المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((ذلكم الله ربكم فاعبدوه))



أهــل الحـديث
29-12-2012, 11:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



((ذلكم الله ربكم فاعبدوه))

إذا تأملنا هذه الآية جيدا ومثيلاتها كقوله تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك)) علمنا يقينا أن الهدف الأول من دراسة علم التوحيد "العقيدة" هو:
معرفة الله تعالى وعبادته حق العبادة.
أ)معرفة الله تعالى: بمطالعة دلائل ربوبيته وآثار أسمائه وصفاته. [وهذا هو توحيد المعرفة والإثبات: الربوبية والأسماء والصفات].
ب)عبادة الله حق العبادة. بتأله وانقياد القلب واللسان والجوارح للرب الكامل في ربوبيته وأسمائه وصفاته. [وهذا هو توحيد القصد والطلب: توحيد الألوهية "العبادة"].
فإن من كان بالله أعرف كان منه أخوف ولطاعته أطلب وعن معصيته أبعد.
وعليه:
فإن من الخطأ الذي يقع فيه البعض: غياب هذا الهدف الأصيل عند دراسته للعقيدة، واستشعار الهدف التابع لهذه الدراسة وهو: الرد على المخالفين.
نعم هذا هدف ومقصد؛ ولا يتهاون فيه، وهو من الأهمية بمكان؛ لكنه يأتي تبعا للهدف الأصيل: معرفة الله العظيم وتحقيق عبوديته.
ولهذا الخلل قد تجد من درس العقيدة فلم تؤثر في عبادته وأخلاقه ذلك التأثير المطلوب!
وما ذاك إلا للغفلة عن الهدف والمقصد الأصيل من دراسة هذا العلم العظيم "علم توحيد الله رب العالمين".
ولله در علماء الملة حيث جردوا كتب تأصيل الاعتقاد التي يبدأ بتلقينها للمبتدئين والعامة من أقوال المخالفين، وربطوا فيها بين التوحيد العلمي والتوحيد العملي "عبادات ومعاملات وأخلاق وآداب" ومثلوا بأفراد مسائل؛ لا لعدهم أفراد المسائل الفقهية أصولا؛ وإنما لبيان تأكد التلازم بين العلم والعمل، والباطن والظاهر. وهذا هو العلم النافع المثمر للعمل الصالح؛ وهذا هو الدين والإيمان: "قول وعمل" كما هو متقرر في أصول الملة وأساسيات الديانة.
فاللهم أصلح نياتنا في طلب العلم، وانفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، واجعل ما علمتنا حجة لنا لا علينا، ووفقنا لتحقيق التوحيد اعتقادا وقولا وعملا.