تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صدر حديثا:« السّلفيَّةُ والسَّلَفيُّون » للعلامة محمود شاكر بتقريظ د.عاصم القريوتي



أهــل الحـديث
01-01-2013, 01:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



صدر حديثًا عن دار نُور الكِتاب، الجزائر [1434هـ-2012م]




رسالةٌ ماتِعةٌ بعنوان:



«السّلفيَّةُ والسَّلَفيُّون. ومعه: خلاصةٌ مبثُوثةٌ لجهود المُستشرقين وأذنابِهِم في ضربِهِما. بقلم أديب المحدِّثين ومُحدِّث الأُدباء فضيلة الشّيخ العلاَّمة محمود محمّد شاكر رحمه الله»إعداد: الشّيخ: أبي إبراهيم زواوي المليانيّ (حفظه الله تعالى).




قرَّظَها:
الدّكتور عاصم بن عبد الله القريوتِي


التَّقريظ:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديمٌ
بقلم: أ.د . عاصم بن عبد الله القريوتي




الحمد لله الّذي هدانا إلى الطّريق المستقيم، والصّلاة والسّلام على البشير النّذير، وعلى آله وصحبه الّذين اتّبعوا سُنّته وساروا على نهجه، وبعد:
فإنّ دين الإسلام هو الدّين الحقّ، وهو الّذي كان عليه النّبيُّ (صلّى الله عليه وسلّم) وصحابتُه الكِرام البررة، وأمّا ما أُدخِل فيه؛ فليس مِن الإسلام في شيءٍ، لأنّ اللهَ أكمل دينه حيثُ قال سبحانه: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا﴾[المائدة : 3].
وتَكمُن أهمّيَّة لُزُوم الرُّجوع إلى فهم السَّلف للكتاب والسُّنَّة بأنّ سبيلهم واجبُ الاِقتداء وهو المخرج مِن الفُرقة، حيثُ قال (صلّى الله عليه وسلّم) - فيما صحَّ عنه في «السُّنن» وغيرها-:
«فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».
وقال (صلّى الله عليه وسلّم) -كما في «الصّحيحين»- : «خَيْرُ النَّاسِ قَرْني ثُم الَذيِنَ يَلُونَهُمْ ثُمَ الَذِينَ يَلونَهُمْ»، وهذه الخيريَّة عامةٌ تشمل المعتقد، والنّهج والسُّلوك، والفهم للنّصوص الشّرعيّة ـ والعبادة، وكلّ صفات الخير والثّناء.
ولهذا فإنّ نهج السَّلَف نهجٌ يلزم الاِقتداءُ والاِهتداءُ به في كلِّ حينٍ، وليست السَّلفيّةُ مرحلةً زمنيّةً مباركةً فحسب، كما يتصوَّر بعض النّاس، كما أنّها أَسْلَمُ وأَعْلَمُ وأَحْكَمُ مِن كلِّ المناهج، خلافًا لمن ادَّعى أنَّ منهج السَّلَف أَسْلَم ومنهج الخَلَف أَعْلَم وأَحْكَم.
وإنّ مِن أبرز سِمَات السَّلَفيّة وخصائصها دعوتُها وعنايتُها بالعقيدة الإسلاميّة الصّحيحة مِن الوحْيَيْن الكتاب والسُّنّة؛ لأنّ في ذلك السّلامة للمسلم في دينه، وهي تُحذّر مِن الغلوّ في أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته نفياً وإثباتاً بدعوى نفي المشابهة بين الخالق والمخلوق، مع البراءة مِن الغُلوّ بأنواعه وأشكاله.
ومع هذا كلِّه فعجبٌ أن يُرمى أهل السُّنّة الدّاعون لنهج السَّلَف بتُهَمٍ متعدّدة، وهذا نهج أهل الأهواء كما قال الإمام أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظليّ الرّازيّ- (رحمه الله):
«علامة أهل البدع الوقيعةُ في أهل الأثر، وعلامة الجهميّة أن يُسمُّوا أهلَ السُّنّة مُشَبِّهة ونَابِتة، وعلامة القَدَريّة أن يُسمُّوا أهلَ السُّنّة مجبرة، وعلامة الزّنادقة أن يُسمُّوا أهلَ الأَثَر حَشويّة».
وهذا الصِّراع بين الحقّ والباطل ليس له حدود، فقد وُصِف الإسلام والسّلفيّة بأوصافٍ باطلة، كالرّجعية، والجُمُود، والتّأخّر، والتّشدّد، والتّخلّف، وغير ذلك مِن بعض الكتّاب منذ عقود ممّا حَدَا بالشَّيخ العلاَّمة المحقّق الفذّ أبي فِهْر محمود بنمحمّد شاكر (رحمه الله) (ت: 1418هـ) أن يُفنِّد هذه التُّهم ويوضِّح السّلفيّة بمفهومها الصّحيح وبمعناها الحقّ في ثنايا كتابه: «أباطيل وأَسْمَار» بعباراتٍ جزيلة موجزة.
حيث أبان (رحمه الله) أنّ السّلفيّة لفظٌ يرادُ به الرّجوع إلى سيرة السّلف مِن أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، ومَن تبعهم على الحقّ في العقيدة، وفي تجريد الإيمان مِن شوائب الشّرك، وفي العمل بالسُّنّة، وفي إحياء منهج السّلف في الرُّجوع إلى الكتاب والسُّنّة دون سواهما.
وأنّ السَّلَف يستمدّون مِن القرآن والسُّنّة آدابهم، وأخلاقهم، وثقافتهم، وفقههم، وعلمهم، وتفكيرهم، وفي سائر ما يكون به الإنسان حياًّ رشيداً، قادراً على بناء الحضارة.
ولهذه الأهمّيّة لكلام الشّيخ العلاَّمة أبي فِهْر سَمَت همَِّةُ أخينا فضيلة الشّيخ أبي إبراهيم ملياني الزّواوي بن ملياني عبد القادر - وفّقه الله لكُلِّ خيرٍ – لإِفراد هذا البحث المتعلِّق بالسّلفيّة والسّلفيِّين، وقد أحسن في ذلك، وزاده حُسنًا في ترجمته لكاتبها، وحلاَّها بدراسةٍ تحليليّة، موشّحةٍ ببديعٍ مِن التّعليقات المهمّة الّتي زادت البحث ثراءً وأهمّيّةً.
فجزى الله الشّيخَ العلاَّمة أبا فِهْرٍ خيرًا على غيرته على الدّين، وحَمِيَّته وصفاء طريقته ونهجه، وجزى أخانا الشّيخ ملياني على هذه العناية.
ختامًا إنِّي أقولها صراحةً:
إنّ في معرفة المنهج السّلفيّ السّلامة للمجتمع مِن التّفكّك والفُرقة والاِنقسام، ومِن الأفكار المنحرفة الّتي تُؤدّي إلى التّكفير بغير حق، وقتل المسلمين بشُبهاتٍ فاسدة، وتدمير الممتلكات، وقتل المعاهَدين، وما ينبني على ذلك مِن مفاسد عظيمة.
وهي الدّعوةُ الوحيدة الّتي استطاعت بثوابتها الوقوف أمام الفكر التّكفيريّ المنحرِف، وما أعقبه مِن تفجيرٍ ودمارٍ وإخلالٍ بالأمن، وغير ذلك مِن مضارّ.
واللهَ أسألُ أن يوفّقنا جميعًا لما ينفع الإسلام وأهله ويذبّ عنه، والحمدُ لله ربّ العالمين.



* * * * *
غلاف الرسالة


http://www.ilmmasabih.com/images/book/%20%20.jpg