المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين العرب والفرس ... حقيقة لا بد منها



أهــل الحـديث
03-01-2013, 04:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بين العرب والفرس ... حقيقة لا بد منها

إن الصراع بين الحضارة العربية والفارسية ؛ صراعٌ متجذرٌ ، ضاربٌ في القِدم منذ مئات السنين ، لم تنطفئ ناره ، ولم يخبو حتى هذه اللحظة أُواره ، بل ما زال لهيبه في أوج اشتعاله .
ففي الجاهلية كان الفرس يحاولون الهيمنة على العرب عبر احتلال العراق واليمن ومحاولات غزو الجزيرة ، حتى نصر الله مشركي العرب على مشركي الفرس في ذي قار ، فضلاً عن نظرة الازدراء والاحتقار التي كان الفرس ينظرونها للعرب ولا أدلَّ على ذلك من موقف كسرى من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في صدر الإسلام حين مزقه ، وقال في غطرسة : عبدٌ حقيرٌ من رعيتي يكتب اسمه قبلي ! ، ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مزق الله ملكه) ، فما لبث أن قتله ابنه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يلبث ملك قومه إلا سنين معدودة حتى زالت دولتهم في عهد الفاروق عمر .
إن حقد الفرس وحسدهم للعرب ، لا يقل أبداً عن حقد وحسد يهود ، ولاسيما بعد أن أزال الفاروق دولتهم في الإسلام ، فكان له النصيب الأوفر من حقدهم الأسود إلى هذا اليوم ، فعمدوا إلى الدخول في الإسلام ظاهراً ، مع إضمار مجوسيتهم الأولى ، ولم يكن أمامهم لإعادة أمجاد دولتهم الساقطة ، ودينهم آبائهم المجوس ، والانتقام من العرب ليفسدوا علىهم دينهم الجديد الذي ظهروا به عليهم ؛ سوى حيلة التشيع لآل البيت .
لقد أحسن بنو أمية أيما إحسان في المحافظة على عروبة دولة الخلافة الإسلامية الأموية صافية نقية ، حيث منعوا غير العرب من الموالي (الفرس) تولي المناصب والقيادات والوظائف مهما كانت ، ليس عصبية للعرب ، ولكن لأنهم يعلمون حقيقة القوم وحقيقة إسلامهم المزيف ، وأنهم عامل هدم ، وسوسة نخر في كيان دولة الإسلام الناشئة ، فلم تقم لهم قائمة آنذاك .
فلما كان بنو العباس ، وذهبت دولة بني أمية ، كان مما يعجب المرء له أن يقوم أحفاد كسرى بأمر الدعوة العباسية ، وينشطوا لذلك أيما نشاط ، وما ذلك إلا للقضاء على الأمويين ، وليكون لهم موطئ قدم في الدولة الجديدة ، فما كان من أبي مسلم الخراساني إلا أن استبد بخراسان ، إلا أن المنصور كان له بالمرصاد فاحتال عليه وتخلص منه في قصة معروفة ، ولكن خَلَفَ من بعده خلفٌ من الخلفاء ممن ضيَّع الأمانة ، وسلَّم دولة الخلافة لأخواله الفرس ، الذين ظاهروه على أخيه الآخر عربيَّ الأبوين ، فقتلوه ، ليكون الملك لهم دون العرب .
وإن من طالع كتب القوم وجد النفس الشعوبي الفارسي يفوح منها ، والحقد الأسود على العرب يملؤها ، قد بدت البغضاء منها ، وما تخفي صدورهم أكبر ، إذ كيف لعاقل أن يتصور أن المهدي سليل أفضل قبائل العرب سيُعمِل القتل والذبح فيهم إذا خرج !!! ، هذا إذا صدق العاقل وجوده أصلاً ، وهاهم كهنة المعبد المجوسي في قم ، وحاخامات بني صفيون اليوم يسعون للهيمنة على بلاد العرب عبر احتلال الأحواز والعراق ، والسيطرة على لبنان واليمن ، ومحاولتهم اليائسة اليوم - خابوا وخسروا - لإخضاع الشام التي استعصت على المغول والصليبيين ، عبر دعم ربيبهم وابن جلدتهم أسد ، وطائفته الباطنية ، فضلاً عن إنفاقهم المليارات من الأموال - فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة - لنشر دين آبائهم بين العرب في هذه الدول المذكورة وغيرها ؛ ليُردُوهم وليلبسوا عليهم دينهم الذي لا يصلح لهم سواه ، والذي اختارهم الله من بين الأمم لحمله ونشره.
واليوم نقول للفرس : إما الدخول الصحيح في الدين الصحيح فأنتم إخواننا ، وحينئذٍ لا فضل لعربي على فارسي إلا بالتقوى ، فـ (( سلمان منا آل البيت )) ، وإن أبا حنيفة وسيبويه وغيرهم كثير من أئمة الفقه والحديث واللغة والإقراء ؛ أجلى مثال على أن عدداً من أئمتنا كانوا من أصل فارسي ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
وإما الإصرار على دين آبائكم الأقدمين ، فأنتم وإن ألبستموه ثوب زورٍ دعوتموه التشيع لآل البيت ، فنحن حينئذ بُرآءٌ منكم ، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ، وما يوم القادسية عنكم ببعيد .