المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج حالات الحب المزمنة



عميد اتحادي
30-12-2012, 07:50 PM
لأننا بشر فكـُلنا عرضة للخطأ، ولأننا بشر فقد نضع علاجاً لمشكلاتنا ونشك بفعاليته ونفعه، فليس أمامنا سوى عرض مشاكلنا على الذي لا يخطئ و الذي هو أعلم بما كان وبما سيكون، هو الله -عز وجل- فإذا عرضناها على القرآن الكريم، سنجدُ الجواب الشافي والحل الأمثل لكل مشكلة، فهذه أمثلة على مشاكل مجتمعنا، وطرق علاجها التي أرشدنا إليها القرآن الكريم .
(الحالة الأولى) كم هو مؤلم هو حال تلك الفتاة الحالمة الجارية خلف عواطفها وإحساسها المرهف، الباحثة عن حياة العشاق و الورود الحمراء والدموع الدافئة وسط الليالي المقمرة، ولا تجد لنفسها مخرجاً من وضعها الطبيعي والانتقال إلى عالم أحلامها ورغباتها الوهمي سوى بالخروج من طهرها وخلع تاج وقارها وحيائها لتدخل في غابة من الأوهام وتقع المسكينة في النهاية بشباك صيّاد محترف يرتدي أمامها قناع الصدق والإخلاص و الشاعرية التي هي ترجوها، ليبدآ قصة عشق كاذب ملوّث بألف كذبة وخيانة و إضافة إلى أنه محرمٌ ديناً و ممنوعٌ عُرفاً فهو دائماً ما ينتهي بكارثة، يكون نصيب الفتاة منها هو الأكبر.
(علاج الحالة الأولى) قال تعالى : "وَمَن يَتق اللهَ يَجْعَل لهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" آية 2-3 سورة الطلاق.
(الحالة الثانية) ساعة سويسرية و عطر فرنسي فاخر و حركات مصطنعة، هو ذلك الشاب الوسيم المتأنق دائماً الباحث عن المعجبات في كل زاوية من زوايا المجمعات التجارية وفي كل غرفة من غرف العالم الافتراضي (الانترنت)، يركض خلف أوهامه الخاصة كل يوم حتى يصبح شيئاً فشيئاً يتصنع حتى مع ذاته ويهرب من مواجهة نفسه و عيوبها وأخطائها، فتبيت نفسهُ مريضة مضطربة خالية من الصدق، بعيدة عن الدين، مفلسة في سوق الحياة، طردت صاحبها خارج ميادين الرجولة.
(علاج الحالة الثانية) قال تعالى : "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" آية 30 سورة النور.
(الحالة الثالثة) هو أو هي، أصحاب طموح عال وأفكار راقية ولكنهم مشتتون خلف: ماذا يسيرون؟ وإلى ماذا يسعون؟، هم يُحبون التميز ويعشقون النجاح، ولكنهم يفتقدون للضوابط والمعايير الصحيحة التي يجب أن يبنوا عليها أفكارهم وأهدافهم، فيميلون مع الرياح كأغصان الشجر في يوم عاصف، فصاحبة الأدب منهم نجدها تتعثر بشطحات بعض الشعراء و زلات الروائيين والكُـتاب، و صاحب العلوم نجدهُ يأخذ من علماء الغرب وغيرهم جميع أفكارهم ويتبناها دون تنقيحها، حتى يصل إلى معتقداتهم الضالة، فيضطرب إيمانه وتدخل الوسوسة إلى صدره.
(علاج الحالة الثالثة) قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" آية 30-31 سورة فصلت.
والحالات الثلاث قد يكون لها في القرآن الكريم أكثر من حل ولكن الآيات المذكورة قد تكون أحد الحلول، وهذه أمثلة من مشاكل مجتمعنا وهناك الكثير من المشاكل والأعمال التي يجب أن نعرضها على القرآن الكريم لنصل في النهاية إلى ما يثلج صدورنا و يطمئن قلوبنا وعقولنا .. ألم يقُل الله عز و جل "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا" آية 9 سورة الإسراء.