المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قول شيخ الاسلام فيمن سب هداة الأنام الصحابة الكرام



أهــل الحـديث
10-01-2013, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام في حكم ساب الصحابي أو الصحابة في كتابة الصارم المسلول على شانم الرسول

(( أمَّا من اقترن بسبهِ دعوى أنَّ عليًّا إلهٌ، أو أَنَّهُ كان هوَ النبيّ وإنّما غلطَ جبريلُ في الرسالةِ، فهذا لا شكَّ في كفرِهِ، بل لا شكَّ في كفرِ من توقفَ في تكفيرِهِ.
وكذلك من زعم منهم أن القُرْآنَ نُقِصَ منهُ آياتٌ وكُتمتْ، أو زعم أن لهُ تَأْوِيْلاَتٍ باطنة تسقطُ الأعمالَ المشروعةَ، ونحوَ ذلكَ، وهؤُلاءِ يسمونَ القَرَامِطَةُ والباطنيةُ، ومنهمُ التناسخيَّةُ، وهؤلاءِ لاَ خِلاَفَ فِي كُفْرِهِمْ.
وأما من سبهم سبّاً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ـ مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلةِ العلمِ، أو عدمِ الزهدِ، ونحو ذلك ـ فهذا هو الذي يستحقُّ التأديبَ والتعزيرَ، ولا يُحكمُ بكفرهِ بمجردِ ذلك، وعلى هذا يحملُ كلامُ من لم يكفرهم من العلماءِ.
وأما من لعن وقبحَ مطلقاً فهذا محلُّ الخلافِ فيهم، لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد.

وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسَّقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفرهِ،
فإِنَّهُ مكذبٌ لما نصهُ القرآنُ في غير موضع: من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشكُّ في كفرِ مثل هذا فإن كفرهُ متعين،
فإن مضمون هذا المقالة أنّ نقلةَ الكتاب والسنةِ كفارٌ أو فُساقٌ، وأن هذا الأمة التي هي: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ،
وخيرها هو القرنُ الأولُ، كان عامتهم كفاراً أو فُسَّاقًا، ومضمونها أن هذه الأمةَ شرُّ الأممِ، وأن سابقي هذِهِ الأمَّةِ هُمْ شرارها، وكفرُ هذا مما يعلمُ بالاضطرار من دين الإسلام،
ولهذا تجدُ عامةَ من ظهر عنه شيءٌ من هذه الأقوال، فإنه يتبيّنُ أنهُ زنديقٌ، وعامَّةُ الزَّنَادِقَةُ إنَّمَا يَسْتَتِرُونَ بمذهبهم،
وقد ظهرت للهِ فيهِم مَثُلات، وَتَوَاتَرَ النقلُ بأنَّ وجوههم تُمسخُ خنازيرَ في المحيا والمماتِ، وجمعَ العُلماءُ ما بلغهم في ذلك،
وممن صنف فيه الحافظ الصالحُ أبو عبدالله محمدُ بن عبدالواحد المقدسي كتابه في "النَّهْي عَنْ سَبَّ الأَصْحَابِ، وَمَا جَاءَ فِيْهِ مِنَ الإِثْمِ وَالعِقَابِ".
وبالجملة فمن أصنافِ السابَّةِ من لا ريب في كفرهِ، ومنهم من لا يحكمُ بكفرهِ، ومنهم من يترددُ فيهِ، وليس هذا موضعُ الاستقصاء في ذلك،))