المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختيارات الفيفا بين الحقيقه والواقع



االزعيم الهلالي
09-01-2013, 02:30 PM
http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2013/1/9//20131981241717734_20.jpg
منذ أن تم دمج جائزة الكرة الذهبية مع جائزة أفضل لاعب في العالم بحسب الفيفا, لم تعد معالم قوانين الترشيح والتصويت لهذه الجائزة واضحة.
كان الترشيح والتصويت للكرة الذهبية يتم بناءاً على الألقاب والأرقام التي يحققها اللاعب مع فريقه ومنتخب بلاده بشكلٍ عام, وكان التصويت لها يتم عبر صحفيين من حول العالم مختصين باللعبة.
وكان الترشيح والتصويت لجائزة أفضل لاعب للفيفا يتم لنفس الأسباب تقريباً لكن من قبل أفضل مدربي وقادة للأندية في العالم.
الملفت في الأمر أنه منذ انطلاق هاتان الجائزتان, إلى حين دمجهما في 2010 لتصبحا ما يسمى "جائزة الكرة الذهبية للفيفا", أي حتى 2009, كان هناك دائماً تنوّع في الأسماء المرشحة والفائزة, إن كان من جهة جنسية اللاعب أو جنسية النادي الذي يلعب له, وكان هناك دائماً تمثيل إيطالي وإنكليزي بين الأسماء الثلاثة النهائية في كل سنة, هذا بالنسبة لجائزة الفيفا, أما بالنسبة للكرة الذهبية, فكان هناك سيطرة إيطالية عليها, وأيضاً تنوّع من ناحية الأسماء المرشحة.
ما حدث في 2010 هو تغيير جذري في كيفية ترشيح واختيار أسماء اللاعبين. وكما سيطرت أسبانيا على كرة القدم في السنتين الأخيرتين, سيطرت أيضاً على هذه الجائزة "المحدثة".
ليونيل ميسي, هو "ملك" هذه الجائزة المستحدثة بلا منازع, والأندية الأسبانية هي المسيطرة عليها بكل معنى الكلمة. علماً, أنه بحسب مقاييس ومعايير الفيفا للترشح لهذه الجائزة, في 2010 كان الهولندي فيسلي سنايدر لاعب إنتر ميلانو هو المرشح الأبرز لنيلها. فقد حقّق سنايدر مع فريقه كل الألقاب في تلك السنة, وقاد منتخب بلاده لنهائي كأس العالم, بينما لم يكن ميسي قد حقق شيء من تلك الألقاب سوى لقب الليغا مع فريقه, وكان منتخب بلاده قد خرج مبكراً من كأس العالم 2010.
على الرغم من عدم وضوح كيفية الترشيح وعلى أي أساس يتم اختيار الأفضل, لكن لا يُعتبر ليونيل ميسي دخيلاً على هذه الجائزة, ولو أن كونه الوحيد المهيمن عليها منذ انطلاقتها يثير ولو بعض الشكوك حول مصداقيتها وشكوك حول مستويات اللاعبين الآخرين, على اعتبار وجود عدد كبير من اللاعبين المفضلين أو المرشحين لنيل هذه الجائزة من وجهة نظر الجماهير ومتابعي كرة القدم.
حتى من جهة ترشيح أفضل مدرب, ولو أن هناك عدد من المدربين كانوا قد ابدعوا مع فرقهم في 2012 أكثر من غوارديولا! إلا أن ترشيح بيب كان منطقياً بعض الشيء نظراً لأداء ونتائج برشلونة المذهلة في الفترة الأخيرة, قبل رحيله عن النادي بالطبع..
لكن الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً وأثار حتى الشكوك حوله, كان اختيار تشكيلة العام من قبل الفيفا, إذ جاءت بأكملها من الأندية الأسبانيّة! ليس انتقاصاً من اللاعبين الذين طرحت أسماؤهم في تلك التشكيلة, لكن احتراماً وإنصافاً للاعبين كانوا يستحقون وعن جدارة - على الأقل, التواجد ضمن تلك التشكيلة, إن كان من ناحية الأرقام والألقاب مع فرقهم ومنتخباتهم, أم من ناحية مهاراتهم الفردية وأرقامهم الشخصية خلال العام 2012.
مما لا شك فيه أن انتشار الدوري الأسباني الذي يتفوق بكثير على غيره من الدوريات الأوروبية, كان له تأثير كبير على الاختيارات, فالعديد من الذين صوتوا يبدو أنهم لا يتابعون إلا هذا الدوري, وإلا, كيف يمكن تفسير تفوق لاعبين أمثال بيكيه ودانييل آلفيش, على لاعبين يفوقونهم سعراً في سوق الانتقالات أو حققوا نتائج بارزة لأنديتهم, أمثال تياغو سيلفا وفيليب لام.
هي قصة انتهت ومرّت, حقّقت فيها أسبانية ولو ليس عن جدارة فوزاً كاسحاً, لكن قد تكون "الفيفا" بحاجة للانتباه أكثر الموسم المقبل, فهذا الجدل الذي أثارته اختياراتها الأخيرة, قد يحتاج لبعض التنسيق بين واقع الترشيح والتصويت, وواقع اللعبة, كما عليها تدارك هذا الأمر كي تعطي مزيداً من المصداقية للاختيارات, وحتى لا يصبح كما قال البعض, الوصول إلى التشكيلة المثالية يحتاج إلى جواز سفر أسباني.

المصدر (http://www.aljazeerasport.net/Resource_Gallery/media/Images/2013/1/9//20131981241717734_20.jpg)