجد الأصحابا =إن ريب دهر رابا
. أعانهم بماله =ونفسه وآله
. ولا يرى مقصرا =في بذل مال أو قرا
فعل أبي أمامة =في خلة الحمامة
. فان أردت فاسمع =حديثه لكي تعي
حديث الفأر والحمامة وهو مثل لمعاونة الإخوان في نوائب الزمان
. حكى أريب عاقل=لكل فضل ناقل
عن سرب طير سارب=من الحمام الراعبي
. بكر يوماً سحرا=وسار حتى أصحرا
. في طلب المعاش =وهو ربيط الجاش
. فأبصروا على الثرا=حبا ملقا نثرا
. فاحمدوا الصباحا =واستيقنوا النجاحا
. فأسرعوا إليه =وأقبلوا عليه
. حتى إذا ما اصطفوا=حذاءه اصفوا
. فصاح منهم حازم =لنصحهم ملازم
. مهلا فكم من عجلة =أدنت لحي اجله
. تمهلوا لا تقعوا=وأنصتوا لي واسمعوا
. آليتكم بالرب =ما نثر هذا الحب
. في هذه الفلاة=إلا لخطب عاتي
إني أرى حبالا=قد ضمنت وبالا
. وهذه الشباك=في ضمنها الهلاك
. فكابدوا المجاعة=وانتظروني ساعة
حتى أرى واختبر= والفوز حق المصطبر
. فاعرضوا عن قوله=واستضحكوا من حوله
. قالوا وقد خطى القدر=للسمع منهم والبصر
. ليس على الحق مرا=حب معدٌ للقرا
. القي في التراب=للأجر والثواب
ما فيه من محذور =لجائع مضرور
. اغدوا على الغذاء=فالجوع شر داء
. فسقطوا جميعا=للقطه سريعا
. وما دروا أن الردى=اكمن في ذاك الغدا
فوقعوا في الشبكة=وأيقنوا بالهلكة
وندموا وما الندم =مجد وقد زلّ القدم
. فأخذوا في الخبط=لحل ذاك الربط
. فالتوت الشباك=والتقت الأشراك
. فقال ذاك الناصح=ما كل سعي ناجح
. هذا جزاء من عصى=نصيحة وانتقصا
. للحرص طعم مر=وشره شمّر
. وكم غدت أمنية =جالبة منية
. فقالت الجماعة=دع الملام الساعة
. إن اقبل القناص=فما لنا مناص
. والفكر في الفكاك =من ورطة الهلاك
. أولى من الملام=وكثرة الكلام
. وما يفيد اللاح =في القدر المتاح
. فاحتل على الخلاص=كحيلة ابن العاص
. فقام ذاك الحازم=طوع النصيح لازم
. فان أطعتم نصحي=ظفرتم بالنجح
. وان عصيتم أمري=خاطرتم بالعمر
. فقال كل هات=فكرك بالنجاة
. جميعنا مطيع=وكلنا سميع
. وليس كل وقت =يزول عقل الثبت
. فقال لا تحركوا =فتستمر الشبك
. واتفقوا في الهمة=لهذه الملمة
. حتى تطيروا بالشبك=وتأمنوا من الدرك
. ثم الخلاص بعد=لكم علي وعد
فقبلوا مقاله =وامتثلوا ما قاله
. واجتمعوا في الحركة =وارتفعوا بالشبكة
. فقال سيروا عجلا=سيراً يفوت الأجلا
ولا تملوا فالملل=يعوق فالخطب جلل
. فأمهم وراحوا=كأنهم رياح
. واقبل الحبال=في مشيه يختال
. يحسب أن البركة =قد وقعت في الشبكة
. فأبصر الحماما =قد حلقت أماما
. وقلّت الحبالة=وأوقعت خبالة
. فعض غيض الكفه =على ذهاب الكفه
. فراح يعدو خلفها =يرجو اللحاق سفها
. حتى إذا ما أيسا=عاد وهو مبتئسا
. واقبل الحمام=كأنه غمام
. على فلاة قفر=من الأنام صفر
. فقالت الحمامة=بشراكم السلامة
. هذا مقام الأمن=من كل خوف يعني
. فإن أردتم فقعوا=لا يعتريكم فزع
. فهذه المومات=لنا بها النجاة
. ولي بها خليل=إحسانه جميل
. ينعم بالفكاك =من ربقة الشباك
. فلجأوا إليها=ووقعوا عليها
. فنادت الحمامة=اقبل أبا أمامة
. فأقبلت فويرة =كأنها نويرة
. تقول من ينادي=أبي بهذا الوادي
. قال لها المطوق=أنا الخليل الشيق
. قولي له فليخرج =وآذنيه بالمجي
. فرجعت واقبلا=فأر يهد الجبلا
. فأبصر المطوقا=فضمه واعتنقا
. وقال أهلا بالفتى=ومرحبا بمن أتى
. قدمت خير مقدم =على الصديق الأعظم
. فادخل بيمن داري =وشرفن مقداري
. وانزل برحب ودعة =وجفنة مدعدعة
. فقال كيف انعم=أم كيف يهني المنعم
. وهل يطيب عيش =أم هل يقر طيش
. وأسرتي في الأسر=يشكون كل عسر
. أعناقهم في غل=وكلهم في ذل
. فقال مرني ائتمر=عداك نحس مستمر
. قال اقرض الحبالة=قرضا بلا ملالة
. وخلص الأصحابا =واغتنم الثوابا
. وحل قيد أسرهم=وفكهم من أسرهم
. قال أمرت طائعا=وخادما مطاوعا
. فقرض الشباكا =وقطع الأشراكا
. وخلص الحماما=وقد رأى الحماما
. فأعلنوا بحمده =واعترفوا بمجده
. فقال قروا عينا=ولا شكوتم أينا
. وقدم الحبوبا=للأكل والمشروبا
. وقام بالضيافة =بالبشر واللطافة
. أضافهم ثلاثا=من بعد ما أغاثا
. فقال ذاك الخل=الخير لا يمل
. فقت أبا أمامة =جودا على ابن مامة
. وجئت بالصداقة=بالصدق فوق الطاقة
. ألبستنا نطاقا=وزدتنا أطواقا
. من فعلك الجميل=وفضلك الجزيل
. مثلك من يدخر=لريب دهر يحذر
. وترتجيه الصحب=إن عم يوم خطب
. فاذن بالانصراف =لنا بلا تجافي
. دام لك الإنعام =ما غرد الحمام
. ودمت مشكور النعم =ما رن شاد بنغم
. فقال ذاك الفار=جفا الصديق عار
. ولست أرضى بعدكم=لا ذقت يوماً فقدكم
ولا أرى خلافكم=إن رمتم انصرافكم
. عمتكم السلامة=في الظعن والإقامة
. فودعوا وانصرفوا=والدمع منهم يذرف
. فاعجب لهذا المثل=المغرد المؤثل
. أوردته ليحتذى=إذا عرى الخل أذى
فصل في اتحاد الصديقين
. الصدق في الوداد=يقضي بالاتحاد
. في النعت والصفات=والحال والهيئات
. فيكسب المشوق=ما يكسب المعشوق
. حتى يظن انه=من الحبيب كنهه
. لشدة العلاقة=والصدق في الصداقة
. وهذه القضية =في حكمها مرضية
. أثبتها البيان =والنقل والعيان
. كذاك قال الأول=الحق لا يؤوّل
. نحن من المساعدة=نحيى بروح واحدة
. ومثلوا بالجسد=والروح ذي التجرد
. فالروح إن أمر عنا=تقول للجسم أنا
. وقال جل الناظم =مستند الأعاظم
. من العلوم قد نشر =منصور أستاذ البشر
. وأمر هذا الحكم=لم يقترن بعلم
. وانه قد ظهرا=مشاهداً بلا مرا
. فمنه ما جرى لي =في غابر الليالي
. أصابني يوم ألم =من غير إنذار ألم
. فاحترت منه عجبا=لما فقدت السببا
. واستغرقتني الفكر=حتى أتاني الخبر
. آن حبيبا لي عرض =لجسمه هذا المرض
. فازداد عند علمي =تصديق هذا الحكم
. فالصدق في المحبة =توجب هذي النسبة
. فكن صديقا صادقا=ولا تكن مماذقا
. حتى تقول معلنا =إني ومن أهوى أنا فصل في تزاور الأخوان
. تزاور الإخوان =من خالص الإيمان
إن التآخي شجرة=لها التلاقي ثمرة
. لا تترك الزيارة =فتركها حقارة
. كل أخ زوار =وان تناء الدار
. وقد روو آراء=واختلفوا مراء
. في الحد للزيارة=والمدة المختارة
. فقيل كل يوم=كالشمس بين القوم
. وقيل كل شهر=مثل طلوع البدر
. وقيل ما نص الأثر=عليه نصاً واشتهر
. زر من تحب غبا=تزدد إليه حبا
. واختلفوا في الغب=عن أي معنى ينبي
. فقيل عن أيام=خوفا من الإبرام
. وقيل عن أسبوع =وقفا على المسموع
. وقيل بل معناه زر=يوماً ويوماً لا تزر
. فاعمل بما تراه=في وصل من تهواه
. وزر أخاك عارفا=بحقه ملاطفا
. وان حللت منزله=فاجعل صنيع الفضل له
. واقبل إذا ما راما=منه له الإكراما
. فمن أبى الكرامة =حلت به الملامة
. وان أتاك زائرا=فانهض إليه شاكرا
. وقل مقال من شكر=فضل الصديق وذكر
. إن زارني بفضله=أو زرته لفضله
. فالفضل في الحالين له =ووصل من تهوى صله
. والضم والمصافحة=من سنة المصالحة
. أو كان يوم عيد=أو جاء من بعيد
. هذا هو المشهور=يصفه الجمهور
. وقد أتى في الأثر=عن النبي المنذر
. تصافح الإخوان=يسن كل آن
. ما افترقا واجتمعا=يغشاهما الخير معا
فصل في محادثة الأخوان
. إن رمت أن تحدثا =بما مضى أو حدثا
. لتؤنس الأصحابا=فأحسن الخطابا
. واختصر العبارة=ولا تكن مهذارة
. واختر من الكلام=ما لاق بالمقام
. من فائق العلوم=ورائق المنظوم
. واذكر من المنقول =ما صح في العقول
. واجتنب الغرائبا =كيلا تظن كاذبا
. وإن أخوك اسمعا=فكن له مستمعا
. والزم له السكاتا=وأحسن له الإنصاتا
ولا تكن ملتفتا=عنه إلا أن يسكتا
. وان أتى بنقل=سمعته من قبل
. فلا تقل هذا الخبر =علمته فيما غبر
. فلا تكذب ما روى=ودع سبيل من غوى
فصل في ممازحة الأخوان
. المزح والدعابة=من شيم الصحابة
. فانه في الخلق=عنوان حسن الخلق
. تولي به السرورا=خليلك المصدورا
. فامزح مزاح من قسط =وكن على حد وسط
. واجتنب الإيحاشا=ولا تكن فحاشا
. فالفحش في المزاح =ضرب من التلاح
. يجر للسخيمة=والظنة الوخيمة
. وجانب الإكثار=وحاذر العثارا
. فكثرة الدعابة =تذهب بالمهابة
. وعثرة اللسان=توقع بالإنسان
. واحمل مزاح الإخوة=وخل عنك النخوة
. فالبسط في المصاحبة=يفضي إلى المداعبة
. وان سمعت نادرة =فلا تفه ببادرة
. لا تغضبن فالغضب=في المدح من سوء الأدب
. وانظر إلى المقام=وقائل الكلام
. فان يكن وليا =وصاحبا صفيا
. فقوله وان نبا=هو الولاء المجتبى
. وان يكن عدوا =مكاشحا مجفوا
. فقوله وان حلا=هو البلاء المجتلا
. ألا ترى للعرب=تقول عند العجب
. قاتله الله ولا =تقول ذاك عن قلا
فصل في ضيافة الإخوان
. إذا الصديق طرقا=من غير وعد سبقا
. فقدّمن ما حضر=فليس في البر خطر
. ولا ترم تكلفا=خير الطعام ما كفى
. واعلم بان الألفة=مسقطة للكلفة
. وان دعوت فاحتفل=ولا تكن كمن بخل
. وقم بحق الضيف=في شتوة وصيف
. واسأله عما يشتهي=من طرف التفكه
. وأت بما يقترح=فاللطف لا يستمنح
. واعمل بقول الأول=الضيف رب المنزل
. واظهر الإناسا=ولا تكن عباسا
. فالبشر واللطافة=خير من الضيافة
. وخدمة الأضياف =سجية الإشراف
. احرص على سرورهم=بالبسط في حضورهم
. لا تشك دهراً عندهم=ولا تكدر ودهم
. واحلم عن الخدام=والعبد والغلام
. وان أساؤا الأدبا=كيلا يروك مغضباً
. وقدم الخوانا=وأكرم الإخوانا
. عن انتظار من يجي=فذاك فعل الهمجي
. وقد رووا فيما ورد =أعظم ما يضني الجسد
مائدة تنتظر=بأكلها من يحضر
. آنسهم في الأكل=فعل الكريم الجزل
. وأطل الحديثا =ولا تكن حثيثا
. فاللبث بالطعام=من شيم الكرام
. وشيع الأضيافا=إن طلبوا انصرافا
. وان دعاك من تحب=إلى طعام فأجب
إجابة الصدّيق=فرض على التحقيق
فان أجبت دعوته=فلا تهيج جفوته
. ولا تزرين بصاحب =أو احد الأقارب
. واجلس بحيث أجلسك=وأنس به ما آنسك
. لا تأب من كرامته=وكف عن غرامته
. إياك والتنقيلا=ولا تكن ثقيلا
. لا تحتقر ما احضرا=ولا تعب ما حضرا
. فالذم للطعام=من عادة الطغام
. لا تحتشم من أكل=كفعل أهل الجهل . ما جيء بالطعام=إلا للالتقام .
. عيادة العليل =فرض على الخليل
. فعد أخاك إن مرض=واعمل بحكم ما فرض
. واسأله عن أحواله=باللطف في سؤاله
. وضع عليه يدك=واعطف عليه جهدك
. وسلّه عما به =واسأل عن اكتسابه
. وادع له بالعافية=والصحة الموافية
. واحذر من التطويل=وضجر العليل
. فمكث ذي الصداقة=قدر احتلاب الناقة
. إلا إذا ما التمسا=من نفسه أن تجلسا
. والعود للعيادة =بعد ثلاث عادة
. هذا لمن احبا=وان يشأ فغبا
. وسنة المعتل=إيذان كل خل
. ليقصدوا وفادته=ويغنموا عيادته
. وليترك الشكاية=ويكتم النكاية
. عن عائد وزائر=فعل الكريم الصابر
. وليحمد الله على=بلائه بما ابتلى
. ليحزر الثوابا=والأجر والصوابا
فصل في مكاتبة الإخوان
. تواصل الأحباب =في البعد بالكتاب
. فكاتب الإخوانا =ولا تكن خوانا
. فتركك المكاتبة=ضرب من المجانبة
. والبدء للمسافر=في الكتب لا للحاظر
. والرد للجواب=فرض بلا ارتياب
فصل في التحذير من صحبة الأحمق
. لا تصحبن الأحمقا =المائلا الشمقمقا
. عدو سوء عاقل=ولا صديق جاهل
. إن اصطحاب المائق=من أعظم البوائق
. فانه لحمقه =وخبطه في عمقه
. يحب جهلا فعله=وأن تكون مثله
. يستحسن القبيحا=ويبغض النصيحا
. بيانه فهاهة=وحمله سفاهة
. وربما تمطى=فكشف المغطى
. لا يحفظ الأسرارا=ولا يخاف عارا
. يعجب من غير عجب=يغضب من غير غضب
. كثيره وجيز=ليس له تميز
. وربما إذا نظر=أراد نفعا فأضر
. كفعل ذاك الدب=بخله المحب
حكاية الدب
. روى أولو الأخبار =عن رجل سيار
. أبصر في صحراء=فسيحة الأرجاء
. دبا عظيما موثقا=في سرحة معلقا
. يعوي عواء الكلب=من شدة وكرب
. فأدركته الشفقة=عليه حتى أطلقه
. وحله من قيده=لأمنه من كيده
. ونام تحت الشجرة=منام من قد أضجره
. طول الطريق والسفر=فنام من فرط الضجر
. فجاء ذاك الدب=عن وجهه يذب
. فقال هذا الخل=جفاه لا يحل
. أنقذني من اسري=وفك قيد عسري
. فحقه أن ارصده=من كل سوء قصده
. فأقبلت ذبابة =ترن كالربابة
فوقعت لحينه=على شفار عينه
. فجاش غيظ الدب=وقال لا وربي
. لا ادع الذبابا=يسيمه عذابا
. فأسرع الدبيبا=لصخرة قريبا
. فقلها واقبلا=يسعى إليه عجلا
. حتى إذا حاذاه=صك بها محذاه
. ليقتل الذبابة=قتلا بلا إرابه
. فرض منه الراسا=وفرق الأضراسا
. واهلك الخليلا =بقصده الجليلا
. فهذه الرواية=تنهى عن الغواية
. في طلب الصداقة =عند أولى الحماقة
. إذ كان فعل الدب=هذا لفرط الحب
. وجاء في الصحيح=نقلا عن المسيح
. عالجت كل أكمه=وأبرص مشوه
. لكنني لم أطق=قط علاج الأحمق
فصل في التحذير من صحبة الكذاب
. صحابة الكذاب= كلامع السراب
. يخلف ما يقول= معلومه مجهول
. يقرب البعيدا= ويأمن الوعيدا
. ويبعد القريب= ويأمن المريب
. يحلف ثم يخلف= فلا يمين كلف
. ويحلف الموعودا = ولا يلين عودا
. يميل في اليمين= وليس بالأمين
. وفي كلام الأدبا= العلماء النجبا
. لم ير في القبائح = وجملة الفضائح
. كالكذب أوهى سببا= ولا أضل مذهبا
. ولا أعز طالبا= ولا أذل صاحبا
. يسلم من يعتصم = به ومن يلتزم
. طلوعه أفول= وفضله فضول
. غليله لا ينقع= وخرقه لا يرقع
. صاحبه مكذب= وفي غد معذب
. فجانب الكذابا= وأوله اجتنابا
. واسمع حديثاً عجبا= في ذم من قد كذبا
حكاية الفتى البغدادي مع الأمير المهلبي
. روى أولو الأخبار= وناقلو الآثار
. عن حدث ذي= أدب وخلق مهذب
. يسكن في بغداد= في نعمة تلادي
. فارق يوماً والده= وطرفه وتالده
. وحل أرض البصرة= بلوعة وحسرة
. فظل فيها حائرا= يكابد المرائرا
. ولم يزل ذا فحص= يسأل كل شخص
. عمن بها من نازل= وفاضل مشاكل
. فوصفوا نديما= ذا أدب كريما
ينادم المهلب= وهو أمير العرب
. فأمه وقصده= وحين حل معهده
. عرّفه بأمره = وحلوه ومره
. فقال أنت تصلح= بل خير من يستملح
. لصحبة الأمير= السيد الخطير
. إن كنت ممن يصبر= لخصلة تستنكر
. فقال أي خصلة= فيه تنافي وصله
. فقال هذا رجل = لا يعتريه الملل
من افتراء الكذب= في حزن وطرب
. فان أردت طوله = فصدقن قوله
. في كل ما يختلق= ويفتري وينطق
. حتى تنال نائله= ولا ترى غوائله
. قال الفتى سأفعل = ذاك ولست أجهل
. فذهب النديم= وهو به زعيم
. فعرف الأميرا= بفضله كثرا
. حتى دعاه فحضر = وسره عند النظر
. فراشه في الحال= بكسوة ومال
. فلازم الملازمة= للأنس والمنادمة
. ولم يزل يصدقه = في كل إفك يخلقه
. فقال يوماً وافترى= بهتاً وكذبا منكرا
. لي عادة مستحسنة = أفعلها كل سنة
. أطبخ للحجاج = من لحم الدجاج
. في فرد قدر نزلا= يكفي الجميع مأكلا
. فحار ذلك الفتى= من قوله وبهتا
. وقال ليت شعري = ما قدر هذا القدر
. هل هي بئر زمزم= أم هي بحر القلزم
. أم هي في الفضاء= بادية الدهناء
. فغضب الأمير= وغاضه النكير
. فقال ردوا صلته= منه وقدوا حلته
. وأخرجوه الآنا= عنا فلا يرانا
. فندم الأديب = وساءه التكذيب
. وعاود النديما= لعذره مقيما
. وقال منذ دهري = لم أشتعل بسكري
. فغالني الشراب= وحاق بي العذاب
. وقلت ما لا أعقل= والهفو قد يحتمل
. فسل لي الإغضاء=والعفو والرضاء
. قال النديم إني = أرضيه بالتأني
. بشرط أن تنيبا= وتترك التكذيبا
. فراجع الأميرا= واستوهب التقصيرا
. واستأنف الإنعاما= عليه والإكراما
. فعاد للمنادمة = باللطف والملازمة
. فكان كلما كذب = وقال إفكا وانتدب
. صدقه وأقسما= بكونه مسلما
حتى جرى في خبر= ذكر كلاب عبقر
. ووصفها بالصغر= وخلقها المحتقر
قال الأمير وابتكر= ليس العيان كالخبر
. قد كان منذ مدة= لدي منها عدة
. أضعها في مكحلة = للهزل والخزعبلة
. وكان عندي مسخرة= أكحل منها بصره
. فكانت الكلاب= في عينه تناب
. وهي على مجونه= تنبح في جفونه
. فقام ذلك الفتى= يقول لا عشت متى
. صدقت هذا الكذبا =شاء الأمير أو أبى
. ورد ما كساه =به وما حباه
. وراح يعدو عاديا =من البلاء ناجيا
فصل في التحذير من صحبة الأشرار
. وصحبة الأشرار =أعظم في الأضرار
من خدعة الأعداء =ومن عضال الداء
. يقبحون الحسنا =ودأبهم قول الخنا
. شأنهم النميمة =والشيم الذميمة
. إذا أردت تصنع =خيراً بشخص منعوا
. الغل فيهم والحسد =والشر حبل من مسد
. إن منعوا ما طلبوا =تنمروا وكلبوا
. واعرضوا إعراضا =ومزقوا الأعراضا
. ليس لهم صلاح =حرامهم مباح
. لا يتقون قبحا =ولا يعون نصحا
. يغرون بالقبيح =والضر والتبريح
. كلامهم فحاش =وأنسهم إيحاش
. الخير منهم وان =والشرّ منهم دان
. شيطانهم مطاع =ودينهم مضاع
لا يرقبون إلا =ولا يرون خلا
. إخلاصهم مداهنة =وودهم مشاحنة
صلاحهم فساد =رواجهم كساد
. عزيزهم ذليل =صحيحهم عليل
. ضياؤهم ظلام =وعذرهم ملام
. تقريبهم بعيد =ووعدهم وعيد
. إذا سألت ضنوا =أو منحوك منوا
. وان عدلت مالوا =وان سألت قالوا
. ربحهم خسران =وشكرهم كفران
. شرابهم سراب =وعذبهم عذاب
. وفاقهم نفاق = إنجاحهم إخفاق
. وفاؤهم محال =وخصبهم محال
. ودادهم خداع =وسرهم مذاع
. إذعانهم لجاج =معينهم أجاج
. وليس فيهم عار =من ادراع العار
. البعد عنهم خير =والقرب منهم ضير
. فاحذرهم كل الحذر =لحاك لاح أو عذر
. واسمع مقال الناصح =سمع اللبيب الراجح
. وقال أرباب الحكم =العالمون بالأمم
. إن شئت أن تصاحبا =من الأنام صاحبا
. فابدأه بالمشاورة =في حالة المحاورة
. من حالة تريدها =أو حاجة تفيدها
. فان أشار ناصحا =بالخير كان صالحا
. فأوله الصداقة =ولا تخف شقاقه
. فالخير فيه طبع =واصله والفرع
. وان أشار مغريا =بالشر كان مغويا
. فاجتنب اصطحابه =وواظب اجتنابه
. فالشيم الردية =أضحت له سجية
. هذا وقد تم الرجز =بعون ربي ونجز
. وهاكها إحكاما =أحكمتها إحكاما
. كدرر البحور =على نحور الحور
. والختم بالصلاة =على زكي الذات
. وبالسلام السرمدي =على النبي أحمدي
. والآلي والأصحابي =مع جملة الأحبابي
. ما غردت حماما =إلى يوم القيامة
للاستماع للمنظومة
http://www.alsayeg.com/Pages/Liberar...e=sound&ID=122 (http://www.alsayeg.com/Pages/Liberary/Items.aspx?type=sound&ID=122)