المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين منهم حقوق الإنسان أيها التربويون؟ - الفروقات حقنا وهدفنا



حقوق المعلمين
20-12-2012, 08:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعد الطفل اللبنة الأولى لبناء المجتمع والصورة المشرقة التي تعكس تطور الأمم ورقيها، لذا اهتم الإسلام به قبل أن يوجد فأمر الرجل باختيار الزوجة الصالحة وأمر المرأة بقبول الرجل الصالح، وأمر بآداب وأسس تقوم عليها الأسرة، وقسّم العمل بين الزوجين فالأب يسعى خارج البيت لطلب الرزق والأم تعتني بالمسكن لتهيئ البيئة المثالية التي يتشارك فيها الوالدان لتربية الأبناء، كل ذلك وغيره الكثير تمهيداً للقادم الأهم وهو الطفل، وأمر بالإحسان إلى الأم وإن كانت مطلقة والإنفاق عليها والرحمة بها والشورى معها في شأن الطفل، وأمر باختيار الاسم الحسن والرضاعة الطبيعية ولم يتركه لحظة بلحظة من الولادة حتى يصبح أباً فيطبق ما تربى عليه ويقيم الإسلام في نفسه وعقبه من بعده.

إن ما أمر به الإسلام أساس في حماية الطفل من الاساءة الجسدية، والاساءة النفسية، والاساءة الجنسية، والإهمال والتقصير.

وقد اعتنيت بابني وحلمت أن يتحقق له ذلك واهتممت أن يدخله والده مدرسة لتحفيظ القرآن المجيد، وعملت على متابعته ووالده حتى داخل حلق التحفيظ التي انتسب لها، ولكن للأسف يتعرض ابني يومياً للإساءة النفسية والجسدية وكبت حريته وزرع الخوف في نفسه من قبل مدرسة حكومية تشارك مدرسة ابني في المبنى، والتي عملت حواجز حديدية في الفناء الداخلي الذي كان مخصصاً لمدرسة التحفيظ باعتبار أن لديهم فناءاً آخر يستخدمونه، وشددت في الحواجز حتى يكتمل الفصل العنصري ويتم تقييد حركة تلاميذ التحفيظ باعتبارهم من مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الذي يفخر المرء بانتساب ابنه لها، وتجعل التلاميذ مضطرين يخرجوا للشارع إن تأخر ولي الأمر، ولا آمن عليهم من السيارات أو أن يعتدى عليهم من لا يخاف الله تعالى.

وما تفعله المدرسة العامة من طرد طلاب التحفيظ إن أرادوا البقاء في الفناء وغلق الأبواب وإرهابهم وإدخال الخوف في نفوسهم والاعتداء عليهم يظهر توجهات القائمين عليها فحسبنا الله ونعم الوكيل.

أسأل الجميع، أين حق المواطنة؟ وأين حقوق الإنسان؟ وأين حقوق الطفل؟ وأين الله سبحانه في قلوبهم؟.

هل من انتسب للتحفيظ لم يعد مواطناً سعودياً يحق له الفخر بانتمائه لهذه الدولة؟
أم لأنه اهتم بالقرآن الكريم لم تعد له حقوق بقية البشر؟
فإن كان كذلك فلماذا تريدوا انتزاع الطفولة منه، حتى صغار الحيوانات يرأف بحالهم فلا أقل من أن ينظر إليهم على أنهم صغار لا حول لهم ولا قوة.

أي جيل سيخرج لنا مع هذا التعامل الظالم المجحف؟.
أي إنسان ننتظر أن ينشأ في ظل التمييز العنصري؟.
أي فخر سينمو في قلب طفل يوضع في مكان أقل ما يوصف أنه حظيرة أغنام؟



ومما يؤلم أن المدرسة العامة حرمت التلاميذ من دورات المياه؛ هؤلاء أطفال تضطرهم ليبقوا السموم في أجسادهم ويتألمون لأنك تريد الفصل بين مدرستين ابتدائيتئن بدعوى عنصرية هذا تحفيظ وهذا عام، فأين أنت من الله سبحانه وتعالى؟


الأمر وصل أن رغبت بنقل ابني من المدرسة فأنا لا أريده أن ينشأ وفي داخله ألم نفسي مما رأه وعايشه في طفولته، ولكن كما لاحظت من خلال تفاعل ابني وحبه للمدرسة ورغبته الشديدة في البقاء بها أن معلميها جيدون في التعامل مع التلاميذ، رحماء بهم فأتوقف، وإن كان تأثير الأمر عليه بدأ يتضح؛ مع أن بقائه في انتظار والده لا يتعدى ربع ساعة لكن ضيق المكان والتزاحم والإزعاج الناتج من تصرفات بعض التلاميذ جعله يشعر بشيء من الخوف ويكثر من التقلب أثناء نومه وغيرها من التصرفات والتلميحات التي تعكس ما يعايشه خلال الربع ساعة التي يبقى فيها داخل ذلك المحتجز.

الحل استقر على رفع شكوى لوزارة التربية والتعليم (مع الشك من اتخاذها أي إجراء)، وشكوى لمنظمة حقوق الإنسان وأخرى لليونيسيف حتى يتخذوا إجراءاً مع المدرسة والمتسبب في هذه الجريمة ضد الطفولة والإنسانية، لمخالفة الفعل للمبادئ الإسلامية والمواثيق الدولية والإقليمية والتي وقعت عليها المملكة العربية السعودية كشريك في الحفاظ على الطفولة والإنسانية.

ولكن لا أعرف الطريق لذلك، لذا عرضت مشكلتي لديكم أيها التربويين.


فما رأيكم فيما عرضت كتربويين أبناؤنا أمانة في أعناقكم؟.


وأيضاً، ما أطلبه من المنتدى الكريم توجيهي لكيفية التواصل مع المنظمات السالفة الذكر وشكراً؟


صاحبة الوشاح
مكة المكرمة - الششة