المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دوافع الحب



البنفسج
18-03-2006, 03:47 PM
الدوافع إلى زيادة محبة
النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته


لا شك في أن النبي صلى الله عليه سلم من الإيمان، والإيمان يزيد وينقص، وكلما ازداد إيمان العبد ازداد حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم أبر الأمة قلوباً، هم أوفر الناس نصيباً من هذه المحبة، فكانت محبتهم له صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة الآباء والأبناء والزوجات، والأموال، وفدوه صلى الله عليه وسلم بآبائهم وأبنائهم، وهذه صحابية جليلة قتل يوم أحد أبوها وأخوها وزوجها فقالت: كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقيل لها: هو على خير ما تحبين، فقالت: دعوني أنظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة دونتك جلل يا رسول الله.
ولما عذب خبيب بن عدي رضي الله عنه قيل له: أتحب أن محمداً مكانك، وأنك معافىً في أهلك ومالك؟ فقال: ما أحب أنني معافىً في أهلي ومالي ويشاك محمداً صلى الله عليه وسلم بشوكة، وأي وهو أيضاً معافىً في أهله وماله.
وفي ذلك قيل:
أسرت قريش مسلماً فمضى بلا وجل إلى السياف
سألوه هل يرضيك أنك سالم ولك النبي فدى من الإتلاف
فأجاب كلا لا سلمت من الردى ويصاب أنف محمد برعاف
ووقاه طلحة بن عبيد الله يوم أحد بيده فشلت يده.
فما هي الدوافع التي تدفع المؤمن إلى الزيادة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته؟
1- زيادة محبة الله عز وجل:
لان محبة النبي صلى الله عليه وسلم من لوازم محبة الله عز وجل وكلما ازداد حب العبد لله عز وجل، ازداد كذلك حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر العلماء لمحبة الله عز وجل أسباباً:
منها: قراءة القرآن بالتدبير
ومنها: التقرب إلى الله عز وجل بالنوافل، بعد استكمال الفرائض.
ومنها: دوام الذكر بالقلب واللسان
ومنها: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى.
ومنها: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها، وتقبله رياض معانيها.
ومنها: الخلوه به وقت النزول الإلهي والإذن العام في الثلث الأخير من الليل.
ومنها: مجالسة المحييين الصادقين، والتقاط أطايب كلامهم.
ومنها: المباعدة عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
ومنها: هذه الأسباب العشرة، وصل المحبون إلى منازل المحبة،ودخلوا على الحبيب.
2- ومن ذلك معرفة النبي صلى الله عليه، ودراسة شمائله، وشرف نسبه، وكريم حلقه:
وقد كان يكفي من عاصره صلى الله عليه وسلم أن ينظر إلى وجهه الكريم فيرى علامات الصدق، وآيات النبوة.
فمهما تعرف المسلم على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فإنه يزداد حباً له، وتسليماً لأمره.
قال تعالى: {أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون} [المؤمنون]
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خلقاً، وأوسعهم صدراً، وأصدقهم لهجة، وأكرمهم عشيرة، وأوفاهم عهداَ، وأوصلهم للرحم، قريباً من كل بر، بعيداً عن كل إثم، لا يقول إلا حقاً، ولا يعد إلا صدقاً، جواداً بماله.
فجدير بمن كان بتلك المنزلة أن تتوجه القلوب لمحبته، وكلما اطلع الإنسان على جوانب خلقه الكريم ازداد حباً له، ولذلك كان الصاحبة رضي الله عنهم أكمل الأمة حباً له شاهدوه وعاينوه من أحواله الشريفة، وأخلاقه الكريمة.
ولذا قال الله عز وجل حاثاً عباده على تدبر أحواله الداعية إلى مزيد من محبته والتسليم لأمره ونهيه: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} [سبأ]
3- ومن ذلك دراسة تشريفات النبي صلى الله عليه وسلم وما فضله الله به على سائر الأنبياء المرسلين صلى الله عليهم وسلم أجمعين .
فمن ذلك أنه ساد الكل صلى الله عليه وسلم كما في قوه صلى الله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولافخر .
ومن ذلك أن الله عز وجل غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما قال تعالى : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً ) .
ومن ذلك أنه أول شافع وأول مشفع صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك أنه صاحب المقام المحمود يوم القيامة كما قال تعالى : ( عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) ( الإسراء :79) والمقام المحمود هو الشفاعة العظمى .
ومن ذلك أن الله تعالى أقسم بحياته ، ولم يقسم بحياة أحد من خلقه غيره صلى الله عليه وسلم ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) ( الحجر:72)
ومن ذلك أن الله عز وجل وقره في ندائه ، فناداه بأحب أسمائه وأسمى أوصافه فقال ( يا أيها النبي ) ( الأنفال :64) وقال : ( يا أيها الرسول ) ( المائدة : 41) ونادى الأنبياء بأسمائهم الأعلام .
ومن ذلك أن الله عز وجل أمر الأمة بتوقيره واحترامه ، وقد مضى شئ من ذلك في الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك أن الله عز وجل اختصه بمعجزة القرآن المبين ، وهي باقية إلى يوم الدين ، وله صلى الله عليه وسلم كذلك من المعجزات الحسية ما فاق جميع الرسل .
فمن ذلك حنين الجذع، ونبع الماء بين أصابعه، وتسليم الحجر عليه، وتكثير الطعام بين يديه، وانشقاق القمر له صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك أن لكل نبي مثل أجر أمته لأن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، وأمته صلى الله عليه وسلم خير الأمم، وهي نصف أهل الجنة.
ومن ذلك أن الله عز وجل حفظ كتابه: {إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر] وحفظ إجماع أمته فلا تجتمع على ضلالة، وحفظ طائفة من أمته فلا تزال ظاهرة على الحق، ووهبه سبعين ألفاً من أمته يدخلون الجنة بغير حساب.
4- ومما يدفع إلى مزيد حبه صلى الله عليه وسلم معرفة شفقته على أمته ورحمته بهم:
كما وصفه الله عز وجل بقوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة].
فمن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم آثر أمته على نفسه بدعوته، ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي دعوة ومستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً.
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه تلا قول إبراهيم: {فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} [إبراهيم]، وقول عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة] فرفع يديه وقال: أمتي أمتي. ثم بكى، فقال الله تعالى: يا جبريل: اذهب إلى محمد فقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
ومن ذلك حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية أمته كما قال تعالى: {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} [الشعراء]
5- ومن الدوافع إلى مزيد محبته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} [الأحزاب].
قال ابن كثير رحمه الله: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزله عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي.
وقال صلى الله عليه وسلم: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً.


منقول لتعم الفائدة لجميع الأخوة الأعزاء وأخواتي العزيزات

*أهداب*
18-03-2006, 06:07 PM
جعل الله ماكتبت في موازين حسناتك .........نوراً على نور
وجعل عيشك عيش السعداء ............وانزلك منزل الصالحين والأنبياء

(*)~سدوومة~(*)
19-03-2006, 11:01 PM
الله يجزاكِــ خير عزيزتي

البنفسج

وجعل ماكتبته لنا في موازيين اعمالكــ