المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من موضح



أهــل الحـديث
09-01-2013, 10:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الشيخ العلامة حمد بن عتيق رحمه الله تعالى فففوأما إذا كان الشرك فاشيا، مثل دعاء الكعبة والمقام والحطيم، ودعاء الأنبياء والصالحين، وإفشاء توابع الشرك، مثل الزنى والربا، وأنواع الظلم، ونبذت السنة وراء الظهر، وفشت البدع والضلالات، وصار التحاكم إلى الأئمة الظلمة، ونواب المشركين، وصارت الدعوة إلى غير القرآن والسنة، وصار هذا معلوما في أي بلد كان، فلا يشك من له أدنى علم: أن هذه البلاد، محكوم عليها بأنها بلاد كفر وشرك; لا سيما إذا كانوا معادين لأهل التوحيد، وساعين في إزالة دينهم، ومعينين في تخريب بلاد الإسلام; وإذا أردت إقامة الدليل على ذلك، وجدت القرآن كله فيه، وقد أجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضرورة عند كل عالم.
...
أرأيتم لو قال رجل منكم لمن يدعو الكعبة، أو المقام، أو الحطيم، أو يدعو الرسول، أو الصحابة: يا هذا لا تدع غير الله! أو أنت مشرك، هل تراهم يسامحونه؟ أم يكيدونه؟ فليعلم المجادل أنهم ليسوا على توحيد الله; فوالله ما عرف التوحيد، ولا تحقق بدين الرسول صلى الله عليه وسلم.
....
ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالم الدين، تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم.
وقد زاد أهل هذا البلد، في إظهار المسبة له ولدينه، ووضعوا قوانين ينفذونها في الرعية، مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه؛ وقد علمت أن هذه كافية وحدها، في إخراج من أتى بها من الإسلام; هذا ونحن نقول: قد يوجد فيها من لا يحكم بكفره في الباطن، من مستضعف ونحوه، وأما في الظاهر فالأمر - ولله الحمد - واضح.
ولا تغتر بما عليه الجهال، وما يقوله أهل الشبهات.فإنه قد بلغني أن بعض الناس يقول: إن في الأحساء من هو مظهر دينه، لأنه لا يرد عن المساجد والصلاة، وأن هذا عندهم هو إظهار الدين، وهذه زلة فاحشة، غايتها: أن أهل بغداد وأهل بنبي وأهل مصر، قد أظهر من هو عندهم دينه، فإنهم لا يمنعون من صلى، ولا يردون عن المساجد.
فيا عباد الله أين عقولكم؟ فإن النّزاع بيننا وبين هؤلاء، ليس هو في الصلاة، وإنما هو في تقرير التوحيد والأمر به، وتقبيح الشرك والنهي عنه، والتصريح بذلك.
....
وأما مسألة إظهار الدين ، فإن كثيرا من الناس ، قد ظن أنه إذا قدر على أن يتلفظ بالشهادتين ، وأن يصلي الصلوات ، ولا يرد عن المساجد ، فقد أظهر دينه وإن كان مع ذلك بين المشركين ، أو في أماكن المرتدين . وقد غلطوا في ذلك أقبح الغلط .
فاعلم أن الكفر له أنواع وأقسام تتعدد بتعدد المكفرات ، وقد تقدم بعض ذلك ، وكل طائفة من طوائف الكفر فلا بد أن يشتهر عندها نوع منه ، ولا يكون المسلم مظهرا لدينه ، حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عندها ، ويصرح لها بعداوته ، والبراءة منه ، فمن كان كفره بالشرك ، فإظهار الدين عنده التصريح بالتوحيد أو النهي عن الشرك والتحذير منه ، ومن كان كفره بجحد الرسالةفإظهار الدين عنده التصريح بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدعوة إلى اتباعه . ومن كان كفره بترك الصلاة ، فإظهار الدين عنده فعل الصلاة ، والأمر بها ، ومن كان كفره بموالاة المشركين والدخول في طاعتهم ، فإظهار الدين عنده التصريح بعداوته ، والبراءة منه ومن المشركين .
وبالجملة فلا يكون مظهرا لدينه ، إلا من صرح لمن ساكنه من كل كافر ببراءته منه ، وأظهر له عداوته لهذا الشيء الذي صار به كافرا وبراءته منه ، ولهذا قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : عاب ديننا وسفّه أحلامنا ، وشتم آلهتنا .
...
وقد أخبر الله بذلك عن جميع الكفار ، فقال تعالى : ** وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين . ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } وقال تعالى إخبارا عن قوم شعيب : ** قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين } .
وقال تعالى إخبارا عن أصحاب الكهف : ** إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا } وقوله : ** يرجموكم } أي : يقتلوكم بالرجم .
وهذا الذي أخبر الله به وأشار إليه أئمة الإسلام هو الواقع في هذه الأزمان ، فإن المرتدين بسبب موالاة المشركين والدخول في طاعتهم ، لا يرضون إلا بمن وافقهم على ذلك ، وإذا أنكر عليهم منكر آذوه أشد الأذى ، وأخرجوه من بين أظهرهم ، بل سعوا في قتله إن وجدوا إلى ذلك سبيلا ققق.