المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استيلاء النقص على الإنسان "



أهــل الحـديث
28-12-2012, 11:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : إن مما يؤسف له أن يستولي النقص على أخلاق الناس، بعد أن رباهم الإسلام على محاسن الأخلاق وكرائم الآداب ، بعد أن أخذوا عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه سمو الأخلاق ورفعة الآداب بعد أن مدحه ربه بقوله { وإنك لعلا خلق عظيم } وبعد أن قال " أدبني ربي فأحسن تأديبي " فنحن نأخذ عن الكامل في نفسه المكمل لغيره صلى الله عليه وسلم ، وقد أمرنا الله بالاقتداء به فقال { لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة } هذا الكمال الذي جاء به الإسلام وكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يلبث أن فقد بعد مضي الزمان وبعد الناس عن عصر النبوة ، وبعد أن استهوتم الدنيا فاحتضنتهم ، فأصبحت هي شغلهم الشاغل، فلم يعد للأخلاق والآداب الإسلامية، ذلك السلطان الذي يحفظ الناس من الوقوع في تلك السقطات المذلة ، وهذا أمر مؤسف حقيقة، ولو تحدثنا عن جانب الهجرة ، والإقامة في بلاد الغرب عموما بين أفراد تلك الدول ، فنجد بعض المسلمين حقا يمثلون الإسلام ويعطون صورة مشرفة مضيئة للإسلام، ـ وهذا الذي نبحث عنه ـ بينما في مقابل ذلك ، هناك أناس للأسف يعطون صورة سيئة سواء بعض المسلمين الذين يذهبون كمصطافين أو سائحين أو غير ذلك من كبار المسلمين الذين يستحلون كل شيء أو ممن يقيمون هناك، وبعضهم يستحل الغربيين ويستحلون أموالهم، ويريد مثلاً إذا استطاع أن يتهرب من الضريبة، إذا استطاع أن يركب مواصلة ولا يدفع ثمن التذكرة، إذا استطاع أن يستهلك من الكهرباء ولا يدفع ثمنها، وربما يجدون بعض الفتاوى، تحل هذه الأمور وتسيء إلى الإسلام أبلغ الإساءة، نحن نعيب على اليهود كما قال القرآن (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيلاً) ، أي الأمم الأخرى ليس علينا سبيل أن نأخذ أموالهم وننتهك حرماتهم فهذا مباح لنا، نحن هنا نرفض هذا كل الرفض، وعندنا في الإسلام القيم لا تتجزأ، فمن خصائص الإسلام إن القيم لا تتجزأ، الحلال حلال للجميع والحرام حرام على الجميع، يحرم على المسلم أنه يسرق من المسلم، أو يسرق من غير المسلم، فالسرقة هي السرقة ، فيحرم على المسلم أن يسلب مسلماً أو غير مسلم، ينبغي أن يكون الإسلام هو العنوان العم لكل تعاملات المسلم وتحركاته، وخرجاته، هناك عنوان ،الحرام حرام على الجميع، فلا يجوز للمسلم أن يستحل أموال الناس هنا أو هناك والداعي، هذا هو المنطق ، هذا هو المعقول وإن التعرض لسرقة هؤلاء يسيء إلى الإسلام أيَّما إساءة فينتشر في الناس أن المسلمين ليسوا أهل أمانة ولا يراعون الأخلاق، لا يمكن للإسلام أن ينتشر إلا بالأخلاق ، وهذا الذي نعرفه من خلال التاريخ ، أن هناك دول ، ومناطق ما دخلها جيش ، فقط دخلها التجار المسلمون ، ومن أخلاقه انتشر الدين بين الناس، ولو بقي الأمر للسيف وحده لما وصل الإسلام إلى تلك المناطق ذلك أن السيف يفتح أرضا لكن لا يفتح قلبا ، ونحن لا تريد أجساما ، إنما نريد قلوبا وعقولا ، تؤمن بالحق الذي يمثله الإسلام ، وتسعى جاهدة لنشره، إنما يدخل الناس بأخلاق المسلمين لا بسيوفهم ، وبعدلهم لا بقوتهم ، فالإنسان يسافر إلى مختلف البلاد هنا أو هناك يتبادل مع الناس البيع والشراء ويتحدثون مع بعض يجلسون مع الناس ويتحدثون معهم فيرى الناس فيهم الصدق والأمانة وحب الخير وفعل الخير للناس ومساعدة الضعفاء والطهارة والخشوع لله سبحانه وتعالى، والحرص على أداء الفرائض فيحبهم الناس لذلك فيسألونهم من أنتم؟، فيقولون نحن مسلمون، وتبدأ المحادثة ماذا يعني مسلمون؟ ما هو الإسلام؟ فيكتب الله النشر للإسلام فينتشر بعز عزيز ، أو بذل ذليل { والله متم نوره ولو كره الكافرون } فعلينا أن نكسب الناس من خلال الأخلاق ، وكيف نترك النقص يؤثر علينا ، فننسى أننا مسلمون فنضيع قبل أن يضيع غيرنا .