المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصغر طفلة سعودية داعية إلى الله



مجافي الجافي
24-03-2006, 09:07 PM
]هناك، في ولاية متشيجان، وبالتحديد في مدينة لانسينج تدرس الطفلة السعودية الشيماء ذات الثمان سنوات في مدرسة أمريكية، والتي تربت في بيت محافظ مسلم في المملكة العربية السعودية، والتي كانت دائماً ما تجلس مع جدها لأبيها وجدها لأمها تستمع منهما ما يقوله الحق سبحانه وتعالى، وما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت دائماً ما كانت تجلس في حلق الذكر مع جدتها الداعية التي كانت تصحبها معها إلى مدارس تحفيظ القرآن الكريم وإلى المحاضرات التي تقام هنا وهناك في إطار التوعية والنصح والإرشاد والدعوة إلى الله …

وبعد أحداث 11 سبتمبر الدامية، التي حدثت في أمريكا، هبت ريح عاتية على الطلاب العرب والمسلمين في أمريكا … واعتقل كثير من الشباب المسلم ومن طلبة العرب، وتعرض المسلمون للمضايقات، وللعنف وللمساءلة وللتحرش، وتعرضت المسلمات وخاصة المحجبات منهن للإيذاء والسخرية، وعاد كثير من الطلاب إلى بلادهم تفاديا لما يحدث للعرب والمسلمين في أمريكا…

وظل كثيرون حبيسي منازلهم، بقوا فيها، لا يتحركون ولا يخرجون منها… ومن هؤلاء الشيماء وعائلتها الذين بقوا في سقتهم الصغيرة، يأكلون ما توفر عندهم من طعام، لم يستطيعوا الخروج إلا للضرورة القصوى، عندما كانوا في حاجة ماسة لشراء الطعام فقط… على الرغم من طمأنة لعض أصدقائهم الأمريكان..

وبقيت الشيماء وأخوها الصغير عبدالعزيز سجينين في شقتهم، ينظران إلى الحديقة والملعب الكبير أمام ناظريهما قد امتلأ بالأطفال من جنسيات غير العرب والمسلمين، يلعبون ويمرحون ويجرون هنا وهناك، وهما قابعان خلف زجاج نافذة غرفتهما لا يستطيعان حراكاً.. يتحسران على الوضع الذي أجبرتهما عليه الأحداث … لا يفهمان ولم يستطيع عقلاهما إدراك ما يجري حولهما … وأخذا يتساءلان:

لماذا نؤذى؟

لماذا لا نخرج للعب، وقد كنا نلعب بالأمس مع هؤلاء الذين يلعبون معنا !!..

لماذا تغيرت نظرة جيراننا إلينا؟!!..

ولماذا لا يأتي إلينا أصدقاؤنا كما كانوا يفعلون؟!!. وكانت دائماً ما تسأل أمها وأباها:

بابا ماما … لماذا نحن في البيت؟ .. نريد أن نخرج نلعب … أريد أن أستخدم الاسكوتر والدراجة …

ليس الآن يا بنيتي … قريباً سينفرج الأمر، إن شاء الله …

وخلال تلك الأيام العصيبة التي مرت عليهم وعلى العالم، كانت المكالمات الهاتفية تنهمر عليهم من المملكة، للاطمئنان عليهم … كانت جدة الشيماء ووالدة أسامة تكلمه دائماً:

ألو … أسامة … ؟

نعم يا أمي …

كيف حالكم يا ولدي طمئنونا عن صحتكم ..؟

نحن بخير يا أمي .. وأنتم كيف حالكم في مكة؟

بخير يا ولدي … لا تخرجوا يا ولدي من البيت … وانتبهوا لأنفسكم .. فالجو العام صعب جداً … وطمئنا عن حال زوجتك؟!! والأولاد كيف حالهم..

إن شاء الله يا أمي … نريد منكم الدعاء … فنحن قابعون في المنزل، حتى يكشف الله هذه الغمة …

الله معكم يا ولدي، الله يحفظكم .. الله يرعاكم … عليكم بالقرآن والتقرب إلى الله.

جزاك الله خير يا أمي … لا تنسينا من دعائك الصالح وكونوا على اتصال بنا دائماً …

إن شاء الله يا ولدي … اعطني أكلم زوجتك وأولادك … فصاحت الشيماء ..

أنا أنا أنا أريد أكلم ستي … ألو … ستي كيف حالك … نحن خائفون هنا … تعالوا خذونا لا نريد أن نبقى هنا … نحن محبوسون في البيت … لا نذهب للمدرسة ولا للحديقة نحن خائفون يا ستي …

اصبري يا شيماء وربنا معكم يا بنيتي …

وهكذا كانت المكالمات الهاتفية بين الجانبين .. حتى هدأت الأمور، وخفت حدة التوتر، فخرج الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وذهبت الشيماء إلى مدرستها … فإذا بها تفاجأ من زميلاتها ومدرساتها يقلن لها:

شيماء شيماء … لقد افتقدناك كثيراً …

وأنا كذلك افتقدتكن … ولكن ماذا حدث لنعامل هكذا..؟!.

يا شيماء ألم تشاهدي التلفزيون .. لقد ضرب الإرهابيون نيويورك وواشنطن .. دمروا مركز التجارة العالمي ..

ولكن ما دخلنا نحن .. نحن نقيم عندكم .. ندرس في بلدكم .. ولو كنتم في بلدنا لأكرمناكم .. ولا نعاملكم هكذا … لا نحبسكم في بيوتكم .. ولا نؤذيكم في الشوارع .. فلماذا تعاملوننا هكذا … نحن خائفون هناك …

لا لا تخافي يا شيماء فأنت في أمان بيننا .. إن ما يحدث شيء غريب .. لم نتعوده من قبل، فالصدمة كبيرة علينا … (ثم جاءت مدرسة شيماء (مسز بل) لتربت على رأس الشيماء لتقول لها: هاللو Hello Welcome Back مرحباً شيماء لقد افتقدناك كثيراً، مرحباً بك ثانية.)

شكراً مسز بل، أريد أن أخبرك أننا - نحن المسلمين - علمنا إسلامنا ألا نعامل الناس هكذا ..

ماذا في دينكم يا شيماء .. أخبرينا عن الإسلام …

الإسلام حثنا على أن نحب الآخرين ونحن للأقرباء ولا نؤذي الناس، وأوصانا ببر الوالدين، واحترام المعلمين، وأن نحسن للجيران، والأصدقاء … وأمرنا بالصلاة والصيام والحج، والأخلاق الكريمة..

حقاً يأمركم دينكم بذلك يا شيماء..؟!

نعم مسز بل … ونحن كما تشاهدين، عشنا معكم سنوات.. هل شاهدتم منا إلا كل خير..

نعم لم نلاحظ ما يعكر صفو الحياة معكم.. ولكن أخبريني … إذا لم يصل الإنسان عندكم ماذا يكون عقابه؟ .. فردت الشيماء:

يدخله الله النار .. يا مسز بل (هكذا، ردت ببراءة الأطفال وإيمانهم بما يتلقون)، فتعجبت مسز بل، وتساءلت بدهشة!!.

يدخله النار؟!!.

نعم .. الله خلق الجنة والنار … فمن أطاع الله دخل الجنة .. ومن عصاه دخل النار..

ومرت الأيام ومسز بل مستمرة في الاستزادة من الطفلة الشيماء عن الإسلام .. وأخبرت الطفلة والدها بذلك .. فأعطاها كتيبات ومطويات مرجمة باللغة الإنجليزية عن الإسلام … فأخذت المعلمة تقرأ تلك الكتيبات .. كما كانت تسأل عندما تريد معرفة ما أشكل عليها ..

وجاء شهر رمضان .. وذهبت الشيماء لمدرستها وهي صائمة .. ولاحظت مسز بل أن الشيماء قد جلست في الفصل ولم تخرج للفسحة مع صديقاتها … ولم تأكل وجبتها كالعادة .. فجاءت تسألها:

شيماء .. لماذا لم تتناولين وجبتك اليوم؟!.

لأني صائمة .. يا مسز بل …

صائمة !!.. أتصومين يا شيماء؟ وفي هذه السن المبكرة!

نعم .. مسز بل، لقد أمرنا الله بالصيام، فلا بد أن نصوم … وإنني الآن أتدرب على الصيام، وسيكتب الله لي الأجر..

وكيف يكون صيامكم يا شيماء؟!..

أصوم من الفجر وحتى غروب الشمس .. لا نأكل ولا نشرب طوال النهار .. وفي البيت نقرأ القرآن الكريم، ونصلي التراويح في المركز الإسلامي…

ومتى تأكلون وتشربون؟..

نأكل عندما تغرب الشمس .. في الخامسة مساءً … وحتى الفجر ..

وكيف تعرفون وقت الغروب ووقت الفجر؟

عندنا في البيت مواقيت الصلاة ومواقيت رمضان .. اسمها إمساكية..

عجباً .. وهل تستطيعين الصيام يا شيماء؟!.

نعم ألا ترين .. فأنا صائمة الآن … وأبي وأمي يشجعانني … فأنا أريد أن أطيع ربي ليدخلني الجنة … والآن جاء موعد الصلاة .. أعذريني من فضلك .. مسز بل … أتسمحين لي أن أصلي في ركن الفصل؟..

(ok) أوكي. حسناً … يمكنك ذلك .. ولكن هل يمكنني أن أصلي معك؟..

هل أنت مسلمة مسز بل؟!

ليس بعد ولكنني أريد أن أتعلم كيف تصلين … فهل يمكن أن أصلي معك؟..

نعم .. نعم تفضلي .. مسز بل …

ولكن كيف أصلي؟..!

افعلي كما أفعل..

ثم قامت الشيماء وأخرجت من حقيبتها رداء خاصاً بالصلاة .. يطلق عليه أهل مكة المكرمة (شرشف صلاة) دائماً ما ترتديه المرأة المكية وغيرها، وقت الصلاة، لتصلي فيه… ارتدته .. ثم وقفت بعد أن تعرفت على اتجاه المملكة … لتكون صلاتها في اتجاه القبلة …

وأوقفت بجانبها المعلمة مسز بل .. ثم أخذت تصلي .. ومسز بل تقلدها … والتفت الأطفال حولهما يشاهدون ماذا تفعل الصغيرة الشيماء، وكيف كانت معلمتهن مسز بل تقلدها..!!

وفي نهاية الصلاة … سلمت الشيماء قائلة .. السلام عليكم ورحمة الله … السلام عليكم ورحمة الله … فقالت لها مسز بل، قبل أن تسلم .. هل انتهت الصلاة يا شيماء..؟

فقالت الشيماء، ببراءة الطفولة:

مسز بل … لقد تكلمت في الصلاة!. لا يوجد كلام في الصلاة حتى تسلمي .. أنت لم تسلمي بعد … افعلي كما فعلت أنا لكي تنهي صلاتك.. فتبسمت المعلمة، وقالت:

وكيف أنهي صلاتي يا شيماء؟…

هكذا … أديري وجهك لليمين، وقولي السلام عليكم ورحمة الله … ثم أديري وجهك للشمال وقولي السلام عليكم ورحمة الله …

ففعلت مسز بل ما قلته الشيماء … وقالت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … السلام عليكم ورحمة الله .. وأنهت بذلك مسز بل صلاتها التعليمية مع الشيماء .. ولم تفهم الشيماء لماذا طلبت مسز بل ذلك منها، فقالت لها:

مسز بل أنت مسلمة أنت مسلمة .. فقالت مسز بل:

أرجو ذلك أرجو ذلك قريباً … فصاح الأطفال: شيماء شيماء نريد أن نصلي علمينا الصلاة …

ومرت الأيام … وانتهت فترة دراسة والد الشيماء … وحان موعد رجوع العائلة للملكة، فأخبرت الطفلة معلمتها وصديقاتها بذلك … فحزنوا على سماع ذلك الخبر … وقررت مسز بل أن تقيم حفل وداع للشيماء…

وفي اليوم المحدد للحفل ذهب والد الشيماء ووالدتها وأخوها الصغير للمدرسة … فإذا بهم يشاهدون طاولة كبيرة وضعت عليها أنواع من الحلويات والمشروبات، وزينت بالبالونات والشرائط الملونة.. وبدأ الحفل بكلمة لمسز بل حيث رحبت بالحضور وحيت الطالبة الشيماء وأثنت على تعاملها الصادق في المدرسة، كما أخبرت الجميع أنها كانت طالبة مثالية، مؤمنة بدينها … صريحة … محبة لصديقاتها … وأضافت: ((إنني تعلمت الكثير من الشيماء … وتعرفت على الدين الإسلامي بواسطتها، وبواسطة عائلتها … إنني والمدرسة سنفتقدها .. سنفتقد طالبة كثيراً ما أحببناها واحترمناها بل إن المدرسة جميعها تحب وتحترم الشيماء ، وأخيراً نقول لك يا شيماء إننا نتمنى لك حياة سعيدة شكراً)) .. ثم تكلمت الصغيرات أيضاً في كلمات وداعية مفعمة بالعواطف .. حيث قالت الصغيرات: سنفتقدك يا شيماء أيتها الصديقة العزيزة .. إن مدرستنا كان لها شرف التعرف عليك .. فلا تنسينا ….

ثم بكت الصغيرات وهن يودعن صديقتهن الشيماء: وبكت الشيماء معهن … وقدمن لهن هدية تذكارية … عبارة عن لوحة بها تواقيع جميع صديقاتها وعبارات وداع وشكر صادقة.

ورجعت الصغيرة إلى المملكة لتحكي قصتها لجدها ولأفراد عائلتها، ولأصدقاء الجدد..

وكنت من بين الذين استمعوا إلى لاشيماء، فتعجبت مما سمعت.. وقلت في نفسي … حقاً إننا مقصرون جداً في الدعوة إلى الله ومقصرون في التعريف بالإسلام … إن هذه القصة الواقعية، لبرهان لنا أن العالم كله، شرقه وغربه شماله وجنوبه، ينتظر من المسلمين أن يعرفوه على الإسلام … بكل الطرق … بالتحدث وبالتخاطب وبالتعامل … عبر وسائل الإعلام المختلفة … وعبر شبكة الإنترنت … ومن خلال القنوات الفضائية الإسلامية، فالوقت والأحداث أوجدت لنا مناخاً مواتياً للدعوة إلى الله … مواتياً للتعريف بديننا .. وخصبا لتصحيح الصور التي شوه بها أعداء الإسلام الإسلام … فهل اجتهدنا على إنقاذ البشرية … وهل شمرنا عن سواعد الجد لننطلق في الدعوة إلى الله … وهل عرفنا أننا بإدخال الناس في الإسلام إنما ننقذهم مما هم فيه ومن عاقبة ما سيقدمون عليه في الدار الآخرة … وهل تيقنا بأننا أمة داعية .. آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، مؤمنة بربها، وسنة نبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم… فهل نحن فاعلون… اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد … وشكراً للشيماء … هذه الطفلة المسلمة الغيورة، الطفلة الداعية … وليت أطفالنا وشبابنا وفتياتنا ونساءنا يأخذون من قصة الشيماء البسيطة في واقعيتها الكبيرة في معانيها، يأخذون منها عبرة ودرساً … ليكونوا دعاة إلى الله …

د. عبدالعزيز بن أحمد سرحان
منقول

دمعة سراب
03-04-2006, 04:25 PM
إنها لحقاً طفلة الإسلام..!!

سلمت يمناك لهذه النقلة

ودمت بألف خير أخي

مودتي

مجافي الجافي
04-04-2006, 01:43 PM
الله يسلمك اختي وشكرا على هذا الرد