المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحسد



سعد النخيش
27-03-2006, 09:40 PM
الحسد من أخطر الآفات التي تفسد القلب وتصرفه عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه ذلك الداء من أعظم الأدواء، والابتلاء به من أشد البلوى، يحمل صاحبه على مراكب الذنوب والآثام، ويبعده عن منازل أهل التقوى والإيمان، فلله ما أعظمه من بلاء، ما دخل قلباً إلا أفسده وأعطبه، وأفسد عليه حاضره ومستقبله.
والحسد داء قديم حتى قيل: "إنه أول ذنب عصي به الله تعالى"، وليس ذلك ببعيد.
بالحسد يقع المرء في ألوان من الذنوب والآثام، أعلاها الكفر بالله، وأدناها كراهة الخير لعباد الله، فلله كم جر الحسد على الخلق من الرزايا والبلايا، فهل أخرج إبليس من فضل الله ورحمته إلى سخطه ولعنته إلا الحسد؟! وهل قتل قابيل أخاه هابيل إلا بالحسد؟ وما أظن ما وقع في سوق الأسهم هذه الأيام إلا له تعلق بالحسد من فئة تستكثر المال في أيدي إخوانهم كما قال الله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما).
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أنداد له وخصوم
إن النبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من الحسد وعظم أمره في أحاديث كثيرة، منها ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا) رواه الشيخان واللفظ لمسلم.
وقد بين لنا صلى الله عليه وسلم شدة إفساده لدين العبد، فقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي بسند لا بأس به عن الزبير بن العوام رضي الله عنه مرفوعا: (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر).
وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بإفنائه للحسنات وإفساده للطاعات، فعن أبي هريرة وعبد الله بن كعب رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) رواه أبو داود وغيره بسند جيد.
إن الحسد الذي ورد في السنة ذمُّه والتحذير منه هو أن يحب المرء زوال نعمة الله عن المحسود. أما محبة مساواة غيره في الخير والفضل أو حتى الامتياز عليه كأن تحب أن يكون لك من الخير والفضل كما لفلان أو أفضل منه دون أن تزول النعمة عنه فهذا من التنافس في الخير، وليس من الحسد المذموم، ومنه قوله تعالى عند ذكر نعيم الجنة: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق) رواه الشيخان.
أخي القارئ احذر الحسد فإنه داء عضال فتاك، لا يوقر كبيرا لكبره، ولا شريفاً لشرفه، ولا عالماً لعلمه، بل يطرق قلب الصغير والكبير والشريف والوضيع والعالم والجاهل.
فطهروا قلوبكم منه، واحرصوا على قطع أسبابه وإزالة دواعيه، فإن النجاة منه فوز أكيد.
فإن تنج منه تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجيا
وإن مما يزهدك في الحسد ويعينك على تركه أن تعلم أن الحاسد مضاد لله تعالى ومحادّ له في قدره وشرعه، فالحسد أنك سخطت قضاء الله تعالى وكرهت نعمته التي قسمها بين عباده، واعترضت على عدله الذي أقامه في ملكه بخفي حكمته ولطيف صنعه، فاستنكرت ذلك واستبشعته، وهذا – والله – نقص في توحيد الله الواحد الديان، وقذى في عين الإيمان.
فلله ما أخبث هذه النفس التي عصت الله في أمره، وتقدمت بين يديه في قضائه وقدره، (أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون).
ومما يعينك أيضاً على تطهير قلبك من هذه الخطيئة أن تعلم أن الحاسد أول ضحايا الحسد، فإن الحاسد معذب مهموم مغموم، حتى قيل: "لم نر ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد".
وقد وصف بعضهم حال الحاسد فقال: "طول أسف ومحالفة كآبة وشدة تحرق، فهو مكدر النعمة لا يجد لها طعماً، يرى كل نعمة على الخلق نقمة عليه، فهو طويل الهم دائم السخط منغص العيش". وهذه عاجل عقوبته؛ هم وغم بغير اجتلاب دنيا مع ذهاب الدين، فلا دنيا حصل، ولا ديناً أبقى، ولذا فإن بعض المحسودين يدعو الله أن يبقي حساده ليطول عذابهم، حتى قال أحدهم:
أبقى لي الله حسادي وغمهم حتى يموتوا بداء غير مكنون
ومما يعيننا على محاربة الحسد والتخلي عنه علمنا أن الحاسد مخذول محروم، فلا يكاد يظفر بمراده ولا يظفر على عدوه، فالحسود غير منصور؛ إذ إن مراده زوال نعم الله عن عباده المسلمين، وأعداؤه هم من المسلمين أو المؤمنين، وقد قال الله تعالى: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور).
ومن أعظم ما ينفع المرء ويعينه على ترك الحسد القناعة بما قسم الله تعالى وقضى، فإنه سبحانه أعلم بمحال فضله وجوده، فطب – أيها المؤمن – نفساً بقسمة الله، وقر عيناً بقضائه وقدره؛ فإنه عزيز حكيم عليم خبير.




للمعلومية اعجبني ونقلتة لكم

ايام زمان
27-03-2006, 10:56 PM
يكفي ان اول من حسد هو ابليس عندما حسد آدم عليه السلام ,
لله در الحسد ما اعدله ××× بدا بصاحبه فقتله


مشكور اخوي سعد الله يعطيك العافية .

امجاد نجد
27-03-2006, 11:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي سعد

الحسد اول ذنب في السماء عندما حسد ابليس ادم

واول ذنب في الارض كان بين قابيل وهابيل

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع

جعلة الله في موازين حسناتك

(*)~سدوومة~(*)
28-03-2006, 12:32 AM
ايه بالفعل الحسد وما ادراكـ ما الحسد وماهي عواقب الحسد

وهو ينجم عن قلب اسود مليئ بالكراهيه والبغضاء

وهو اول ذنب عرف في السماء والارض

ويكثر في زمننا هذا ........ وقد ذكر في حديث ان الحسد يكثر في اخر الزمان

وقانا واياكم شر الحسد والحاسدين ,,,,,,,,,

ولقد طرح اليوم موضوع رااااااائع وهو برنامج يقدمه فضيلة الشيخ// عبد الله الفوزان في قناة المجد

باركـ الله فيه فقد كان برنامج رااااااااائع بكل مايحتويه ولقد بينا لنا الشئ الكثير

مشكور اخوي وجزاكــ الله خير

سعــــــد

كل الشكر لكـ