المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشف الخفاء فيمن تركهم العلماء



أهــل الحـديث
01-01-2013, 12:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله ،وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } أل عمران"102"
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }"النساء"1"
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}الأحزاب"71،70"
أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثةٍ بدعة،وكل بدعةٍ ضلالة،وكل ضلالة في النار.وبعد:

فقد يختلف معنى المصطلح في العلم الواحد؛ تارة باختلاف قائله، وتارة باختلاف الزمان، وتارة باختلاف المكان ؛بل العالم الواحد قد يستعمل هو نفسه المصطلح الواحد لأكثر من معنى.
فيجب على دارس "علم المصطلح" أن يربط دلالة المصطلح بقائله، إذا كان يعني به معنى خاصاً، أو يعني به في موضع معنى وفي موضع آخر معنى آخر، وبالزمان الذي استعمل فيه إذا كان قد تغيرت دلالته من زمان إلى زمان، وبالمكان أيضاً
إذا كانت دلالته قد تغيرت من مكان إلى مكان.

وفي ذلك يقول أهل العلم:(لا مُشاحة في الاصطلاح)؛ أي : لا ُيعاب على أحد اصطلح لنفسه اصطلاحاً خاصاً؛ إذا بيَّن مرادة من المصطلح ولم يوهم أو يلبس.

ولكن كيف يُعرف المصطلح؟

يُعرف تفسير المصطلح من أهله العارفين به لا من غيرهم، فلا يلتمس تفسير المصطلح الحديثي من الفقهاء أو اللغويين أو الأصوليين، وإنما يرجع في ذلك إلى المحدثين أنفسهم ؛ لأنهم أعلم الناس بمصطلحاتهم .

والسبيل إلى إدراك ذلك:

1 ـ إما أن يأتي نص عن إمام متخصص يفصح به عن معنى هذا اللفظ عنده أو عند غيره من أهل الحديث، كأن يقول:"إذا قلت كذا؛فمعناه كذا"، أو: "إذا قال المحدثون ـ أو فلان المحدث ـ كذا؛فيعنون ـ أو : يعني ـ كذا" وهكذا.

2 ـ وإما بالاستقراء والتتبع للمواضع التي ورد فيها هذا اللفظ، فيعرف معناه من خلال السياق، أو من مقارنة هذه المواضع بعضها ببعض؛ فيظهر المراد منه.([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))

ومن هذه المصطلحات التي يطلقها العلماء مصطلح "متروك"، ومما ينبغي الإشارة إليه أن هناك فرق بين قولهم(تركوه)، وقولهم(تركه فلان)، فإن لفظ (تركوه) يدل على سقوط الرواي، وأنه لا يكتب حديثه بخلاف لفظ (تركه فلان) فإنه قد يكون جرحاً، وقد يكون غير جرح ،

قال شيخ الإسلام بن تيمية في قولهم (تركه شعبة) معناه أنه لم يروى عنه، وترك الرواية قد يكون لشبهة لا توجب الجرح، وهذا معروف في غير واحد قد خرجا له في الصحيح"أ.هـ ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2))

- واعلم أنه قد يقولون (تركه فلان) بمعني ترك الكتابة عنه لا بمعني الترك الاصطلاحي كما نبه له الحافظ الذهبي، ففي ترجمة الإمام عطاء بن أبي رباح المكي (سيد التابعين علماً وعملاً)، قال وروى محمد بن عبد الحليم عن علي بن المديني قال : كان عطاء بآخرة قد تركه بن جريج، وقيس بن سعد.( [3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3) )

قلت : (القائل الذهبي) لم يعني الترك الاصطلاحي بل عني أنهما بطلا أي تركا الكتابة عنه؛ وإلا فعطاء ثبت رضا حجة إمام كبير الشأن ([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4))

- واعلم أن من قيل فيه متروك الغالب عليه أن السبب ذلك رداءة الحفظ، والفحش في الروايات، إلي أن قال : فإن قيل كيف يجمع بين من طعن فيه من قبل حفظه، وبين من طعن فيه من قبل عدالته في مرتبة واحدة ؟

فالجواب أن المتروك وإن كان الغالب عليه أن ذلك من قِبَل حفظه فقد وجدت تراجم كثيرة كان السبب في ترك أهلها الفسق .([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5))

- واعلم أن الترك إما بسبب الطعن في العدالة، أو الطعن في الضبط، وإن كان الغالب في هذه الألفاظ الطعن من قبل الحفظ .

- اعلم أن المقصود بالترك الترك الاصطلاحي كما تقدم، أي ترك الرواية عنه، لا أن يترك وحاله، ويروي ا يريد، ويُحدِّث بما شاء من غير أن يبين خطأه للناس، فهذا لا يظن ي أهل العلم رحمهم الله .([6])

قلت [ أبو البراء غفر الله له ] إذاً فإن أهل العلم لهم مصطلحات خاصة بهم لا تُفهم إلا بالخوص في كُتبهم، وتتبع كلامهم، ففي هذه الورقات سوف أتناول مصطلح "متروك"، ومدلوله عند كل إمام من الأئمة على قدر الاستطاعة سائلاً الله عز وجل السداد، والتوفيق .

([1])(تقريب علم الحديث للشيخ طارق بن عوض الله"ص 22،21").

([2])مجموع الفتاوى"24/349

([3]) الميزان"3/70"، وتهذيب التهذيب"7/203

([4])(الرفع والتكميل للكنوي"143").

([5])(شفاء العليل للمأربي"213").

([6]) الإرشادات ي تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات للشيخ طارق بن عوض الله (23) .


نريد النصح والإرشاد نكمل أم لا ؟
بارك الله فيكم .